آحمد صبحي منصور Ýí 2017-09-15
التعذيب فى رؤية قرآنية : (5 ) تعذيب الأمم البائدة فى الدنيا
مقدمة : حديث رب العزة جل وعلا عن إهلاك الأمم البائدة يأتى أحيانا موصوفا بالتعذيب ، أى إنهم قبل موتهم وإهلاكهم تذوقوا عذابا لا يعلمه إلا علام الغيوب جل وعلا .
2 ـ وهناك قواعد عامة لهذا التعذيب المرتبط بإهلاك الأمم السابقة ، ونعطى بعض التفصيلات :
أولا : الوصف العام
1 ـ خطوات الابتلاء : يبدأ الابتلاء بالشّر كى يتضرعوا ، ولكنهم يستكبرون ، فيأتيهم إبتلاء النعمة فيغترون ، وبكفران النعمة تحل بهم نقمة الاهلاك ، قال جل وعلا : ( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (95) الاعراف) ، وقال جل وعلا : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45) الانعام )
ثانيا : الأسباب : الكفر والظلم والطغيان
1 ـ فى حالتى التكبر عن التضرع والكفران بالنعمة هم ظالمون طُغاة ، قال جل وعلا عن عاد وثمود وفرعون : ( الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)) الفجر 13 )، وكانوا يستهزئون بالرسل : ( وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (7) فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضَى مَثَلُ الأَوَّلِينَ (8) الزخرف ).
2 ـ وكانوا يعصونهم عنادا وإستكبارا فى الأرض ، والنبى صالح حذر قومه ثمود من عقر الناقة فقال لهم: (وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ )الشعراء 156 )، فعقروها: ( فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ ) الشعراء 158 )، وهذا بما كانوا يكسبون : ( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) فصلت 17 ).
3 ـ جعلها جل وعلا قاعدة فى الاهلاك فقال : (اسْتِكْبَاراً فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً (43) فاطر ) .
4 ـ وقصّ رب العزة نبأ قرية جاءها ثلاثة من الرسل ، فاتهموا الرسل بالكذب ، وهددوا برجمهم وتعذيبهم :( قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) يس ) . ونصحهم رجل فقتلوه . فكانت عاقبتهم الاهلاك : ( إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يس ).
5 ــ وكان قوم مدين يريدون رجم نبيهم شعيب لولا أن عائلته تحميه : ( قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ) هود 91 )، وأهل الكهف هربوا من إضطهاد قومهم ، وبعد أن إستيقظوا من نومهم الطويل ( 300 عام ) كان خوفهم لا يزال يقظا فى قلوبهم فقالوا عن قومهم : ( إنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ) الكهف 20 )، وحتى آزر والد ابراهيم هدده بالرجم وآذنه بالطرد : ( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ) مريم 46 ).
6 ـ وأوجز رب العزة قصص الأنبياء فى حوار موحد جرى من كل قوم مع نبيهم ، وكل قوم كفروا وقالوا لأنبيائهم : ( لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) ابراهيم )
5 ـ الظلم هو السبب المشترك فى عذاب وإهلاك الأمم السابقة ، قال جل وعلا : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48) الحج ). هم بدلوا نعمة الله كفرا ، فحل بهم البوار : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) ابراهيم ) أى هم السبب فى البوار . يأتيهم المنذرون يأمرونهم بالاصلاح ، فيرفضون ، فيحل بهم الهلاك : ( وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209) الشعراء ). وهى قاعدة سارية : ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً (16) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (17) الاسراء ) . والله جل وعلا لا يغير نعمته على قوم حتى يكفروا بها ، وهذا ما حدث فى إهلاك فرعون وآله ومن سبقهم : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54) الانفال )
ثالثا : العبرة والعظة
1 ـ أنزل الله جل وعلا قصص الماضين للعبرة والعظة ، قال جل وعلا : (وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) هود ) ، وقال جل وعلا عنهم : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) يوسف ) .
2 ـ وبعد أن قصّ جل وعلا قصص الأمم البائدة جاء وعظ الناس ، فقال جل وعلا يحذرهم : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (100) تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) الاعراف) .
3 ـ وتكرر هذ التحذير فى قوله جل وعلا : (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمْ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (45) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47) ) النحل ) .
4 ـ وقال جل وعلا عن البشر جميعا : ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (107) يوسف ) . وهى دعوة يتبناها كل داعية يدعو بالقرآن الكريم وحده ، جاء فى الآية التالية : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (108) يوسف )
5 ـ وتعليقا على إهلاك قوم ثمود قال جل وعلا : ( وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (50) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) النمل ). ولا تزال بيوت قوم ثمود المحفورة فى الجبال باقية حتى الآن شاهدا على قوله جل وعلا: ( فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) النمل ).
5 ـ وقال جل وعلا عن تكذيب العرب لخاتم النبيين : ( وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44) الحج ) ، أى كذبوا كما كذّب السابقون . والنتيجة هلاك السابقين ، وتظل ملامح ظلمهم مائلة شاهدة : قصر مشيد كان يسكنه المترفون ، ثم بئر معطلة كان يرتوى منه بقية القوم ولم تحظ من المترفين أصحاب القصر بالاهتمام ، قال جل وعلا : (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45) الحج ) . لذا يأتى الأمر بالسير فى الأرض للعظة : ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) الحج ).
6 ـ وهذا مثل رائع فاجع يعبر عن حال بلاد المحمديين اليوم . المترفون الحكام والملأ التابع لهم يسكنون القصور الفاخرة ، بينما يتكدس الفقراء فى أحياء بلا خدمات وبلا مرافق . أى بئر معطلة وقصر مشيد ..!!
7 ـ ولهذا تنتشر حمامات الدم فى بلاد المحمديين ، وعاقبة المستبدين ماثلة أمام الجميع ، ولا يعتبر بها اللاحقون .
8 ـ لماذا لا يتعظون ؟ قال جل وعلا : (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) الحج ).
ودائما : صدق الله العظيم .!!
أولا مقال رائع و تعليق رائع من الأستاذ سعيد يتحدث فيه عن سيطرة الأقوياء على الضعفاء على مر الأزمان وأكاد أجزم أن يستمر التاريخ في إعادة نفسه مرات ومرات في المستقبل و تتغير الأمم و تتغير منابع القوى و تبقى الطريقة التي تدار بها الشعوب التي لا تستطيع أن تحمي نفسها من بطش الأقوياء وجعلهم أدوات لتنفيذ ما يشتهون ليست فقط عند الشعوب العربية أو الإسلامية فقط بل في كل مكان و زمان عندما يجتمع منابع الشر عند الأشخاص الفاسدون مع منابع القوى عندها فقط يحصلون على القوى الخفية من منبع الشر الحقيقي وهم شياطين الإنس والجن ومن والاهم والعكس دائما صحيح عندما تجتمع القوى مع الشخص الغير فاسد تجتمع عليه كل القوى الفاسدة للإطاحة به و يصبح وحيدا و ضعيفا
بالتأمل فيما قاله قوم شعيب له نرى أولا وصف لمستواهم العقلي "قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ "
ثم حرصهم على اعتبارات لازالت محل احترام وتقدير في مجتمعاتنا حتى اليوم حيث قالوا لشعيب : "وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ )
فهل يختلف قوم شعيب عما نقابلهم اليوم في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ؟
تحياتي للجميع
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5117 |
اجمالي القراءات | : | 56,883,043 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
دعوة للتبرع
التوجه للقبلة: السلا م عليكم الصلا ت الي الکعب ه فرضا ام...
حرام شرعا وقطعا: اتصل بى مدير بنك فى بلد خارجى واخبر نى أن أحد...
لم يسمعوا بالاسلام : ماهو مصير الناس الذين لم يسمعو ا بالاس لام ...
حبُّ الله جل وعلا: انا كتبت مرة علي صفحتي الشخص ية ان الله يحب...
فتوى سودانية : >>>>> >>>>> شيخ حسن الشاي قى مفتى معروف فى...
more
تشكلت القوى العظمى التي تحكم العالم حاليا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية و التي راح ضحيتها أكثر من 50 مليون إنسان حسب تقديرات متفاوتة أحدها يشير إلى 62 مليون !! دمار هائل و قنابل نووية و إبادة مدن بأهلها لا تفرق بين أطفالا كانوا و لا نساء و لا شيوخ و شجر و لا حيوانات ! الكل قاسى من ويلات هذه الحرب البائسة و كل هذه الحروب بسبب ( الطمع ) و الذي ينتج الظلم المشار إليه في المقال .
هناك نماذج رائعة لقدرة رجال آمنوا بالسلام كأرضية صلبة للنهوض و تعمير الأرض و الأخذ بالأسباب و البعد كليا عن الظلم فكانت سنغافورة مثالا رائعا لقدرة الإنسان على تعمير الأرض و الأخذ بيد الرحمة و التعاون و العدل و القسط و نهضت ألمانيا بعد سنوات طويلة من البؤس و الظلم و الاستبداد و أدركت اليابان أن الاستسلام ليس إهانة بقدر ما هو أسلوب راق للبعد عن الكبر و التكبر و الإستقواء على الضعفاء و نهضت اليابان كقوة إقتصادية عظيمة تبّسط تعقيدات الحياة من خلال اختراعات رائعة ساهمت في نهضة البلاد الأخرى و هناك نماذج أخرى كثيرة و لكن الملفت للنظر هو أنه لن تجد أنموذجا عربيا واحدا مشرفا !! هذا مع أنه بين أيديهم أعز كتاب و أجمل كتاب و أرقى كتاب إنه كتاب العزيز الحكيم .
أزمة فكر أنتجت تخلف مزمن و هوس بالماضي و الاعتزاز به و محاولات لإعادته برغم فشله و تجاوز الزمن له !!
ظهور عبد العزيز في نجد و تكوين إخوان نجد جيشا لا يعرف من الإسلام إلا تاريخ الفتوحات و كتابات محمد عبد الوهاب أكبر خطأ يتحمله العالم المتحضر !! و تخصيص أرض يسكنها أهلها لتكون كيانا غريبا – عرقيا – بالقوة تحت مسمى دولة إسرائيل خطأ آخر كان بالإمكان تقبله لو سادت فكرة العدل و القسط و الحب !! خطا آخر سمح بقيامه العالم الغربي و هو انقلاب ضباط الجيش المصري على الملكية و بداية حكم العسكر و الخطأ الأكثر ثيوقراطية هو السماح بتكوين دولة – إسلامية – في إيران !!
الإستعمار الغربي للدول العربية و بالأخص دولا كـ : بريطانيا و فرنسا و إيطاليا ساهم في تشكيل العقل العربي بعودته إلى التأريخ القديم دون تقديم رؤية حقيقية لنقد التأريخ و العمل معا للتنمية و استثمار الثروات و لكن كان المستعمر الأجنبي لا هم له سوى النهب و الاستبداد هذا مع أن هذا المستعمر عانى من ويلات الاستعمار !!
لا عذر للعقل العربي المتشكل من وشائج تاريخية أصبحت من المسلمات و بالتالي تاه هذا العقل بين التأريخ و تقدم الدول الحديثة بسرعة رهيبة و أدركت بعض حكومات الدول العربية المتشكلة حديثا وقتها بأهمية العلم و أرسلت أفواجا من شبابها لطلبه لا سيما في أوروبا و كان يفترض من هؤلاء أن يقاوموا بالعقل و الحجة لتغيير العقل العربي المتأثر بالتأريخ الإسلامي الفظيع !! .
كانت الوهابية أقوى من الإصلاح .. و مازلنا نعاني .. و مازلنا لم نعتبر و لم نتعظ و يبقى القران الكريم حلا لكل مشاكل الدنيا .. ماذا أقول لقوم بين أيديهم أعز كتاب و يقبعون في قاع الأمم .. لقد وصلنا للقاع و لم نقف عنده بل بدانا نحفر !!!