أخيرا : عن الصلاة الشيطانية والمساجد الشيطانية

آحمد صبحي منصور Ýí 2018-11-14


أخيرا : عن الصلاة الشيطانية والمساجد الشيطانية

مقدمة : فى التسجيل التاريخى لحروب الطُّغاة التوسعية لا يحدث رصد لتأديتهم شعائر دينهم من صلاة وغيرها. يحدث هذا فقط لدى الطُّغاة الذين يستخدمون الدين الأرضى فى حروبهم التوسعية . ولهذا جاء ذكر الصلاة بين سطور التأريخ للخلفاء الفاسقين وتابعيهم من السلاطين . المؤرخون لم يقصدوا التأريخ للصلاة ، ولكنهم فى تسجيلهم ذكروا الصلاة ضمن تفصيلات الغزوات وما كان يصحبها من قتل وسلب ونهب وإغتصاب وسبى . هى هنا صلاة شيطانية ، وكانت تُقام لها مساجد شيطانية.

المزيد مثل هذا المقال :

2 ـ كل الشعوب تحمل كراهية شديدة لمن قام بغزو أوطانها وقتل أبطالها وإستنزاف خيراتها . يختلف هذا مع شعوب المحمديين الذين يقدسون الخلفاء الفاسقين والصحابة الفاسقين ، تحول أولئك الفاسقون الى آلهة معصومة من الخطأ ، لأنه قامت حولهم أديان ارضية كانوا فيها الآلهة المقدسة ، وهذا لأنهم قاموا بجرائمهم يرفعون راية الاسلام ، وهى فى الحقيقة راية الشيطان ، ويؤدون الصلاة التى تأمرهم بالفحشاء والمنكر عكس الصلاة الاسلامية التى تنهى عن الفحشاء والمنكر : (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ )﴿٤٥﴾ العنكبوت).

3 ـ إمتد تقديس الخلفاء الفاسقين الى من يسير على دينهم من السلاطين والحكام المستبدين ، وفى مساجدهم يتم إستخدامها سياسيا للدعاء للسلطان والدعاء على خصومه ، واصبحت مساجدهم الشيطانية لتأكيد عبودية الشعب للسلطان المستبد ، كان هذا فى العصور الوسطى ، ولا يزال حتى الان فى بلاد المحمديين الذين لا يزالون يعيشون فى العصور الوسطى ــ عصور الظلام ، يثيرون سخرية العالم المتقدم وإستهزاءه وإحتقاره.

4 ـ قبل أن ندخل فى مبحث التواتر نتوقف فى كلمة ختامية عن مغزى الصلاة الشيطانية والمساجد الشيطانية للتأكيد على ما سبق .

أولا : تشريع الخلفاء الفاسقين

1 ـ يقول جل وعلا : ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿١٩٠﴾ البقرة ). القتال فى الاسلام هو لرد عدوان قائم من قوم معتدين ، والمؤمنون المسلمون منهيون عن الاعتداء لأن الله جل وعلا لا يحب المعتدين .

الخلفاء الفاسقون بفتوحاتهم الاجرامية طبقوا تشريعا يقول : ( وقاتلوا فى سبيل الشيطان الذين لا يقاتلونكم ، وإعتدوا إن الشيطان يحب المعتدين ).!

2 ـ عبقرية الشيطان تتجلى فى الآتى :

2 / 1 ـ إستمرارهم فى تأدية الصلاة شكليا بعد قطعها عن المقصد الأسمى منها ، لم يعد المقصد الأسمى للصلاة إجتناب الفحشاء والمنكر بل أصبح هدف صلاتهم الفحشاء والمنكر وما يتبعه من غزو وسلب ونهب وسبى فضائل دينية .!

2  / 2 : الشعوب التى لا تعتدى على المسلمين ولم تُخرجهم من ديارهم مفروض إسلاميا أن يتعامل معهم المسلمون بالبر والقسط لأن الله جل وعلا يحب المقسطين ، هذا ما قاله رب العزة جل وعلا  : ( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٨﴾ الممتحنة ) . فى الدين العملى الذى إبتدعه وطبّقه الخلفاء الفاسقون أصبح من لم يعتد على المسلمين ومن لم يخرجهم من ديارهم كافرا يجب دينيا قتالهم وإحتلال أوطانهم وقتل أبطالهم وسلب ثرواتهم وسبى وإسترقاق أطفالهم ونسائهم.! كل هذا وهم يؤدون صلاتهم الشيطانية .

2 / 3  ـ لم يظهر الشيطان لهم بنفسه يقول لهم اعبدونى وصلّوا لى وإتخذونى إلاها. صدّر لهم الشيطان إلاها بديلا هو المال فأصبح إلاههم العظم ، اليه يتقربون بالقتال والسلطان ، واليه يتقربون بصلاة يستحلون بها ما حرّم الله جل وعلا ، وبالتالى فهى صلاة شيطانية.

ثانيا : الخلفاء الفاسقون فى حضيض الكفر لذا فصلاتهم شيطانية :

1 ـ  نبدأ بأنواع الاعتداء المحرم فى الاسلام :

1 / 1  ـ التكذيب بآيات الله ، قال جل وعلا : ( ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ ) ﴿٧٤﴾  يونس ) ، ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿١٠﴾ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿١١﴾ وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ) ﴿١٢﴾ المطففين )

1 / 2 ـ تحريم ما أحل الله جل وعلا فى الطعام : قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿٨٧﴾ المائدة ) ( وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّـهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ﴿١١٩﴾ الانعام )

1 / 3  ـ تحريم الدعاء لله جل وعلا بدون تضرع أو بعلو الصوت ، كما يفعل الذين إتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغناءا ، قال جل وعلا : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿٥٥﴾ الاعراف )

1 / 4  ـ تحريم الاعتداء على الزوجة ، قال جل وعلا : ( وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّـهِ هُزُوًا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٢٣١﴾ البقرة ).

1 / 5 ـ تحريم الاعتداء الحربى ، يقول جل وعلا : ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿١٩٠﴾ البقرة ). والتحريم هنا قاطع ولا مجال فيه للتأويل أو الأعذار حتى فى التعامل مع المجرمين الذين يصدون عن المسجد الحرام ،  قال جل وعلا : (  وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۖإِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢﴾ المائدة ). ووصف الله جل وعلا كفار قريش الذين نقضوا العهد بعد فتح مكة فقال عنهم :( لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ ﴿١٠﴾ التوبة )

1 / 7 ـ التأكيد على حُرمة قتل نفس بشرية واحدة إلا بالقصاص ، وتكرر هذا بأسلوب القصر والحصر فى قوله جل وعلا:(وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ) الانعام  ﴿١٥١﴾ ( الاسراء 33) (وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ) الفرقان ﴿٦٨﴾ )

1 / 8 : وتوعّد الله جل وعلا من يقتل النفس المؤمنة البريئة متعمدا بالغضب واللعنة والعذاب العظيم فى الاخرة ، قال جل وعلا : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴿٩٣﴾ النساء ) . هذا فى قتل نفس مؤمنة ومسالمة واحدة فكيف بقتل الملايين ؟

1 / 9 : وحتى فى ساحة القتال وفى مواجهة جيش معتد فإن الجندى فى هذا الجيش المعتدى إذا نطق بكلمة السلام فيحرم قتله ، قال جل وعلا فى الاية التالية :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّـهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴿٩٤﴾ النساء ).

2 ـ الخلفاء الفاسقون طبقوا دينا جعلوا من الفرائض الدينية إستحلال قتل من لم يعتد عليهم وسلب أمواله وإسترقاق ذريته ، ووصلت ضحاياهم وضحايا من سار على سُنّتهم بالملايين . ولتدعيم هذا الدرك الأسفل من الكفر حافظوا على تأدية صلاة شكلية . هى صلاة شيطانية .

3 ـ الله جل وعلا وصف صلاة المنافقين بالخداع والمُراءاة ، قال جل وعلا : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّـهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿١٤٢﴾ النساء ) وجعلهم فى الدرك الأسفل من النار ، فقال جل وعلا : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴿١٤٥﴾ النساء ) إلا إنه جل وعلا أخبر بإمكانية توبتهم فقال : ( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّـهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّـهِ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١٤٦﴾ النساء ). هؤلاء هم المنافقون الذين فضحوا أنفسهم بأقوالهم وأفعالهم ونزلت الايات تعلق عليهم . ولكن هناك من مرد على النفاق وكتم نفاقه وضبط لسانه وجوارحه وحافظ على صلاة شكلية يتقرب بها للنبى ، ولم يظهر منهم ما ينزل بشأنه تعليق قرآنى ، فنجحوا فى أن يكونوا الأقرب للنبى ومن ثم خلافته بعد موته فإرتكبوا جريمة الفتوحات ، لذا كان من أواخر ما نزل فى القرآن التنبيه مقدما على خطرهم ، وأنهم لن يتوبوا ، بل سيعذبهم الله جل وعلا مرتين فى الدنيا ثم ينتظرهم عذاب عظيم فى الآخرة ، قال جل وعلا :( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴿١٠١﴾ التوبة ). كانوا يصلون وقد مردوا على النفاق ، ثم أصبحوا الخلفاء الفاسقين وحافظوا على صلاتهم وهم يحطمون دين الاسلام ، يرتكبون بإسمه الفظائع . لا يوجد وصف لصلاتهم سوى أنها صلاة شيطانية .

ثالثا : الخلفاء الفاسقون فى حضيض الكفر لذا فمساجدهم شيطانية :

1 ـ كانت لقريش مساجد فى مكة ، وصفها رب العزة بأنها مساجد الله برغم ما كان يحدث فيها من مظالم ، مثل منع المؤمنين من دخولها ، قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّـهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١١٤﴾ البقرة )، ومثل إعلان الكفر فيها فقال جل وعلا لهم : ( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّـهِ شَاهِدِينَ عَلَىٰ أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ أُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ﴿١٧﴾ التوبة )( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا ﴿١٨﴾ ( الجن ). مساد الخلفاء الفاسقون فيها الكفر العقيدى والكفر السلوكى ، وهى تعلن حربا مستمرة لله جل وعلا ورسوله.

2 ـ واقام منافقو المدينة مسجدا وصفه رب العزة جل وعلا بالضرار وفضح ما كانوا يفعلون فيه تحت ستار الصلاة ، قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمْ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110)التوبة). هنا نلاحظ :

2 / 1 : مسجد الضرار فى المدينة إقتصر على التآمر خفية ، وظل فى الظاهر محافظا على توجهه الاسلامى الى درجة أن النبى كان يذهب اليه يصلى فيه ويقوم فيه . أما مساجد الضرار التى اقامها الخلفاء الفاسقون فقد كانت مراكز علنية فى حرب الاسلام .

2 / 2 : لم ينتج عن مسجد الضرار فى المدينة إسالة دماء ، أما مساجد الضرار التى أقامها الخلفاء الفاسقون فهى مسئولة عن حمامات دم .  

2 / 3 : المنافقون ( الصحابة ) كانوا يقسمون كذبا على أنهم ما فعلوا ، والله جل وعلا شهد بأنهم كاذبون . أى هم يعرفون أن ما يفعلون هو خطأ ومخالف للإسلام . أما الخلفاء الفاسقون فقد فرضوا مساجدهم لتنشر الكفر بالاسلام على أنه الاسلام .

2 / 4 : الله جل وعلا نهى النبى محمدا عليه السلام عن مسجد الضرار الذى أقامه المنافقون الصرحاء وقال له : (لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً  ). هذا عن مسجد هو أقل ضررا من مساجد الضرار التى أقامها الخلفاء الفاسقون . لو دعا مؤمن الى إجتناب الصلاة فى تلك المساجد لاتهموه بالكفر . أى هى مساجد تدعو لدين الشيطان والصلاة فيها شيطانية تبررالإثم والعدوان والظلم والبهتان .

2 / 5 : المؤلم أننا توارثنا هذه المساجد الشيطانية ، من أول مسجد تأسس على البغى فى عهد أبى بكر الى مساجد السلاطين المستبدين فى عصرنا الحديث  مثل مسجد ( محمد على ) فى القلعة بالقاهرة الى غيره من مساجد يحرص المستبد على بنائها وصرف الملايين فى زخرفتها من المال السُّحت . ويؤدى فيها المحمديون صلاة شيطانية يسمعون فيها أنواعا مختلفة من الكفر تحت مسميات الحديث النبوى والتفاسير ، وفيها تقديس المستبد وتقديس الأولياء والطاغوت الدينى والسياسى .

أخيرا :

1 ـ ووصلت الصلوات من حيث الشكل بالتواتر العملى. وهو ما سمح به الشيطان ؛ أن يتمسكوا بشكل الصلاة ولكن أن تكون فى حرب الله جل وعلا ورسوله.

2 ـ ندخل الآن فى موضوع التواتر.  

اجمالي القراءات 5847

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الخميس ١٥ - نوفمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89620]

الأهم هو التطهر و ليس الشكل و الإسم للمسجد .


أولا الشكل الخارجي : كانت بيوت الله عز و جل بيوت غير مميزة بالضخامة و الرسومات و الديكورات الفاخرة لأن الهدف هو أسمى من المظهر فالهدف هو الإنسان ذاته و الهدف هو ما في داخل الإنسان من شعور و إحساس و خشية و تأمل و رهبة لله عز و جل لذا فالشكل الخارجي لا قيمة له إطلاقا و نتصور أن المسجد الحرام نفسه كان فضاء و يطوف الناس حول البيت العتيق و البيت العتيق نفسه بناءه إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام من مواد عادية موجودة بذات البيئة في ذلك الوادي – مكة – و بعد اكتمال بناء البيت أخذ الناس يطوفون حوله و يصلون في ذلك الفضاء و الذي نتصور أنه أرض خلاء – تراب – هذا مع أن الوسط البيئي المحيط كمصر و الشام و اليمن كانت ممالك و حضارات أي بها من ضخامة الأماكن ما بها و لكن البيت العتيق هو بيت الله جل و علا و لا شأن لضخامة البناء و تجميله و كذلك نتصور أن أول مسجد بناءه النبي عليه السلام في المدينة و هو مسجد قباء – تاريخيا – تم بنائه بمواد من بيئة – يثرب – الزراعية كالطوب و جذوع النخل و خوصه – أي أن المسجد ذلك البناء الهدف الأسمى منه هو أداء الصلاة لله جل و علا و إقامة الخطبة لله جل و علا فقط هذا مع أن الأرض لله جل و علا و هنا يكمن الهدف الأسمى فالصلاة هي عبادة يخشع فيها المصلي و يؤديها و يحرص على إقامتها .

الاسم : لم يكن للمساجد أي اسم فهي مساجد لله جل و علا فقط و هذه العادة لربما تم تقليدها من الكنائس و دور العبادات الأخرى التي حملت أسماء الرهبان و غيرهم و لا ننسى أن المسجد الأقصى تم بنائه بسبب صرف المسلمين عن مبايعة عبد الله بن الزبير أثناء الحج و لكي يكون له هيبة و حديث الناس فقد تم إنشائه بذلك الشكل المهيب وقتها و أطلق عليه المسجد الأقصى .

لنتخيل أول مسجد بناءه المسلمون في المدينة هو مسجد بسيط الشكل و لكن الأهم هو :

( فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المطهرين ) أن تتطهر ليس له أي علاقة بالشكل أو الاسم إطلاقا فالتطهر أن لا تشرك بالله جل و علا أحدا و أن تصلي في مكان لله جل و علا و أن لا يذكر فيه أحدا سواه .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5123
اجمالي القراءات : 57,058,270
تعليقات له : 5,452
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي