حضرة القاضى انت لابس الجزمة فين ؟؟

عثمان محمد علي Ýí 2017-11-25


 

حضرة القاضى انت لابس الجزمة  فين ؟؟

فى اليوم التالى للإعتداء الوحشى وللحادث الإرهابى الذى قُتل  فيه اكثر من 350 مُصليا فى صلاة الجمعة  بمسجد الروضة بمنطقة بير العبد بشمال سيناء ،حدث هذا المشهد التخيلى العبثى فى محاكمة الشيخ ((محمد عبدالله نصر )).

بعد  مشهد عبثى نطق فيه  القاضى  بسجن الشيخ محمد عبدا لله نصر خمس سنوات مع الشغل قام رجل من الحضور ونادى على القاضى .

حضرة القاضى  يا حضرة القاضى ، ممكن سؤال .

القاضى  انت مين ،وعايز إيه .

الرجل .   انا اب لإثنين قتلهم الإرهاب امبارح فى الجامع فى العريش ،وهم رايحين يسترزقوا ويشتغلوا فى مزارع الزيتون هناك . وده جارى المقدس مكرم ،الإرهاب قتل مراته وعياله فى كنيسة العباسية السنة اللى فاتت.

وعايز اسألك سؤال ... هو انت  لمؤاخذة لابس الجزمة فين ، فى رجلك ولا فى راسك ؟؟؟؟؟؟؟؟

Image result for ‫مخ فيه جزمة‬‎

Image result for ‫لابس الجزمة فى رجله‬‎

القاضى .إتجنن  انت بتقول إيه يا راجل يا مجنون انت ، والله لولا انك مقتول لك ولدين امبارح  وحالتك صعبة كنت سجنتك 3 سنين لإهانة القضا و3 سنين علشان بتشتمنى  .

الراجل ... مش تتعصب وتتنرفز قوى كده .واسألنى ليه سألتك السؤال ده .

القاضى .. تانى تانى .. فرد مستشار واقف جنب القاضى وقال ، ليه يا حاج .

الراجل . يا حضرة القاضى انا دفنت اولادى الفجر وجت على المحكمة علشان اقدم بلاغ فى اللى قتلوهم ،فوكيل النيابة قال لى . لازم تجيب لنا اسماء وعناوين  اللى قتلوا ولادك علشان نقدر نحقق معهم  .

فطلعت من عنده مش قادر اجر رجلى ولا ارفع ضهرى ،ودخلت الأوضة دى  اقعد وارتاح شوية .وبعد كده  دخلوا ناس ومحاميين وقعدوا يتكلموا بصوت عالى ويتخانقوا ،وناس تقول ( محمد نصر ) ده كافر وإرهابى ومنكر سنه  وعايز يقلب البلد ، وناس تقول حرام عليكم ده هو اللى بيحارب الإرهاب والكتب بتاعته ،وعلشان كده الأزهر والمشايخ رفعوا عليه القضية ....

 فقلت بس انا حأقعد احضر القضية  يمكن يكون (محمد نصر ) ده هو الإرهابى  اللى بأدور عليه ،او حتى يعرفهم ، فأبلغ فيه انه هو اللى قتل ولادى او حتى يكون عارف اللى قتلوهم .

وبعد ما سمعت وشوفت تحقيقاتكم معاه وكلامه معكم  وكلام المحامين وهم بيردوا على بعض  .عرفت انكم بتحاكموه علشان قال (( ان النبى عليه الصلاة والسلام ما انتحرش ،ولامات مقتول )) و ان الراجل اللى إسمه البخارى هو اللى قال كده (ان النبى حاول الإنتحار اكتر من مرة ) ، وان الشيخ (الطيب )  شيخ الأزهر و(وزير الأوقاف ) و(الدولة ) زعلانين منه  لأنه طلّع (البخارى كداب) ، وانه كده لمؤاخذه خلاهم كلهم (حمير ) وما بيعرفوش حاجه ، فرفعوا عليه قضية وقالوا عليه كافر ... وانتوا بدل ما تنصروه وتدافعوا عنه حكمتم عليه بالسجن !!!!

إلا قول لى يا بيه هو النبى إنتحر  صحيح ، ولا مات مقتول زى ما البخارى ما بيقول ؟؟؟

القاضى .. هو انت حتعرف ان النبى انتحر ولا ما انتحرش اكتر من سيدنا البخارى ،ولا فضيلة الإمام ومشايخنا الكرام يا مجنون انت ولا محمد نصر بتاعك ؟؟

يابيه ،ياحضرة القاضى ، الشيخ (الطيب ) والمشايخ هم اللى بيقولوا ان النبى عليه الصلاة والسلام  انتحر ومات مقتول ، يا بيه يا حضرة القاضى  احكم عليهم هم بالسجن  مش  على الشيخ عبدالله  نصر .

يا بيه البس الجزمة عدل ،البسها فى رجلك وبلاش تلبسها فى راسك .

==

المستشارين اخدوا القاضى وخرجوا من القاعه  –وجت  العساكر وجروا الشيخ (نصر ) من رقبته ،وداسواعلى  نظارته اللى وقعت منه على الأرض  وكسروها ،وخرجوا من القاعة وهو بيقول ((قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ  )).

و مجموعة من  الدقون تهتف وتقول  ( إلى السجن يا عدو الله ،هذا جزاء من يتطاول على سيدنا البخارى ،وعلى علماء الأُمة ) .

ومجموعة صغيرة واضح انها من عائلة وأصدقاء الشيخ نصر  بيقولوا ((رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ))    وبيقولوا  ((رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا  )).

=

وعاد الرجل الى بيته وصلى ركعتين لله –وجلس يُشاهد الأخبار فى التليفزيون لعله يسمع جديدا عن قتلة اولاده أو ان الدولة توصلت إليهم او قبضت عليهم  .ولكنه وجد قنوات  التليفزيون المصرى كلها مشغولة إما بإنجازات الرئيس فى افتتاحه لقسم البسكويت ابوعجوة بمصانع الإنتاج الحربى !!!!!

اومشغولة  بافتتاح فخامته  لأكشاك بيع السمك المشوى والرز الأحمر .!!

    أو مشغولة بانتصار (مرتضى منصور ) وفوزه على (احمد سليمان ) فى رئاسة الزمالك .

او مشغولة بالحرب الطاحنة بين (محمود الخطيب )و( محمود طاهر ) على رئاسة الأهلى !!!   

وما تبقى من قنوات  مشغولة  بانتصار الدولة الرهيب على المطربة المغمورة (شيما ) بطلة كليب ((  عندى ظروف )) لأنها سرقت اسم الكليب دون مراعاة لحقوق ملكية عوالم وغوازى الحكومة  الفكرية فيه  !!!!

فرفع الرجل سماعة التليفون واتصل بالمقدس مكرم ... ايوه يا مكرم يا خويا .. انت مش قلت لى انك لك قريب فى استراليا عايزك تهاجر هناك معاه ؟؟؟

مكرم .. اه ده صحيح ...

الرجل . طيب .امانة يا مكرم .لو ممكن يساعدنى انا كمان علشان مش قادر اقعد هنا تانى بعد النهارده ، وانخرط الرجل فى البكاء وهويحضن صور اولاده و يقول (وبعدين يا مصر ، وبعدين يا مصر ، رايحه على فين يا مصر ، رايحين بك على فين  تانى ؟؟؟).

==

ملحوظة .هناك جزء حقيقى ، وهو الحادث الإرهابى ،و الحكم على الشيخ عبدالله نصر  بالسجن فى إتهامه بإنكار(محاولة إنتحار النبى ) فى  حديث البخارى، وقنوات التليفزيون المصرى ، وجزء تخيلى هو باقى المشهد .

اجمالي القراءات 11924

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (10)
1   تعليق بواسطة   أسامة قفيشة     في   الأحد ٢٦ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[87568]

د . عثمان


لقد أصبح الوجع لا يحتمل , تصرفات الدولة المصرية لم تعد تصرفات دوله على الإطلاق بل باتت تتصرف و كأنها عصابة ,



حتى الإعلام المصري الرسمي بات لا يطاق سماعه , و انهار في مستنقع الانحطاط و سوء التصرف , فعلى سبيل المثال في الدول التي تحترم نفسها حين تتعرض لعملٍ إرهابي فإنها تتحدث من منطلق المسئولية و حفظ القانون فتصدر بياناتها وفقاً لدولة القانون و تطالب بالقبض على الجناة و محاكمتهم و محاسبتهم ومعاقبة من يقف خلفهم و من ساندهم ,



أما الإعلام الرسمي المصري فكان بيانه سنرد بقوة غاشمة و سنثأر لدماء الشهداء !



هذا أمر معيب و مخزي , يتصرفون كعصابات تعشق القتل و الدم , و لا يتصرفون كدولة همها تحقيق القانون .



بعد هكذا تصريحات فأنا أوجه إصبع الاتهام نحو هؤلاء , يبدو بأنهم يبحثون فقط عن مصالحهم الذاتية و بقائهم في مناصبهم .  



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ٢٦ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[87569]

رائع يا عثمان ..


مقال مؤلم وموجع ولذيذ وعظيم ..وفى الصميم . 

ألا لعنة الله جل وعلا على الظالمين .. !

3   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الأحد ٢٦ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[87570]

مقالة موجعة يا دكتور عثمان


عندما كان المناخ السائد في مصر في فترة الملكية و بدايات عبد الناصر مناخا تسوده النظافة الفكرية و الحرية لا سيما بعد مجانية التعليم زمن طه حسين و قبل تغول الأزهر بالوهابية و بداية الإنحدار الفكري و تغيير الثقافة المصرية و التدين ذي الصيغة الصوفية السنية لم يكن هناك كل هذا العفن و التطرف و الإرهاب !!



تبدلت ثقافة المصريين بدءاً بالرئيس ( المؤمن ) !! الذي لقي مصرعه على يد ( الإرهاب المتطرف ) و منها إنزلقت مصر إلى مستوى آخر غريب على الثقافة المصرية !! 



رحم الله الأبرياء و حسبي الله و نعم الوكيل في المجرمين .. حفظ الله مصر .. 



4   تعليق بواسطة   محمد يحيى محمد امين     في   الأحد ٢٦ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[87572]

كل ما أضيف للحقيقة في المقال لكانت تقال علنا بشرط وجود الحرية والعدالة


أخي الدكتور عثمان إن ما أضفته على الحقيقة في المقال هو ما يدور فعلا في عقول الذين يقاضون في المحاكم التابعة للحكام في الدول المستبدة 



وخناك سؤال يخطر على البال سريعا



لطاما كانو يعرفون مناطق الارهابيين الذين قصفوا فورا بعد العمليه الارهابية لماذا لم يتم القبض عليهم قبل وقوع الكارثة هل يجب أن يقتلوا بعض الأبرياء لكي يتم قصفهم



بعد كل عملية ارهابية تقع في كل مناطق العالم سواءا في أوروبا أو أمريكا أو حتى أفغانستان أو باكستان نجد أن المعلومات الشخصية عن الإرهابي موجودة و أن معضمهم تم استجوابهم ووضعوا تحت المراقبة من قبل لماذا لم يسجنوا أو قيدت حريتهم فهم مخربون و مجرمون سؤال محير جدا يحتاج الى البحث بدقة عن المسؤل الحقيقي للإرهاب فهؤلاء الإرهابيون ليسوا الا السلاح المستخدم في العملية مثلها مثل القنبلة فهي تقتل اذا تم استخدامها  فهؤلاء الإرهابيون هم أيضا عبارة عن أسلحة تمت صناعتها هم ليسوا الا أناس فقدوا انسانيتهم فتم تحويلهم الى أدوات قاتلة و يجب أن يوضعوا في المكان المناسب و تفكيك عقولهم و إعادة الإنسانية فيها .



و طبعا هذا لن يتم بجود هذا الكم الهائل على مستوى العالم من المساجد والجامعات والمدارس التي تتحكم فيها رجال الدين الأرضي وخصوصا السني المدعوم ماديا و معنويا و إعلاميا على الرغم من وجود أدلة دامغة من تورطها على مدى التاريخ القديم والقريب و الحاضر الذي نعيشه الآن 



5   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ٢٧ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[87580]

اشكرك استاذ اسامه .


شكرا جزيلا استاذ اسامة . على مرورك علىالمقال وعلى تعقيبك الجميل ومُشاركتنا (المصريين ) فى ألم الفترة العصيبة التى نمُر بها . واتفق معك فى أن الدولة وعلى راسها الحاكم (السيسى ) وجهاز إعلامه يتصرفون بطريقة عشوائة ، وبيانتهم غير مسئولة ، وفوق هذا كله لا يُهمهم مصر ولا المصريين ،ولكن كل ما يهمهم  هو بقاء الحاكم ونظامه وما حوله من فساد يستفيدون منه ...



تحياتى .



6   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ٢٧ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[87581]

شكرا جزيلا استاذى العزيز د-منصور.


شكرا جزيلا لحضرتك استاذى الحبيب العزيز د-منصور -على مرورك وتعقيبك  الكريم على المقال .وأعتز بشهادكتم، وتقييمكم له ...وآسف على سببته لكم من ألم ووجع . وكما تعلم حضرتك  هى مصر التى لم تخرج من قلوبنا وأنفسنا ، والتى لا نبغى منها شىئا ،ولكن نبغى لها كل خير وإصلاح وفلاح .



تحياتى لحضرتك .



7   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ٢٧ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[87582]

شكر لك استاذ سعيد على .


شكرا لك استاذ سعيد على تعقيبك الجميل ..,اتفق معك فى ان من اسباب العنف والتطرف والإرهاب الموجود فى مصر وفى المنطقة هو تقمص (السادات ) شخصية الرئيس المؤمن وتشبييهه لنفسه بأنه (عُمر بن الخطاب ) وسماحه للحركات الدينية المتطرفة بالخروج من السجون والظهور على السطح ،والإستقواء بهم على خصومه من (الشيوعيين ) ، وعودة الإخوان المصريين من (السعودية ) وتوغلهم فى الحياة العامة المصرية .



تحياتى .



8   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ٢٧ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[87583]

شكرا استاذ محمد يحى .


اشكرك استاذ محمد يحى -على تعقيبك الكريم وعلى ما فيه من إضافات قيمة ....واتفق معك ان الإرهابيين تمت صناعتهم بطرق مختلفة منها العقدى ومنها المادى البحت .



واتفق معك على أن النظام والدولة يعرفون مناطق وجود وسيطرة الإرهابيين ولكنهم يستفيدون من وجودهم بإستمر جلوسهم على عرش مصر والتحكم فى شعبها وثرواتها .....وقد كتبت مثل هذا تعقيبا على خبر منشور على الموقع تحت عنوان (الطيران المصرى يضرب مواقع الإرهابيين ) ...



فنعم هم يعرفون اماكنهم ،ولكن ليست هناك رغبة ولا إرادة فى التخلص منهم والقضاء عليهم .



هذا بالإضافة إلى عدم وجود نية حقيقية بمراجعة التراث وادبياته التى يستند عليها ويستدل بها الإرهابيين فى قتلهم للأبرياء فى العالم كُله .



تحياتى .


9   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الخميس ٣٠ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[87597]

مشهد ساخر ومؤلم د/ عثمان


 مقارنة بين وضعين  ، وضع الرجل البسيط من أهالينا الطيبين وما أكثر معاناتهم رغم قناعاتهم بأبسط متطلبات الحياة !! وبين ما يعيشون في برج عاجي لا  يبالون بهموم البسطاء، بل يتسورونهم كي يصلوا إلى ما يريدوا ...  ويا ليتهم  يشعرون بالاكتفاء  يوما ... وهذا يذكرني بالمشاهد المماثلة في فلم ( المواطن مصري) وشخصية عبدالله محمود وعزت العلايلي، في تمثيل شخصية المواطن المغلوب على أمره ..نشكرك د. عثمان وكل عام وأنتم بخير ..



10   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ٠٣ - ديسمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[87614]

شكرا استاذه لطفيه.


تعقيب جميل ورائع استاذه لطفيه سعيد . ونعم هناك تقارب كثر بين المقال وبين الفيلم المصرى الجميل (المواطن مصرى ) والذى يتحدث عن اوضاع القهر للبسطاء والمغلوب على امرهم ،وإستغلال ظروفهم وإستفادة اكابر المُجرمين منها وسرقة مالهم ماديا ومعنويا حتى فى اسوأ احوالها فى فقدان ومقتل اولادهم كما فعل (عمر الشريف مع عزت العلاليلى ) . 



تحياتى 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق