آحمد صبحي منصور Ýí 2017-10-24
( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) .. مرة أخرى ..حتى نتذكر .!!
مقدمة :
1 ـ الاستاذ احمد عبد الحليم حكى لى بالتليفون أنه وهو يشترى قهوته اليومية من بائع باكستانى فى نيويورك سأله البائع : لماذا يقول الشيعة : يا على ؟ . فقال له أحمد عبد الحليم : ولماذا يقول السنيون : يا محمد ؟ تفكر البائع الباكستانى قليلا . فقال له أحمد عبد الحليم : لأنهم فقدوا صلتهم المباشرة مع الله جل وعلا . .
2 ـ هذا الاتصال التليفونى جعلنى أتذكر قول الله جل وعلا عن المنافقين الفاسقين : (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (67) التوبة ) ، وتحذير رب العزة جل وعلا للمؤمنين : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (19) الحشر).
3 ـ سبحان الله جل وعلا .!! معظم ملامح النفاق تنطبق فى عصرنا على المحمديين ، خصوصا أنهم نسوا الله جل وعلا فأنساهم أنفسهم فأصبحوا غافلين ، إذ صنعوا لهم آلهة موتى أسموها : محمدا وعليا وأباكر وعمر والحسين ..الخ .
4 ـ لو فرضنا أن قبورهم المقدسة التى يتوسلون بها بمحمد وعلى والحسين تحتوى فعلا على رفات أولئك الموتى فإن أولئك الموتى لا يسمعون ولو سمعوا لا يستجيبون . قال جل وعلا لأولئك المشركين : (إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) فاطر ). (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6)الاحقاف) هذه الآلهة التى صنعوها ويذكرونها ليل نهار ـ لا تذكرهم ولكنك أيها المخلوق إذا ذكرت ربك الخالق جل وعلا فإنه يذكرك .
5 ـ نتدبر قول الله جل وعلا للمؤمنين : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ )
أولا : معنى ( أذكرونى ): ذكرالله جل وعلا فى الاسلام يعنى :
1 ـ ذكره وحده جل وعلا بتعظيمه وتقديسه ، ولاشىء معه . وهذا يرفضه المشركون الذين يقدسون البشر ويذكرونهم مع الله جل وعلا كما يفعل المحمديون مع النبى محمد وغيره ، قال جل وعلا عنهم : ( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) الزمر ) . إذا ذكرت اسم النبى محمد هللوا بالصلاة عليه ، أما إذا ذكرت إسم الله جل وعلا فلن تسمع أحدهم يقول سبحان الله .!!
2 ـ ذكره جل وعلا بالقرآن الكريم وحده : ( وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً (46) الاسراء ). هم يذكرون الله أحيانا بما هو مكتوب فى كتبهم المقدسة ، فلهم أوراد وادعيات يخلطون فيها اسم الله جل وعلا بغيره . إذا أنكرت هذا وذكرت إسم الله فى القرآن الكريم وحده أعرضوا عنك ، لأنهم لا يؤمنون بالله إلا وهم يشركون به محمدا وغيره . ومساجدهم هى التى تعبر عن هذا ، سواء فى الأذان للصلاة ، أو فيما تحتويه من قبور مقدسة أو فيما ينعق به الخطيب على المنبر من تقديس للبشر . هم ينكرون أن تكون المساجد لرب العزة جل وعلا وحده . وهكذا كانت قريش فى مساجد مكة . وقد كادوا يفتكون بالنبى محمد عليه السلام حين إعترض على ذلك ، قال رب العزة جل وعلا : ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20) الجن ) . وهم فى النار سيطلبون الخروج منها فيقال لهم : ( ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) غافر ). هذا كله فى القرآن الكريم ، ولكنهم إتخذوا القرآن الكريم مهجورا .
ثانيا : أوقات وأماكن ذكر الله جل وعلا وتسبيح وحمده
1 ـ ( ذكر الله ) جل وعلا بالتسبيح والتحميد هو فريضة منسية ، لها أوقاتها فى الصباح والمساء وآناء الليل ، حسبما يختار المؤمن ، قال جل وعلا : (وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (25) وَمِنْ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (26) الانسان ) ، وقال جل وعلا للنبى زكريا عليه السلام : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ (41) آل عمران ) ، وقال جل وعلا للمؤمنين : ( لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (9) الفتح )
2 ـ وقد يكون فى بيوت الله ومساجده فى أوقات الصلاة وبالغدو والآصال ، قل جل وعلا : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37) النور )
3 ـ وعند قراءة القرآن ، قال جل وعلا : (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (15) السجدة )
4 ـ وعند المحنة . يونس عليه السلام حين إبتلعه الحوت كان من المسبحين ، فأنجاه رب العالمين ، قال جل وعلا : (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ (143) الصافات) (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) الانبياء ).
5 ـ وجاء امر الله جل وعلا خاتم النبيين بأن يصبر مقنرنا هذا الأمر بأن يذكر الله جل ويسبحه ليلا ونهارا ، قال جل وعلا : (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) طه ) ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ (55) غافر ) (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) ق ) (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49) الطور) ، ذلك أنه بذكر الله جل وعلا تطمئن القلوب ، قال جل وعلا : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) الرعد )
6 ـ فالمؤمن يذكر ربه فى كل وقت ، فى المحنة وعندما يشكر ربه ، ويكفى قوله جل وعلا : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (152) البقرة ) فالذكر قرين الشكر لرب العزة جل وعلا ، وهذا نقيض الكفر . ومن الشكر أن تذكر ربك حين تركب المواصلات من الحيوانات والمخترعات ، قال جل وعلا عن الأنعام : ( لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) الزخرف ) ، وحتى إذا نسى المؤمن ذكر الله ثم تذكر فعليه أن يذكر إسم الله ، قال جل وعلا :(وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ) (24) الكهف ) ، أى يذكر إسم ربه كثيرا صباحا ومساءا ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42) الاحزاب )، بل لا يشترط وضع معين فى ذكر الله جل وعلا وتسبيحه ، يمكنك أن تذكره جل وعلا فى أى وضع ، قال جل وعلا عن أولى الألباب : ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) آل عمران )
ثالثا : كيفية الذكر : بالتضرع والخوف والخفية وعدم الجهر بالقول
1 ـ هم يحولون ذكر الله جل وعلا وذكر آلهتهم الى مهرجانات جماعية صاخبة فى مناسبات خاصة عند قبورهم المقدسة ، فيما يعرف بالموالد ، وفى عاشوراء عند الشيعة . وبينما يكون ذكر الصوفية رقصا وغناءا وإنشادا دينيا يكون عند الشيعة ( تطبيرا ) بتعذيب أنفسهم وسفك دمائهم.
2 ـ هذا يناقض قوله جل وعلا فى كيفية الذكر . قال جل وعلا فى الذكر بالدعاء تضرعا وخيفة وبصوت خافت : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (56) الاعراف ) ، وقال جل وعلا عن دعاء زكريا : ( ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً (3) مريم )، لم يجهر بصوته بل دعا ربه بنداء خافت خفى خاشع .
3 ــ هو نفس الحال فى الذكر عموما :( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ (205) الاعراف ) ، وعن الخشوع فى الذكر قال جل وعلا : ( وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (8) المزمل )، وهو نفس الخشوع فى الصلاة ، فلا يقبل الله جل وعلا إلا الصلاة الخاشعة من المصلى المتقى ، قال جل وعلا : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) ) المؤمنون )
رابعا : أنواع ذكر الله جل وعلا بالقرآن وبالصلاة وبالخشوع والتقوى :
1 ـ يكون بتلاوة القرآن بخشوع وتدبر ، ويكون أيضا بالاستماع اليه وهو يُتلى ، قال جل وعلا : (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الانفال ) (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) آلأعراف )
2 ـ ولا نسى أن القرآن الكريم هو ( الذكر ) ، قال جل وعلا :( ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) ص ) ، بل هو الذكر المحفوظ من لدن الله جل وعلا : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9 ) الحجر )
3 ـ والصلاة أيضا هى ذكر لله جل وعلا بطريقة مخصوصة من قيام وركوه وسجود وتلاوة للفاتحة وتسبيح وتحميد وتشهد، وبها يذكر المؤمن ربه وقت أداء الصلاة ، قال جل وعلا : ( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (14) طه ). وبين أوقات الصلاة يتذكر ربه فيتقى ربه ، وبهذا تكون إقامة الصلاة سلوكا طيبا وعملا صالحا . فالتقوى هى الهدف من ذكر الله جل وعلا ، فى الصلاة : ( وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) العنكبوت )، وفى كل العبادات : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)) البقرة ) .
4 ـ ، وحتى فى الأوقات العادية حين يتعرض المؤمن لإغراء الشيطان فيتذكر ربه فيبتعد عن المعصية ، وهذه هى ثمرة ذكر الله جل وعلا ، قال رب العزة :( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)الاعراف ) (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) آل عمران ) .
خامسا : معنى ( أذكركم ) العون فى الدنيا والجنة فى الآخرة
1 ـ معنى أن يذكرك الله جل وعلا فى الدنيا أن يعينك ، قال جل وعلا : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (152) بعدها قال جل وعلا يأمرنا أن نستعين بالصبر والصلاة على كل شىء : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) البقرة )
2 ـ وبالمحافظة على ذكر الله جل وعلا كثيرا فى الدنيا بالصلاة والعبادة والتسبيح يكون المؤمن متقيا ، والجنة هى مثوبة المتقين ، قال جل وعلا :(تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً (63) مريم ) ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً ) (73) الزمر )
أخيرا : من أنت كى يذكرك الله جل وعلا ؟!:
1 ـ ستشعر بالفخر لو قيل لك إن رئيسك فى العمل ذكر إسمك بالخير. فماذا إذا كان الذى يذكرك هو خالق السماوات والأرض جل وعلا .
2 ـ من أنا حتى أستحق شرف أن يذكرنى ربى الواحد القهار ؟
أنا مجرد مخلوق صنعه الخالق جل وعلا ، ينطبق علىّ قوله جل وعلا: ( إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا(37)الاسراء ) . ولكنّ من رحمة الخالق جل وعلا وكرمه أننى إذا ذكرته بلسانى وقلبى خاشعا متبتلا أكرمنى بأن يتذكرنى هو باسمى وكينونتى . هل هناك شرف أعظم من هذا ؟
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5117 |
اجمالي القراءات | : | 56,881,047 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
دعوة للتبرع
(أم ) و ( أو ) : ما الفرق بين ( أم ) و ( أو ) فى قواعد اللغة العرب ية ...
عن التدبر فى القرآن: بحاو ل اتدبر القرآ ن ولكن بعض السور مثل...
لحم الخنزير من تانى : فكسون ا العظا م لحما) ( او كالذي مر على قرية...
خمسة أسئلة : السؤا ل الأول : أنت معجب بأمري كا ولا تعترف...
جدال مع المسيحيين: تجادل ت مع بعض المسي حيين و الحمد لله...
more
هل صعبا تنفيذ هذا و نيل الشرف العظيم !! نجد الإنسان يجتهد أياما إجتهاد ليبلغ هدفه و يحققه في مجال عمله لنيل ( الشرف ) أو مع ( مرتبة الشرف ) و لكم أن تتخيلوا أن يكون الشرف الأعظم و الوسام الأرفع من الحق جل و علا .. فما أعظمه من شرف و ما أرفعه من وسام .
هي جوائز لا ينتبه لنيلها من ( غش في الإمتحان !! ) لذا فهو راسب و له دور ثان ! و فرصة ليعيد حساباته لعله يذكر الله جل و عل وحده فقط لينال شرف الذكر العظيم من الحق جل و علا .
كلمة ( فأذكروني ) لنتأمل حرف ( الفاء ) لندرك رحمة الخالق جل و علا و لكن هيهات هيهات من يعظم المخلوق على الخالق !!
حفظكم الله جل و علا و جعلنا الحق جل و علا من الذاكرين المخلصين له وحد فالحمد لله على جوائز لا تكلف إلا ذكرا و لكن ذكره جل و علا يقتضي الإيمان به وحده إلاها خالقا رازقا رؤوفا رحيما ... فسبحانه سبحانه عدد ما خلق و ما يخلق و عدد كل شيئا أحصاه فاللهم أعنا على ذكرك و شكرك و تقبل منا هذا الذكر و هذا الشكر لك وحدك فلا إله إلا أنت سبحانك .