آحمد صبحي منصور Ýí 2020-01-03
القاموس القرآنى : ( خلود 4 ): بين الخلود والأبدية
مقدمة
1 ـ كلمة ( أبدا ) لها معنيان مختلفان . في الدنيا تعنى النفى المطلق أو المقيد المشروط ، وفى الآخرة تأتى تأكيدا للخلود في الجنة أو في النار .
2 ـ ونعطى تفصيلا :
أولا :
( الأبدية ) ( أبدا ) فى الدنيا بمعنى النفى المشروط المقيد :
قال جل وعلا :
1 ـ ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿الممتحنة: ٤﴾. قول المؤمنين لقومهم الكافرين : ( إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ وَحْدَهُ). ( أبدا ) هنا بمعنى النفى ، ولكنه مقيد بأن يؤمنوا بالله جل وعلا وحده .
2 ـ رفض بنو إسرائيل وهم مع موسى دخول الأرض المقدسة التي كتبها الله جل وعلا لهم . قال لهم موسى : ( يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴿٢١﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ﴿٢٢﴾ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٣﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴿المائدة: ٢٤﴾
قولهم ( إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ) هو نفى ولكنه ليس مطلقا ، بل هو مشروط ومقيد بوجود القوم الجبارين فيها .
3 ـ ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿النور: ٤﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥﴾ النور ). هنا تشريع إلاهى بعدم قبول شهادتهم أبدا إلا إذا تابوا وأصلحوا .
4 ـ في حديث الإفك حيث تقوّل بعض المنافقين على بعض المحصنات المؤمنات في أوائل إستقرار المهاجرين في المدينة قال جل وعلا يلوم الصحابة : ( إذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ ﴿١٥﴾ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴿١٦﴾ يَعِظُكُمُ اللَّـهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿النور: ١٧﴾. ( أبدا ) جاءت بالنفى إن كانوا فعلا مؤمنين .
5 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿النور: ٢١﴾. التزكية مشروطة بفضل الله جل وعلا ورحمته . ولولا هذا ما تزكى منهم من أحد ( أبدا ) .
ثانيا :
( الأبدية ) ( أبدا ) فى الدنيا بمعنى النفى المطلق :
1 ـ قال جل وعلا ردا على كفار بنى إسرائيل :
1 / 1 : ( قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِندَ اللَّـهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٩٤﴾ وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿البقرة: ٩٥﴾)
1 / 2 : ( قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّـهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٦﴾ وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿الجمعة: ٧﴾)
زعموا أنهم أولياء الله جل وعلا من دون الناس جميعا ، وانهم فقط أصحاب الجنة في الآخرة ، فتحدّاهم رب العزة جل وعلا أن يتمنوا الموت لكى ينعموا بالخلود في الجنة . وأكّد رب العزة جل وعلا إستحالة أن يتمنوا الموت ، وهذا لأنهم في أنفسهم يعلمون ما إقترفوه من سيئات . والله جل وعلا عليم بالظالمين . قال جل وعلا عن الإنسان : ( بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴿١٤﴾ القيامة ). قوله جل وعلا : ( وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا ) . نفى مطلق يسرى على المستقبل . وقوله جل وعلا ( وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا ) نفى مطلق عن الزمن الحاضر . بالجمع بين هذا وذاك يتأكد النفى المطلق في الحاضر والمستقبل . الخطاب في هاتين الآيتين يحوى إعجازا ضمنيا ينبىء بالمستقبل لأن المحمديين يعتقدون أن لهم الجنة في الآخرة ، لذا جاء النفى ب ( أبدا ) يشمل الحاضر والمستقبل ، أي لأهل الكتاب الضالين وللمحمديين الضالين على السواء .
2 ـ في إستحالة أن يهتدى من يرفض الإكتفاء بالقرآن معرضا عنه لأنه يؤمن بحديث آخر ويجادل دفاعا عن هذا الحديث الباطل بالباطل قال جل وعلا : ( وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا ﴿٥٦﴾ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿الكهف: ٥٧﴾. ( ابدا ) هنا نفى مطلق يسرى على المستقبل بعد نزول هذه الآية ، وهنا إعجاز نراه يتحقق في المحمديين المؤمنين بأحاديث شيطانية من البخارى الى الكافى الى إحياء علوم الدين .
3 ـ قال جل وعلا عن أهل الكهف : ( وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَـٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴿١٩﴾ إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿الكهف: ٢٠﴾. قولهم ( وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ) هنا نفى مطلق بإستعمال ( أبدا )
4 ـ في قصة تمثيلية قال جل وعلا : ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا ﴿٣٢﴾ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا ۚ وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا ﴿٣٣﴾ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴿٣٤﴾ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَدًا ﴿الكهف: ٣٥﴾. صاحب الجنة ( الحديقة ) المغرور بها إعتقد إنها لن تزول ( أبدا ) أي مطلقا . وزالت .!
5 ـ قال جل وعلا للصحابة المتطفلين على بيوت النبى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَـٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّـهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّـهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمًا ﴿الأحزاب: ٥٣﴾. هنا تشريع دنيوى يسرى في زمنه وهو تحريم زواج من تزوجها النبى مطلقا و :( أبدا ) . التحريم هنا مطلق ، يدعّمه قوله جل وعلا عن نساء النبى : (النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) ﴿٦﴾ الأحزاب )
6 ـ قال جل وعلا عن منافقى الصحابة :
6 / 1 : الذين تحالفوا مع أهل الكتاب المعتدين : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿الحشر: ١١﴾. قولهم ( وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا ) نفى مطلق .
6 / 2 : الذين تقاعسوا عن الخروج للقتال الدفاعى عن المدينة : ( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّـهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴿٨١﴾ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٨٢﴾ التوبة ) ، وعقابا لهم قال جل وعلا في خطاب مباشر للنبى محمد عليه السلام : ( فَإِن رَّجَعَكَ اللَّـهُ إِلَىٰ طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ ﴿التوبة: ٨٣﴾ وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ﴿التوبة: ٨٤﴾. هنا عقاب سلبى ليس بالعنف ولكن بمنعهم من شرف الاشتراك مستقبلا في أي قتال دافاعى ، وبمنع أن يصلى النبى على أحد منهم إذا مات ، أو أن يقوم على قبره داعيا له . ( أبدا ) هنا جاءت مرتين بالنفى المطلق : ( لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا ) ( وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ) .
6 / 2 ـ الذين أقاموا مسجد الضرار. : ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿١٠٧﴾ التوبة ) . بعدها قال جل وعلا للنبى محمد في خطاب مباشر : ( لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴿التوبة: ١٠٨﴾. هنا منع مطلق من القيام فيه ، وجاء بصيغة ( أبدا ) : ( لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ) .
6 / 3 : ( بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰ أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا ﴿الفتح: ١٢﴾. الأعراب المنافقون ظنوا أنه لن يرجع الرسول والمؤمنون الى المدينة ( أبدا ) أي مطلقا .
ثالثا :
( الأبدية ) ( أبدا) فى الخلود الأبدى فى الجنة
قال جل وعلا :
1 ـ ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) ﴿النساء: ٥٧﴾
2 ـ ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) ﴿النساء: ١٢٢﴾
3 ـ ( قَالَ اللَّـهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) ﴿المائدة: ١١٩﴾
4 ـ ( الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّـهِ ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴿٢٠﴾ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ ﴿٢١﴾ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) ﴿التوبة: ٢٢﴾
5 ـ ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) ﴿التوبة: ١٠٠﴾
6 ـ ( يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) ﴿التغابن: ٩﴾
7 ـ ( رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّـهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) ﴿الطلاق: ١١﴾
8 ـ ( جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) ﴿البينة: ٨﴾
9 ـ (وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ﴿٢﴾ مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ﴿الكهف: ٣﴾ لم يأت هنا مصطلح ( الخلود ) وجاء بدلا منه مصطلح المكوث يؤكده مصطلح ( أبدا )
رابعا :
( الأبدية ) ( أبدا) فى الخلود الأبدى فى النار
قال جل وعلا :
1 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّـهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ﴿١٦٨﴾ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) ﴿النساء: ١٦٩﴾
2 ـ ( إِنَّ اللَّـهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا ﴿٦٤﴾ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) ﴿الأحزاب: ٦٥﴾
3 ـ ( وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴿٢٣﴾ الجن )
السلام عليكم
جاءت في المقال عبارة الخلود الابدي. ماذا يقصد بالخلود الابدي؟ وهل يوجد خلود غير أبدي؟
مفهوم الخلود هو دوام الشيء بحسب مقتضاه وظرفه فالخلود للأجساد البالية فى هذه الدنيا الفانية يعنى طول العمر،أما فى الدار الآخرة وهى دار القرارفإن الأنفس سرمدية والأجساد باقية طالما بقيت هذه الدار، قال تعالى فى سورة هود:(خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد107-وأما الذين سعدوا ففى الجنة خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ 108) صدق الله العظيم أى أن البقاء مرتهن بإرادة المولى جل وعلا ومتوقف أيضا على بقاء السماوات والأرض وأما الأبد فهويعنى مطلق امتداد الزمن وطوله وليس فى مفهومه قيد ولاحد وإنما يفهم الحد من جانب متعلقاته فعلى سبيل المثال فى قوله تعالى على لسان اليهود:إنا لن ندخلها أبدا ماداموا فيها يمتد الزمان هنا فقط إلى حين بقاء الفلسطينيين فيها، وقوله جل شأنه على لسان الرسول :لن تخرجوا معى أبدا يمتد عدم خروجهم إلى أن يبقى حيا وفى قوله تعالى( لاتقم فيه أبدا)أى ما دمت حيا وبقى هذا المسجد وهكذا نلا حظ أن التعبيرين لايفيدان البقاء إلى اللانهاية.
ولكن لو اعتبرنا حقيقة احتمال توقف الزمان بعد البعث والحساب والجزاء ،لو اعتبرنا ذلك فبالطبع لن يكون هناك ماض ولاحاضر ولامستقبل بل سرمدية فوق إدراك حواسنا وخيالنا.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5123 |
اجمالي القراءات | : | 57,058,388 |
تعليقات له | : | 5,452 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
الغزالى حُجّة الشيطان ( 9) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 2 )
دعوة للتبرع
مظلوم..!!: كافحت انا واخوا تى حتى اصبح لنا مصنع فى منطقة...
خمسة أسئلة : السؤا ل الأول : ما هى الأرض المقص ودة فى...
سورة الاحزاب أيه (56: التحي ه والسل ام لك يادكت ور احمد صبحي. انا...
غزوة أحد: لاز لت اتابع مقلات كم بكل اهتما م .. غير...
كلام عبيط : هل يجوز افراد يوم الجمع ة بالصي ام لانه...
more
وردت أبدية الخلود فى الجنة تسع مرات وأبدية الخلود فى النار ثلاث مرات فقط دلالة على أن الرحمة أشمل وأعم،ومن الجدير بالذكر أن آية سورة الجن تتعلق بمن يعصى الله ورسوله أى أنها خاصة بالمسلمين لأن الكافرلايوصف بالعصيان ، وعليه فلا يحق للمسلمين أن يدعوا أنهم شعب الله المختار الذى سيتمتع بالشفاعة المزعومة أو بالخلاص بمجرد التلفظ بالشهادة.