الخطاب الدينى الدعائى المنافق للشيخ محمد بن عبد الوهاب

آحمد صبحي منصور Ýí 2017-03-29


كتاب : نشأة  وتطور أديان المسلمين الأرضية

الباب الأول : الأرضية التاريخية عن نشأة وتطور أديان المحمديين الأرضية

الفصل السابع : الارهاب الوهابى وقلب المعادلة فى أواخر العصر العثمانى

الخطاب الدينى الدعائى المنافق للشيخ محمد بن عبد الوهاب

المزيد مثل هذا المقال :

 أولا : الاتفاق بين ابن تيمية وابن عبد الوهاب فى تناقض الخطاب

 أبن تيمية كان يسلم لاولياء التصوف ويعتقد في ولايتهم وكراماتهم وشفاعاتهم، يقول ابن تيمية (ان الصوفية مجتهدون في طاعة الله) ويقول عن الجنيد احد ائمة التصوف السابقين (فإن الجنيد قدس الله روحه كان من ائمة الهدى ..)غاية ما هناك ان ابن تيمية يري ان طوائف من اهل البدع قد انتسبوا للتصوف وليسوا منهم كالحلاج . ويعتقد ابن تيمية في كرامات الاولياء حتي فيمن يعتبرهم من أولياء الشيطان . (ابن تيمية :رسالة الصوفيه والفقراء16،الفرقان بين اولياءالرحمن واولياء الشيطان 99،100،141ط صبيح .القاهرة ). ثم يصدر فتاوى بالقتل لكل من يخالفه فى رأيه ، وفى مقدمتهم الصوفية، وقد دعا ابن تيمية لقتال الشيعة وكتب فى تكفيرهم .ابن عبد الوهاب فى خطابه الدعائى يوافق الشائع بين المحمديين من سنة وشيعة وصوفية . ولكنه فى دينه الفعلى يستبيح دماءهم بعد تكفيرهم . أى يطبق فتاوى ابن تيمية بقتل الناس جميعا ، أى قتل من عداه من الناس ، أى غير الوهابيين .

ثانيا : ونستعرض ملامح هذا الخطاب الدعائى الكاذب :

1 ـ أعلن أنه ليس مبتدعا مذهبا جديدا . قال : ( ولست - ولله الحمد - أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم ، والذهبي ، وابن كثير ، أو غيرهم.بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له ، وأدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وآخرهم ، وأرجو ألا أرد الحق إذا أتاني ، بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلنها على الرأس والعين ، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي ، حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقول إلا الحق) (الدرر السنية " ( 1 / 37 ، 38 ).( عقيدتي وديني الذي أدين به : مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة.) (الدرر السنية " ( 1 / 64 ) بل إنه يوجب السمع والطاعة للحاكم المتغلب مهما كان  .ويقول : (  أن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمّر علينا ولو كان عبداً حبشيّاً..) ( مجموعة مؤلفات الشيخ ( 1 / 394 ) بواسطة " دعاوى المناوئين " ( 233 – 234).

بل بالفعل هو مذهب دموى متوحش غير مسبوق فى تاريخ المحمديين . لم يقم الشافعية أو المالكية أو الأحناف أو حتى الحنابلة بمذابح . المذابح التى قامت بها الوهابية والتى لا تزال تقوم بها لم يقترف مثلها  اسماعيل الصفوى أو تيمورلنك .

2  ـ   : ابن عبد الوهاب فى خطابه الدعائى الكاذب يتفق مع أقوال الصوفية والسنيين والشيعة فى تفضيل النبى ( محمد ) على الأنبياء السابقين ، يقول عنه : ( وهو سيد الشفعاء ، وصاحب المقام المحمود ، وآدم فمن دونه تحت لوائه . ( الدرر السنية 1/86 )( وأول الرسل نوح ، وآخرهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم . ( الدرر السنية 1/143 )

 3 ـ : أى يؤمن ايضا بشفاعة النبى محمد ويقول ردا على خصومه :  (يزعمون أننا ننكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم ، بل نشهد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الشافع المشفع ، صاحب المقام المحمود ، نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفعه فينا ، وأن يحشرنا تحت لوائه . ( الدرر السنية 1/64،63 )، ويقول :( ولا ينكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أهل البدع والضلال ولكنها لا تكون إلا من بعد الإذن والرضى ، كما قال تعالى : (( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )) وقال تعالى : (( من ذا الذي يشفعه عنده إلا بإذنه )) ( الدرر السنية 1/31 ) .

4: ويقول عن آل البيت : ( وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حقوقا ، فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقوقهم ويظن أنه من التوحيد ، بل هو من الغلو . ). (مؤلفات الشيخ 5/284)

5 : ويقول عن كرامات الأولياء الصوفية :  ( وأقر بكرامات الأولياء ) ( الدرر السنية 1/32 ) .

وابن عبد الوهاب يري ان قوله تعالي : (الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ، ينطبق علي الاولياء الصوفية المعبودين في عصره ويري ان الواجب حبهم واتباعهم والاقرار بكراماتهم ويقول (ولا يجحد كرامات الاولياء الا اهل البدع والضلال ) ( مؤلفات الشيخ 1/169 ).الا انه يستنكر عبادتهم والاشراك بهم .

6 ــ ويري ان الاولياء يشفعون يوم القيامة ، الا انه يمنع طلب الشفاعة من الاولياء لأن ذلك شرك وانما تطلب من الله سبحانه وتعالي لأنه صاحب الأذن في الشفاعة ،فيأذن للأولياء الصوفي بالشفاعة  ( ابن عبد الوهاب: كشف الشبهات 8،،10،38.)، أى يجعل الله جل وعلا واسطة بين الناس والأولياء الصوفية ، ويجعل الأولياء الصوفية أعلى مقاما من رب العزة جل وعلا ،  فالناس يطلبون من الله ــ جل وعلا ـ أن يشفع فيهم الأولياء الصوفية ، فيطلب الله ــ جل وعلا ــ من الأولياء الصوفية أن يشفعوا للناس . ,هذا حُمق فى التفكير لا مثيل له حتى بين الحمير .! .

ثالثا : تكرير خطابه الدعائى ردا على خصومه :

1 ــ واجه ابن عبد الوهاب حملة دعائية ضخمة من الصوفية والشيعة والصوفية السنيين . وقد ردّ يزايد عليهم بدين التصوف السنى ، ويكرر أقواله التى لا يملك خصومه السنيون والصوفية إلا التسليم بما يقوله . ولذا تكاثرت رسائله بمثل ما حدث من ابن تيمية .

2 ـ وقد ردّ على إثنى عشر إتهاما قالها خصومه ، وهو ينفيها ويتبرأ منها . قال (  إذا تبين هذا فالمسائل التي شنع بها منها ، ما هو من البهتان الظاهر:وهي قوله : إني مبطل كتب المذاهب.وقوله : إني أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء. وقوله إني أدَّعى الاجتهاد. وقوله : إني خارج عن التقليد.
 . وقوله إني أقول : إن اختلاف العلماء نقمة. وقوله إني أكفر من توسل بالصالحين. وقوله : إني أكفر البوصيري لقوله " يا أكرم الخلق" .. وقوله إني أقول لو أقدر على هدم حجرة الرسول لهدمتها. ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزاباً من خشب.. وقوله إني أنكر زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.. وقوله إني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهم. وإني أكفر من يحلف بغير الله.فهذه اثنتا عشرة مسألة.  جوابي فيها أن أقول : ( سُبْحَانَكَ هَذا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ )(  الرسائل الشخصية  للشيخ محمد بن عبد الوهاب)" ( ص 64 ).

رابعا : رسالته الى أهل القصيم وقد سألوه عن عقيدته :

تعتبر نموذجا لخطابه الدعائى الذى يكرر فيه نفس اقواله . قال فيها :

1 ـ تبعيته لأهل السنة والجماعة ضد المعتزلة والقدرية والجبرية والخوارج والشيعة فيما يخص صفات الله جل وعلا :( أشهد الله ومن حضرني من الملائكة وأشهدكم أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت ،.)( والإيمان بالقدر خيره وشره ، ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ، بل أعتقد أن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه ولا أحرف الكلم عن مواضعه ، ولا ألحد في أسمائه وآياته ، ولا أكيف ، ولا أمثل صفاته تعالى بصفات خلقه لأنه تعالى لا سميَّ له ولا كفؤ ، ولا ند له ، ولا يقاس بخلقه فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً فنزه نفسه عما وصفه به المخالفون من أهل التكييف والتمثيل : وعما نفاه عنه النافون من أهل التحريف والتعطيل فقال : { سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ . وَسَلامٌ عَلى المُرْسلين والحمْدُ لله رَبّ العالمين } والفرقة الناجية وسط في باب أفعاله تعالى بين القدرية والجبرية  ، وهم في باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية ؛ وهم وسط في باب الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة ، وبين المرجئة والجهمية ، وهم وسط في باب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض والخوارج  )

2 ـ وقال برأى الحنابلة عن القرآن الكريم إنه غير مخلوق : ( وأعتقد أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود ؛ وأنه تكلم به حقيقة وأنزله على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وسفيره بينه وبين عباده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛)

3 ـ وقال بمذهب الأشعرى السنى فى القضاء والقدر : ( وأومن بأن الله فعال لما يريد ، ولا يكون شيء إلا بإرادته ، ولا يخرج شيء عن مشيئته ، وليس شيء في العالم يخرج عن تقديره ولا يصدر إلا عن تدبيره ولا محيد لأحد عن القدر المحدود ولا يتجاوز ما خط له في اللوح المسطور . )

4 ـ ومثلهم جميعا يؤمن بخرافة علم النبى محمد بالغيب ، وما زعمته الأحاديث المفتراة عما سيحدث بزعمهم فى القبر وفى البعث والحشر والحوض والصراط ( وأعتقد الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت ، فأومن بفتنة القبر ونعيمه ، وبإعادة الأرواح إلى الأجساد ، فيقوم الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا تدنو منهم الشمس ، وتنصب الموازين وتوزن بها أعمال العباد فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون وتنشر الدواوين فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله . وأومن بحوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعرصة القيامة ، ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل آنيته عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً ، وأومن بأن الصراط منصوب على شفير جهنم يمر به الناس على قدر أعمالهم .)

5 ـ وأنه مؤمن بخرافة شفاعة النبى ، ويؤول آيات الشفاعة طبقا لهذا بنفس طريقتهم : (وأومن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أول شافع وأول مشفع ، ولا ينكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أهل البدع والضلال ، ولكنها لا تكون إلا من بعد الإذن والرضى كما قال تعالى : { وَلا يَشْفَعُونَ إلا لِمَنْ ارْتَضى } ، وقال تعالى : { مَنْ ذا الذي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بإذنه } ، وقال تعالى : { وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ في السّمَوَاتِ لا تُغْني شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إلا مِنْ بَعْدِ أنْ يَأذَنَ اللهُ لمن يشاءُ ويَرْضى }  وهو لا يرضى إلا التوحيد ؛ ولا يأذن إلا لأهله ، وأما المشركون فليس لهم من  الشفاعة نصيب ؛ كما قال تعالى :{ فَمَا تَنْفَعُهُمُ شَفَاعَةُ الشّافِعِين }  )(وأومن بأن الجنة والنار مخلوقتان ، وأنهما اليوم موجودتان ، وأنهما لا يفنيان ؛ وأن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم يوم القيامة كما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته .)

6 ـ ويؤمن بترتيب أفضلية الصحابة حسب المعتاد عند أهل السنة مع سكوته عما وقع فيه الصحابة من حروب ، بنفس المنهج السنى مخالفا عقيدة الشيعة فى الطعن فى بعض الصحابة وفى السيدة عائشة : ( وأومن بأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين ، ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته ؛ وأن أفضل أمته أبو بكر الصديق ؛ ثم عمر الفاروق ، ثم عثمان ذو النورين ، ثم علي المرتضي ، ثم بقية العشرة ، ثم أهل بدر ، ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان ، ثم سائر الصحابة رضي الله عنهم . وأتولى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذكر محاسنهم وأترضى عنهم وأستغفر لهم وأكف عن مساويهم وأسكت عما شجر بينهم ، وأعتقد فضلهم عملا بقوله تعالى : { والّذينَ جَاؤُا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولونَ رَبّنَا اغْفِرْ لَنا ولإخْوَانِنا الّذين سَبَقُونا بالإيمان وَلا تَجْعَلْ في قُلوبِنا غِلاًّ للّذينَ آمَنُوا رَبّنا إنّكَ رَؤفٌ رَحيمٌ } وأترضى عن  أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء. )

7 ـ ويؤمن بالكرامات المزعومة للأولياء وعلمهم المزعوم بالغيب ، مع تحفظ هزيل ، يقول : ( وأقرّ بكرامات الأولياء ومالهم من المكاشفات إلا أنهم لا يستحقون من حق الله تعالى شيئاً ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله. )

8 ـ ثم يزعم كاذبا عدم تكفير المسلمين . يقول : ( ولا أشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكني أرجو للمحسن وأخاف على المسيء ، ولا أكفر أحداً من المسلمين بذنب ، ولا أخرجه من دائرة الإسلام . ) .. كلام معسول يتدفق حنانا وسلاما كما لو كان المهاتما غاندى .!!

9 ـ ويرى إستمرارية الجهاد خلف كل حاكم تقيا كان أم فاجرا ، مع السمع والطاعة للحاكم ما لم يأمر بمعصية : ( وأرى الجهاد ماضيا مع كل إمام براً كان أو فاجراً وصلاة الجماعة خلفهم جائزة ، والجهاد ماض منذ بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل ، وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله ، ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته ؛ وحرم الخروج عليه . ) . وإذن لماذا غزا الآخرين ؟ ولماذا رفض طاعة العثمانيين ؟

10 ـ ويرى هجر أهل البدع ( وليس قتالهم ) حتى يتوبوا : (  وأرى هجر أهل البدع ومباينتهم حتى يتوبوا ، وأحكم عليهم بالظاهر وأكل سرائرهم إلى الله . ) . هذا يخالف تاريخه المكتوب بالدماء واشلاء الضحايا الأبرياء .!

11 ـ ويقول قول السنيين :( وأعتقد أن كل محدثة في الدين بدعة . وأعتقد أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهو بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، وأرى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة المحمدية الطاهرة . فهذه عقيدة وجيزة حررتها وأنا مشتغل البال لتطلعوا على ما عندي والله على ما نقول وكيل . )12

 ـ ثم يقول ردا على إتهامات بعض خصومه فيقول : ( ثم لا يخفى عليكم أنه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم في جهتكم. والله يعلم أن الرجل افترى عليَّ أموراً لم أقلها ولم يأت أكثرها على بالي ) ( ملاحظة : هنا يُشهد الله جل وعلا على ما فى قلبه وهو كاذب ، وينطبق عليه قوله جل وعلا عن المنافق : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ) البقرة 204 : 205 ) .

ونعود اليه وهو يرد على الاتهامات : ( فمنها  قوله : إني مبطل كتب المذاهب الأربعة ، وإني أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء وإني أدعي الاجتهاد ، وإني خارج عن التقليد وإني أقول إن اختلاف العلماء نقمة ، وإني أكفر من توسل بالصالحين ، وإني أكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق ، وإني أقول لو أقدر على هدم قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدمتها ، ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزاباً من خشب ، وإني أحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وإني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهما ، وإني أكفر من حلف بغير الله ، وإني أكفر ابن الفارض وابن عربي ، وإني أحرق دلائل الخيرات وروض الرياحين وأسميه روض الشياطين . جوابي عن هذه المسائل أن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم . وقبله من بهت محمداً صلى الله عليه وسلم أنه يسب عيسى بن مريم ويسب الصالحين فتشابهت قلوبهم بافتراء الكذب وقول الزور . قال تعالى : { إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله } الآية . بهتوه صلى الله عليه وسلم  بأنه يقول إن الملائكة وعيسى وعزيراً في النار . فأنزل الله في ذلك : { إن الذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون } .) هذا تناقض مع ما قرره فى كتبه الأخرى من إستحلال للدماء ، ويطول بنا المقام لو عرضنا لهذا التناقض فى أقواله ، فيكفى تاريخهم الدموى .

13 : ثم ذكر بعض آرائه : ( وأما المسائل الأخر وهي أني أقول لا يتم إسلام الإنسان حتى يعرف معنى لا إله إلا الله وأني أعرّف من يأتيني بمعناها وأني أكفر الناذر إذا أراد بنذره التقرب لغير الله وأخذ النذر لأجل ذلك ، وأن الذبح لغير الله كفر والذبيحة حرام . فهذه المسائل حق وأنا قائل بها . ولي عليها دلائل من كلام الله وكلام رسوله ، ومن أقوال العلماء المتبعين كالأئمة الأربعة وإذا سهل الله تعالى بسطت الجواب عليها في رسالة مستقلة إن شاء الله تعالى .ثم اعلموا وتدبروا قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الذين آمَنُوا إنْ جاءَكُم فَاسِق بِنَبَأٍ فَتَبَيّنُوا أنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ } الآية .)

أخيرا :

1 ـ هو خطاب دعائى كاذب . كان ممكنا أن نصدقه لولا أن دين الوهابية العملى تأسّست به الدولة السعودية بغير ذلك ، بالحكم بتكفير الآخرين وإستحلال غزوهم وإحتلال بلادهم ، وسلب أموالهم وهتك أعراضهم وسبى ذراريهم . عقد ابن عبد الوهاب عهدا مع ابن سعود على التوسع بالغزووالاحتلال وإستحلال الدماء والأموال والأعراض . وكان ابن عبد الوهاب نفسه قائدا فى تلك الحروب . وفى أوقات فراغه كان يكتب هذه الرسائل الدعائية يخدع بها الناس . وهى نفس ما فعله ابن سعود بعد أن إنتهك حرمة مكة واحتلها وإرتكب مذبحة الطائف ومذابح قبلها ومذابح بعدها وسرق كنوز الحجرة النبوية .  كتب ابن سعود رسالة دعائية لا تختلف عن رسائل شيخه ابن عبد الوهاب ، تلك الرسالة التى نقلها الجبرتى ، وصدّقها .

2 ـ ولكن المحصلة النهائية غاية فى العجب . فالمنافقون يقولون شيئا ويبطنون شيئا آخر ، ومع أنهم مسالمون فهم فى الدرك الأسفل من النار . فكيف بالوهابيين المنافقين الذين يزعمون إمتلاك الاسلام ثم يقتلون به البشر المخالفين لهم ويستحلون به اموالهم وأعراضهم ؟ 

اجمالي القراءات 7355

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5117
اجمالي القراءات : 56,881,151
تعليقات له : 5,451
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي