الشرك فى القرآن

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2019-01-28


الشرك

ود المشركين فى المؤمنين :

وضح الله للمؤمنين أن الكفار يكرهونهم ولا يحبون أن يوحى الله إليهم الخير وهو النفع الممثل فى الوحى من عنده وبين لهم أن الكفار قسمين أهل الكتاب وهم أصحاب الوحى السابق والمشركين وهم الذين يعبدون مع الله آلهة أخرىوفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :

"ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم"

إبراهيم ما كان من المشركين:

بين الله لنا أن المهتدى هو متبع ملة إبراهيم (ص)حنيفا أى مطيع دين إبراهيم (ص)مسلما نفسه لله ولم يكن إبراهيم (ص)يهوديا ولا نصرانيا ولا مشركا وإنما كان مسلما وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :

" قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين"

حرمة نكاح المشركات:

طلب الله من رجال المسلمين ألا ينكحوا المشركات حتى ولو أعجبوهم والمراد ألا يتزوجوا الكافرات حتى ولو نلن رضاهم بسبب حسنهنوفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :

"ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم "

حرمة نكاح المشركين :

 طلب من نساء المسلمين ألا يتزوجوا من رجال المشركين أى ألا ينكحوا الكافرين حتى ولو نالوا رضاهن بسبب أجسامهم  وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :

" ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم"

ما كان إبراهيم(ص) مشركا:

وضح الله لنا أن إبراهيم(ص)لم يكن يهوديا يدين باليهودية ولا نصرانيا يدين بالنصرانية ولا مشركا يدين بدين من أديان الشرك المتعددة وإنما كان حنيفا أى مسلما أى مطيعا لدين الله وهو الإسلاموفى هذا قال تعالى بسورةآل عمران :

"ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين"

نهى الله نبيه (ص)عن الشرك :

طلب الله من نبيه (ص)أن يقول :إنى أمرت أن أكون أول من أسلم والمراد إنى أوصيت فى الوحى المنزل أن أصبح أسبق من أطاع حكم الله ولا تكونن من المشركين أى ولا تصبحن من الكافرين أى الجاهلين مصداق لقوله بسورة الأنعام"فلا تكونن من الجاهلين "وفى هذا قال تعالى بسورةالأنعام :

" قل إنى أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين"

النبى(ص) يعلن أنه ليس من المشركين :

وضح الله لنبيه (ص)أن إبراهيم (ص)قال لقومه :إنى وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض والمراد إنى أسلمت نفسى للذى خلق السموات والأرض حنيفا أى مسلما والمراد مستمر الإسلام له وما أنا من المشركين أى الكافرين بدين اللهوفى هذا قال تعالى بسورةالأنعام :

"إنى وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين"

الإعراض عن المشركين :

طلب الله من نبيه (ص)أن يتبع ما يوحى إليه من ربه والمراد أن يطيع الذى يلقى له من خالقه وهو ملة إبراهيم(ص) لا إله إلا هو والمراد لا رب إلا هو ،وطلب منه أن يعرض عن المشركين والمراد أن يذر الكافرين الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا والمراد وخالف دين الكافرين وفى هذا قال تعالى بسورةالأنعام :

اتبع ما أوحى إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين"

تزيين قتل الأولاد للمشركين :

وضح الله أن الشركاء وهم الشفعاء والمراد السادة قد زينوا لكثير من المشركين والمراد قد حسنوا لكثير من الكفار قتل أولادهم والمراد كفر عيالهم وهذا يعنى أنهم حسنوا لهم أن يربوا عيالهم على الكفر والسبب حتى يردوهم أى يرجعوهم عن الحق وفسر هذا بأنه حتى يلبسوا عليهم دينهم أى حتى يخلطوا عليهم حكم الله والمراد حتى يبعدوهم عن دين الله وفى هذا قال تعالى بسورةالأنعام :

"وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم"

دين إبراهيم (ص) ليس دين المشركين:

طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس إننى هدانى ربى إلى صراط مستقيم والمراد إننى أرشدنى إلهى إلى دين عادل وفسره بأنه دينا قيما أى حكما سليما هو ملة إبراهيم حنيفا والمراد دين إبراهيم(ص)مسلما وما كان إبراهيم(ص)من المشركين أى الكافرين بدين اللهوفى هذا قال تعالى بسورةالأنعام :

"قل إننى هدانى ربى إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين"

براءة الله للمشركين المعاهدين:

وضح الله للمؤمنين أنه سيقول براءة من الله ورسوله (ص)والمراد سيقول بلاغ أى أذان من الرب ونبيه وهم  الذين عاهدوا من المشركين وهم الذين واثقوا من الكافرين على السلام بينهم وبينهموفى هذا قال تعالى بسورةالتوبة :

"براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين"

براءة الله من المشركين :

وضح الله للمؤمنين أنه سيقول أذان أى بيان أى براءة من الله ونبيه (ص)إلى الناس وهم المشركين وعليهم أن يقولوه لهم فى يوم الحج الأكبر وهو يوم الزيارة الأكبر وهو يوم عرفة وهو :إن الله برىء ورسوله (ص)من المشركين والمراد إن الرب ونبيه (ص)عدو أى محارب  للمشركين إلا الذين عاهدتم من المشركين والمراد إلا الذين عاهدتم من الكافرين ثم لم ينقصوكم شيئا والمراد ثم لم يظلموكم بندا من بنود العهد أى ثم لم ينقضوا لكم حكما فى العهد ولم يظاهروا عليكم والمراد ولم يعينوا عليكم عدوا فهؤلاء عليكم أن تتموا لهم عهدهم إلى مدتهم والمراد عليكم أن تكملوا لهم ميثاقهم إلى وقتهم المحدد وهو وقت نقض العهد أو وقته المحدد فى العهدوفى هذا قال تعالى بسورةالتوبة :

"وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر إن الله برىء من المشركين ورسوله"

قتل المشركين بعد الأشهر الحرم :

وضح الله للمؤمنين أن إذا انسلخت الأشهر الحرم والمراد إذا انتهت أيام الشهور الآمنة الأربعة فواجبهم أن يقتلوا المشركين حيث وجدوهم والمراد أن يذبحوا الكافرين حيث ثقفوهم أى لقوهم وخذوهم والمراد وأمسكوا الكفار إن لم تقتلوهم واحصروهم أى واحبسوهم عندكم واقعدوا لهم كل مرصد والمراد واجلسوا لهم فى كل مكان والمراد وراقبوهم من كل مكان لمعرفة تحركاتهم لقتلهم أو أسرهموفى هذا قال تعالى بسورةالتوبة :

"فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد"

استجارة بعض المشركين :

وضح الله أن إن أحد من المشركين استجاره أى المسلم والمراد إن أحد من الكافرين استنجد به أى طلب منه النصر فعليه أن يجيره والمراد فعليه أن ينجده أى يأمنه على نفسه من أذى من يخافه ومدة التأمين هى حتى يسمع كلام الله والمراد حتى يعرف حكم الله وهو الإسلام ثم أبلغه مأمنه والمراد ثم أوصله مكان سكنه ،وفى هذا قال تعالى بسورةالتوبة :

"وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه"

ليس للمشركين عهد إلا المعاهدين منهم :

سأل الله كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله (ص )إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام أى إلا الذين واثقتم لدى البيت الآمن ؟والمراد كيف يصبح للكافرين ميثاق مع الرب ومع نبيه (ص)إلا العاقدين معاهدة سلام عند الكعبة؟وهذا يعنى أن الكفار يجب عدم الأمن لهم طالما ليسوا لهم  عهد مع الله ونبيه (ص)والغرض من السؤال إخبار المؤمنين بالاستعداد المستمر لحرب الكفار،وفى هذا قال تعالى بسورةالتوبة :

 "كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام "

قتال المشركين كافة :

طلب الله من المؤمنين أن يقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلوهم كافة والمراد أن يحاربوا الكافرين كلهم كما يحاربونهم جميعا وهذا يعنى وجوب وحدة المسلمين فى حرب الكفار وفى هذا قال تعالى بسورةالتوبة :

" وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة"

لا تكونن من المشركين:

خاطب الله نبيه (ص)فقال وأن أقم وجهك للدين حنيفا والمراد وأن أخلص نفسك للإسلام قاصدا والمراد اتبع بنفسك حكم الله قاصدا إياه بإتباعك وفسر هذا بأن لا يكون من المشركين والمراد ألا يصبح من الكافرين بحكم الله وهم الجاهلين مصداق لقوله بسورة الأنعام"فلا تكونن من الجاهلين"وفى هذا قال تعالى بسورةيونس :

"وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين"

ما أنا من المشركين:

طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس قل هذه سبيلى أى هذا دينى أدعوا الله أنا على بصيرة ومن اتبعنى والمراد أعبد الله أنا على علم من الله ومن أطاعنى وهذا يعنى أنهم يطيعون حكم الله بعد علمهم به ،وسبحان الله والمراد والطاعة لحكم الله وما أنا من المشركين أى الكافرين والمراد المطيعين مع حكم الله حكم أخروفى هذا قال تعالى بسورة يوسف :

"قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين"

أعرض عن المشركين:

حلف الله لنبيه(ص)بنفسه فيقول فو ربك أى فو إلهك ويقسم على التالى :لنسئلنهم عما كانوا يعملون والمراد لنعذبنهم على الذى كانوا يصنعون من الكفر فى الدنيا،وطلب منه أن يصدع بما يؤمر والمراد أن يطيع أى يستقيم بما يوصى وفسر هذا بأنه يعرض عن المشركين والمراد أن يخالف أديان الكافرين وبين له أنه كفاه المستهزئين والمراد حماه من شر الساخرين منه وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر:

"فوربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين"

لم يكن من المشركين:

وضح الله لنبيه(ص)أن إبراهيم(ص)كان أمة أى إماما والمراد رسولا قانتا لله أى متبعا لدين الله وفسره بأنه حنيفا أى مستقيما والمراد مطيعا لدين الله ولم يك من المشركين وهم المكذبين بدين اللهوفى هذا قال تعالى بسورة  النحل :

"إن إبراهيم كان أمة قانتا حنيفا ولم يكن من المشركين"

المشركون لا يعمرون مساجد الله :

وضح الله للمؤمنين أن ليس للمشركين وهم الكافرين بحكم الله عمل عمارة مساجد الله أى صيانة بيوت الرب وهى القيام بنظافتها وترميمها والقيام على خدمة داخليها ،شاهدين على أنفسهم بالكفر والمراد معترفين على ذواتهم بالكذب وهذا يعنى أنهم لا يحق لهم تعمير المسجد ما داموا يقرون بكفرهم ،وفى هذا قال تعالى بسورة  التوبة :

"ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر"

المشركون نجس :

نادى الله الذين أمنوا أى صدقوا حكمه فقال:إنما المشركون نجس والمراد إنما الكافرون رجس أى أذى أى عصاة لحكمى فلا يقربوا المسجد بعد عامهم هذا والمراد فلا يدخلوا البيت بعد سنتهم هذه وهذا أمر بعدم دخول الكفار البيت الحرام أيا كانوا ،وفى هذا قال تعالى بسورة  التوبة :

 ""يا أيها الذين أمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد بعد عامهم هذا"

اتباع ملة إبراهيم (ص) غير المشرك :

وضح الله أنه أوحى للنبى(ص) أى ألقى له والمراد قال له اتبع ملة إبراهيم حنيفا والمراد أطع دين إبراهيم(ص)عادلا والمراد اعتنق دين إبراهيم (ص)المستقيم وفسر هذا بأنه ما كان من المشركين أى الكافرين بدين اللهوفى هذا قال تعالى بسورة  النحل :

"ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين"

لا تكونن من المشركين:

أمر الله نبيه (ص) فقال وادع إلى ربك والمراد وأطع حكم إلهك وفسر هذا بقوله ولا تكونن من المشركين أى "فلا تكونن من الجاهلين"كما قال بسورة الأنعام والمراد لا تصبحن من الكافرين وفى هذا قال تعالى بسورة  القصص:

"وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين"

لا تكونوا من المشركين:

بين الله للمؤمنين أنهم يجب أن يقيموا الصلاة أى يتبعوا الدين مصداق لقوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين "وفسر هذا بألا يكونوا من المشركين أى ألا يصبحوا من الكافرين من الذين فرقوا دينهم أى قطعوا أمرهم وهو حكمهم قطعا والمراد كل فريق له تفسير للحكم وكانوا شيعا أى فرقا كل حزب بما لديهم فرحون والمراد كل فريق بالذى عندهم من العلم مستمسكونوفى هذا قال تعالى بسورة  الروم :

"وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا"

الكبير على المشركين :

وضح الله للنبى (ص)أن المشركين وهم الكفار كبر عليهم ما تدعوهم إليه والمراد ثقل عليهم طاعة الذى تبلغهم إياه وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى :

كبر على المشركين ما تدعوهم إليه"

كراهية المشركين لظهور الإسلام :

وضح الله أنه هو الذى أرسل رسوله (ص)بالهدى والمراد هو الذى بعث نبيه (ص)بالحق وفسره بأنه دين الحق أى حكم العدل والسبب ليظهره على الدين كله والمراد ليحكمه فى الأديان جميعها وهذا يعنى أن يحكم الإسلام كل أهل الأرض على اختلاف أحكامهم وهى أديانهم فيكون هو السلطان ولو كره المشركون والمراد ولو مقت الكافرون هذا مصداق لقوله فى نفس السورة "ولو كره الكافرون"وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة :

"هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون"

المشركين غير منفكين :

وضح الله للمؤمنين أن الذين كفروا أى كذبوا حكم الله من أهل الكتاب وهم أصحاب الوحى السابق والمشركين وهم أصحاب الأديان التى ليس لها وحى سابق لم يكونوا منفكين أى معذبين حتى تأتيهم البينة والمراد حتى يبلغهم الوحى عن طريق رسول من الله وفى هذا قال تعالى بسورة البينة:

"لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة"

المشركون من شر البرية :

وضح الله للمؤمنين أن الذين كفروا كذبوا حكم الله ينقسمون إلى أهل الكتاب وهم أصحاب الوحى السابق والمشركين وهم أصحاب الأديان التى ليس لها وحى سابق هم كلهم فى نار جهنم أى فى عذاب الجحيم خالدين فيها أى مقيمين بها دوما أولئك هم شر البرية أى أوساخ الدواب وفى هذا قال تعالى بسورة البينة:

إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها أولئك شر البرية"

وجوب كون المسلمين حنفاء لله غير مشركين به:

طلب الله أن نكون حنفاء لله أى مخلصين الدين له مصداق لقوله بسورة غافر "مخلصين له الدين "والمراد أن نكون مسلمين أنفسنا لطاعة حكم الله وفسر هذا بأن نكون غير مشركين به أى غير عاصين لحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورةالحج :

""حنفاء لله غير مشركين به"

أكثر السابقين مشركون :

طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس سيروا فى الأرض أى نقبوا أى سافروا فى البلاد فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل والمراد فاعلموا كيف كان جزاء الذين من قبل وجودكم لتعتبروا بما حدث لهم ،كان أكثرهم مشركون والمراد كان أغلبهم كافرون مصداق لقوله بسورة النحل"وأكثرهم الكافرون"وفى هذا قال تعالى بسورة الروم :

"قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركون"

كفر الكفار بما كانوا به مشركين :

بين الله أن الكفار السابقين لما رأوا بأس الله والمراد لما شاهدوا عقاب الرب نازل عليهم قالوا آمنا بالله وحده والمراد صدقنا بحكم الرب وحده وكفرنا بما كنا به مشركين والمراد وكذبنا بالذى كنا به مصدقين وهذا يعنى أنهم يعلنون إيمانهم بالله وكفرهم بالآلهة المزعومة وقت العذاب ،وفى هذا قال تعالى بسورةغافر :

"فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين"

تعذيب المشركين والمشركات:

بين الله أن الله يعذب والمراد يعاقب المنافقين والمنافقات وهم المذبذبين والمذبذبات بين الكفر والإسلام والمشركين والمشركات وهم الكافرين والكافرات بحكم الله الظانين بالله ظن السوء والمراد المعتقدين فى الرب اعتقاد وفى هذا قال تعالى بسورة الفتح :

 "ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء"

طلب الإتيان بالشركاء :

سأل أم لهم شركاء أى هل لهم مقاسمين فى الأمر فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين والمراد فليجيئوا بمقاسميهم إن كانوا عادلين فى قولهم بوجود الشركاء الذين لهم والخطاب حتى تحكمون للكفاروفى هذا قال تعالى بسورة القلم :

"أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين"

الشفعاء الشركاء المزعومين :

بين الله أنه يقول على لسان الملائكة للظالمين : وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء والمراد ولا نعلم معكم أربابكم الذين قلتم أنهم فيكم مقاسمين لى وهذا يعنى أنهم يأتون ليس معهم آلهتهم المزعومة الذين زعموا أنهم يملكونهم بالإشتراك مع الله ،ولقد تقطع بينكم والمراد ولقد فصل بينكم وهذا يعنى وجود فاصل بين الكفار والأرباب المزعومة فى البرزخ والقيامةوفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام :

"وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء ولقد تقطع بينكم"

الكفار جعلوا الجن شركاء لله :

وضح الله أن الكفار جعلوا لله شركاء والمراد اخترعوا لله مقاسمين فى الملك هم الجن مع أنه قد خلقهم أى قد أبدع الجن فكيف يكون المخلوق مقاسما لخالقه فى ملكه؟،وخرقوا له بنين وبنات والمراد ونسبوا لله أولاد وإناث وهذا يعنى أنهم جعلوه أبا له صبيان وإناث وكل هذا بغير علم أى بغير وحى من عند الله يقول أن الجن شركائه وأن له بنين وبناتوفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام :

"وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم"

الكفار شركاء فى الميتة :

وضح الله أن السادة قالوا:ما فى بطون أى أرحام هذه الأنعام خالصة لذكورنا أى محللة لرجالنا ومحرم على أزواجنا أى وممنوع على نسائنا وهذا يعنى أن الأجنة التى تولد من إناث بعض الأنعام يبيحون أكلها للرجال فقط ويحرمون أكلها على الزوجات ،ويبين له أن الأجنة إذا نزلت ميتة أى متوفية من بطون الأنعام فهم فيه شركاء أى متقاسمون لأكل الميتة وهذا يعنى أنهم يبيحون أكل الميتة ،وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام :

"وقالوا ما فى بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء"

الأبوان جعلوا لله شركاء فى الصالح :

وضح الله أن الرجل وزوجته لما أتاهما صالحا والمراد لما وهبهما الله طفلا سليما جعلا له شركاء فيما أتاهما والمراد خلقا لله أنداد فى الذى وهبهما وهذا يعنى أنهما سميا الولد باسم من أسماء الشرك وهو عبد كذا مثل عبد النبى أو عبد ود وبين  أنه تعالى عما يشركون والمراد أنه أفضل من الذى يعبدون أى يصفون وهم الآلهة المزعومة وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف :

 "فلما أتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما أتاهما فتعالى الله عما يشركون"

دعوة الكفار الشركاء للكيد :

طلب الله من نبيه(ص)أن يقول لهم ادعوا شركاءكم أى نادوا آلهتكم المزعومة ثم كيدون أى امكروا بى فلا تنظرون أى تترقبون والمراد اطلبوا من آلهتكم إنزال العقاب بى ودبروا لى المؤامرات ثم نفذوها ولا تنتظروا وقتا بعد تدبيرهاوفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف :

"قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون"

الكفار لا يدعون شركاء:

وضحالله أنه ما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء والمراد أنه ما يطيع الذين يعبدون من غير الله آلهة وهذا يعنى أنهم لا يعبدون آلهة فى الحقيقة وإنما يتبعون الظن أى يطيعون الهوى وهو رأى أنفسهم مصداق لقوله بسورة القصص"فاعلم أنما يتبعون أهواءهم"وفسر هذا بأنه يخرصون أى يكذبون والمراد يكفرون بحكم الله ويطيعون وحى هواهموفى هذا قال تعالى بسورة يونس :

" وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون"

جمع الأمر والشركاء لنوح(ص):

طلب الله من نبيه(ص)أن يتلو على الناس نبأ نوح(ص)والمراد أن يحكى للناس قصة نوح(ص)إذ أى حين قال لقومه وهم شعبه :يا قوم أى يا شعبى إن كان كبر عليكم مقامى والمراد إن كان ثقل عليكم دينى أى تذكيرى بآيات الله والمراد إن كان عظم عليكم دعوتى لأحكام الله ،فعلى الله توكلت والمراد فبطاعة حكم الله احتميت من عذابه فأجمعوا أمركم وشركاءكم والمراد فأصدروا قراركم وآلهتكم المزعومة فى ثم لا يكن أمركم عليكم غمة والمراد ثم لا يكن قراركم عندكم مختلف ثم اقضوا لى أى قولوا لى ما قررتم ولا تنظرون أى ولا تتريثون،وهذا يعنى أن نوح(ص)لما يأس من القوم طلب منهم أن يصدروا قرارا بالإشتراك مع الآلهة المزعومة على أن يكون القرار واحد فى أمره وبعد ذلك عليهم أن يبلغوا هذا القرار له دون أن ينتظروا وقتا طويلاوفى هذا قال تعالى بسورة هود :

"واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامى وتذكيرى بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلى ولا تنظرون"

الشركاء المزعومون لا يخلقون شيئا :

طلب الله من نبيه(ص)أن يسأل أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم والمراد هل اخترعوا لله أندادا أبدعوا كإبداعه فاختلطت المخلوقات أمامهم؟والغرض من السؤال هو إخبار الكل أن شركاء الكفار وهم آلهتهم المزعومة لم يخلقوا شيئا فى الكون لأنه خالق كل شىءوفى هذا قال تعالى بسورة الرعد :

" أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شىء"

الكفار جعلوا لله شركاء :

وضح الله أن الناس جعلوا لله شركاء والمراد اخترعوا لله أندادا مصداق لقوله بسورة إبراهيم"وجعلوا لله أندادا"وطلب الله من نبيه(ص)أن يقول سموهم أى عينوهم والمراد حددوا الشركاء الذين تزعمون ،أم تنبئونه بما لا يعلم فى الأرض أم بظاهر من القول والمراد هل تخبرون الله بالذى لا يعرف فى البلاد أن ببين من الحديث ؟والغرض من السؤال هو إخبار الكفار أن الله يعلم كل شىء سواء خفى أم ظاهر فهو يعلم أن الشركاء ليس لهم وجود فى الأرض كما يعلم أن القول وهو الوحى ليس فيه دليل ظاهر على وجودهم الحقيقى ،وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد :

"وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم فى الأرض أم بظاهر من القول"

أين الشركاء يا كفار :

وضح الله أن فى يوم القيامة وهو يوم البعث يخزيهم أى يذلهم ،وقال لهم على لسان الملائكة أين شركاءى الذين كنتم تشاقون فيهم والمراد أين أندادى الذين كنتم تعصوننى بسببهم ؟والغرض من السؤال إخبارهم أن الآلهة المزعومة ليس لها وجود حقيقى ومن ثم فهم لا يستحقون مخالفة الله فيهموفى هذا قال تعالى بسورة النحل:

 "ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركاءى الذين كنتم تشاقون فيهم"

رؤية المشركين للشركاء :

وضح الله أن الذين أشركوا أى كفروا بحكم الله إذا رأوا أى شاهدوا شركاءهم وهم أنصارهم أى آلهتهم المزعومة قالوا لله ربنا هؤلاء شركاءنا الذين ندعوا من دونك والمراد هؤلاء شفعاؤنا الذين نطيع من سواك وهذا يعنى أنهم يلقون المسئولية على آلهتهم المزعومة فألقوا إليهم القول والمراد فقال لهم أنصارهم الكلام التالى إنكم لكاذبون أى لمفترون وهذا يعنى أن أنصارهم وهم آلهتهم المزعومة ينفون مسئوليتهم عن ذلك ويعلنون أن الأخرين هم الذين ضلوا بأهواءهموفى هذا قال تعالى بسورة النحل :

"وإذا رءا الذين أشركوا شركاءهم قالوا ربنا هؤلاء شركاءنا الذين ندعوا من دونك فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون"

طلب الله النداء على الشركاء :

وضح الله أنه يقول على لسان الملائكة للكفار يوم القيامة:نادوا شركاءى أى ادعوا مقاسمى فى الملك الذين زعمتم أى افتريتم ،فاستجاب الكفار لقول الله فدعوهم أى فنادوا عليهم فكانت النتيجة أنهم لم يستجيبوا لهم أى لم يردوا عليهم والمراد لم يوافقوهم على قولهم أنهم آلهة،وجعل الله بين الكفار وبين الآلهة المزعومة موبقا أى حاجزا فهؤلاء فى النار وهؤلاء فى الجنة وبينهما سور هو الموبقوفى هذا قال تعالى بسورةالكهف :

"ويوم يقول نادوا شركاءى الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا"

الشركاء المزعومون

وضح الله أن يوم القيامة يناديهم أى يسأل الكفار على لسان الملائكة فيقول :أين شركاءى أى مقاسمى فى الملك الذين كنتم تزعمون أى تعبدون أى تقولون أنهم شفعاؤكم عندى والغرض من السؤال هو إخبارهم أن لا وجود لأى آلهة غير اللهوفى هذا قال تعالى بسورةالقصص :

"ويوم يناديهم فيقول أين شركاءى الذين كنتم تزعمون"

عدم استجابة الشركاء للمشركين :

وضح الله أن الكفار قال الله لهم على لسان الملائكة :ادعوا شركاءكم والمراد نادوا آلهتكم المزعومة فدعوهم أى فنادوا عليهم لينقذوهم فلم يستجيبوا لهم والمراد لم ينقذوهم من العذاب وفى هذا قال تعالى بسورةالقصص:

"وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم"

نداء المشركين للبرهنة على الشركاء:

وضح الله أنه فى يوم القيامة ينادى أى يخاطب والمراد يسأل الكفار على لسان الملائكة أين شركاءى أى مقاسمى الذين كنتم تزعمون أى تعبدون مصداق لقوله بسورة الشعراء "أين ما كنتم تعبدون"والغرض من السؤال إظهار عدم وجود آلهة مع الله ،والله ينزع من كل أمة شهيدا والمراد والله يجىء من كل جماعة مقر على قومه ليشهد عليهم بما فعلوه معه فى الدنياوفى هذا قال تعالى بسورةالقصص:

"ويوم يناديهم فيقول أين شركاءى الذين كنتم تزعمون ونزعنا من كل أمة شهيدا "

ليس للمجرمين شركاء شفعاء :

وضح الله أن يوم تقوم الساعة والمراد يوم تقع القيامة يبلس المجرمون أى يخسر المبطلون وهذا يعنى أنهم يعذبون ولم يكن لهم من شركاءهم شفعاء والمراد ولم يكن لهم من آلهتهم المزعومة ناصرين ينقذونهم من العذاب وكانوا بشركاءهم كافرين والمراد وكانوا بآلهتهم مكذبين وهذا يعنى أن الكفار ينفون عبادتهم للشركاء وفى هذا قال تعالى بسورةالروم :

"ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ولم يكن لهم من شركاءهم شفعاء وكانوا بشركاءهم كافرين"

مشاركة ملك اليمين :

وضح الله للناس أنه ضرب لهم مثلا من أنفسهم والمراد قال لهم سؤالا فى أنفسهم هو هل من ما ملكت أيمانكم أى الذى تحكمت أنفسكم فيهم وهم العبيد والإماء من شركاء أى مقاسمين لكم فيما رزقناكم أى أعطيناكم فأنتم فيه سواء أى متساوون أى شركاء؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن العبيد والإماء وهم ملك اليمين شركاء لهم  فى رزق الله وهذا يعنى أن الرزق الموجود فى الأرض يقسم على الناس بالتساوى وليس كما هو الحال من وجود أغنياء وفقراء والناس يخافونهم أى يخشون من أذى العبيد والإماء كخيفتهم أنفسهم والمراد كخشيتهم لأذى بعضهم البعض وهم يخشون العبيد والإماء بسبب معرفتهم أنهم يبخسونهم حقهم الذى فرضه الله لهم وهو تقاسم الرزق معهم بالتساوىوفى هذا قال تعالى بسورةالروم :

"ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء فى ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم"

 الشركاء المزعومون لا يفعل فعل الله :

وضح الله للناس أنه الذى خلقهم أى أنشأهم من عدم ثم رزقهم أى أعطاهم النفع ثم أماتهم أى توفاهم ثم يحييهم أى يبعثهم للحياة مرة أخرى ،وسأل الله هل من شركاءكم من يفعل من ذلكم من شىء والمراد هل من أربابكم المزعومة من يصنع من الخلق والرزق والموت والحياة من فعل ؟والغرض من السؤال هو إخبار الكفار أن آلهتهم عاجزة عن فعل شىء مما يفعله الله وبين لهم أنه سبحانه أى تعالى والمراد علا عما يشركون وهو ما يعبدون معه وهذا يعنى أنه أفضل مما يصفونوفى هذا قال تعالى بسورةالروم :

الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركاءكم من يفعل من ذلكم من شىء سبحانه وتعالى عما يشركون"

 الله يطلب رؤية الشركاء :

طلب الله من نبيه (ص)أن يسأل الكفار :أرونى الذين ألحقتم به شركاء والمراد أعلمونى ماذا خلق الذين جعلتم له أنداد فى السموات والأرض مصداق لقوله بسورة الأحقاف"أرونى ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك فى السماء"،وفى هذا قال تعالى بسورةسبأ :

"قل أرونى الذين ألحقتم به شركاء"

الشركاء المدعوون :

طلب الله من نبيه (ص)أن يسأل الكفار أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله والمراد أعرفتم آلهتكم المزعومة التى تطيعون من سوى الله أرونى ماذا خلقوا من الأرض والمراد ماذا أنشئوا فى الأرض أم لهم شرك أى ملك أى خلق فى السموات ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن آلهتهم المزعومة لا تخلق شىء فى الكون ويسأل أم أتيناهم كتابا فهم على بينة منه أى هل أوحينا لهم وحيا فلهم فيه حجة منه ؟والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص)ونحن أن الله لم يعطى الكفار وحى يخبرهم فيه بوجوب عبادة غيرهوفى هذا قال تعالى بسورة فاطر:

"قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أرونى ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك فى السموات أم أتيناهم كتابا فهم على بينة منه"

الشركاء المتشاكسون :

وضح الله أنه ضرب مثلا أى قال قولا ليفهم الكفار هو رجل فيه شركاء متشاكسون والمراد إنسان له ملاك مختلفون ورجلا سلما لرجل والمراد وإنسان مملوك لإنسان واحد هل يستويان فى العمل مثلا أى حكما والسبب هو أن الملاك المختلفين يرهقون الأول حيث كل واحد يأمره بأمر غير الأخر فيتعب من كثرة الأوامر وتناقضها وكذلك الكفار تتملكهم شهواتهم فتتعبهم وأما الثانى فمستريح لأنه يعمل بأمر واحد وكذلك المسلمون يتملكهم الله وحده فلا يتعبهم وإنما يرحمهم وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر :

"ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا"

الكفار لا يشهدون على وجود الشركاء :

وضح الله أن يوم ينادى الكفار أين شركاءى والمراد ويوم يسألهم أين مقاسمى فى الملك فقالوا أذناك ما منا من شهيد والمراد العلم علمك ما منا من مقر بهم وهذا يعنى كفرهم بآلهتهم المزعومة وضل عنهم ما كانوا يدعون أى تبرأ منهم الذى كانوا يعبدون من قبل وهذا يعنى أن الذين ادعوا أنهم آلهتهم أعلنوا براءتهم من عبادتهم وفى هذا قال تعالى بسورةفصلت :

" ويوم يناديهم أين شركاءى قالوا أذناك ما منا من شهيد وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل"

هل شرع الشركاء الدين ؟

سأل الله أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله والمراد هل لهم أرباب اخترعوا لهم من الأحكام الذى لم يحكم به الرب ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار ليس لهم شركاء شرعوا لهم الدين الذى يدعون أنهم عليه وإنما هم الذين اخترعوا أى سموا الدين من عند أنفسهم وهو ما لم يبيحه اللهوفى هذا قال تعالى بسورة الشورى :

""أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله"

مطلوب من الكفار الإتيان بالشركاء :

سأل الله أم لهم شركاء أى هل لهم مقاسمين فى الأمر فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين والمراد فليجيئوا بمقاسميهم إن كانوا عادلين فى قولهم بوجود الشركاء الذين لهموفى هذا قال تعالى بسورة القلم :

"أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين"

الشركاء فى الكلالة :

وضح الله أن الرجل وهو الذكر أو المرأة أى الأنثى إن كانوا كلالة أى ليس لهم  عيال بنين وبنات وله أخ أو أخت فنصيب الواحد منهما مساوى لنصيب الأخر وهو السدس فإن كان الاخوة أكثر من ذلك والمراد إن كان عدد الاخوة أكبر من الاثنين فهم شركاء فى الثلث والمراد فهم متساوون فى الأنصبة التى يأخذونها من الثلث وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :

"وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء فى الثلث"

لا شريك فى ملك الله :

طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس الحمد لله أى الطاعة لحكم الله وهو الذى لم يتخذ ولدا أى لم ينجب ابنا ،وهذا يعنى أن ليس له ولد،ولم يكن له شريك فى الملك والمراد ولم يكن له مقاسم فى الحكم وهذا يعنى أنه ليس له شركاء فى الحكم ،وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء :

"وقل الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فى الملك"

لا ولد لله  ولا شريك :

وضح الله أنه الذى له ملك أى حكم السموات والأرض وهو لم يتخذ ولدا أى لم يلد ابنا ولم يكن له شريك فى الملك والمراد ولم يكن لله مقاسم أى مكافىء فى حكم الكون مصداق لقوله بسورة الإخلاص "ولم يكن له كفوا أحد "وفى هذا قال تعالى بسورةالفرقان :

 له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فى الملك"

لا شريك لله :

طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس:إن صلاتى وهى طاعتى للدين أى نسكى أى اتباعى للدين ومحياى أى وحياتى ومماتى أى ووفاتى لله رب العالمين أى بأمر الله خالق الجميع وهذا يعنى أن طاعة الله والبعث والممات كلهم من سلطة الله لا شريك له أى لا مقاسم له فى الطاعةوفى هذا قال تعالى بسورةالأنعام :

"قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له"

تعالى الله عما يشركون:

بين الله أنه تعالى عما يشركون والمراد أنه أفضل من الذى يعبدون أى يصفون وهم الآلهة المزعومة مصداق لقوله بسورة الأنعام"سبحانه وتعالى عما يصفون"وفى هذا قال تعالى بسورةالأعراف :

" فتعالى الله عما يشركون"

إشراك ما لا يخلق شيئا:

سأل الله أيشركون ما لا يخلق شيئا والمراد أيدعون الذى لا ينشىء مخلوقا وهم ينشؤن ولا يستطيعون لهم نصرا أى لا يقدمون لهم خيرا ولا أنفسهم ينصرون أى ينفعون ؟والغرض من السؤال هو إخبار الكل أن الكفار يعبدون آلهة لا تقدر على خلق شىء وهم فى نفس الوقت مخلوقون خلقهم الله وهم لا يقدرون على نصر عابديهم ولا يقدرون على نفع أنفسهموفى هذا قال تعالى بسورةالأعراف :

"أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون"

سبحانه عما يشركون

وضح الله للمؤمنين أن أهل الكتاب ما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا والمراد وما أوصوا فى الوحى إلا ليطيعوا حكم ربا واحدا لا إله أى لا رب إلا هو ،سبحانه عما يشركون أى علا عن الذى يعبدون والمراد أنه أفضل من الآلهة المزعومةوفى هذا قال تعالى بسورةالتوبة :

" وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون"

سبحانه وتعالى عما يشركون:

طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم أتنبئون الله أى هل تخبرون الله بالذى لا يعلم أى لا يعرف فى السموات ولا فى الأرض ؟والغرض من السؤال هو إخبار الكل أن الآلهة المزعومة ليس لها وجود حقيقى وإلا عرفها الله لأنه يعرف كل شىء فى السموات والأرض،وبين أن سبحانه أى الطاعة لحكم الله قد تعالى عما يشركون أى علا على الذين يعبدون والمراد أنه أحسن من الذى يطيعونوفى هذا قال تعالى بسورة يونس :

" قل أتنبؤن الله بالذى لا يعلم فى السموات والأرض سبحانه وتعالى عما يشركون"

تعالى الله عن آلهة الشرك المزعومة:

وضح الله أنه أتى أمر الله أى  جاء حكم الرب والمراد علم وقت عذاب الله لله وحده ويطلب الله من الناس ألا يستعجلوه والمراد ألا يطلبوا  نزول القطن وهو العذاب قبل يوم الحساب وبين أن سبحانه والمراد التسبيح وهو الطاعة لحكمه وبين أنه تعالى عما يشركون أى علا عن الذى يعبدون والمراد أنه أفضل من أى آلهة أخرى يزعمون وجودهاوفى هذا قال تعالى بسورةالنحل :

"أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون"

تعالى الله عن معبودات الشرك :

وضح الله للمؤمنين أنه خلق أى فطر السموات والأرض والمراد أنشأ الكون بالحق والمراد ليسود فيه العدل ،وهو قد تعالى عما يشركون أى تنزه عن الذى يصفون أى يقولون وهو الآلهة المزعومة مصداق لقوله بسورة الأنعام"وتعالى عما يصفون"وقوله بسورة الإسراء"وتعالى عما يقولون علوا كبيرا"وهذا يعنى أن الله أفضل من الآلهة المزعومة"وفى هذا قال تعالى بسورةالنحل :

"خلق السموات والأرض بالحق تعالى عما يشركون"

الشرك بالرب :

وضح الله للناس أن ما بهم من نعمة أى نفع أى حسنة مصدرها الله وإذا مسكم الضر والمراد إذا أصابكم أذى منه فإليه تجأرون والمراد فإليه تلجأون وهذا يعنى أنهم يدعون الله وحده ويتركون دعوة ما سواه ثم إذا كشف الضر عنكم والمراد ثم إذا أزال الأذى عنكم والمراد أعطاهم الرحمة إذا فريق منكم بربهم يشركون والمراد إذا جماعة منكم عن دين خالقهم يعرضون مصداق لقوله بسورة الروم"ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون "وقوله بسورة النور"إذا فريق منهم معرضون"وفى هذا قال تعالى بسورةالنحل :

"وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون ليكفروا بما أتيناهم"

المؤمنون لا يشركون بربهم :

وضح الله لنبيه (ص)أن المسلمين من خشية ربهم مشفقون والمراد من عذاب إلههم خائفون وفسرهم بأنهم بآيات ربهم يؤمنون أى أنهم بأحكام الوحى المنزل من خالقهم يصدقون وفسرهم بأنهم الذين  والذين هم بربهم لا يشركونوالمراد والذيم هم بالله لا يعبدون غيره معه وفى هذا قال تعالى بسورةالمؤمنون:

" إن الذين من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون"

تعالى عالم الغيب والشهادة عما يشركون:

بين الله أنه سبحان الله عما يصفون أى تعالى الرب عن الذى يقولون والمراد أنه أحسن من الذى يشركون معه من آلهة مزعومة مصداق لقوله بسورة المؤمنون "فتعالى عما يشركون "ويبين لنا أنه عالم الغيب والشهادة والمراد أنه عارف الخفى والظاهر وقد تعالى عما يشركون أى قد ارتفع عن الذى يعبدون والمراد أنه أفضل من آلهتهم المزعومة وفى هذا قال تعالى بسورةالمؤمنون:

"سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون"

المؤمنون يعبدون الله لا يشركون معه أحد :

وضح الله أن المسلمين يعبدوننى أى يطيعون حكم الله ولا يشركون بى شيئا والمراد ولا يطيعون مع دينى دينا أخر ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون والمراد ومن عصى حكمى من بعد إسلامه فأولئك هم الكافرون المعذبونوفى هذا قال تعالى بسورةالنور :

" يعبدوننى لا يشركون بى شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون"

أالله خير أم ما يشركون:

طلب الله من نبيه (ص)أأأن يسأل أالله خير أم ما يشركون أى "أأرباب متفرقون خير أم الله"كما قال بسورة يوسف والمراد هل الرب أحسن أم ما يعبدون من دونه ؟والغرض من السؤال إخبارنا أن الله أفضل من الآلهة المزعومةوفى هذا قال تعالى بسورةالنمل :

" أالله خير أم ما يشركون"

تعالى الله عما يشرك الكفار :

سأل الله أإله مع الله أى أرب مع الله؟والغرض من الأسئلة إخبار الناس أن الله هو الرب الوحيد ،تعالى عما يشركون أى الله أفضل من الذى يصفون أى يعبدون مصداق لقوله بسورة الأنعام"سبحانه وتعالى عما يصفونوفى هذا قال تعالى بسورةالنمل

"أإله مع الله تعالى عما يشركون"

تنزه الله عما يشرك المشركون :

وضح  الله لنبيه (ص)أن سبحان أى تعالى الله عما يشركون والمراد أن طاعة الله فضلت أى علت على طاعة الذى يطيعون وهو الآلهة المزعومة فهو من يجب طاعته لكونه الإله الوحيدوفى هذا قال تعالى بسورةالقصص:

" سبحان الله وتعالى عما يشركون"

الناجون من البحر يشركون:

وضح الله لنبيه (ص)أن الكفار إذا ركبوا فى الفلك والمراد استووا أى كانوا فى السفن فى البحر وهاج عليهم موج البحر دعوا الله مخلصين له الدين والمراد نادوا الرب معترفين له بالحكم وحده وهذا يعنى أنهم لا يجدون أحد يطالبونه بالإنقاذ سوى الله وحده فإذا استجاب الله لهم فنجاهم إلى البر والمراد فأخرجهم من البحر إلى اليابس سالمين كانت النتيجة أنهم يشركون أى يبغون فى الأرض بغير الحق مصداق لقوله بسورة يونس"فلما أنجاهم إذا هم يبغون فى الأرض بغير الحق" وفى هذا قال تعالى بسورةالعنكبوت :

"فإذا ركبوا فى الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون"

الشرك بالرب بعد الرحمة :

وضح الله للمؤمنين أن الناس وهم الخلق إذا مسهم ضر أى إذا أصابهم أذى دعوا ربهم منيبين إليه والمراد نادوا خالقهم مخلصين له الدين وهذا يعنى أنهم لا يعرفون طاعة الله إلا وقت ضرر ،ثم إذا أذاقهم منه رحمة والمراد ثم إذا أعطاهم منه نفع منه إذا فريق منهم بربهم يشركون والمراد إذا جماعة منهم بخالقهم يكفرون وفى هذا قال تعالى بسورةالروم :

وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون"

فعل الله ليس فعل الشركاء مثله :

وضح الله للناس أن الله هو الذى خلقهم أى أنشأهم من عدم ثم رزقهم أى أعطاهم النفع ثم أماتهم أى توفاهم ثم يحييهم أى يبعثهم للحياة مرة أخرى ،وسأل الله هل من شركاءكم من يفعل من ذلكم من شىء والمراد هل من أربابكم المزعومة من يصنع من الخلق والرزق والموت والحياة من فعل ؟والغرض من السؤال هو إخبار الكفار أن آلهتهم عاجزة عن فعل شىء مما يفعله الله وبين لهم أنه سبحانه أى تعالى والمراد علا عما يشركون وهو ما يعبدون معه وهذا يعنى أنه أفضل مما يصفون مصداق لقوله بسورة الأنعام"سبحانه وتعالى عما يصفون"وفى هذا قال تعالى بسورةالروم :

"الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركاءكم من يفعل من ذلكم من شىء سبحانه وتعالى عما يشركون"

لا شركاء مع الله :

سأل الله أم لهم إله غير الله والمراد هل لهم خالق سوى الله؟والغرض من السؤال إخباره أن الله وحده هو خالق الكل والله سبحانه عما يشركون أى علا عن الذى يصفون كما قال بسورة الأنعام"وتعالى عما يصفون"والمراد أن الله أفضل من الآلهة المزعومة حيث لا يساويه أحد فى الألوهية التى هى له وحدهوفى هذا قال تعالى بسورةالطور:

"أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون"

سبحان الله عن آلهة الشرك المفتراة:

وضح الله أنه الذى لا إله أى لا رب إلا هو  عالم الغيب والشهادة والمراد عارف الخفى وهو السر والعلن وهو المعروف لبعض الخلق هو الرحمن الرحيم أى النافع المفيد للخلق الملك أى الحاكم المتصرف فى الكون القدوس أى المسبح له من الخلق السلام أى الخير وهو صاحب النفع ،المؤمن وهو المصدق لكلامه وخلقه الصادقين ،والمهيمن وهو المسيطر على الكون العزيز وهو الناصر لمطيعيه الجبار وهو الباطش أى المنتقم من عدوه المتكبر وهو صاحب الكبرياء وهى العظمة الخالق وهو المنشىء  البارىء وهو الخالق المصور وهو المشكل للخلق،وبين أن سبحان الله عما يشركون أى تعالى الرب عن الذى يعبدون أى يصفون مصداق لقوله بسورة الأنعام "وتعالى عما يصفون"وفى هذا قال تعالى بسورةالحشر :

"هو الله الذى لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون"

المشركون واليهود أحرص الناس على الحياة :

وضح الله لنبيه (ص)أن اليهود والذين أشركوا وهم أصحاب كل دين ضال يعملون على الحفاظ على حياتهم بكل السبل ،وبين الله أن اليهود والمشركين لن ينقذهم من النار أن يعيشوا ألف سنة والعدد هنا يعنى أطول فترة ممكنة للحياة فمهما عاشوا فمصيرهم بعد الموت هو دخول الناروفى هذا قال تعالى بسورةالبقرة :

"ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة"

الشرك سبب إلقاء الرعب فى قلب الكفار :

وضح الله أنه سيلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب والمراد أنه سيدخل فى نفوس الذين كذبوا بوحى الله الخوف من حرب المسلمين والسبب فى إدخال الخوف فى نفوسهم هو أنهم أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا والمراد أنهم جعلوا لله أندادا لم يوحى فيهم وحيا أى بألفاظ أخرى أنهم جعلوا لله شركاء دون أن يصدر بهم حكم يبيح عبادتهم مثلهلتبلون فى أموالكم وأنفسكم وفى هذا قال تعالى بسورةآل عمران :

"سنلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا"

سماع الأذى من المشركين والكتابيين :

وضح الله للمؤمنين أنه سيبتليهم والمراد سيختبرهم بمصائب تنزل على أموالهم وهى أملاكهم  كما تنزل على أنفسهم والهدف من الإخبار هو أن يستعدوا لها وبين لهم أن من ضمن البلاء أنهم سيسمعون من الذين أوتوا الكتاب من قبلهم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا والمراد أنهم سيعلمون من الذين أعطوا الوحى من قبلهم ومن الذين كذبوا حكم الله ضررا كبير ممثلا فى أحاديثهم المكذبة للوحى الشاتمة للمسلمين ،وفى هذا قال تعالى بسورةآل عمران :

"ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا"

اليهود والمشركون اشد المعادين للمسلمين :

وضح الله لنبيه(ص)أنه يجد أشد الناس عدواة للذين أمنوا والمراد أنه يعلم أعظم الخلق كراهية للذين أسلموا هم اليهود والذين أشركوا أى كفروا بحكم اللهوفى هذا قال تعالى بسورةالمائدة :

 "لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا"

الله يسأل الذين اشركوا أين شركاؤكم؟

بين الله لنبيه(ص)أن يوم يحشرهم جميعا والمراد يوم يبعثهم الله جميعا يقول للذين أشركوا والمراد يسأل الذين كفروا بحكمه :أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون والمراد أين أربابكم الذين كنتم تعبدون وهذا يعنى أنه يخبرهم من خلال السؤال أن لا وجود لألوهية الشركاء المزعومين بدليل أنهم لم يمنعوا عنهم العذابوفى هذا قال تعالى بسورةالأنعام :

"ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون"

إبراهيم(ص) لا يخاف شركاء الكفار :

وضح الله أن إبراهيم (ص)قال للقوم:وكيف أخاف ما أشركتم والمراد وكيف أخشى أذى الذى عبدتم مع الله ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا والمراد ولا تخشون أذى الله مع أنكم عبدتم مع الرب الذى لم يوحى به لكم وحيا ؟والغرض من السؤال هو إخبار القوم أنه لا يخاف من أربابهم المزعومة الذين لم يوحى الله لهم وحيا يبيح عبادتهم معهوفى هذا قال تعالى بسورةالأنعام :

  "وكيف أخاف ما أشركتم  ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا"

 الشرك يحبط ثواب العمل :

وضح  الله أن لو أشركوا والمراد ولو كفر الرسل(ص)لحبط عنهم ما كانوا يعملون والمراد لزال عنهم ثواب الذى كانوا يفعلون من الحسنات وهذا يعنى أنه يدخلهم النار ولا ينفعهم عملهم الحسن السابق على شركهموفى هذا قال تعالى بسورةالأنعام :

"ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون"

لو أراد الله ما أشرك الكفار :

بين الله أنه لو شاء ما أشركوا والمراد لو أراد ما كفر الناس بحكمه أى لو أراد لآمن الكفار مصداق لقوله بسورة يونس"ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا"وفى هذا قال تعالى بسورةالأنعام :

"ولو شاء الله ما أشركوا"

قول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا:

وضح اللهأن الذين أشركوا أى كفروا بحكم الله سيقولون له:لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا والمراد لو أراد الله ما عبدنا معه أحدا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شىء والمراد ولا منعنا من دونه من عمل وهذا يعنى أن الله هو الذى أمرهم بالشرك وهو التحريم مصداق لقوله بسورة الأعراف"وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها"وفى هذا قال تعالى بسورةالأنعام :

"سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شىء"

قول الكفار فى القيامة إنما أشرك آباؤنا من قبل:

وضح الله لنبيه(ص)أنه أخذ من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم والمراد أنه فرض على أولاد آدم(ص)على أنفسهم ميثاقهم وهذا يعنى أن الله واثق كل إنسان على ذرية أى ميثاق هو عبادة الله وحده وقد أخذ الميثاق من ظهر أى نفس كل إنسان عن طريق إبلاغه الوحى الإلهى فى عصره عن طريق رسله وكتبه وأشهد الله الناس على أنفسهم والمراد وأقر الله الناس لما سألهم ألست بربكم أى ألست بإلهكم فأجابوا بلى شهدنا أى أقررنا أنك إلهنا والسبب فى أخذ الميثاق على الناس هو ألا يقولوا يوم القيامة أى البعث:إنا كنا عن هذا غافلين أى جاهلين والمراد لم يخبرنا أحد بوجوب عبادة الله وحتى لا يقولوا إنما أشرك أى كفر آباؤنا وكنا ذرية أى نسل من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون والمراد هل تعذبنا بالذى عمل الكافرون؟وفى هذا قال تعالى بسورةالأعراف :

وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون"

المزايلة بين المشركين والشركاء:

وضح الله أن يوم يحشرهم والمراد يوم يجمع الكفار جميعا يقول للذين أشركوا وهم الذين كفروا بحكم الله :مكانكم أنتم وشركاؤكم والمراد قفوا أنتم فى موضعكم وآلهتكم المزعومة فى موضعهم ثم زيلنا بينهم والمراد فرقنا بين الفريقين وقال شركاؤهم وهم آلهتهم المزعومة ما كنتم إيانا تعبدون أى تطيعون وهذا يعنى أنهم ينفون أن الكفار أطاعوهموفى هذا قال تعالى بسورةيونس  :

"ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون"

الأمر بعدم الشرك :

طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به والمراد إنما أوصيت أن أسلم لله أى لا أعبد معه أحد هذا يعنى أنه أوصاه بعبادته وحده ،إليه أدعوا والمراد إلى دينه أنادى الناس وإليه مآب أى متاب أى مرجعى إلى جنتهوفى هذا قال تعالى بسورةالرعد :

"قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعوا وإليه مآب"

الشيطان يكفر بشرك الكفار:

وضح الله أن الشيطان وهو الكافر أى الشهوة وهى الهوى الضال فى الكفار قال لما قضى الأمر والمراد لما انتهى الحكم وهو حكم الله فى الناس يوم القيامة :إن الله وعدكم وعد الحق والمراد إن الرب أخبركم خبر وهذا يعنى أن الله صدقهم الوعد ،وقال ووعدتكم فأخلفتكم والمراد وأخبرتكم فنكثت قولى وهذا اعتراف منه بأن الله وحيه حق وأن قول الشيطان كذب باطل ،وقال وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى والمراد وليس لى عليكم من قوة إلا أن وسوست لكم فأطعتمونى ،وقال :فلا تلومونى ولوموا أنفسكم والمراد فلا تعاتبونى وعاتبوا أنفسكم ،وقال ما أنا بمصرخكم والمراد ما أنا بمنقذكم وما أنتم بمصرخى أى منقذى وهذا يعنى أنه لا ينفعهم ولا هم ينفعونه عند الله ،إنى كفرت بما أشركتمون من قبل والمراد إنى كذبت بالذى أطعتمونى فى الدنيا وهذا يعنى أنه يكذبهم فى أنهم عبدوه وفى هذا قال تعالى بسورةإبراهيم :

"وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم إنى كفرت بما أشركتمون من قبل"

المشركون يفترون على الله :

وضح الله أن الذين أشركوا وهم الذين كفروا بحكم ربهم قالوا للرسل(ص)لو شاء أى أراد الله ما عبدنا من دونه من شىء والمراد ما أطعنا من غير دينه من دين نحن ولا أباؤنا ولا حرمنا من دونه من شىء أى ولا منعنا من غير دينه  من حكم وهذا يعنى أنهم ينسبون إلى الله أنه أراد منهم الشرك به فى العبادة والتحريم لعبادته وحده وبالطبع هذا كذب على اللهوفى هذا قال تعالى بسورةالنحل :

"وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شىء نحن ولا أباؤنا ولا حرمنا من دونه من شىء"

رؤية المشركين للشركاء فى القيامة :

وضح الله أن الذين أشركوا أى كفروا بحكم الله إذا رأوا أى شاهدوا شركاءهم وهم أنصارهم أى آلهتهم المزعومة قالوا لله ربنا هؤلاء شركاءنا الذين ندعوا من دونك والمراد هؤلاء شفعاؤنا الذين نطيع من سواك وهذا يعنى أنهم يلقون المسئولية على آلهتهم المزعومة فألقوا إليهم القول والمراد فقال لهم أنصارهم الكلام التالى إنكم لكاذبون أى لمفترون والمراد ما كنتم إيانا تعبدون وهذا يعنى أن أنصارهم وهم آلهتهم المزعومة ينفون مسئوليتهم عن ذلك ويعلنون أن الأخرين هم الذين ضلوا بأهواءهموفى هذا قال تعالى بسورةالنحل :

"وإذا رءا الذين أشركوا شركاءهم قالوا ربنا هؤلاء شركاءنا الذين ندعوا من دونك فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون"

المسلم لا يشرك بربه أحدا :

طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس :إن صاحب أى صديق صاحب الجنتين قال له وهو يحاوره أى يناقشه فى أحكامه الضالة :أكفرت بالذى خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا أى هل كذبت بحكم خالقك الذى أبدعك من طين ثم من منى ثم صورك ذكرا ؟ وقال لكنا هو الله ربى أى خالقى ولا أشرك بربى أحدا والمراد ولا أعبد مع خالقى ربا مزعوما وهذا يعنى أنه يخص الله وحده بالعبادةوفى هذا قال تعالى بسورةالكهف :

"قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذى خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا لكنا هو الله ربى ولا أشرك بربى أحدا "

الكافر يقول ليتنى لم أشرك بربى أحدا:

طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس أن ثمر وهو حديقة الرجل أحيط به أى أهلك إهلاكا تاما فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها والمراد فأصبح يضرب يديه ببعضهما والسبب فى هذا الفعل الدال على الندم هو التحسر على ما أنفق فيها أى على ما صرف فيها والمراد على ما صنع فيها وهى خاوية على عروشها والمراد وهى خالية من الثمر على غصونها فعند ذلك قال الرجل:يا ليتنى لم أشرك بربى أحدا أى يا ليتنى لم أعبد مع خالقى أحدا وهذا ندم حيث لا ينفع الندموفى هذا قال تعالى بسورةالكهف :

"وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهى خاوية على عروشها ويقول يا ليتنى لم أشرك بربى أحدا"

موسى (ص) يطلب إشراك هارون(ص) فى الرسالة :

وضح الله أن موسى (ص)دعا الله فقال :رب أى خالقى :اشرح لى صدرى أى نور لى قلبى والمراد افرح نفسى يالإسلام وكرر ذلك بقوله ويسر لى أمرى أى سهل لى شأنى والمراد وأصلح لى نفسى ،وقال واحلل عقدة من لسانى أى وافكك ربطة فى فمى يفقهوا قولى أى يفهموا حديثى ،وهذا يعنى أن لسانه كان فيه عقدة أى مرض يمنعه من الحديث السليم ،وقال واجعل لى وزيرا من أهلى أى وعين لى مساعدا من أسرتى هارون (ص)أخى ،وهذا يعنى أنه يشترط فى الوزير أن يكون من أسرته وأن يكون تحديدا هارون (ص)أخيه وقد بين موسى (ص)سبب اشتراطه ذلك وهو اشدد به أزرى أى قوى به شأنى والمراد أن يقوى به نفس موسى (ص)على أمر الدعوة ،وأشركه فى أمرى أى وقاسمه فى شأنى وهو تفسير شد الأزر والمراد أن يقاسمه فى أمر الدعوة فيصبح رسولا مثله ومن هنا نفهم أن موسى طلب الوزير ليشاركه فى الرسولية وبين موسى (ص)سبب طلبه لكل تلك الطلبات فقال كى نسبحك كثيرا أى كى نذكرك كثيرا والمراد كى نطيعك دوما أى كى نتبع حكمك بإستمراروفى هذا قال تعالى بسورةطه :

"قال رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى واجعل لى وزيرا من أهلى هارون أخى اشدد به أزرى وأشركه فى أمرى كى نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا"

فصل الله بين المشركين وغيرهم فى القيامة :

وضح الله أنه يفصل أى يقضى  يوم القيامة أى البعث بين كل من الذين أمنوا أى صدقوا وحى الله والذين هادوا أى اليهود والصابئين وهم المنحرفين عن أديان أقوامهم  والنصارى وهم أنصار المسيح(ص)والمجوس وهم عبدة النار عند بعض الناس  والذين أشركوا أى كفروا وهم كل فريق اتخذ مع الله آلهة مزعومة يستوى فى ذلك الأصنام والدساتير الوضعية والمخلوقات وغيرها،وفى هذا قال تعالى بسورةالحج :

إن الذين أمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة"

الشرك نتيجته الخسارة :

وضح الله لنبيه (ص)أن الله أوحى أى قال له فى الوحى كما قال للذين من قبله وهم الرسل (ص)والناس :لئن أشركت ليحبطن عملك والمراد لئن كفرت ليخسرن ثواب فعلك أى لئن عبدت مع الله آلهة أخرى ليزولن أجر صنعك فى الدنيا وفسر هذا بقوله ولتكونن من الخاسرين أى المعذبين أى الهالكين ،وفى هذا قال تعالى بسورةالزمر :

"ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين"

اجمالي القراءات 5289

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2619
اجمالي القراءات : 20,809,111
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 512
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt