آحمد صبحي منصور Ýí 2017-02-18
هؤلاء الوهابيون .!!
مقدمة : جاءنى هذا السؤال : ( شيخنا الكريم، هل الصلاة في الحرم المكي والمدني خلف الامام الوهابي المعين من قبل الدولة السعودية جائزة ام لا؟ واذا لا تجوز فهل نصلى فُراد ام ماذا نفعل؟ ولا يخفى على فضيلتكم ان الحرم المكي والمدني مراقب بالكامل بكاميرات ليس فقط تبث للمراكز الامنية بل على قنوات خاصة تبث ٢٤ ساعة على النايل سات والعرب سات. وهم يستدعون اصحاب “البدع” و “الشرك” من الشيعة والصوفية وكل من يثير الريب عندهم أو يخالفهم ظاهرياً بطريقة ما. فالصلاة لوحدك او مع جماعة غير جماعتهم تثير الشك حولنا. وهل تجب السترة في مساجد كبيرة كالمسجد الحرام؟ وهل تبطل الصلاة اذا مر أحد امامي ولو كان بعيداً؟ فلا يخفى عليكم أن التشريع السني يوجب السترة وتبطل الصلاة اذا مرت المرأة والكلب. فشيوخهم الى الان يقولون اذا مرت المرأة فصلاتك باطلة ولو كانت في الحرم المكي الذي به“اختلاط” على حد قولهم. أم أن المسجدين الحرام المكي والمدني اصبحوا مساجد ضرار الأن ايضاً؟ أرجو التوضيح من فضيلتكم وجزاكم الله خيراً. ) . واقول :
أولا : هناك حرم واحد
1 ـ هو بيت الله الحرام ، المسجد الحرام . واليه نتجه فى الصلاة ، واليه نقصد فى الحج ..
2 ـ الحج أو ما يسمى بزيارة ( المسجد النبوى ) وقوع فى الكفر العقيدى . والصلاة فى هذا المسجد بنية خصوصيته وقدسية القبر الرجسى فيه هى عبادة شركية . هو بهذا المفهوم مسجد ضرار . ويجب إجتناب هذا المسجد . وأرض الله جل وعلا واسعة .
ثانيا : القاعدة الشرعية القرآنية:
1 ـ أنه جل وعلا لا يؤاخذ المضطر ، يقول جل وعلا : (فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (115) النحل )و لا يؤاخذ المُكره حتى لو إضطروه الى قول الكفر ، يقول جل وعلا: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) النحل )،
2 ـ والله جل وعلا لا يؤاخذ الذى يخطىء بلا قصد ، يؤاخذ من يتعمد الخطأ فقط ، يقول جل وعلا : (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (5) الاحزاب ) .
3 ـ والله جل وعلا رفع عنا الحرج، يقول جل وعلا : (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ) (6) المائدة )( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ )(78) الحج ) ،
4 ـ والله جل وعلا يريد التخفيف علينا، يقول جل وعلا : ( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً (28) النساء ) ، والله جل وعلا يريد بنا اليُسر ولا يريد بنا العُسر ، يقول جل وعلا : ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ ) (185) البقرة )
5 ـ والله جل وعلا لا يكلفنا إلا بما هو فى وسعنا وفى إمكاناتنا وفى حدود طاقتنا بلا مشقة ولا عنت ولا إصر . يقول جل وعلا : (لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا ) (233) البقرة )( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا )(286) البقرة )( لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا (152) الانعام ) (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) الاعراف ) (وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (62) المؤمنون )
وبالتالى : ـ
1 ـ هم لا يرغمونك على الحج أو زيارة ما يسمى بالمسجد النبوى. إذا فعلت فأنت مسئول عن هذا الكفر العقيدى الذى أوقعت نفسك فيه .
2 ـ هم يريدونك أن تصلّى لهم وفق شريعتهم الأرضية الوهابية . ولكنهم لا يملكون قلبك ولا يعرفون سريرتك. قلبك أنت تملكه وسريرتك هى وعاء أسرارك أنت وحدك ، ولا يعرف خطرات قلبك ودقائق سريرتك إلا علام الغيوب الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ، والذى يعلم السّر وما أخفى من السّر .
3 ـ لذا عليك أن تطهّر قلبك لربك جل وعلا تقوى وخشوعا له وحده . هذا هو ما فى طاقتك ، وهذا هو حدود تكليفك وما ستكون مسئولا عنه يوم الحساب . يمكنك أن تصلى وسط كاميراتهم الخفية والعلنية غير عابىء بها وغير عابىء بهم . كاميراتهم تصور الأشكال الظاهرة ولا تعرف ما فى القلوب .
عليك أن تصلّى مخلصا للرحمن جل وعلا قلبك . ولا شأن لك بتشريعاتهم عن السترة ومن يمر أمامك ، إغمض عينيك خاشعا وأنت تصلى ، ولا تفكر فيهم ، يكفى أن تتمثل وتتدبر قولك ( الله أكبر ) وتعيها وأنت تنطقها . هم أصغر وأحقر من أن يشتتوا ذهنك وأنت تصلى فى أى مكان . هذه الصلاة هى ( صلتك ) بالخالق جل وعلا وليست ( صلتك ) بهم . أنت فى (صلاتك ) تخاطب ربك جل وعلا وحده مخلصا خاشعا ترجوه أن يهديك الصراط المستقيم ، تسبّحه جل وعلا وتحمده جل وعلا بلسانك وبقلبك ، فلا ينبغى أن تسمح لهم بالتشويش على هذه الصلة بالله جل وعلا. هم أحقر من أن يحولوا بينك وبين إخلاصك لربك جل وعلا .!!
3 ـ . هذا عنك .. فماذا عنهم ؟ :
ثالثا : هؤلاء الوهابيون هم أبرز الذين يفترون على الله كذبا ويكذبون بآياته :
1 ـ هؤلاء الوهابيون هم أظلم الناس لرب الناس جل وعلا لأنهم يؤمنون بالأحاديث الشيطانية المفتراة على الله ورسوله كذبا ، يعتبرونها وحيا إلاهيا ، ومن أجلها يكذبون بآيات الله جل وعلا القرآنية . هم مثلا يؤمنون بأحاديث الشفاعة المُفتراة على الله جل وعلا كذبا ، ومن أجلها يكذبون بآيات الله جل وعلا التى تنفى شفاعة البشر . وليس هناك أظلم من أولئك المجرمين الذين يفترون على الله جل وعلا كذبا ويكذبون بآياته . يقول جل وعلا : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِوَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) يونس ). ليس هناك أظلم ممن يفترى على الله جل وعلا كذبا ليضلّ الناس بغير علم . يقول جل وعلا : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144)( الانعام )
2 ـ هؤلاء الوهابيون سيعترفون عند الموت بأنهم كانوا كافرين ، وسيدخلون الجحيم مع من سبقهم من أمم يتلاعنون فى النار ، يقول جل وعلا : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنْ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37) قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا )(38) الاعراف ).
3 ــ هؤلاء الوهابيون الأظلم لرب العالمين سيتعرضون لإنتقام شديد من رب العزة جل وعلا ، يقول جل وعلا : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ (22) السجدة )، يقول جل وعلا فى سؤال إستنكارى : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (32) الزمر )، ويتكرر نفس السؤال الاستنكارى فى قول رب العزة جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68) العنكبوت )
4 ـ هؤلاء الوهابيون يقرنون تكذيبهم بآيات الله القرآنية بالصّد عن الدعوة القرآنية . الله جل وعلا ضمن حفظ القرآن الكريم ليكون حجة على الكافرين فى كل زمان ومكان مهما تخفُّوا خلف أسماء وشعارات ، هم فى صدهم عن القرآن وإضطهادهم لأهل القرآن يحاولون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله جل وعلا متمُّ نوره ولو كره الكافرون . جرّب أن تدعوهم الى الاسلام بمعنى السلام وبمعنى أنه لا إيمان إلا بحديث الله جل وعلا فى القرآن ستجدهم يواجهونك بأكاذيب الأحاديث المفتراة على الله كذبا ليعضّدوا ظلمهم ، والله جل وعلا لا يهدى القوم الظالمين . يقول رب العزة جل وعلا فى هؤلاء الوهابيين وأمثالهم : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) الصف )
5 ـ ويوم القيامة سيقف الأشهاد يشهدون على أولئك الذين يفترون على الله كذبا ويكذبون بآياته ، والذين يقرنون ظلمهم هذا بالصّدّ عن القرآن سبيل الرحمن . يقول جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمْ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) هود ). الوهابيون فى هذه الحياة الدنيا يظنون أنهم بأموالهم ونفوذهم معجزون فى الأرض ، ولكنهم يوم القيامة سيرون أنهم ما كانوا معجزين فى الأرض وأنهم ما كانوا فى الدنيا يسمعون أو يبصرون . هم كما قال رب العزة جل وعلا عن الكافرين فى كل زمان ومكان ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (171) البقرة )
رابعا : هؤلاء الوهابيون الذين يمنعون مساجد الله أن يذكر فيها إسمه ويسعون فى خرابها
1 ـ تعمير مساجد الله ليس بالعمران المادى بالطوب والاسمنت والزخارف والقباب ، بل هو بذكر الله جل وعلا وحده وبتحميده وحده وبتعظيمه وحده وبتسبيحه وحده . معنى أن تذكر الله جل وعلا يعنى ألّا تذكر معه غيره ، وألّا تعظّم غيره وألّا تدعو معه غيره ، وألّا تتوسّل إلّا به جل وعلا وحده . وهذا هو معنى قوله جل وعلا : (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20) الجن).
قريش كانت تقيم المساجد بقبور مقدسة يذكرون فيها إسم الله وأسماء أوليائهم التى كانوا يعبدونها لتقربهم الى الله زلفى، فقال جل وعلا فيهم وفى غيرهم ( أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) الزمر ).
قريش فى تحكمها فى البيت الحرام كانوا يظنون أن خدمة الحجاج هى تعمير لبيت الله الحرام فقال جل وعلا : (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ (18) أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) التوبة ). هو نفس الخطاب للسعوديين وكبيرهم ( خادم الحرمين ).!
قريش فى تحكمها فى المساجد كانت تمنع المؤمنين من دخولها إلا وفق شروطهم وتحت رقابتهم وهيمنتهم وسطوتهم وارهابهم ، وهو نفس ما يفعله الوهابيون الآن فى تحكمهم فى الصلاة والمساجد . فهؤلاء الوهابيون ينطبق عليهم قول الله جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) البقرة ).
2 ـ هؤلاء الوهابيون خارجون عن الاسلام بمعناه السلوكى ( السلام ) وبمعناه القلبى ( لا إله إلا الله ). هم أصلا ممنوعون من الاقتراب من المسجد الحرام ، لو كان هناك مؤمنون حقيقيون يحمون البيت الحرام من أولئك المشركين الأنجاس ، هؤلاء الوهابيون ينطبق عليهم وصف النجس ( بفتح الجيم ) فى سيطرتهم على البيت الحرام ، قال جل وعلا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28) التوبة ) .
3 ـ هؤلاء الوهابيون هم الآن الذين يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون . هم الذين ينفقون البلايين ليصدوا عن سبيل الله جل وعلا ولينشروا الخراب وحمامات الدم فى جموع الأبرياء المسالمين ، وننتظر وقوع العذاب بهم بعون الرحمن جل وعلا . إذ ينطبق عليهم قوله جل وعلا : ( وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمْ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (34) وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (35) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) الانفال ) .
أخيرا :
أقول للسائل : لعلك تفهم الآن معنى دعائك فى صلاتك وانت تقرأ الفاتحة ( إهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) . الصراط المستقيم هو القرآن الكريم بما فيه من إخلاص القلب لرب العزة جل وعلا وبما فيه من تقوى . أصحاب الصراط المستقيم الذين يبغون الهداية ، هم السائرون على هدى القرآن الكريم وحده لا يبتغون الهدى فيما سواه . هم إذا ماتوا على هذا سيكونون يوم القيامة ممّن أنعم الله جل وعلا وعليهم لأن من صفات القرآن الكريم ( الصراط المستقيم ) أنه (نعمة ) ، يستحقها من أنعم الله عليه . الذين يفترون على الله الكذب ويكذبون بآياته هم المغضوب عليهم وهم الضالون . لذا عليك أن تتدبر الفاتحة فى صلاتك ، وتدعو بها ربك مخلصا أن يهديك الى القرآن الكريم الصراط المستقيم بعيدا عن الوهابيين المغضوب عليهم الضالين .!!
يمكنه أن يسبق الامام بتكبيرة الأحرام مباشرة سرا. فالنّية محلها القلب و ليس اللسان. بذلك يكون غير مئتم به و لو توافقت حركته أثناء الصلاة مع حركة الامام.
حفظكم الله جل و علا الدكتور أحمد و هناك مشكلة يعاني منها أغلب أهل القران - حفظهم الله - و هي : أين يصلون ؟ نبتعد عن صلاتهم بقدر الإمكان و لكن لا بد و أن تضطر للصلاة بمساجدهم و خلفهم !! و لا بد و أن تحضر للجمعة و تسمع ما يوجع قلبك !!!
لا أعلم هل هو جبن و خوف أم مازال في قلب شك !! حاشا و كلا أن يكون هناك مثقال ذرة من شك في الإيمان بالقران فقط كتابا كاملا مفصلا واضحا بينا و الله جل و علا هو المستعان .
إنها معاناة يومية و تزداد هذه المعاناة إذا كان بعد الصلاة درس !! و تزداد أكثر و أكثر إذا كانت زوجتك و أقرب الناس إليك تحاصرك في البيت من خلال تشغيل القنوات الوهابية و التغني بالقران و تزداد معاناتك اليومية بزملاء العمل الذين لا يخلوا المنهج السلفي من تأثير واضح في سلوكهم !!!
الحمد لله رب العالمين .. الله رحمتك و رضاك .. لا إله إلا الله .
يتوجع القلب من وقوع البيت الحرام أسيراً في أيدي أعدائه، تحت مسمى خادم الحرمين، والمؤمن بالقرءان وكفى يعلم أنه، أنه حرم واحد، هو بيت الله الحرام.
وكلنا يعلم عدد مئات الملايين من المصاحف التي تُطْبع في مطابع الواهبيين، وتوزع في كافة أرجاء الارض.
السؤاب الآن. مع طباعة وتوزيع هذا العدد الهائل من المصاحف ، هل ذلك يعتبر صَدّاً عن سبيل الله تعالى؟
متعك الله تعالى بالصحة والعافية، ودمتم بكل خير.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5123 |
اجمالي القراءات | : | 57,055,183 |
تعليقات له | : | 5,452 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
الغزالى حُجّة الشيطان ( 9) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 2 )
دعوة للتبرع
الزنا والحتميات: هل الزنا الذى ينتج عنه ابناء يكون قضاء وقدر...
التبرع بالأعضاء بعد : هل يجوز التبر ع بالاع ضاء (القل , العين , ...
التأشيرة مستحيلة : قرات لك اخطر ما عرفت من القرا ن الكري م عن...
معنى التقديس: سلام علی ;کم یا دکتر احمد صبح 40; ...
عابد ل ( على): بسم الله الرحم ن الرحي م انا من المتا بعين ...
more
شكرا لأستاذنا الدكتور منصور -على رده الكافى الوافى على السائل الكريم . وربنا يبارك لنا فى عُمره وعلمه .
اعتقد أن السائل الكريم من الممكن الا يُصلى مع (الوهابى إمام الحرم المكى ) وقت صلاة الجماعة ،وذلك بأن يجلس فى مكان بعيد عن مكان الصلاة ،او أن يخرج (إلى دورة المياه ) إلى أن تنتهى صلاة الجماعة ،ثم يعود ويُصلى منفردا ولوحده دون أن يلفت النظر إليه حتى لو راقبته الاف الكاميرات ،فهناك الالاف يُصلون منفردين بعد صلاة الجماعه ..... والأسهل له أن يدخل الحرم المكى بعد إنتهاء صلاة الجماعة من البداية .