آحمد صبحي منصور Ýí 2017-01-02
القاموس القرآنى : الصيحة والصاعقة و نفخ الصور
مقدمة : الانفجار هو صوت صاعق يدوى وقد يدمّر . ومن ملامحه التعبيرات القرآنية الأتية : الصيحة ، الصاعقة ونفخ الصور . ونعرض لها على مستوى الدنيا والآخرة :
أولا : فى الدنيا
( الصيحة ):
1 ـ مجرد الصيحة الصارخة العادية تعنى الهلع لدى المنافق الذى يتوقع الانتقام ويتوجس شرا من الناس . قال جل وعلا عن الصحابة المنافقين :( يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ) المنافقون 4 )
2 ـ الصيحة المدمرة المُهلكة جاءت فى سياق التعبير عن إهلال بعض الأمم السابقة بإنفجارات :
2 / 1 : إهلاك قوم ثمود . تفننوا فى نحت بيوتهم وقصورهم فى الجبال ، وكذبوا برسولهم صالح ، وتم تدميرهم صباحا بصيحة واحدة فأصبحوا فى بيوتهم الصخرية جاثمين كالهشيم . قال جل وعلا : ( وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ (68) هود ) ( إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ) القمر 23 : 31 ) ( وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80) وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ (82) فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83)) الحجر )
2 / 2 : إهلاك قوم مدين ( اصحاب الأيكة ) بالصيحة أيضا وصباحا فأصبحوا فى ديارهم جثثا هامدة ، قال جل وعلا :( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتْ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95) هود )
2 / 3 : إهلاك قوم لوط ( المؤتفكات ) : كان إهلاكهم بتدمير مصحوب بصيحة وبأحجار متساقطة من الغلاف الجوى دمرت بيوتهم وجعلت أعاليها أسافلها . قال جل وعلا : ( فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77) الحجر )
3 ـ كان هذا هو الإهلاك فى الماضى الذى يحدث بتدخل الاهى . الاهلاك الآن يقوم به البشر يدمر بعضهم بعضا بأسلحة الدمار الشامل ، والبراميل المتفجرة والطوربيدات والصواريخ والأحزمة الناسفة .. وتقريبا فى نفس المنطقة التى شهدت أقوام ثمود و مدين ولوط .
( الصاعقة ) :
1 ــ تدمير قوم ثمود بالصيحة ارتبط بصعقهم . وتدمير قوم عاد بعد تكذيبهم نبيهم هودا كان بالرياح العاتية والتى صعقتهم أيضا . أى إن لدينا فى القصص القرآنى نوعين من الإهلاك بالصعق ، أحدهما لقوم عاد ثم بعدهم قوم ثمود . عن عاد وثمود قال جل وعلا : ( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاء رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنصَرُونَ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) فصلت 13 : 17 )
2 ــ وعن ثمود قال جل وعلا : ( وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ . فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ ) الذاريات 43 : 45 ).
3 ـ وطلب بنو اسرائيل من موسى أن يروا الله جل وعلا جهرة ، فعوقبوا بالصعق ، فماتوا جسدا ( بالإغماء ) . ثم أحياهم الله جل وعلا . قال جل وعلا : ( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) البقرة 55 : 56 )
( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاء فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ) النساء 153 )
4 ـ وطلب موسى من ربه جل وعلا أن يراه فعوقب بالصعق وهو يرى الجبل يندك دكا عندما تجلى رب العزة لهذا الجبل ، ثم أفاق موسى وتاب . قال جل وعلا : (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ) الاعراف 143 )
5 ـ وهناك صواعق المناخ : قال جل وعلا يضرب مثلا لبعض الكافرين : ( أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) 19 : 20 ) البقرة )، و قال جل وعلا :( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) الرعد 13 )
أخيرا : فى الآخرة (الصيحة ، الصاعقة ونفخ الصور)
لمحة :
1 ـ قلنا من قبل إن خلق السماوات والأرض مرتبط بتدمير السماوت والأرض . هناك إنفجار أنتج السماوت والأرض ثم سيأتى إنفجار آخر يدمر السماوت والأرض ، وكل هذا بحساب وتقدير لا فكاك منه ولا خروج عليه .
2 ـ الله جل وعلا فطر السماوات والأرض ، يعنى خلقهما من لاشىء ، وبدون مثال سابق . أى خلقهما من نقطة الصفر ، إنفجار أنتجهما . بإلانفجار الأول نتج كونان ، أحدهما نقيض للآخر ، سالب وموجب ، ولابد أن يتباعدا ، لأنهما متناقضان ولو إلتقيا سينفجران . لذا يتباعدان ولكن فى شكل قوسى ، وفى النهاية يلتقيان فيصطدمان فيتدمران ويحدث الانفجار الثانى الخاص بقيام الساعة . ثم يليه الانفجار الأخير وهو البعث وبداية اليوم الآخر . الانفجار الأول يعنى خلق أرض وسماوت ، ونقيضها أرض وسماوت أخرى، ثم التباعد ، ثم التلاقى والانفجار ونهاية العالم . قال ربى جل وعلا يخاطب الكافرين يدعوهم الى الهداية : ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ) 30 : 32 ) الأنبياء ). يهمنا هنا قوله جل وعلا : ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ) ، ( رتقا ) يعى بلا مسام . ( فتقناهما ) : الفتق هو الانفجار . أى كانت السماوات والأرض نقطة واحدة بلا مسام فانفجرتا . هذا هو الانفجار الكبير . الله جل وعلا يخبرنا أن السماوات والأرض معا كانت نقطة بلا مسام فلما إنفجرت هذه النقطة تحولت الى أرض وسماوات سبع وما بينهما من مجرات ونجوم وكواكب .
3 ـ ثم تأتى هنا الزوجية ، أى الشىء ونقيضه ، أو ما تسميه بالموجب والسالب . المصطلح القرآن هو ( الزوجين ) . والسماوت والأرض مخلوقة على أساس الزوجين الموجب والسالب .كل المخلوقات زوجين ، موجب وسالب ، قال ربى جل وعلا ( وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا ) 12 ) الزخرف ). هذا يشمل كل شىء : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) 49 ) الذاريات ) يشمل كل شىء نعرفه أو لا نعرفه ، قال ربى جل وعلا : ( سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ ) 36 ) يس ). بالتالى فإن السماوت المخلوقة زوجان متناقضان ، وكذلك هناك الأرض التى نعيش عليها وأرض نقيضة لها ، والنجوم والمجرات التى نكتشفها وهناك فى الناحية الأخرى نفس النجوم والمجرات ولكن نقيضة .
4 ـ هذا عن الزوجية فى السماوات والأرض ، ونفهم أنهما كونان نقيضان ، ولو إلتقى قطب سالب وقطب موجب يصطدمان ويدمر أحدهما الآخر ، وهو نفس الحال ولكن على نطاق أفظع فيما يخص الكونين. ويمنعهما الان من الاصطدام توسع الكونين كل منهما ينطلق فى طريق نقيض للآخر . وهذا التوسع مذكور فى القرآن . يقول ربى جل وعلا : ( وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) 47 الذاريات ). أى إن الله جل وعلا بنى السماء بقوة ، ثم يأتى التأكيد باتساع الكون وتمدده باستمرار فيقول جل وعلا : ( وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) 47 الذاريات )، وواضح هنا أن التمدد والتوسع مصاحبا للخلق . و توسعهما فى إتجاه بيضاوى حتى يلتقيا وينفجرا ويدمر كل منهما الآخر. قال جل وعلا : ( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) 104 ) الأنبياء ). مثلما تفتح كتابا ثم تقفله هكذا هو الخلق ثم تدميره .
5 الانفجار هنا أفظع وأشد من الانفجارات التى أهلكت الأمم السابقة ، لذا يأتى وصفه هنا بالنفخ فى الصور ، فالتعبير القرآنى المعبّر هنا هو ( الصيحة ) و( نفخ الصور ) وينتج عنهما : ( الصعقة ) . بهذا سيكون تدمير العالم وتقوم الساعة ، ثم أيضا ب( الصيحة ) و( نفخ الصور ) و( الصعقة ) يكون البعث وبداية اليوم الآخر..
الصيحة / نفخ الصور / الصعق فى قيام الساعة
1 ـ قال جل وعلا فى نهاية قصة يأجوج ومأجوج وأن خروجهما من باطن الأرض سيكون قبيل قيام الساعة :( قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً (99) الكهف ).أى تدمير سد يأجوج ومأجوج ، وخروجهم من جوف الأرض وإختلاطهم بالبشر ، ثم الإنفجار الذى تقوم به الساعة .
2 ـ قال جل وعلا : ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتْ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ (15) وَانشَقَّتْ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16 ) الحاقة )، أى هى نفخة واحدة يتم بها تدمير العالم وقيام الساعة .
3 ـ قال جل وعلا : ( وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (48) مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) يس ) أى هى صيحة واحدة بإنفجار واحد يتم به تدمير العالم وقيام الساعة .
الصيحة / نفخ الصور / الصعق فى البعث والحشر
1 ـ قال جل وعلا عن الكافرين :( وَمَا يَنظُرُ هَؤُلاء إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ ) ص 12 الى 15 ) أى هى صيحة واحدة بإنفجار واحد يحدث به البعث ، وبعده الحشر. قال جل وعلا : ( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (102) طه ) ( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً (17) يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً (18) النبأ )
2 ـ بعد الموت تدخل النفس الى البرزخ وتظل فيه مع غيرها بلا إحساس الى البعث الذى ينتج عن نفخ الصور . قال جل وعلا ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ (101) المؤمنون ) ، وعند البعث يكون الفزع للكافرين ، قال جل وعلا : ( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) النمل )
3 ـ بالصيحة ونفخ الصور سيصحو البشر بالبعث يتساءلون ثم الى ربهم يحشرون . قال جل وعلا ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنْ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (54) يس ). فآخر إحساس لمن يموت هو لقاؤه مع ملائكة الموت فى سكرة الموت ، وأول إحساس حين البعث ونفخ الصور . قال جل وعلا : ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) ق )
4 ـ وبالصيحة ونفخ الصور يكون الصعق . قال جل وعلا : ( فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمْ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (46) الطور ). أى إن هناك صعق يدمر ويميت ، وصعق يتم به البعث .
الجمع بين قيام الساعة ثم البعث :
1 ـ قلنا إن هناك إنفجاران سيأتيان : الأول بتدمير العالم ،والآخر بالبعث وبداية اليوم الآخر . وعنهما معا قال جل وعلا : ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) الزمر )
2 ـ يقول جل وعلا بعدها :( وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) الزمر ).
3 ـ ودائما : صدق الله العظيم .!!
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5123 |
اجمالي القراءات | : | 57,058,397 |
تعليقات له | : | 5,452 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
الغزالى حُجّة الشيطان ( 9) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 2 )
دعوة للتبرع
هذا دليل على نجاحنا : أنتم قتلة المسل مين,ا تم تتكلم ون بلسان...
سؤالان : السؤا ل الأول أنا أمازي غى لست من العرب ولا...
هل المحمديين كافرون : هل كل المحم ديين كافرو ن ؟ ...
مسألة ميراث: السل ام عليكم ورحمه الله وبركا ته بارك...
more
الشكر للدكتور أحمد حفظه الله .. و الشكر موصول للأستاذ أسامة حفظه الله و رائعا ذلك الربط بين النظر و العقاب و لله جل و علا في عذابه لعبر و عظة .. القران الكريم ليس بكتاب علمي بقدر ما هو نذير و توجد بطبيعة الحال بين ثناياه إشارات - علمية - تلك الإشارات دليل لقدرته عز وجل . ما أجمل و أروع ربط الآيات التي تتحدث عن ( كلمة و مشتقاتها ) بموضوع يتضح جليا أو يكون المعنى قريبا للفهم و لذا فإن الدعوة للتدبر تبدأ من تحديد الموضوع ثم البحث عنه بدون حكم مسبق مجمعا كل الآيات التي تتحدث عن الموضوع مع القراءة بتأني للآيات التي قبلها و بعدها ليتضح المعنى في إجمالية رائعة بينة . حفظكم الله جل و علا .