تعليق: يتبع.../... | تعليق: ملحق للمقال، لعله يحدث في بعض القلوب الغافلة أمرا، | تعليق: ترجمان القرآن وأموال اليتامى والنسوان: | تعليق: جمهورية (فتوى سيسىتان ) | تعليق: 2 | تعليق: مرحبا دكتور محمد العودات . | تعليق: التحقيق في أقدم بناء عبادي | تعليق: جزيل الشكر لكم دكتور محمد العودات على الإضافة المهمة، | تعليق: ... | تعليق: السيسى بيبع كل حاجة تخدم فقراء مصر . | خبر: إيران أرسلت تهديداً لترامب بتفعيل خلايا إرهابية نائمة داخل أميركا | خبر: حبس ممثل رابطة المستأجرين في مصر بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية | خبر: إعلام إيراني: البرلمان يوافق على إغلاق مضيق هرمز والقرار النهائي للسلطات الأمنية | خبر: لمكافحة الهجرة غير الشرعية.. ميلوني تقترح خطة لتعزيز اقتصادات دول أفريقية | خبر: تونس: الحكم على الرئيس السابق منصف المرزوقي بالسحن 22 عاما | خبر: هل توسّع واشنطن حظر التأشيرات ليشمل ثلثي دول أفريقيا؟ | خبر: ترامب: قصفنا 3 منشآت نووية إيرانية ودمرنا موقع فوردو | خبر: هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء النفسيين؟ | خبر: إسرائيل تقصف منشأة نووية في أصفهان ووكالة الطاقة الذرية تؤكد عدم تسرب إشعاعات | خبر: مصر.. كشف أثري جديد يميط اللثام عن أسرار مدينة إيمت القديمة | خبر: الجفاف في العراق: سد دوكان يفقد 75% من مياهه | خبر: ملف اللاجئين في مصر: توظيف لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية | خبر: داكار-جيبوتي.. بعثة فرنسية سرقت كنوز أفريقيا الفنية | خبر: في جلسة حاسمة: البرلمان البريطاني يقر قانون الموت الرحيم | خبر: نصف الذهب السوداني المهرب يذهب إلى روسيا والإمارات |
جدل القوة والحق فى رؤية قرآنية : ( 1 )

آحمد صبحي منصور Ýí 2017-12-13


جدل القوة والحق  فى رؤية قرآنية : ( 1 )

أولا : جدل الحق والقوة بين الدنيا والآخرة :

1 ـ خلق الله جل وعلا الانسان ليعيش فى هذا الكوكب الأرضى ، ومنحه حريته المطلقة فى المشيئة وحريته النسبية فى الحركة ، والحصول على قوة نسبية ومتنقلة . الفرد مخلوق من ضعف يعقبه قوة يعقبها ضعف : (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) الروم ) ثم موت : (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) النحل  )  . ينطبق هذا على تاريخ البشرية ، هناك دول تقوم ، تبدا ضعيفة ثم تقوى ثم يصيبها الهرم والضعف ثم تسقط ميتة وتصبح صفحة فى التاريخ .

2 ـ فى الآخرة يختلف الأمر . يفقد الفرد حريته من لحظة الإحتضار ، يموت رغم أنفه ، ثم رغم أنفه يكون بعثه هو والبشر جميها ، ثم يكون الحشر ثم العرض أمام الله جل وعلا ، ثم الحساب . الفائزون يدخلون الجنة يتمتعون فيها بحريتهم أبد الأبدين . أما الخاسرون فمصيرهم الى خلود فى جهنم ، أى يفقدون حريتهم من لحظة الاحتضار فى الدنيا الى أبد الأبدين فى جهنم . الحرية مقترنة بالقوة . كانت للفرد حرية وقوة ضاعت هذه وتلك بالموت . الذين خسروا كانوا فى الدنيا متمتعين بالقوة فأساءوا إستعمالها ، سيرون يوم القيامة أن القوة اصبحت لله جل وعلا جميعا : (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) البقرة  )  . يوم القيامة يكون لرب العزة جل وعلا إحتكار القوة . إذ فقد البشر قوتهم بالموت وما بعده ، ثم ترجع لأصحاب الجنة حريتهم وقدرتهم اللامحدودة على تذوق النعيم . هذا عن القوة .

3 ـ فى الدنيا يغتر القوى بقوته . يكون فردا ذا سُلطة . تُنسيه السُّلطة أن القوة زائلة ، يغتر بالقوة وبالنفوذ ، وينسى أنها لو دامت لغيره ما وصلت اليه . نفس الحال مع الدول ، تنسى الدول القوية أن القوة مرحلة عرضية زائلة وهى أيضا نسبية ، وأنه سبقها من كان أقوى منها ، وانتهت . فى غرور القوة يزعم صاحبها المُغترُّ بها أن يملك الحق . وبمقدار قوته وضلاله يتطرف فى جعل الباطل حقا الى درجة زعم الألوهية وليس مجرد رفض الحق .

4 ـ فى الآخرة يختلف الأمر ، فكما أن القوة جميعا ستكون لله جل وعلا وحده فأيضا سيكون العدل ـ بمعنى الحق ـ مطلقا ، فلا مجال للظلم يوم الحساب ، قال جل وعلا عن البشر يوم القيامة : ( يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17) غافر )، وعن عدله المطلق يوم الحساب يقول جل وعلا : ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47) الأنبياء )

ثانيا : جدل الحق والقوة  ( على الأرض  ) فى قصص الأمم التى أهلكها الله جل وعلا :

1 ـ ينقسم قصص الأنبياء الى قسمين ، قصص الأمم التى أهلكها الله جل وعلا ، وقصص الأنبياء الذين كُتب عليهم القتال ليدافعوا عن أنفسهم دون تدخل إلاهى بإهلاك تام للجبارين المعتدين . يبدأ الاهلاك العام للجبارين بقوم نوح وينتهى بفرعون وقومه ونظام حكمه .

2 ـ فى قصص الأمم التى أهلكها الله جل وعلا كان الملأ الكافر الطاغى هو الذى يحتكر القوة ( على الأرض ) ويستخدم هذه القوة فى إخضاع المستضعفين القوة وفى البغى والعدوان ورفض الحق . ونأخذ منهم مثلين : قوم عاد وقوم فرعون .

3 ـ عن قوم عاد :

3 / 1 : قال جل وعلا : ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فصلت ). لاحظ تعبير ( الاستكبار فى الأرض ) أى إحتكروا القوة على الأرض ، وإغتروا بها الى درجة الكفر ونسيانهم أن الذى خلقهم هو الأشدُّ منهم قوة . وقد قال لهم النبى هود يكلمهم بثقافة القوة التى يعتنقونها يدعوهم الى الايمان بالله جل وعلا وحده : (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) هود ).

3 / 2 :  إستمدوا قوتهم من المطر الذى ينزل عليهم مدرارا ، وعاقبهم رب العزة بالهواء الذى ينزل المطر ، أو الريح ، وكان عقابا مُخزيا ، تحملهم الرياح ثم تضرب بهم الأرض كأعجاز نخل خاوية ، ظلوا في هذا العذاب أسبوعا يعانون الخزى قبل الموت ، قال جل وعلا : ( إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) القمر) ( وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) الحاقة ).

4 ـ فرعون موسى إحتكر القوة فى الأرض ، أى أرض مصر . وبهذا :

4 / 1 : علا  فرعون فى أرض مصر ، فكان التعبير عن ( مصر ) يأتى بكلمة ( الأرض ) تدليلا على قوة تحكم فرعون فى (أرض مصر ) . قال عنه جل وعلا: ( وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ )(83) يونس ). ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ (39) القصص )

4 / 2 : أعلن ملكيته لأرض مصر فى مؤتمر حاشد : ( وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (51) الزخرف ). أى كانت له قوة ( الإعلام ) التى سيطر بها على عقول الملأ فأطاعوه .

4 / 3 : جعل أهل مصر شيعا يستضعف بعضهم وهم بنو اسرائيل ، قال جل وعلا : ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ (4) القصص ) . لم يرد ذكر للشعب المصرى الذى كان يملأ مدائن مصر ويزرع حقولها وجناتها ، لأنه كان مملوكا للفرعون يخدمه فى صمت مرعوبا من العذاب الذى كان يوقعه الفرعون ببنى اسرائيل . وقد ورث بنو اسرائيل تلك المزارع والجنات بمحاصيلها والمصريين الفلاحين العاملين فيها ، قال جل وعلا عن فرعون وقومه ونظام حكمه وجنده : (فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) الشعراء  ) .

4 / 4 : زعم أنه لا إله غيره معلنا كفره بالله جل وعلا : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنْ الْكَاذِبِينَ (38) القصص ) ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَوَاتِفَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنْ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ (37) غافر )، وفى مؤتمر آخر أعلن أنه الرب الأعلى : ( فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى (24) النازعات ).

4 / 5 ـ  قوته على الأرض سوّلت له قلب الحقائق ، فهو يزعم أنه هو الذى يهديهم سبيل الرشاد : (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) غافر  ) ، وأن موسى  هو المفسد فى الأرض  : (  وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ (26) غافر ) ، ونفس الحال مع قوم فرعون ، رأوا فى دعوة موسى لتخليص قومه من عسف الفرعون إفسادا فى ( الأرض ) :( وَقَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ ) الأعراف 127 )، ورأوا أنها وسيلة لجعل بنى إسرائيل يحتلون مكانهم فى العلو فى ( الأرض ) : ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ  )(78) يونس ) .

4 / 6 : الله جل وعلا هو وحده القاهر فوق عباده : (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18) الانعام) (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (61)  الانعام   ) وهو جل وعلا وحده الواحد القهار: (قُلْ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16) الرعد ) (وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65)  ص  ). غرور القوة ( على الأرض ) سوّل لفرعون أنه هو وقومه القاهرون فوق بنى اسرائيل : ( وَقَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) الأعراف ) كانت عقوبته مزيجا من الألم والخزى ، إذ سلّط الله جل وعلا عليه وعلى قومه الطوفان فأخرجهم الطوفان من قصورهم ، وسلّط عليهم الجراد  ثم القمل ثم الضفادع فكانت تملأ بيوتهم وملابسهم  وطعامهم وشرابهم وفراشهم ، ثم الدم فكان ماء الشرب وماء التنظيف يتحول الى دماء ، ثم سلّط عليهم الرجز ، أى الدمامل ، فتحول وجه فرعون وجسده الى بؤر من الدمامل والقيح والصديد ، وكذلك قومه ، ومن كل هذا نجا الشعب المصرى و بنو اسرائيل . قال جل وعلا : ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمْ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134)الاعراف).

وفى النهاية كان هلاكهم عبرة لمن يخشى  . قال جل وعلا :( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) النازعات ) . ولم يعتبر المستبدون  الظالمون ــ حتى الآن ـ بنهاية قائدهم فرعون . قال جل وعلا : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) القصص ).

4 / 7 : من العبرة أنه إغترّ بإحتكاره القوة ( على الأرض ) فكان من عقابه تجريده من هذه ( الأرض ) ، وأن تكون بعده ملكا لبنى إسرائيل: ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) القصص ) ( قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) الاعراف ) ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) الاعراف )

أخيرا :

مستبد طاغية يقتل الأطفال ويصلب المؤمنين ويقطع ايديهم وأرجلهم من خلاف ، كيف تعامل معه الرسولان موسى وهارون ؟ هما يحملان الحق ويريدان العدل ، وفرعون يحتكر القوة ويزعم إمتلاك الحقيقة المطلقة .!

موعدنا غدا بعون الرحمن جل وعلا . 

اجمالي القراءات 7758

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5221
اجمالي القراءات : 61,586,745
تعليقات له : 5,495
تعليقات عليه : 14,893
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي