آحمد صبحي منصور Ýí 2017-09-01
من أخبار الغلاء والمجاعات والأوبئة فى مصر الأيوبية والمملوكية
أولا : فى عام 592 ، فى عصر الاضطراب فى سلطنة العزيز عثمان ابن صلاح الدين الأيوبى
1 ـ فى تاريخ السلوك للمقريزى يتحدث عن مجاعة وموت ووباء فى شهرى صفر وربيع الأول ، يقول : ( كثرت الطرحى من الأموات على الطرقات، وزادت عدتهم بمصر والقاهرة في كل يوم عن مائتي نفس، وبقي بمصر من لم يوجد من يكفنه، وأكثرهم يموت جوعا... وعمد الضعفاء إلى شراء الجرار، وغدوا إلى البحر وترددوا إليه، ليستقوا منه في الجرار، ويبيعوها بثمن درهم الجرة، وقد لا يجدون من يشتريها منهم، فيصيحون: من يتصدق علينا بثمن هذه الجرة، ومن يشتريها منا بكسرة ( خبز ) ؟. وزاد السعر، وضاق الخناق، وهلك الضعفاء، وفشا الموت، وأكثره في الجياع. وصارت الأقفاص التي يحمل فيها الطعام يحمل فيها الأموات، ولا يقدر على النعوش إلا بالنوبة، وامتدت الأيدي إلى خطف ألواح الخبز ويضرب من ينهب، ويشج رأسه، ويسال دمه، ولا ينتهي ولا يرمي ما في يده مما خطفه... وكثرت بمصر والقاهرة الأمراض الحادة والحميات المحرقة، وزادت وأفرطت. وغلت الأشربة والسكر وعقاقير العطار، وبيعت بطيخة بأربعة وعشرين درهما، وصار الفروج ( الدجاج ) لا يقدر عليه، وانتهى سعر القمح إلى مائتي دينار كل مائة أردب، وغلظ الأمر في الغلاء، وعدم القوت، وكثر السؤال، وكثرت الموتى بالجوع. وخطف الخبز متى ظهر، وشوهد من يستف التراب، ومن يأكل الزبل.... وكثرت الأموات أيضا بالإسكندرية، وتزايد وجود الطرحى بها على الطرقات، وعدمت المواساة، وعظم هلاك الأغنياء والفقراء وانكشاف الأحوال وشوهد من يبحث المزابل القديمة على قشور الترمس، وعلى نقاضات الموائد وكناسات الآدر، ومن يقفل بابه ويموت، ومن عمي من الجوع ويقف على الحوانيت ويقول: أشموني رائحة الخبز. وفي شهر ربيع الآخر: وفيه كثر الموت، بحيث لم تبق دار إلا وفيها جنازة أو مناحة أو مريض، واشتد الأمر، وغلت العقاقير، وعدم الطبيب، وصار من يوجد من الأطباء لا يخلص إليه من شدة الزحام، وصار أمر الموتى أكئر أشغال الأحياء، وما ينقضي يوم إلا عن عدة جنائز من كل حارة. وعدم من يحفر، وإذا وجد لم يعمق الحفر، فلا يلبث الميت أن تظهر له رائحة وصارت الجبانات لا يستطاع مقالتها، ولا زيارة قبورها. )
2 ـ وقتها كان الاضطراب السياسى بين ورثة صلاح الدين الأيوبى . وانعكس تأثيره على مصر
ثانيا : مصر المملوكية من عام 806 : 808 :
1 ـ مات السلطان برقوق سنة 801 وهو مؤسس الدولة المملوكية البرجية ، وعند موته كان أكبر أبنائه صغيرا واسمه ( فرج ). تلاعب شاب مصرى طموح هو ( سعد الدين إبن غراب ) بالسلطنة المملوكية ، أقام الصبى فرج سلطانا ثم أثار عليه الأمراء المماليك ، ثم أقنع السلطان الصغير بالإختفاء ، ثم أقام أخاه الأصغر سلطانا ، ثم أعاد الناصر فرج للسلطنة ، وخلع أخاه الأصغر ، وظل متحكما في سلطنة الناصر فرج إلى أن مات ( أي إبن غراب ) فجأة سنة 808 وكان في الثلاثين من عمره . يقول المقريزى عن هذا الشاب المصرى( سعد الدين إبراهيم : إبن غراب ) وتلاعبه بالسلاطين من أبناء برقوق: ( اقام دولة ثم ازال دولة ،ثم اقام ما ازال وازال ما اقام من غير حاجة او ضرورة الجأته الى ذلك ، وانه لو شاء اخذ الملك لنفسه). كان هذا فى وقت إشتعلت فيه الدولة المملوكية بالفتن والنزاعات المسلحة ، وواكب هذا غلاء فتحول الى مجاعة وجاء على أثرها ـ كالعادة ـ وباء . فمات ثلثا عدد السكان المصريين من الجوع والمرض خلال أعوام ( 806 : 808 ) . ونتتبع هذه المأساة من تاريخ السلوك للمقريزى ، آملين من القارىء مقارنة أسعار السلع فى أعوام 806 : 808 بأسعار عام 592 .
سنة 806
1 ـ شهر المحرم : ( توقف النيل عن الزيادة في وسط مسرى، فارتفع سعر الغلال ... فأمر الناس بالاستسقاء في يوم الجمعة ثامن عشرينه، بالجوامع عقيب صلاة الجمعة، فاستسقوا.)
2 ـ شهر ربيع الأول، ( أوله الأربعاء...فيه نقص ماء النيل، فشرق الصعيد بكماله ورويت الشرقية، وكثير من بلاد الغربية، وارتفع السعر.. ).
3 ـ شهر جمادى الآخرة، أوله السبت: ( .وفي هذا الشهر: حدث في الناس بالقاهرة ومصر وضواحيهما سعال، بحيث لم ينج أحد منه. وتبع السعال حمى، فكان الإنسان يوعك نحو أسبوع ثم يبرأ، ولم يمت منه أحد. وكان هذا بعقب هبوب ريح غريبة، تكاد من كثرة رطوبتها تبل الثياب والأجسام.وفيه اشتد البرد، وعظمت نكايته إلى الغاية، فشنع الموت في المساكين من شدة البرد وغلاء الأقوات وتعذر وجودها، .. فكان يموت في كل يوم بالجوع والبرد عدد كثير... ).
4 ـ عن غلاء الأسعار فى : ( شهر شعبان، أوله الأربعاء : ( وفيه بلغ الحمل التبن إلى ثمانين درهماً، والأردب الشعير والفول إلى مائتين وخمسين درهماً، والأردب القمح إلى أربعمائة درهم، والرطل من لحم الضان إلى درهمين ونصف.
وفى ( شهر ذي القعدة، أوله الاثنين.( وفيه ارتفعت أسعار عامة المبيعات. فبلغ الرطل الجبن المقلي إلى اثني عشر درهماً، والرطل اللحم البقري إلى ثلاثة دراهم، والرطل اللحم الضاني إلى خمسة دراهم. وقلت الأغنام ونحوها، فأبيع عشر دجاجات سمان بألف وخمسين درهماً. وبيعت عشر دجاجات في سوق الدجاج بحراج حراج بخمسمائة درهم. ) . ويحكى المقريزى عن نفسه شاهدا على عصره : ( وأنا أستدعيت بفروجين لأشتريهما، وقد مرضت، فأخبرت أن شراءهما أربعة وسبعون درهماً، ويريد ربحاً على ذلك.)
5 ـ وعن سوء المناخ والأمراض والوباء والغلاء قال : ( وتوالى في شوال وذي القعدة هبوب الرياح المريسية، فكانت عاصفة ذات سموم وحر شديد، مع غيم مطبق، ورعود ومطر قليل، غرق منها عدة سفن ببحر الملح، وفي نيل مصر، هلك فيها خلائق. واشتدت الأمراض بديار مصر، وفشت في الناس حتى عمت، وتتابع الموتان. ثم عقب هذا الريح الحارة هواء شمالي رطب، تارة مع غيم، ومرة بصحو، حتى صار الربيع خريفاً بارداً، فكانت الأمراض في الأيام الباردة تقف ويقل عدد الموتى، فإذا هبت السمائم الحارة كثر عدد الموتى. وكانت الأمراض حادة، فطلبت الأدوية حتى تجاوز ثمنها المقدار، فبيع القدح من لب القرع بمائة درهم، والويبة من بذر الرجلة بسبعين درهماً بعد درهمين. والرطل من الشير خشك بمائة وثلاثين. والأوقية من السكر النبات بثمانية دراهم، ومن السكر البياض بأربعة دراهم، ثم بلغ الرطل إلى ثمانين درهماً. ..وهلك أهل الصعيد لعدم زراعة أراضيهم. وكثرت أموال من رويت أرضه من أهل الشرقية والغربية. وعز البصل حتى أبيع الرطل بدرهم ونصف، وبلغ الفدان منه إلى عشرين ألفاً. وأحصي من مات بمدينة قوص فبلغوا سبعة عشر ألف إنسان، ومن مات بمدينة سيوط فبلغوا أحد عشر ألفاً، ومن مات بمدينة هو فبلغوا خمسة عشر ألفاً، وذلك سوى الطرحاء، ومن لا يعرف).
6 ــ وقال عن سنة 806 إنها كانت بداية الخراب الاقتصادى لمصر : ( وهذه السنة: هي أول سني الحوادث والمحن التي خرجت فيها ديار مصر، وفني معظم أهلها، واتضعت بها الأحوال، واختلت الأمور خللاً أذن بدمار إقليم مصر. )
سنة 807 :
1 ـ عن الاسعار فى شهر محرم : ( أهلت بيوم الخميس، وكان سعر القمح بالقاهرة قد انحط، فأبيع بمائتين وخمسين درهماً الأردب، وهو يباع في الريف بثلاثمائة درهم. وقطع الرغيف زنة رطل بدرهم. وأبيع الفول بمائتين وخمسين درهماً، لقلته من أجل انهماك الناس في أكله أخضر. )
2 ـ عن الاتفاع الاسعار فى شهر صفر، أوله الخميس: ( وبلغ سعر لحم الضأن كل رطل بخمسة دراهم ونصف، والدرهم الكاملي، كل عشرة دراهم بثلاثة وثلاثين درهماً من الفلوس، والطائر الأوز بسبعين درهماً. وقلت اللحوم، فلم توجد إلا بعناء، وهي هزيلة وأبيع الرطل من لحم البقر بثلاثة دراهم ونصف، واللبن كل رطل بدرهمين، والرطل السمن بثمانية عشر درهماً. وبيعت خمس بقرات بخمس وعشرين ألف درهم، وخروفان بألفين وأربعمائة درهم، وزوج أوز بثلاثمائة درهم.... والبيضة الواحدة بنصف درهم، والرطل الزيت بستة دراهم، والسيرج بتسعة دراهم، ... وارتفع سعر القمح بعد انحطاطه، فبلغ الأردب إلى أربعمائة درهم، سوى كلفة وهي: عشرة عشرة دراهم، وحمولة سبعة دراهم، وغربلته بدرهمين، وأجرة طحنه ثلاثون درهماً. وأكثر ما يخرج عنه خمس ويبات ونصف، فينقص الأردب نصف سدسه وبلغ الأردب الفول إلى ثلاثمائة وعشرين درهماً غير حمولته وعسرته، والشعير كذلك. وبيعت الفجلة الواحدة بربع درهم، والدجاجة بنحو عشرين درهماً، والجيدة بأربعين درهماً، والمعلوفة بمائة درهم ونيف، . وبيع زوج أوز بثلثمائة وخمسين درهماً.)
3 ـ وفي نصف جمادى الأولى : حدث غلاء فى أسعار البذور بسبب استهلاكها أكلا ،ومات أهل الصعيد من الجوع والبرد واضطروا لبيع أولادهم بأبخس الأثمان ، يقول المقريزى : ( وغلت البذور، فبلغ القدح من بذر القرع، وبذر الجزر، وبذر البصل إلى مائة درهم ونيف. وتعطل كثير من الأراضي لاتساع النيل بكثرة زيادته، وعجز الفلاحين عن البذر، سيما أراضي الصعيد فإن أهلها بادوا موتاً بالجوع والبرد، وباعوا أولادهم بأبخس الأثمان، فاسترق منهم بالقاهرة خلائق، ونقل الناس منهم إلى البلاد الشامية ما لا يعد، فبيعوا في أقطار الأرض كما يباع السبي، ووطئ الجواري بملك اليمين. ) ويقول المقريزى معلقا شاهدا على العصر : ( ولقد كنت أسمع قديماً أنه يتوقع لأهل مصر غلاء، وجلاء، وفناء. فأدركنا ذلك كله في سني ست، وسبع، وثمان مائة. وهلك فيها ما ينيف على ثلثي أهل مصر، ودمر أكثر قراها.) يقول إنه مات من المصريين فى ثلاث سنوات ما يزيد عن ثلثى السكان .!
وفي آخر جمادى الأولى: عز وجود الشعير، فبلغ إلى ثلاثمائة وستين درهماً الأردب. وبلغ الأردب الفول إلى أربعمائة درهم، لكثرة أكل الناس له، وبيع الرطل البصل بدرهمين، والرطل الثوم بخمسة دراهم هذا مع اختلاف أهل الدولة، وكثرة تحاسدهم.
4 ـ شهر جمادى الأولى، أوله الجمعة:عن إنشغال العسكر المملوكى بالصراع العسكرى فيما بينهم يقول عن هذا الشهر : ( أهل والفتنة قائمة بين أمراء الدولة.) وذكر التفاصيل .
5 ـ عن غلو الأسعار فى شهر جمادى الآخرة : ( وفي هذا الشهر: أبيع عجل مخصي بالقاهرة بسبعة آلاف درهم كانت قيمته خمسمائة. وبيع زوج أوز بألف ومائتي درهم. واشتد الغلاء بالوجه البحري، فبلغ القدح القمح إلى أربعين درهماً، والقدح الشعير إلى ثلاثين درهماً، والخبز إلى عشرة دراهم الرطل. وأبيع بالإسكندرية كل قدح من القمح بثلاثين درهماً، وكل قدح من الشعير بخمسة وعشرين درهماً، وكل رطل لحم من الضأن بالجروي بستين درهماً، وكل طائر من الدجاج المتوسط من خمسين إلى خمسة وخمسين درهماً، وبيعت البيضة من بيض الدجاج بدرهمين، والأوقية من الزيت بأربعة دراهم.... وبيعت عجلة بالريف بستة آلاف درهم.!! ) .
وهاجر كثيرون هربا من الغلاء ، ركبوا السفن فغرقت بهم ، يقول : ( فخرج منها خلق كثير من الغلاء، ركب عدة منهم في خمس مراكب، فغرقوا بأجمعهم. ) .!! .
وكثر الموتى من الجوع ، يقول : ( وتزايد الموتان في الفقراء بالجوع، فقبض على رجل من أهل الجرائم بمدينة بلبيس ووسط، ثم علق خارج المدينة، فوجد رجل قد أخذ قلبه وكبده ليأكلهما من الجوع، فمسك واحضر إلى متولي الحرب- وهما معه- فقال: الجوع حملني على هذا فوصله بمال، وخلاه لسبيله.)
6 ـ مع إنتشار الأمراض تعذر الحصول على الدواء فى شهر رمضان، أوله الثلاثاء: ( فعزت الأدوية لكثرة الأمراض الحادة بالقاهرة ومصر.
سنة 808 :
1 ـ بدأ شهر المحرم يوم الاثنين : عن ارتفاع الأسعار يقول المقريزى : ( أوله الجمعة: .. وعزت الأبقار، وطلبت لأجل حرث الأراضي، فأبيع ثور بثمانية آلاف درهم.)
2 ـ ( شهر جمادى الأولى أوله الأحد.) ( ... وبلغ القنطار الزيت إلى ستمائة وعشرين. وبيع في السوق بحراج ثمانية أطيار من الدجاج بستمائة درهم ، وبيع زوج أوز بستمائة درهم....) .
وانتشر فى هذا الشهر وباء فى البشر والبقر ، يقول المقريزى : ( ..وفيه فشت الأمراض الحادة في الناس بالقاهرة ومصر، وشنع موت الأبقار. فبلغ لحم الضأن إلى خمسة عشر درهماً الرطل، وبيعت ثلاث رمانات بستين درهماً، والرطل الكثمري بعشرين درهماً، وغلت الأسعار بغزة أيضاً، فبيع القدح القمح بسبعة دراهم، والقدح الشعير بخمسة، والقدح العدس بعشرة، وبيع في القاهرة بطيخة بثمانية وستين درهماً بعد درهم، والرطل من لعاب السفرجل بمائة وثلاثين، من كثرة طلبه للمرضى.)
3 ـ ( شهر ذي الحجة، أوله الأربعاء: ( انحل سعر القمح، وأبيع بمائة وثلاثين درهماً الأردب، وبيع الرغيف زنة نصف رطل بثلث درهم، وأبيع ثور بمائة مثقال ذهباً، عنها من الفلوس ثلاثة عشر ألف درهم، ولم نسمع بمثل ذلك. وفيه أبيع الرطل اللوز العاقد بأربعة عشر درهماً، يحصل من قلبه أوقيتان وذلك من حساب أربعة وثمانين درهماً الرطل، وهذا أعجب ما يحكي.) ( وفيه فشى الطاعون بصعيد مصر، حتى خلت عدة بلاد، وأحصي من مات من سيوط ممن له ذكر، فكانوا عشرة آلاف، سوى من لم يفطن له. وهم كثير. وأحصي من مات في بوتيج، فبلغوا ثلاثة آلاف وخمسمائة.. )
سنة 809
1 ـ يقول المقريزى : (ومؤسس هذا الفساد بديار مصر رجلان هما: سعد الدين إبراهيم بن غراب، وجمال الدين يوسف الأستادار... كل شيء يباع فإنه بأضعاف ثمنه، وباعتبار غلاء الأطيان لا يرجى الرخاء، وهذان الفسادان سبب عظيم في خراب إقليم مصر، وزوال نعم أهله سريعاً، إلا أن يشاء ربي شيئاً.). وارتبط هذا بالتلاعب بالعُملة والمصادرات والظلم والسلب والنهب الذى تقوم به الدولة .
2 ـ ويقول عن شهر شوال، أوله الجمعة: ( وفي هذا الشهر: ابتدأ الطاعون بالقاهرة ومصر. وتزايد حتى فشا في الناس وكثر الموت الوحي، وبلغ عدد من يرد اسمه الديوان إلى مائتين وخمسين في كل يوم، وترجف العامة بأن عددهم أضعاف ذلك وشبهتهم أن الحوانيت المعدة لإطلاق الأموات أحد عشر حانوتاً، في كل حانوت نحو الخمسين تابوت، ما منها تابوت إلا ويتردد إلى الترب كل يوم ثلاث مرات وأكثر، مع كثرة ازدحام الناس عليها، وعز وجودها، فيكون على هذا عدة من يموت لا يقصر عن ألف وخمسمائة في اليوم، سوى من لا يرد اسمه الديوان من مرضى المارستان، ومن يطرح على الطرقات، وغالب من يموت الشباب والنساء. ومات بمدينة منوف العليا أربعة آلاف وأربعمائة إنسان، كان يموت بها في كل يوم مائة وأربعون نفراً. واتفق في هذا الشهر أنه كان لبعض الأمراء صاحب من فقراء العجم، وكان له أيضاً ولد صغير كيس، فكان الفقير يحب ذلك الصغير ويكثر أن يقول: لو مات هذا الصغير لمت من الأسف عليه، فقدر الله موت الصغير، فما فرغوا من غسله حتى مات الفقير، فساروا بالجنازتين معاً، ودفنا متجاورين.).
3 ـ وفى ( شهر ذي القعدة، أوله الأحد: وفي هذا الشهر: كثر الموتان في الناس، وعز وجود البطيخ الصيفي من كثرة طلبه للمرضى. فبيعت بطيخة بمائتي درهم وسبعين درهماً.)
أخيرا :
1 ـ هذه لمحة عن أحوال مصر تحت حكم العسكر المملوكى ، الذى كان يحكم من وراء ستار فى العصر الأيوبى بعد موت صلاح الدين الأيوبى ، ثم إنفرد هذا العسكر المملوكى بالحكم فى الدولة المملوكية البحرية ثم البرجية .
2 ــ ونسأل :المصريون اليوم يعانون من الغلاء الفاحش الذى لم يسبق له مثيل فى العصر الحديث، مع ارتفاع هائل فى أسعار الدواء وندرة أنواع منه ، ومع إنتشار أمراض مزمنة من السرطانات والتهاب الكبد الوبائى . فهل هناك إختلاف بين أحوالهم اليوم عن أحوال أسلافهم تحت حكم العسكر المملوكى ؟ وهل يمكن أن يصل هذا الغلاء الفاحش فى الطعام والدواء الى المجاعة والوباء ؟ وهل يعيد التاريخ نفسه ؟
3 ـ كل عام وأنتم بخير ..!! .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5123 |
اجمالي القراءات | : | 57,058,905 |
تعليقات له | : | 5,452 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
الغزالى حُجّة الشيطان ( 9) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 2 )
دعوة للتبرع
سُنّة الفجر: هل هناك ما يسمى بسنة الفجر اي ركعتي ن قبل صلاة...
احكام العقود: کی نستنب ط احکام التفص یل ة ...
الاسلام دين التسامح: كيف واجه النبي محمد عليه السلا م من أساءو...
ذو النون المصرى: منذ شهور و أنا تائه بين المصا در التار يخية و...
محرك البحث يعمل : ارجو الإفا دة هل الموق ع تعرض للتهك ير لأنه...
more