القاموس القرآنى : ( 3 ) مصطلحات: زعيم ، طاغية

آحمد صبحي منصور Ýí 2019-07-06


القاموس القرآنى : (  2 / 2 ) مصطلحات: زعيم ، طاغية

الزعيم 

مقدمة :

1 ـ المستبد حين يعلو نفوذه ويصل صيته خارج دولته يصبح ( زعيما ) .

2 ـ ( زعم ) مصطلح قرآنى بمعنى ( الزعم الكاذب ) و ( زعيم ) هو ذلك الذى يدعى كذبا . هل تعرف هذا أجهزة إعلام الزعيم المستبد ؟

المزيد مثل هذا المقال :

3 ـ نتتبع هذا المصطلح فى القرآن الكريم .

فعل ( زعم / يزعم )

1 ـ بعض المنافقين كان ( يزعم  ) الايمان ومع ذلك يرفضون الاحتكام الى القرآن الكريم ، ويحتكمون بدلا منه الى الطاغوت. قال جل وعلا:( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا) ﴿النساء: ٦٠﴾

2 ـ الكافرون يعبدون آلهة يزعمون أنها تنفع وتضر . وردا على مزاعمهم يأتى الرد عليهم فى هذه الدنيا :

2 / 1 : ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا﴿الإسراء: ٥٦﴾. بمعنى أن يقف المشرك أمام القبر المقدس ويظل ينادى دون جدوى .

2 / 2 : وفى هذا المعنى قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٩٤﴾ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ﴿١٩٥﴾ الاعراف ) ( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ۚ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿١٤﴾ الرعد )

2 / 3 : ويتحقق هذا فى الآخرة ، عندما لا تملك لهم آلهتهم المزعومة نفعا . قال جل وعلا :

2 / 3 / 1 :(  وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ ) وْبِقًا )﴿الكهف: ٥٢﴾

2 / 3 / 2 : (  وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ  )﴿الأنعام: ٢٢﴾

2 / 3 / 3 : (  وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ )﴿القصص: ٦٢﴾

2 / 3 / 4 :( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ )﴿الأنعام: ٩٤﴾ .

2 / 4 : وفى هذا المعنى قال جل وعلا : ( وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ۚ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ﴿٦٤﴾ القصص ) ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّـهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴿٥﴾ الاحقاف )

3 ـ وزعموا أنه لا بعث وجاء الرد عليهم من رب العزة جل وعلا:

3 / 1 :فى هذه الدنيا:

 ( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا ۚ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ۚوَذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ ﴿٧﴾  التغابن )

3 / 2 : وفى الآخرة : ( وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا ﴿الكهف: ٤٨﴾

الزعم ( إسم )

1 ـ دينهم الأرضى ملىء بالمزاعم . يزعمون نذرا لرب العزة جل وعلا ثم يقدمونه لقبورهم المقدسة . فعل ذلك العرب فى الجاهلية القديمة ولا يزالون يفعلون فى جاهليتهم الحديثة . قال رب العزة : ( وَجَعَلُوا لِلَّـهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَـٰذَا لِلَّـهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـٰذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّـهِ وَمَا كَانَ لِلَّـهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴿الأنعام: ١٣٦﴾

2 ـ وزعموا تحريما لبعض الأنعام إفتراءا . رد على مزاعمهم رب العزة : (  وَقَالُوا هَـٰذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَّا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَن نَّشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَّا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّـهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) ﴿الأنعام: ١٣٨﴾

الزعيم

هو الذى يزعم باطلا .

1 ـ يوسف عليه السلام حاك مكيدة اتهم فيها أخاه بالسرقة ليحتفظ به . قال جل وعلا : ( فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ﴿٧٠﴾ قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ ﴿٧١﴾ يوسف ). زعم بعدها اتباع يوسف ان اخوة يوسف سارقون :  ( قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ﴿يوسف: ٧٢﴾ . هذا ( الزعيم ) كاذب .

2 ـ  الكافرون زعموا مزاعم ، رد عليها جل وعلا باستفهام إنكارى :( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ﴿٣٥﴾مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴿٣٦﴾ أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ﴿٣٧﴾ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ ﴿٣٨﴾ أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۙ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ ﴿٣٩﴾ القلم ). ثم جاء التساؤل : ( سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَٰلِكَ زَعِيمٌ ﴿القلم: ٤٠﴾

3 ـ الزعماء العرب هم الأكثر كذبا بين العرب. ليس فقط فى تصريحاتهم بل فى أبواقهم الإعلامية . لذا توجد لديهم وزارة سيادية للإعلام تتخصص فى نشر الكذب ، ومن يجرؤ على قول الصدق يتعرض للإضطهاد . هذا كذب سياسى ، ولكن يعززه كذب ( زعم ) دينى فيما يقوم به كهنوت الزعيم .

 

الطاغية والطغيان والطاغوت

يوصف المستبد بأنه طاغية ويوصف نظام حكمه بالطغيان .

 و( طغى ) ومشتقاته من مصطلحات القرآن الكريم . ونتتبعه كالآتى :

1 ـ معنى ( طغى ) : هو مجاوزة الحد .

1 / 1 : ومنه أن يطغى ماء البحر على اليابس . قال جل وعلا عن طوفان نوح وسفينته : ( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ﴿الحاقة: ١١﴾

1 / 2 : مجاوزة الحد فى الميزان (  أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ﴿الرحمن: ٨﴾

نماذج من الطغاة

1 : وقال جل وعلا عن طغيان الأمم التى أهلكها الله جل وعلا : (  أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴿٦﴾ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ﴿٧﴾ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴿٨﴾ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴿٩﴾ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ﴿١٠﴾ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ﴿الفجر: ١١﴾ .

2 ـ عن طغيان قوم نوح (  وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ ﴿النجم: ٥٢﴾ لذا طغا عليهم الطوفان فأغرقهم ونجا نوح والمؤمنون : ( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ﴿الحاقة: ١١﴾

3 ـ تجاوز قوم ثمود الحدود بطغيانهم . قال عنهم جل وعلا :( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ﴿الشمس: ١١﴾ لذا كان عقابهم طاغيا متجاوزا للحدود : ( فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ﴿الحاقة: ٥﴾

4 ـ وعن طغيان فرعون قال رب العزة لموسى:( اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ) ﴿النازعات: ١٧﴾ . ﴿طه: ٢٤﴾ ، وخاف موسى من طغيان فرعون فطلب أن يكون معه أخوه هارون ، وإستجاب له ربه جل وعلا ، وجاءهما الأمر بمواجهة الطاغية فرعون قال لهما رب العزة جل وعلا : (  اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ) ﴿طه: ٤٣﴾ . وخافا أيضا من طغيانه وإفراطه فى الطغيان : (  قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ ﴿طه: ٤٥﴾

طغيان الإنسان

1 ـ مصطلح الانسان فى القرآن يعنى البشر الكفار ، قال جل وعلا : (  قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ﴿١٧﴾ عبس )( وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا ﴿٦٧﴾ الاسراء ) ( إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ ﴿٦٦﴾ الحج ) ( إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ﴿١٥﴾الزخرف ). ومن عادته كفران النعمة ، قال جل وعلا : ( وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ ﴿٩﴾ هود ). وهو فى النعمة تراه يغترّ ويظن أنه إستغنى ، وهذا هو الطغيان ، قال جل وعلا : (  كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ ﴿  ٦﴾ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ ﴿٧﴾ العلق ).

2 ـ وهؤلاء البشر الكافرون يتهمون الأنبياء فى كل زمان ومكان بالسحر أو الجنون . قال جل وعلا : ( كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴿٥٢﴾الذاريات ) وكأنما تواصوا على ذلك برغم إختلاف الزمان والمكان ، ويصفهم رب العزة جل وعلا بالطغيان : ( أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ)  ﴿الذاريات: ٥٣﴾ .

3 ـ وردا على زعمهم قال جل وعلا :(  أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم بِهَـٰذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) ﴿الطور: ٣٢﴾

4 ـ وبعضهم بخلوا بالنعمة فعوقبوا فإعترفوا : ( قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ)  ﴿القلم: ٣١﴾.

5 ـ لذا وعظ الله جل وعلا

5 / 1 :النبى محمدا والمؤمنين بالاستقامة وعدم الوقوع فى الطغيان ، قال جل وعلا : (  فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿هود: ١١٢﴾

5 / 2 : بنى اسرائيل فى عهد موسى : (  كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ ﴿طه: ٨١﴾

6 ـ هذا لأن للطاغين سوء العذاب فى الآخرة  قال جل وعلا :

6 / 1 :(  فَأَمَّا مَن طَغَىٰ ﴿٣٧﴾ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿٣٨﴾ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴿٣٩﴾ النازعات)

6 / 2 :(  هَـٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴿ص: ٥٥﴾

6 / 3 : وفى تفصيل لشرّ المآب هذا قال جل وعلا : ( إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا ﴿٢١﴾لِّلطَّاغِينَ مَآبًا ﴿٢٢﴾ لَّابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا ﴿٢٣﴾ لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا ﴿٢٤﴾ إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ﴿٢٥﴾ جَزَاءً وِفَاقًا﴿٢٦﴾﴿النبإ: ٢٢﴾

7 ـ وهم فى خلود العذاب يتبادلون الاتهامات بالطغيان :

7 / 1 :  (  وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ ﴿الصافات: ٣٠﴾

7 / 2 :(  قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿ق: ٢٧﴾

الطغيان

1 ـ المدلول السائد للطغيان هو الاستبداد السياسى . ولكن المستبد السياسى يؤله نفسه ويعتمد على كهنوت دينى ، أى إن الأساس فى الطغيان هو دين أرضى . ولذا جاء مصطلح الطغيان فى القرآن يركز على أصله الدينى .

2 ـ وبسبب أساسه الدينى فإن الطغيان :

2 / 1 : يزداد كفرا إذا ووجه بالقرآن الكريم .

2 / 1 / 1: قال جل وعلا مرتين : ( وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) ﴿المائدة: ٦٤، 68﴾ .

2 / 1 / 2 : وقال جل وعلا:( وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ﴿الإسراء: ٦٠﴾  

2 / 2 : يرتبط بالعمى أو زيادة الضلال ( يعمهون ) . قال جل وعلا :

2 / 2 / 1 : (  اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿البقرة: ١٥﴾

2 / 2/ 2 :(  وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿الأنعام: ١١٠﴾

2 / 2/ 3 :( مَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿الأعراف: ١٨٦.)

2 / 2 / 4 :(  وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّـهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿يونس: ١١﴾

2 / 2 / 5 : (  وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿المؤمنون: ٧٥ )

الطاغوت

1 ـ الطاغوت هو المصدر الدينى للطغيان وهو الشيطان . والشيطان لا نراه ، ولكنه هو مصدر الإضلال والغواية للبشر . هو الذى يقنع الانسان بعبادة الموتى والحجر والقبور ( الأنصاب )

2 ـ  وقد وصفها رب العزة جل وعلا بأنها من عمل الشيطان وأمر بإجتنابها فقال جل وعلا للذين آمنوا :

2 / 1 :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٩٠﴾ المائدة)

2 / 2 : ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴿٣٠﴾ الحج )

2 / 3 : هذا هو الطاغوت الذى أمرنا الله جل وعلا بإجتنابه فقال : (  وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّـهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ )﴿الزمر: ١٧﴾

2 / 4 : ولأن منبعه الشيطان فإن :

2 / 4 / 1 : العبادة للأوثان ليست فى الحقيقة للأحجار بل للشيطان الذى أقنع الانسان بعبادتها ، لذا سيقول رب العزة يوم القيامة لبنى آدم : (  أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٦٠﴾ وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚهَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٦١﴾ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖأَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ﴿٦٢﴾ هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴿٦٣﴾ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿٦٤﴾ يس )

2 / 4 / 2 : الشيطان هو أيضا مصدر الوحى الشيطانى الذى يؤسّس أديانا أرضية شيطانية . قال جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا )﴿١١٢﴾  الأنعام ).

2 / 4 / 3 : وقد قال رب العزة جل وعلا : ( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّـهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ﴿١٧﴾ الزمر ) وهذا الرجس المأمور بإجتنابه يشمل الأحاديث الشيطانية المُسمّاة ظلما وزورا بالسنة النبوية . لذا قال جل وعلا فى الآية التالية عن المؤمنين الذين يتبعون القرآن وحده أحسن الحديث :(الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾ الزمر ).

بعضهم يستشهد بحديث ( إعملى يا فاطمة فإنى لا أغنى عنك من الله شيئا ) ويراه موافقا للقرآن ولا يكتفى بأكثر من 150 أية قرآنية تنفى شفاعة البشر . الرد مقدما بقوله جل وعلا للنبى محمد عليه السلام فى الآية التالية ، قال جل وعلا : ( أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ ﴿١٩﴾ الزمر).أى الإتباع للآية القرآنية وحدها .

2 / 4 / 4 : ومن الأحاديث الشيطانية ما يؤسّس ( جهادا شيطانيا ) كما فعل الخلفاء الفاسقون فى فتوحاتهم . وهم وأمثالهم هم أولياء الشيطان الذين قال جل وعلا فيهم : (  الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴿النساء: ٧٦﴾ .

3 ـ ولأنه طاغوت دينى فهو محل الإيمان أو الكفر .

3 / 1 : والمؤمن التقى يبدأ بالكفر بالطاغوت ليكون إيمانه بالله جل وعلا وحده ، وهذا معنى ( لا إله إلا الله ). الجزء الأول فيها ( لا إله ) هو كفر بكل الآلهة، والجزء الباقى إيمان بالله جل وعلا وحده ( إلا الله ). وهذا معنى البدء بالكفر بالطاغوت ليكون الايمان برب العزة جل وعلا وحده  بلا شريك . قال جل وعلا : (  لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿ ٢٥٦﴾ اللَّـهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿البقرة: ٢٥٧﴾.

3 / 2 : ومن عبادة الطاغوت التحاكم الى شريعته ، وهى شريعة شيطانية نحن مأمورون بالكفر بها ، وهى الآن شريعة السنيين والشيعة وما يسمى بالفقه . قال جل وعلا عن المنافقين الذين يزعمون زورا الايمان بالله ورسوله : (  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا) ﴿النساء: ٦٠﴾

3 / 3 : وتأثير الإسرائليات فى شريعة السنيين بالذات أمر غير منكور. وهى عبادة للطاغوت وقع فيها اليهود من قبل . قال جل وعلا : ( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّـهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّـهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴿المائدة: ٦٠﴾

3 / 4 : الاسرائيليون تأثروا بالديانة المصرية القديمة وهم الذين عبدوا عجل أبيس الذهبى فى غياب موسى . والديانة المصرية كان إسمها ( جبت ) ، وإنتشرت فى أوربا باسم ( جبت ) فأطلقت أوربا على مصر ( إيجيبت ) ، وأطلق العرب على المصريين ( أقباط ) نسبة الى دينهم ، ولا يزال هذا الاسم ساريا حتى الآن .

ويهمنا فى موضوع ( الطاغوت ) قوله جل وعلا عن اليهود فى عصر النبى عليه السلام : (  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَـٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا)  ﴿النساء: ٥١﴾. هنا يرتبط الجبت ( الدين المصرى القديم ) بالطاغوت . ومن تأثر اليهود بالديانة الفرعونية عبادة عزير ، وهو ( اوزيريس ) الاله المصرى ، قال جل وعلا : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّـهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّـهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّـهُ ۚأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٣٠﴾التوبة). وشرحنا هذا كثيرا فى مقالات وكتب منشورة هنا عن تاثر المسيحية واليهودية بالديانة المصرية القديمة.

4 ـ وكل الرسالات الالهية كانت تقول ( لا إله إلا الله ) . قال جل وعلا : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾ الأنبياء  ) . وفيما يخص موضوعنا عن الطاغوت فهو يعنى عبادة الله جل وعلا وإجتناب الطاغوت . قال جل وعلا :(  وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّـهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴿النحل: ٣٦﴾.

5 ـ أين المحمديون من هذا الهدى القرآنى وهم بالطاغوت مؤمنون ؟   

6 ـ ودائما : صدق الله العظيم .!!

اجمالي القراءات 4780

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5123
اجمالي القراءات : 57,058,805
تعليقات له : 5,452
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي