آحمد صبحي منصور Ýí 2017-01-04
القاموس القرآنى : الحظّ
مقدمة : سأل ابنى الحبيب استاذ عادل بن أحمد عن مفهوم الحظ العظيم فى القرآن الكريم ، وأستجيب له بهذا المقال .
أولا : يأتى ( الحظ ) بمعنى ( النصيب ) أو ( الجزء ) من شىء .
1 ـ فى التشريعات الخاصة بالميراث يأتى ( الحظ ) بمعنى النصيب أو الجزء الخاص بالوارث ، يقول جل وعلا : ( يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ..) (11) النساء ) مثل حظ الأنثيين يعنى مثل نصيب الأنثيين . ومثله قوله جل وعلا : ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ) (176) النساء )
2 ـ ( حظ ) أى النصيب أو الجزء فى الرسالة السماوية: وهذا فى سياق التحريف فى الكتب السماوية . وهذا التحريف الذى وقع فيه بعض أهل الكتاب فى الجزيرة العربية لم يكن تبديلا كاملا للانجيل بل كان تحريفا فى بعض المواضع مع الابقاء على بعضها . إختفى مبكرا فى القسطنطينية واوربا ومصر وشمال أفريقيا الانجيل الحقيقى الذى كان موجودا فى الجزيرة العربية فى عصر النبى محمد عليه ،والذى قال رب العزة جل وعلا عنه : (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (47) المائدة ).
وكانت التوراة الحقيقية موجودة ، وإستشهد بها رب العزة جل وعلا حُجّة على بعض الاسرائيليين ، فقال جل وعلا : ( كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93) فَمَنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (94) آل عمران ). وحين تحاكموا للنبى قال جل وعلا : (وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمْ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43) إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ) المائدة ) .
بسبب تحريف التوراة والانجيل نزل القرآن الكريم محفوظا من لدن الخالق جل وعلا وميزانا ومهيمنا على ما سبقه من كتاب، قال جل وعلا لخاتم النبيين عليهم جميعا السلام : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) المائدة ).
هذه مقدمة نفهم بها قول رب العزة جل وعلا عمّن وقع منهم فى التحريف فى عصر النبى محمد عليه السلام : ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) وَمِنْ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمْ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14) المائدة ) أى نقضوا الميثاق واصبحوا يحرفون كلام الله جل وعلا تبعا لأهوائهم . قال بعدها رب العزة يدعوهم الى الايمان بالقرآن الكريم : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)المائدة ).المقصود هنا أنهم بتحريفهم نسوا نصيبا وحظأ من الكتاب المقدس ، وظل هناك أجزاء باقية فى عصر النبى محمد عليه السلام .
ثانيا : ( حظ ) بمعنى الجنة
يأتى هذا مفهوما من السياق فى قول رب العزة جل وعلا : ( وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) آل عمران ). الحظ فى الآخرة يعنى الجنة لأن الجنة لا يدخلها إلا المتقون : (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً (61) لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلاَّ سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً (62) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً (63) مريم ) .
ثالثا : إختلاف تفسير الحظ العظيم بين من يريد الدنيا ومن يريد الآخرة :
1 ـ الناس نوعان : صنف يريد الآخرة ويعمل لها صالحا وهو مؤمن ، ونوع لا يريد إلا الدنيا ولا يسعى إلا للفوز بكل ما يستطيع من متاعها وحُطامها وزينتها وفتنتها . وقد قال جل وعلا للصحابة بعد موقعة إنهزموا فيها بسبب حب الدنيا : ( مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ (152) آل عمران )
2 ـ والمؤمن الحقيقى مأمور بالاعراض عن هذا الذى لا يريد سوى الحياة الدنيا لأنه لا سبيل لهدايته ، قال جل وعلا : (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) النجم ) . هذا لا يرى ولا يريد ولا يكدح ولا يناضل ولا يجاهد إلا فى سبيل الحياة الدنيا ، وهو يؤمن أن الحظ العظيم فى أن يكون له مال مثل مال ( قارون ). ولو كان فقيرا فإنه ينظر بحسد الى الأثرياء يراهم ذوى حظ عظيم ، ويرى نفسه ذا حظ أليم . وهذا شائع فى أكثرية البشر حيث التكاثر بالمال والجاه وما يترتب عليه من تحاسد وتخاصم وتصارع فى سبيل ما يعتقدون أنه ( الحظ العظيم ).!!. قال جل وعلا : ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) الحديد ) ويؤكد رب العزة بأن التنافس ينبغى أن يكون طلبا للجنة الخالدة وليس للدنيا الزائلة ، وهذا يعنى ضمنيا الحظ العظيم فى حقيقته . قال جل وعلا . ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) الحديد )
3 ــ وهذا هو ما جاء من وعظ فى القرآن الكريم فى قصة قارون صاحب الكنوز وقد خرج مختالا بزينته فألهب مشاعر الحسد لدى من يحبون الدنيا ويؤثرونها على الآخرة ويرون الحظ العظيم فى الكنوز . قال جل وعلا عن قارون : (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْقَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنْ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمْ الْمُجْرِمُونَ (78) القصص ). قالوا له ألّا ينسى نصيبه من الدنيا ، أى ( حظّه ) من الدنيا ، ولكنه كان يرى أن حظه العظيم هو فى الدنيا التى إعتقد أنها ستدوم له ، ولم يتعظ بسيده الفرعون الذى غرق بنظام حكمه فى البحر . ولكى يرد على وعظهم له خرج بمواكبه وزينته ليكيدهم ويريهم حظه العظيم ، وقد افلح فى إثارة حسد الذين يريدون الدنيا ويرون أن قارون ذو حظ عظيم . يقول جل وعلا عن قارون : ( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) القصص ) ، وسرعان ما نصحهم المؤمنون بالله جل وباليوم الآخر بأن الحظ العظيم هو فى الجنة : ( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ (80) القصص ) . ورأوه يخسف به الله جل وعلا الأرض بكنوزه وموكبه وبداره ولم يجد من يدفع عنه عقاب الرحمن جل وعلا :( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنْ المُنْتَصِرِينَ (81). عندها مصمص أصحاب الدنيا شفاههم عجبا ، وعرفوا أن الدنيا لا تبقى لأحد حتى لو كان مثل قارون : ( وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) القصص ). إن لم تتركك الثروة بالخسارة ستتركها أنت بالموت . هذا لا جدال فيه ولا مفرّ منه ..!!
4 ــ هذا ما لا يفهمه أغلبية البشر . شأنهم شأن من حسد قارون. وهو ما يحدث الآن ، ترى فلانا يتيه بأمواله ونفوذه ، وتحسده على أنه صاحب الحظ العظيم ، ثم تراه فى السجن فتحمد الله جل وعلا على نعمة الفقر وراحة البال .!! . وصل الاخوان الى الحكم فأثاروا الحسد على أنهم أصحاب الحظ العظيم . اين هم الآن ؟ وصل صدام والقذافى الى ( الحظ العظيم ) اين هم الآن ؟ . وصل مبارك الى الحظ العظيم .. هو الآن فى شيخوخته لا يتمتع بما نهب وبما سرق ، وهو يتوقع الموت ويرتعب من ملايين يريدون الانتقام منه ... وهكذا أعمدة نظامه ، وهذا سيكون حال من جاء بعده فى مصر.. وهو المصير المنتظرللمستبدين الآخرين . يراهم من يريد الدنيا فى مواكبهم وسلطانهم وفى أجهزة أعلامهم فيحسبون أنهم أصحاب ( حظ عظيم ). وما أسوأ حظهم اللعين ..
5 ــ وتنتهى قصة قارون بحقيقة نفهم منها أن الحظ العظيم هو فى الفوز فى الآخرة للمتقين الذين لا يريدون عُلوّا فى الأرض ولا فسادا . يقول جل وعلا فى آية تفضح الاخوان المسلمين ومن هم على شاكلتهم من أصحاب الطموح السياسى للوصول الى الحكم أو الاحتفاظ بالحكم : ( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83) القصص).
6 ــ وما أروع قول رب العزة جل وعلا فى الداعية المؤمن الذى يتحمل الأذى ويرد عليه بالدرجة العليا من الاحسان : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) فصلت ).
7 ــ هذا هو الحظ العظيم فى الدنيا وفى الآخرة . وهى درجة لم نصلها بعدُ فى نهاية العُمر ..!!
السلام عليكم يا دكتور احمد
اولا اود ان اشكرك على سرعتك في الرد على سؤالى و بمقال تفصيلى اعتبره اجابة اكثر من وافية على سؤالى
شكرا لك ثانية
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5118 |
اجمالي القراءات | : | 56,904,015 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
تدبر آيات 32 : 34 من سورة الشورى
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
دعوة للتبرع
هذا كلام مرفوض : اصبح النص القرآ ني عند عامة الناس في وقتنا...
صاعقة على نافوخى: كتابك ( المسك وت عنه فى تاريخ الخلف اء ...
وسائل التيمم: هل يجوز التيم م بالكر يم "الني يا" او اي...
تدبر القرآن: أنا الآن في عطلة ، و اقضي معظم وقتي و ليلي في...
عن التقوى الاسلامية: السلا م عليكم لو سمح لي المشر ف ايصال سؤالي...
more
قال جل وعلا : (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (20) الشورى )، ولكن المهم أنه لا يحصل إلا على المقدر له سلفا فى الدنيا ، ثم تكون الآخرة حظا لمن أرادها وسعى لها سعيها وهو مؤمن .