آحمد صبحي منصور Ýí 2019-08-03
النجوى والشيطان
1 ـ القصص القرآنى يختلف عن الروايات التاريخية . الروايات التاريخية تلتزم بأركان الحدث التاريخى ( أسماء الأشخاص ، وتحديد الزمان والمكان ). القصص القرآنى يركز على العبرة لأن القرآن ليس كتابا فى التاريخ بل فى الهداية ، وفى القصص القرآنى يكون الهدف هو العظة ولذا فلا تركيز على أسماء الأشخاص ولا تحديد الزمان أو المكان ، لتكون القصة القرآنية متحررة من أسر الزمان والمكان ، لتنطبق على المنافقين والكافرين والمؤمنين والفاسقين والمجرمين فى كل زمان ومكان . القصص القرآنى منه ما نزل معاصرا يتحدث عن أحداث جرت فى وقتها فى عصر النبى محمد عليه السلام ، ومنه قصص أخبر عن الماضى . ولأن الصراع محور أساس فى تاريخ البشر فقد كان للنجوى أو التآمر نصيب ، منه ما كان تناجيا يوسوس به الشيطان ، أو تناجيا يقوده الشيطان وهو يتلاعب بأوليائه . التناجى الذى وسوس به الشيطان عبّر عن الذى قلناه من قبل من ( النسيان المؤقت ) الذى يعقبه توبة وإستغفار . النجوى الشيطانية كانت تقع من الكافرين والمنافقين والذين تحكم فيهم قرناؤهم من الشياطين يجعلون بينهم وبين الهدى حجابا مستورا .
2 ـ ونعطى أمثلة قرآنية :
أولا : التناجى الشيطانى بين الكفار فى عهد النبى محمد عليه السلام
1 ـ قال جل وعلا فى سورة مكية يخاطب خاتم النبيين عليهم جميعا السلام ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴿٤٦﴾ نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا ﴿٤٧﴾ انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿٤٨﴾ الاسراء ).
2 ـ نعطى تدبرا سريعا لهذا التناجى الشيطانى :
2 / 1 : مع إنه خطاب مباشر للنبى محمد عن مشركى عصره الرافضين للقرآن الكريم إلّا إنه ينطبق على أئمة المحمديين . فى تناجى المشركين فى مكة كانوا يتهمون النبى بأنه كان مسحورا ( وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا ﴿٤٧﴾ انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿٤٨﴾ الاسراء ). وتكرر هذا الإتهام فى سورة مكية أخرى : ( وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا﴿٨﴾ انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿٩﴾ الفرقان ) . ثم فيما بعد صاغه البخارى وغيره إتهاما للنبى أن يهوديا سحره . إفترى البخارى لعنه الله جل وعلا هذا الحديث : ( 5430 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا عيسى بن يونس، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سحر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زُرَيق، يقال له لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي، لكنه دعا ودعا، ثم قال: (يا عائشة، أشَعَرْتِ أن الله أفتاني فيمااستفتيته فيه، أتاني رجلان، فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب، قال: من طبَّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال: في مُشط ومُشاطة، وجُفِّ طَلْع نخلة ذَكَر. قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذَرْوان). فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه، فجاء فقال: (يا عائشة، كأن ماءها نُقاعة الحِنَّاء، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين). قلت: يا رسول الله: أفلا استخرجته؟ قال: (قد عافاني الله، فكرهت أن أثَوِّرَ على الناس فيه شراً). فأمر بها فدُفنت. ). وربما تناجى البخارى ( وإسمه الحقيقى : أبن برزدويه ) مع رفاقه من شياطين الإنس وهو يصيغ هذا الحديث .
2 / 2 : القرين الشيطانى يتحكم فى نفس المشرك الكافر فيمنع وصول نور الحق القرآنى اليها ، ولأن النفس تنتمى الى عالم البرزخ غير المرئى لنا ولأن القرين الشيطانى ينتمى الى نفس العالم البرزخى فإن الحجاب الذى يضعه على النفس يكون بالنسبة لنا مستورا .
2 / 3 : تتأكد هذه النجوى الشيطانية للكافرين فى قوله جل وعلا عنهم : ( لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَـٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ۖأَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ﴿٣﴾ الانبياء ).
ثانيا : التناجى بين الحق والإثم فى قصص النبى محمد عليه السلام عن بعض الصحابة من غير المنافقين
1 ـ ( زايد الزينى ) ينتمى الى عائلة ( الزينى ) أكبر عائلة فى القرية . ( زايد ) ولد فاسد . بالليل سرق جاموسة من بيت (حسان الشبراوى ) . كشف ( حسان الشبراوى ) السرقة وأبلغ العمدة . أرسل العمدة شيخ الخفر فعثر شيخ الخفر على الجاموسة فى زريبة ( زايد الزوينى ). شيخ الخفر ينتمى الى عائلة الزوينى . أسرع بإبلاغهم بالأمر ليتداركوا الموقف منعا لإحراجه أمام العمدة . بعض الخفراء أشاع فى البلد انهم عثروا على جاموسة ( حسان الشبراوى ) فى زريبة ( زايد الزينى ) . اصبح موقف عائلة ( الزوينى ) حرجا . بالليل إستدعوا ( زايد ) وحققوا معه فإعترف بالسرقة . ( تناجوا ) فيما بينهم فى طريقة للخروج من هذه الفضيحة ، وكان معهم شيخ الخفر الذى إقترح أن يضع الجاموسة فى زريبة الولد ( شعبان ). ثم يذهب هو بالخفر الى دار الولد ( شعبان ) ليضبط الجاموسة المسروقة فى زريبته . ثم يقبض عليه ، وإقترح عليهم أن يذهبوا فى الصباح الى دوار العمدة يشكون من إتهام ابنهم ( زايد ) ظلما وهو لم يسرق شيئا . وافقوا . وقام شيخ الخفر بتسريب الجاموسة من بيت ( زايد ) وربطها ليلا فى زريبة ( شعبان ) . ثم قام بحملة وضبط الجاموسة فى زريبة ( شعبان ) وقبض على شعبان وقاده مكبلا بالأغلال الى دوار العمدة . وفى الصباح الباكر إشتكى شيخ الخفر للعمدة من تشنيع أهل البلد على ابن عمه ( زايد ) وطلب منه أن يبرىء ساحة ابن عمه بعد أن ظهرت براءته وظهر أن السارق هو ( شعبان ). دعا العمدة الى إجتماع عام ، وأعلن فيه براءة ( زايد الزينى ) وطلب من أهل البلد الاعتذار له لأنهم إتهموه ظلما . هذا بينما أرسلوا المسكين ( شعبان ) الى السجن .
2 ـ هذه قصة مصنوعة الآن ، ولكنها تعبر عن ( صناعة التلفيق ) والتى يدخل بها البرىء السجن ظلما ، ويتمتع المجرم الحقيقى بالبراءة والثناء ، ويتحقق المثل الشعبى المصرى ( يا ما فى السجن مظاليم ) .
3 ـ ولأنها ( حالة ) تتكرر فى أى مجتمع ، فقد حدث مثيل لها فى المدينة فى عصر النبى محمد عليه السلام . سرق بعضهم شيئا وإنكشف أمره فعقد أهله مؤتمرا سريا ( تناجوا ) فيه بالإثم والعدوان ، وأودعو المسروق فى بيت شخص برىء ، وذهبوا للنبى يشتكون من إتهام ابنهم ظلما ويطلبون من النبى الدفاع عن براءته ، ولأنه عليه السلام لا يعرف الغيب فقد صدقهم ، ودافع عمّن ظنّه بريئا دون أن يعرف ان البرىء الحقيقى أضحى متهما بالظلم . ونزل فى ذلك آيات ( 105 : 115 ) من سورة النساء .
4 ـ قال جل وعلا : ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴿١٠٥﴾وَاسْتَغْفِرِ اللَّـهَ ۖ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿١٠٦﴾ وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا﴿١٠٧﴾ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّـهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا﴿١٠٨﴾ هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّـهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿١٠٩﴾ وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّـهَ يَجِدِ اللَّـهَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿١١٠﴾ وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١١١﴾ وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ﴿١١٢﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّـهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴿١١٣﴾ لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١١٤﴾ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿١١٥﴾النساء )
5 ـ ونعطى للآيات الكريمة تدبرا سريعا :
5 / 1 : طبقا لمنهج القرآن فى القصص فلم يأت ذكر أسماء الأشخاص لكى تتحول القصة التاريخية الى حالة تتحرر من أسر الزمان والمكان لتنطبق على كل زمان ومكان يدور فيه تلفيق التُّهم للابرياء لينجو أصحاب النفوذ.
5 / 2 : النبى محمد عليه السلام لم يكن يعلم الغيب ، ولن يشفع لأحد أو أن يجادل عن أحد يوم القيامة .
5 / 3 : عصمة الرسول بالقرآن ، وبالقرآن أنقذه رب العزة من إضلال بعض أصحابه وكذبهم عليه . ولولا الوحى ما إنكشف تضليلهم .
5 / 4 : هناك صحابة ليسوا من المنافقين ولكن وصفهم رب العزة بالخيانة والمبالغة فى الإثم ( خوانا أثيما )
5 / 5 : تأكيدا على مسئولية الآثم الشخصية عن إثمه جاءت القواعد الآتية :
5 / 5 / 1 : آثم ثم يبادر بالاستغفار . وهذا يغفر الله جل وعلا له .
5 / 5 / 2 : الآثم هو الذى يتحمل الإثم وحده وليس غيره .
5 / 5 / 3 : الآثم الذى يرمى إثمه على برىء يكتسب إثما زائدا . ( النساء 110 : 112 ) .
6 ـ الذى يدخل فى موضوعنا عن ( الشيطان والنجوى ) هو أن أولئك الخوانين الآثمين من الصحابة تناجوا بالليل على تدبير فعل أثيم ، ونفذوه بتلفيق تهمة ظالمة لشخص برىء ، وقاموا بتبرئة مجرم عريق . ويبدو أن التناجى السّرّى فيما بينهم كان عادة عريقة فيهم ، وكان أغلب تناجيهم فيما لا خير فيه ، وكان بعضه فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، إلّا إنهم حين تناجوا فى الشّر يستخفون من الناس ولا يستخفون من رب الناس جل وعلا فقد وقعوا فى شقاق مع الله جل وعلا ورسوله من بعد ما تبين لهم الهدى ، وهو تحذير لهم جاء فى آيتى ( 114 : 115 ) .
ثالثا : تناجى المنافقين :
1 ـ كان المنافقون الملأ المسيطر على يثرب قبل أن يهاجر اليها النبى والمؤمنون. بالهجرة تغير الوضع لغير صالحهم . لم يكن لهم أن يتركوا ( المدينة ) وفيها أموالهم وأهاليهم وليس مقبولا أن يتركوها ليكونوا تبعا لغيرهم . ثم وهم فى المدينة فقد كفلت لهم الدولة الاسلامية الحرية المطلقة فى المعارضة الدينية والسياسية طالما لا يرفعون السلاح . وإستغلوا هذه الحرية أسوأ إستغلال . كان تشريع الشورى بمعنى الديمقراطية المباشرة يعنى إشتراك كل سكان المدينة رجالا ونساءا فى الشورى مثل جمعية عمومية . لم يسعد المنافقون بهذا فإتهموا النبى بأنه (أُّذُن ) أى يسمع لمن هب ودبّ . قال جل وعلا : ( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚقُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٦١﴾ التوبة ) .
2 ـ فى تشويش المنافقين على الشورى الاسلامية إبتدع المنافقون ( النجوى ) أى الأحاديث السرية التى لا تخلو من تآمر . وإنخدع بهذا بعض المؤمنين . جاءهم النهى كثيرا فلم يطيعوا ، وظلوا سادرين فى تناجيهم الشيطانى بالإثم والعدوان فقال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّـهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ ۚحَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٨﴾ المجادلة ) وقال جل وعلا للمؤمنين يحذرهم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٩﴾إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾ المجادلة ). وعليه فالنجوى بالمعروف والبر والتقوى هى النجوى الاسلامية. والنجوى التى تكون بالإثم والعدوان هى من الشيطان .
3 ـ جدير بالذكر أن المنافقين أسّسوا مسجدا للتآمر كانوا يتناجون فيه قال جل وعلا عن نوعية نجواهم الشيطانية : ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ) (١٠٧﴾ التوبة )
رابعا : التناجى بين الحق والإثم فى قصة يوسف عليه السلام
1 ـ أخوة يوسف تناجوا فيما بينهم بالإثم حين تآمروا على أخيهم يوسف فى طفولته . قال جل وعلا : ( لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ﴿٧﴾إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٨﴾ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ﴿٩﴾ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴿١٠﴾ يوسف )
2 ـ فى مصر جرت ثلاث إجتماعات تآمرية آثمة :
2 / 1 : الأول بين النساء المترفات فى العاصمة المصرية القديمة فى جلسة نميمة حول غرام إمرأة العزيز بفتاها يوسف ، ولم يكنّ قد رأينه بعدُ . قال جل وعلا : ( وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖإِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ يوسف ).
2 / 2 : الثانى : حين تناجت معهم إمرأة العزيز فى خطة للإيقاع بيوسف . قال جل وعلا : ( فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّـهِ مَا هَـٰذَا بَشَرًا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ﴿٣١﴾ قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖوَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ﴿٣٣﴾ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٣٤﴾ يوسف )
2 / 3 : ثم تناجى الرجال أصحاب السلطة فيما بينهم وانتهت نجواهم بسجن يوسف ظلما لتفادى الفضيحة . قال جل وعلا : ( ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ ﴿٣٥﴾ يوسف )
3 : حين جاء أخوة يوسف اليه ومعهم أخوهم ( شقيق يوسف ) فإحتجزه يوسف بتهمة ملفقة بقصد إنقاذه منهم . ولأن أباهم قد أخذ عليهم العهد بإرجاعه فقد حاولوا مع يوسف الذى يظنونه عزيز مصر فرفض . ولما يئسوا من إسترجاعه تناجوا مع بعضهم . قال جل وعلا : ( فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا ۖ قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللَّـهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ ۖ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّـهُ لِي ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴿٨٠﴾ ارْجِعُوا إِلَىٰ أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ﴿٨١﴾ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴿٨٢﴾ يوسف ). هنا التناجى فى صحوة ضمير .
خامسا : لمحة عن التناجى الشيطانى والتناجى الاسلامى فى قصة موسى
1 ـ سياسة المستبد سلاسل من التناجى بالشرور والإثم والعدوان والمكر . قال جل وعلا عن أكابر المجرمين الحكام المستبدين : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢٣﴾ الانعام ) . وفرعون موسى كبير المجرمين وهو السّلف لمن جاء بعده منهم . و فى القصص القرآنى عنه نرى ملامح التآمر فى كل خطوة ، وجاء لفظ النجوى صريحا فى هذه الآيات : ( فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ ﴿٦٢﴾ قَالُوا إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَىٰ ﴿٦٣﴾ فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا ۚ وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَىٰ ﴿٦٤﴾ طه )
2 ـ وفى المقابل كان الضحايا من قوم موسى يتناجون بينهم ، نفهم هذا من قوله جل وعلا : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٧﴾ يونس ) .
سادسا : النجوى عند المتقين هى الخشية بالغيب
1 ـ المتقى يخشى الله جل وعلا سواء فى السّر أو فى العلانية ، لأنه يعلم أن الله يرى ( أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّـهَ يَرَىٰ ﴿١٤﴾ العلق )، و يعلم أنه جل وعلا ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٧﴾ المجادلة )، ويعلم أنه جل وعلا يسمع سرهم ونجواهم : ( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم ۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴿٨٠﴾ الزخرف )( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّـهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿٧٨﴾ التوبة )، ويعلم انه جل وعلا على كل شىء شهيد ( إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا ﴿٣٣﴾ النساء ) ( وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا ﴿النساء: ٧٩﴾( 166 )
2 ـ لذا يخشى المتقون ربهم فى الغيب : ( الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ ﴿الأنبياء: ٤٩﴾ ( إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ) ﴿فاطر: ١٨﴾( إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿يس: ١١﴾ ( مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿ق: ٣٣﴾( إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴿الملك: ١٢﴾
3 ـ ولهذا فإن التشريع الاسلامى يركز على تقوى القلب وخشيته وليس على مجرد الضبطية القضائية . ومثلا ففى تشريع الطلاق يتكرر الوعظ بالتقوى فى التطبيق : ﴿البقرة: ٢٣١،٢٣٢، الطلاق : 1: 2 )
يقول الخالق العظيم: (ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِیثِ كِتَـٰبࣰا مُّتَشَـٰبِهࣰا مَّثَانِیَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِینَ یَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِینُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ ذَ ٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ یَهۡدِی بِهِۦ مَن یَشَاۤءُۚ وَمَن یُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٍ)[سورة الزمر 23]
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5123 |
اجمالي القراءات | : | 57,057,403 |
تعليقات له | : | 5,452 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
الغزالى حُجّة الشيطان ( 9) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 2 )
دعوة للتبرع
القلب السليم: ما معنى القلب السلي م فى دعاء ابراه يم عليه...
أطرديه وتزوجى : انا عربية أعيش فى امريك ا من حوالى 30 سنة . فشلت...
اقرأ لنا : اني من كوردس وتان العرا ق اذا أمكن توضحو ن ...
الشيخ شلتوت والربا: هل صحيح أن الشيخ شلتوت أحلّ الربا ؟ وهل تأثرت...
تولى النصارى للسلطة: في كل الدول الأسل اميه أو العرب يه يقول...
more
وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا﴿٨﴾ انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿٩﴾ فى سورة الفرقان
وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢٣﴾فى سورة الأنعام
فى فقرة تناجى المنافقين فى السطر الثانى وردت كلمة يكونا بدلا من يكونوا
فى السطر الثانى من الفقرة 3:فى قصة يوسف وردت كلمة يأسوا بدلا من يئسوا
فى تدرج المعصية تقول الآية الأولى (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه)وأعتقد أن عمل السوء وظلم النفس مرحلة سابقة على اقتراف واكتساب الآثام
مازلت عند تعهدى وإنما أخرنى طارئ.