أهل الذكر هم أهل العلم والايمان وهم أولو الألباب

آحمد صبحي منصور Ýí 2019-01-06


أهل الذكر هم أهل العلم والايمان وهم أولو الألباب                      

  أولا : معنى الذكر:

1 ـ الذكر جاء وصفا للقرآن الكريم .

1 / 1 : قال الكافرون للنبى محمد عليه السلام : (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ﴿٦﴾الحجر ) أى ( اُنزل عليه القرآن ) ، ورفضوا القرآن الكريم وطلبوا آية حسية منها إنزال الملائكة : (  لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٧﴾ الحجر ) وجاء الرد عليهم إنهم لن يروا الملائكة إلا بالحق أى عند الموت و يوم القيامة ، وعندئذ لن يكون لديهم مُهلة من الوقت : (مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُّنظَرِينَ ﴿٨﴾ الحجر ) ثم قال جل وعلا عن القرآن الكريم ؛ فى تنزيله وحفظه :( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾ الحجر )

1 / 2 : وإستكثر الكفار أن ينزل القرآن ( الذكر ) على النبى من دونهم : ( أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا ) وجاء الرد عليهم بأنهم فى شك من ( الذكر ) أى كتاب الله : ( ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي ۖ بَل لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴿٨﴾ ص )

2 ـ يطلق الذكر على الكتب الإلهية السابقة : ثمود قالوا على النبى صالح : (  أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ﴿٢٥﴾ القمر )

ثانيا : أهل الذكر

1 ـ هم أصحاب العلم . وجاءت الاشارة الى أهل الذكر أى أصحاب العلم بالكتب الالهية السابقة فى قوله جل وعلا : ( ومَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٤٣﴾ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ). أى أهل الذكر فى الكتب الالهية السابقة الموصوفة بالبينات والزُّبر. وبعده جاء الحديث عن القرآن وهو الذكر الذى يبين لأهل الكتاب ما سبق إنزاله اليهم ، قال جل وعلا :  (  وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٤٤﴾ النحل ). ونتذكر قوله جل وعلا لأهل الكتاب عن القرآن الكريم : (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ المائدة ) (إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾ النمل )

2 ـ وقال جل وعلا فى سؤال أهل الذكر عموما : ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۖ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٧﴾ الانبياء ). أى سؤال الذين أوتو العلم من أهل الذكر أى الكتب الإلهية السابقة.

3 ـ ( العلم ) أيضا مثل ( الذكر ) ، أى من صفات القرآن والكتب الالهية .

 ثالثا : العلم من اوصاف القرآن الكريم  

1 ـ فى التمسك بالعلم القرآنى وعدم إتباع أهواء أهل الكتاب ، قال جل وعلا :

1 / 1 : ( وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿١٢٠﴾ البقرة ) : (بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) أى القرآن .

1 / 2  : ( وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٤٥﴾ البقرة )  (مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) أى من القرآن .

2 ـ فى المحاجّة حول المسيح ، ذكر الله جل وعلا الحق فى الموضوع وقال عنه :( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿٦١﴾ آل عمران ). (مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) أى من القرآن .

رابعا : العلم وصفا للكتب الالهية السابقة  

1 ـ بعد نزول العلم الالهى كتابا إلاهيا يبغى الناس على العلم الالهى بإختراع وحي شيطاني  ويقعون فى الاختلاف. . قال جل وعلا :

1 / 1 : ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّـهِ فَإِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٩﴾ آل عمران )

1 / 2 : ( وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ) ﴿١٤﴾ الشورى )

1 / 3 : ( وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ ۖ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ) ﴿١٧﴾ الجاثية ) (مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ ) يعنى الكتاب الالهى.

2 ـ وفى نفس المعنى قال جل وعلا : ( وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴿٤﴾ البينة )

خامسا : أهل الذكر هم أهل العلم بالكتاب الالهى

1 ـ هم الذين يجمعون بين الإيمان والعلم بالكتاب السماوى.

1 / 1 : وجاء وصفهم بخشية الله جل وعلا : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )﴿٢٨﴾ فاطر )

1/ 2 : . والله جل وعلا يرفعهم درجات : ( يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴿١١﴾ المجادلة ).

2 ـ عموم أهل الذكر أهل العلم فى كل زمان ومكان . قال جل وعلا :

2 / 1 : ( شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١٨﴾  آل عمران ). هذا هو التشهد فى الصلاة الذى يقوله أهل العلم فى أى زمان ومكان .

2 / 2 : وفى مقابل الذين يسعون فى آيات الله معاجزين يوجد أهل العلم وأهل الذكر المؤمنون بالكتاب الالهى . قال جل وعلا :

2 / 2/ 1 ( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿٥١﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴿٥٣﴾ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّـهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٤﴾  الحج )

2 / 2 / 2 : ( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ﴿٥﴾ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿٦﴾ سبأ ).

3 ـ أهل الذكر هم أهل العلم من الذين أوتوا الكتاب .

3 / 1 : كان بعضهم فى عصر قارون . قال عنه جل وعلا: ( فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ۖ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٧٩﴾ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّـهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ﴿٨٠﴾ القصص )

3 / 2 : مقابل الكافرين من العرب بالقرآن الكريم كان علماء أهل الكتاب يخرون للأذقان سجدا حين يتلى عليهم ، قال جل وعلا : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ﴿١٠٧﴾ الاسراء )

3 / 3 : وجعل رب العزة جل وعلا من الآيات أن يعلم علماء بنى إسرائيل بالقرآن الكريم ، قال جل وعلا وصفا للقرآن الكريم :( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣﴾ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿١٩٤﴾ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴿١٩٥﴾ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ﴿١٩٦﴾ أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿١٩٧﴾ الشعراء )

3 / 4 : وقال جل وعلا لخاتم النبيين إنه إن كان فى شك فى القرآن فليسأل أهل الذكر أو أهل العلم من أهل الكتاب ، قال جل وعلا : (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ) ﴿٩٤﴾ يونس )

3 / 5 : وهم موصوفون بالرسوخ فى العلم . قال جل وعلا : ( وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٦١﴾ لَّـٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَـٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١٦٢﴾ النساء )

4 : أهل الذكر أهل العلم بالقرآن الكريم:

4 / 1 ـ موصوفون أيضا بالراسخين فى العلم القرآنى ، قال جل وعلا فى المقارنة بينهم وبين علماء الأديان الأرضية الذين فى قلوبهم زيغ : ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾ آل عمران )

4 / 2 : وفى مقابل أولئك المبطلين فهناك العلماء أهل الذكر ، قال جل وعلا : ( وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴿٤٨﴾ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ﴿٤٩﴾ العنكبوت )

4 / 3 : ومنهم من عاش فى عهد النبوة وكانوا مقابل المنافقين ، قال جل وعلا : ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴿١٦﴾ محمد )

4 / 4 : وفى خطاب مباشر للصحابة قال جل وعلا : ( يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴿١١﴾ المجادلة ).

 5 ـ أهل الذكر أهل العلم فى اليوم الآخر

5 / 1 : عند البعث يظن الكافرون المجرمون أنهم لبثوا يوما أو بعض يوم فيرد عليهم الذين أوتوا العلم . قال جل وعلا : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ﴿٥٥﴾ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّـهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ ۖ فَهَـٰذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴿٥٦﴾ الروم )

5 / 2 : ويوم الحساب يكون لأهل العلم أهل الذكر موقف ضد الكافرين. قال جل وعلا : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ﴿٢٧﴾ النحل )

سادسا  : أهل الذكر هم أهل العلم هم اولو الألباب

1 ـ قال جل وعلا .( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾ آل عمران ). هنا جمع بين الرسوخ فى العلم و الذكر وأولو الألباب : (  وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) . وتكرر هذا فى قوله جل وعلا : ( وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٦٩﴾ البقرة )

2 ـ عن الارتباط بين العلم وأولى الألباب والذكر والتذكر قال جل وعلا :

2 / 1  ( أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚإِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٩﴾ الرعد ). هنا ( أفمن يعلم ) و ( يتذكر ) (أولو الألباب )

2 / 2 : ( هَـٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴿٥٢﴾ ابراهيم ). هنا ( وليعلموا ) و ( يتذكر ) و ( أولو الألباب )

2 / 2 / 3 : قال جل وعلا : ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٩﴾ الزمر ). هنا العبادة بقيام الليل والوصف بالعلم والتذكر وأولى الألباب .  

3 ـ قال جل وعلا :  ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ﴿١٩٠﴾ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿١٩١﴾ آل عمران ). هنا الذكر فى كل حال مرتبطا بالتفكر ووصف أولى الألباب.

4 ـ عن التدبر فى كتاب الله والتذكر وأولى الألباب قال جل وعلا عن القرآن الكريم : ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾ ص )

 5 ـ ويقول جل وعلا : ( فَاتَّقُوا اللَّـهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ قَدْ أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ﴿١٠﴾ الطلاق ). هنا جمع بين الايمان والقرآن موصوفا بالذكر وأولى الألباب . 

اجمالي القراءات 7743

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   مصطفى اسماعيل حماد     في   الإثنين ٠٧ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90002]

دين الله واحد


يركز د.صبحى دائما على تجلية التطابق بين رسالات الله تعالى فها هى الكتب السماوية يطلق عليها أسماء الذكر والعلم وكذلك كلمة الفرقان أطلقت على ما أوتى محمد وموسى وهارون وهذا أمر يثبت أن دين الله واحد فلا معنى لاختلاق التمايز والتفاضل بين أنبياء الله تعالى كذلك يبين د.صبحى ما حرصنا على طمسه طيلة قرون وهو أنه كان من بين أهل الكتاب علماء راسخون فى العلم مؤمنون إيمانا حقيقياعلى عكس ما كنا نعتقد من أنه لم يكن منهم أخيارمطلقا.



2   تعليق بواسطة   عمر على محمد     في   الإثنين ٠٧ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90003]



شكرا للدكتور احمد على كل ما يبذله من جهد  من تصحيح لمعتقداتنا التى تلوثت بالفكر البخاري ، حين تقرأ مفردات هذة المقالة  في سياقها القرأني بعيد عن قال فلان عن فلان انه نزلت في فلان . ادرك كمية الجهل التي تم حشوها في ادمغتنا وابعدتنا عن الذكر المبين . عليهم لعنة الله  ويستحقون قول الله تعالى فيهم .



إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ.



لا يعيب اهل العلم ان يقعوا في الخطأ  لانهم من الممكن ان يقعوا فيه ولكن ان يستمروا في ذنبهم ولا يعودوا عنه ، ان نبي الله موسى اوقع نفسة في الظلم من بعد ان اتاه الله حكما وعلما  . وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ



ولكنه لم يصر على ظلم نفسة بل عاد واستغفر ربة فاستحق ان يغفر الله له .



قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ



 


3   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ٠٨ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90009]

شكرا د مصطفى وشكرا استاذ عمر ، واقول :


منهج الكتابة فى القاموس القرآنى ليس التوقف بالتحليل مع كل آية لأن هذا التحليل لكل آية قد يحتاج الى بحث مستقل. ولكن فى القاموس القرآن يتوجه الهدف الى توضيح معنى المصطلح القرآنى من خلال سياقة الموضعى المحلى ومن خلال سياقه الموضوعى العام فى القرآن الكريم ، وهذا يعطى للباحثين تسهيلات توفر عليهم الكثير من الجهد والوقت. 

كنت أنشر القاموس القرآنى فى باب خاص ، ثم بكثرة الإنشغال أصبحت أنشر مقالاته فى القسم العام للمقالات.

والله جل وعلا لا يكلف نفسا إلا وسعها.

كل عام وانتم بخير. 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5118
اجمالي القراءات : 56,904,252
تعليقات له : 5,451
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي