آحمد صبحي منصور Ýí 2016-12-26
فى هذا العصر الردىء ينحصر الخيار بين السىء والأسوأ ..وفقط .!!
مقدمة :
1 ـ : قال لى ابنى محمد منصور فى نقاش بيننا : تذكر حين كنت تمدح السيسى ثم إنقلبت عليه ،وكنتّ أُكرر لك أنه لا خير فى السيسى ولم تسمع كلامى ، ثم تبين لك صدق قولى فأصبحت تهاجم السيسى .
2 ـ قلت :
2 / 1 : الآراء السياسية وجهة نطر . وهى تتقلب تبعا لتقلبان السياسة . المهم فى هذه التقلبات أن تقف فى مكانك الصحيح متمسكا بما تراه حقا وعدلا ، تناصر المستضعفين فى الأرض وحقوقهم الانسانية والسياسية والاجتماعية . وهذا مكانى الذى لم أفارقه ، وبه كتبت تحليلاتى السياسية . وأثبتت الأيام صدق توقعاتى فى أغلب آرائى السياسية ، لذا أعيد نشر ما سبق أن كتبته فى أواخر الثمانينيات و فى التسعينيات تأكيدا على صحتها وصدق تنبؤاتى . لا شك أن بعضها يخطىء وهذا لا بأس به ، فلست كاتبا سياسيا فى المقام الأول .
2 / 2 : هناك فرق بين التحليل السياسى والوعظ السياسى. وأكتب فى هذا وذاك . أنا مفكر مسلم يبغى الاصلاح الشامل دينيا وسياسيا وثقافيا وإجتماعيا . كتابات الاصلاح تركز على المساوىء لأن المصلح طبيب يمسك مشرط الجراحة يعالج مريضا يكره العلاج ويحب المرض ويكره الذى يعالجه من مرضه . لذا أقول أننى متخصص دائما فى السيئات ـ رغم أنفى ــ فنحن نعيش فى عصر السقوط والاختيار بين السىء والأسوأ . فى هذا الحضيض الأسود من الفساد والاستبداد لو ظهرت بارقة نور تعطى أملأ لا بد أن أحتفل بها وأن أشجعها . ثم إذا ظهر أنه فجر كاذب عدت الى النقد والهجوم . ونحن هنا نحكم على السلوك وليس عمّا فى القلوب ، فالمتقون فعلا لن يُعرفوا إلا يوم الحساب حين يدخلون الجنة .
3 ـ دعنا ندخل عى ماساة الاحتيار فى عصرنا الردىء بين السىء والأسوا .
أولا : السيسى
1 ــ إستبشرت خيرا يسقوط الاخوان ورئيسهم محمد مرسى ، لأنهم الأسوأ ، ونظام العسكر هو السىء . جاء السيسى بكلمات خادعة فى الاصلاح الدينى ـ وهو محور حياتى . إستبشرت به خيرا ، وكتبت أشجعه ، وظللت أرقب النتائج فظهر أنه مجرد وعود وكلمات ، كتبت أنتقده برفق ، ثم إرتفعت وتيرة النقد لتبلغ الهجوم العنيف ، وفى النهاية قلت له وداعا . وجمعت كل المقالات ونشرتها كتابا عن شاهد على عصر السيسى فى الشهور الأولى من حكمه .
2 ـ تدهور السيسى ووصل الى حضيض مبارك بأسرع ما كان عليه مبارك فى فترة رئاسته الأولى . إحتاج القذافى الى 30 عاما ليصل الى جنون العظمة وينطق بما يُضحك الحزين ، لم يستغرق الأمر من السيسى سوى أقل من عام ليصل الى مرحلة الجنون وتندر الناس على كلمات وتصريحاته . ستُظهر الأيام أن التعذيب فى ايام مبارك الأولى كان أقل كثيرا من التعذيب فى عصر السيسى ، وأن نهب مبارك للاموال فى فترة رئاسته الأولى ليس بشىء مقارنة بالسيسى ، السيسى ترعرع فى عصر مبارك الذى حارب عدة معارك بينما لم يدخل السيسى أى معركة سوى معركته ضد الشعب المصرى الأعزل . مبارك كان يسرق مصر وينهبها عن طريق غلمانه أمثال حسين سالم وبطرس غالى وغيرهم من الحرامية الذين عمل بعضهم وزراء ورجال اعمال . أما السيسى فقد تسلّح بالجيش والأمن والقضاء ودخل بهم منافسا للحرامية من غلمان مبارك ، وهو ينهب مصر باسم الجيش ومعه كبار الجنرالات ما ظهر منهم وما بطن . وبدخول الجيش منافسا فى المشروعات الانتاجية والاستهلاكية والخدمية فلا يجرؤ أحد على المنافسة ، ولا يجرؤ أحد على المحاسبة ، وبهذا يصل الفساد الى السحاب.
3 ــ ومهما يُقال عن السيسى فتبقى حقائق ثلاث : السيسى تلميذ لمبارك وتفوق عليه ، والسيسى هو أحطُّ نتاج لحكم العسكر المصرى بعد حكم ناصر / السادات / مبارك / المجلس العسكرى ، والسيسى مهما بلغ من فساد يظل هو السىء مقارنة بالاخوان والسلفيين الوهابيين وهم الأسوأ .
ثانيا : عبد الله بن عبد العزيز آل سعود
1 ـ هم خصومى فى الدين وفى السياسة معا . وربما لم يهاجمهم أحد مثلى سياسيا ودينيا . ومع ذلك فعندما تولى عبدالله بن عبد العزيز وظهر بوجه إصلاحى سارعت الى الترحيب به ، ودعوته الى إصلاح حقيقى بإقامة مملكة دستورية وفض الارتباط بين الأسرة السعودية والوهابية وآل الشيخ ، وإنهاء عقد التحالف بين ألأميرمحمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب . ونشرت فصلا من كتاب ( المعارضة السعودية ) عن المناضل ناصر السعيد ، مؤكدا أن ما طرحه هذا المناضل الرائع يصلح اساسا لاصلاح تسير فيه المملكة . ظهرت الأمور على حقيقتها سريعا . كان الرئيس بوش فى ولايته الأولى وبعد احداث سبتمبر قد تنبه الى اهمية إصلاح التعليم فى الشرق الآوسط ــ وهذا ايضا كنت سبّاقا فى الدعوة اليه . ضغط بوش على الملك عبد الله ، فقام عبد الله بعقد مؤتمرات وندوات هللت لها الصحافة ، وإنشغل بوش بورطته فى العراق ، فتراجع عبد الله ، ثم وضع فى السجن بعض دُعاة الإصلاح ، وعادت الأمور الى مجاريها ، وعّدت أهاجم السعودية ..ولا زلت .
2 ـ أنا فى موقعى لم أتغير . هم الذين تظاهروا بتغيير موقعهم ثم عادوا الى ما كانوا عليه . كتبت مقالين بالانجليزية ردا على تراجع عبد الله السعودى ، أحدهما عن مسئولية السعودية عن أحداث سبتمبر ، وعن إستحالة الاصلاح فى المملكة السعودية الوهابية .
3 ـ هذه المملكة السعودية الوهابية يتماهى فيها الأسوأ مع الأسوا ..
ثالثا : القذافى
1 ـ أعلن القذافى إنكار السّنة وتندر عليها ، وجاءت لى الدعوات لحضور مؤتمرات وإحتفاليات فى ليبيا ، وكنت أحضرها على أمل أن يكون هناك إصلاح يطبق بعض اللمحات الايجابية فى ( الكتاب الأخضر ) ، فوجدت الواقع إستبداد بدويا قبليا ( نسبة للقبيلة ) .
2 ـ فى آخر مؤتمر حضرته فى ليبيا ، تلا رئيس المؤتمر ورقة على انها قرارات المؤتمر طالبا الموافقة عليها ، وقفت معترضا ، وقلت بأعلى صوت : ما جئنا لكى نسمع بل جئنا لكى نُسمع ونسمع . وقدمت ورقة بديلة ايدنى فيها بعضهم ، وعوملت بجفاء ، الى أن غادرت ليبيا ، ورفضت الذهاب اليها بعدها . وانتهى القذافى وهو مدين لى بعشرة آلاف حنيه كان مفروضا أن يدفعها لى المركز العالمى للكتاب الأخضر مقابل أبحاث كتبتها ونشروها .
3 ـ كنت أظن أن القذافى هو الأسوأ ، ولكن ظهور داعش أثبت أنه سىء ..فقط . إختلفت معه فلم يقتلنى .. ماذا لو إختلفت مع داعش فى نظام حكم لداعش ؟ عندها لن أجد رأسا أخبط بها الحائط . كانت داعش ستقطعها .
رابعا : فى سوريا والعراق
1 ـ قام فيهما نظام حزبى واحد ، كلاهما يرفع راية حزب البعث ، وبدلا من الاتحاد أصبحا أعداء متشاكسين . كلاهما ضرب شعبه بالقوات المسلحة ( صدام وحافظ الأسد وابنه بشار ) . بشار ولد سىء مثل أبيه ، ولكن يفوق أباه خُبثا ومكرا . واجهته مظاهرات الربيع العربى السلمية ـ وهى البديل الحسن لنظامه السىء ـ فقطع عليها الطريق بأن أتاح للأسوأ أن يظهر ويتمدد فى سوريا ، ظهرت داعش وأخواتها فى المحيط السنى ، فأصبح السىء بشار يواحد الأسوأ الوهابى . الآن فى مأساة حلب نذرف الدموع على ضحايا حلب من السىء بشار ومن الأسوأ الوهابى .
2 ــ نفس الحال فى العراق الذى غاب فيه السىء صدام وحلّ الأسوأ وهو الحرب الأهلية بين الشيعة والسُّنّة .
خامسا : إسرائيل والمستبد العربى :
1 ـ كنت فى الثالثة من العمر عندما قامت حركة الجيش عام 1952 ، عشت طفولتى وصباى فى عبادة عبد الناصر . اذكر أننى ـ وأنا فى المدرسة الابتدائية ـ بعث خطابا له فأرسل صورة شخصية لى عليها توقيعه . كان هذا يحدث دائما وقتها ، ترسل خطابا لعبد الناصر ـ بدون طابع بريد ـ ويأتيك الرد بصورته وتوقيعه . فرحتى وقتها لم توصف ، عبرت عنها بمزيد من التقديس لصنم عبد الناصر الذى كانت متربعا فى قلبى . صحوت فجأة على هزيمة يونية 1967 ، ورايت بعض مآسيها بعينى . وصلت اسرائيل الى شط القناة ، وكنت وقتها فى مدينة الزقازيق التى أصبحت خط الدفاع بعد تشرذم الجيش المصرى ووصول أفراده جرحى ، كنت فى الثامنة عشر ومتطوعا فى الدفاع المدنى فى منطقة محطة السكة الحديدة أرى قطارات الجرحى تدمى القلب . سقط صنم عبد الناصر ، واقمت له جنازة فى قلبى شيعت فيها عصرا من الأحلام ومن الأوهام ، وأفقت بعدها على أسئلة إقتنعت بعدها أنه لا بد من الاصلاح .
2 ـ فى ندوة فى قسم التاريخ ــ وكنت مدرسا مساعدا ـ عام 1975 ـ سألت متشجعا بحرية إنتقاد عبد الناصر التى أناحها السادات ـ قلت : من هو العدو الأكبر لمصر : عبد الناصر أم موشى ديان ؟ إرتعب الاساتذة الأكبر سنا ومقاما منى ، ونظروا لى خوفا و شذرا ، فأعدت السؤال بصيغة أخف وقلت : كم عدد من قتلهم موشى ديان من المصريين وما عدد من قتلهم عبد الناصر من المصريين . سكتوا جميعا . عبد الناصر تسبب فى قتل مئات الالوف من المصريين فى معارك مع اسرائيل إنهزم فيها ، عدا معارك أخرى تورط فيها فى اليمن وغيرها بلا داع ، هذا عدا من قتلهم فى السجن الحربى عمدا مع سبق الاصرار . كانت هى المرة الأولى التى أقارن فيها بين عبد الناصر الذى كنتّ أعبده فى جاهليتى وبين قائد فى دولة هى العدو الأول لوطنى . خرجت منها ــ ومبكرا ـ بأن اسرائيل عدو سىء ، ولكن الحاكم المصرى المستبد هو الأسوأ ــ حتى لو كان عبد الناصر . فماذا عن الأقزام من بعده ؟
3 ــ. حكى لنا د ياسين مراد استاذ الجغرافيا عما لاقته رحلة ( إستكشافية ) من جامعة القاهرة فى طرق سيناء التى لم تعرف الرصف . وقد عانت قبلها من صعوبة الحصول على تصريح بدخول سيناء . كان هذا فى عصر عبد الناصر . بعد تحرير جزئى لسيناء قمنا ـ قسم التاريخ بجامعة الأزهر ـ برحلتين الى العريش مرة والى شرم الشيخ مرة أخرى . فوجئنا بالطرق التى أنشأتها إسرائيل ، وبتعميرها لشرم الشيخ وطابا . وحُسن معاملتها لبدو سيناء . فى يوم واحد تم تصوير كل أفراد البدو وإعطاؤهم (هوية / بطاقة شخصية ) . وتم توصيل مياه الشرب من اسرائيل الى حدائق فى شرم الشيخ ، والتى أقاموا فيها مدينة تحت الأرض ، وعندما تركوها واحتلها الجنود المصريون أحرقوا أبوابها وسرقوا محتوياتها . بدو العريش كانوا فى أسوأ حال بعد عودة سيناء الى مصر . تكلمت مع أحدهم فكان يشكو ويقول : "ولما جاء المصريون عملوا كذا وكذا ، أما الاسرائيليون فقد كانوا يعملون كذا وكذا .!" . يمدح الاسرائليين بصورة أذهلنى ، وقال : " طالما لا تحمل السلاح فأنت معهم فى أجسن حال" . أفجعنى أن المقارنة هنا ليس بين السىء الاسرائيلى والأسوا ( المصرى ) ولكن ـ بعيون بدو سيناء ـ بين الحسن الاسرائيلى والأسوأ المصرى . الآن .. ماذا يفعل الجيش المصرى فى سيناء ؟ ومن المسئول عن ظهور داعش فى سيناء ؟ . دعنا نفترض أن المستبد المصرى عامل أهل سيناء نفس المعاملة الحسنة التى عاملتهم بها اسرائيل وأنه أكمل تعمير وتنمية سيناء لصالح أهلها كما فعلت اسرائيل هل كانت ستظهر داعش ؟ . مرة أخرى : فى المسألة السيناوية : من الحسن ومن الأسوأ ؟
4 ـ كنت فى رحلة لحضور مؤتمر فى لندن فى التسعينيات ، فى الطائرة تعرف الىّ استاذ جامعى من عرب اسرائيل ، قال لى : إن السجن الاسرائيلى فندق خمسة نجوم مقارنة بأى سجن فلسطينى . كان هذا ردا على سؤالى : لماذا لا تترك اسرائيل وتعيش مع قومك الفلسطينين فى غزة أو الضفة .
5 ــ هناك تمييز واضح من اسرائيل ضد عرب فلسطين فى الداخل الاسرائيلى . ولكنهم افضل حالا من الفلسطينين فى الضفة والقطاع . وهم أفضل حالا من المصرى المستضعف فى مصر ، ونظيره فى أى بلد عربى . هناك فساد فى اسرائيل ، ولكن المفسد يتم التحقيق معه ، وهناك رئيس اسرائيلى فى السجن . أما فى مصر فإن المستشار هشام جنينة المنوط به ـ رسميا ــ كشف الفساد حين أدى واجبه زكشف فساد العسكر وأتباعهم دخل السجن . والدستور المصرى يجعل التعذيب جريمة لا تسقط بالتقادم ، ولكن صديقى نجاد البرعى المخامى الحقوقى يواجه السجن بتهمة رسمية أنه يعارض التعذيب . المستبد الفلسطينى عريق فى الفساد ، لا فارق هنا بين محمود عباس (ابو مازن ) ومحمد دحلان وبين خالد مشعل واسماعيل هنية . المستوطنات الاسرائيلية تقيمها لاسرائيل شركات فلسطينة يملكها ساسة فلسطين .
6 ــ إسرائيل سيئة فى تعاملها مع العرب المعارضين لها ، ولكن قادة فتح وحماس هم الأسوا فى تعاملهم مع الفلسطينيين العاديين . تكفى جريمة التترس السنية التى تمارسها خماس وتجنى بها الملايين على حساب دماء الفلسطينين . تقوم حماس بعملية ضد المدنيين الاسرائيليين ، و( تتترّس ) بالمدنيين فى غزة المكتظة بالسكان ، أى تختبى فى أعماق الحوارى وفى المساجد والمدارس وسيارات الاسعاف ، وتضع اسرائيل فى مأزق ، لا بد لاسرائيل ( السيئة ) أن ترد وتنتقم بعملية أقتحام برية لغزة أو ضربات جوية ، ولا بد أن يسقط ضحايا من المدنيين الفلسطينيين . وهكذا تتهدم بيوت ويسقط ضحايا ، وينعم خالد مشعل بالاقامة فى فنادق فاخرة يحصى الملايين التى يأخذها فى تعمير غزة ، وينظر بحسد الى الملايين التى تأتى الى رفيقة أسماعيل هنية . تتبدل حكام اسرائيل ولا تتغير الزعامات الفلسطينية إلا بالموت .
7 ــ لا شك أن الشعب الفسطينى يستحق زعامة أفضل من هذه النفايات البشرية . من حق الفلسطينين فى الضفة والقطاع أن تترفق بهم السلطة الفلسطينية وتعاملهم بنفس درجة السوء التى تتعامل بها اسرائيل مع العرب الاسرائيليين .
أخيرا :
1 ــ المستبد العربى السىء يقتل المعارض المسلح لكى يحافظ على عرشه ، أما الأسوأ الوهابى فهو يقتل ( الآخر ) لمجرد أنه (الآخر ). يقتله حبا فى القتل ، ويتفنن فى تعذيب ضخيته ، ويعتقد أنه يقوم بالقتل عبادة وفريضة فرضها عليه إلاهه الشيطانى .
2 ـ هناك مساحة للتعامل مع السىء فالمستبد لا ينفى الآخر ، اما الوهابى الأسوأ فلا يرى سوى نفسه ، ولا يرى للآخر مكانا إلا فى القبر وفى الجحيم .
3 ـ من اسف أننا قد نضطر للتعامل مع السىء فى غياب الحسن . فنحن نعيش فى عصر الحضيض .
قام الموساد بتصفية محمد الزواري في مدينة صفاقس التونسية في 15/12/2016
قبل هذا اليوم خطط الموساد لعملية الاغتيال من قبل بذكاء
لست هنا امدح الموساد لكن محمد الزواري هو مهندس في صناعة الطائرات بدون طيار وهو الذي كان يصنع مثل هذه الطائرات لقسام حماس وهو ما يعرف بطائرات الابابيل
وقد رجع محمد الزواري إلى تونس بعد الثورة وصدور العفو التشريعي العام ومن قبل كان تابع للاخوان في تونس
المهم في الموضوع ان الرجل رجع إلى تونس وهو يجهز للدكتوراه في مجال الهندسة من خلال تصميم غواصة يتم التحكم فيها عن بعد
هذا الرجل رجع إلى تونس من سوريا حين اندلعت الثورة فيها وأصبح غير آمن على نفسه هناك
بعد مقتله افاد وزير الداخلية انه لم يكن معرفا لديهم وهو ما لم يصدقة الشعب التونسي كما لم يصدق ايضا تبرأ الاخوان من انتمائه اليهم
هذا لمعرفة ما وقع ويقع في تونس ولكن ما شد انتباهي هو عدة امور منها
ان الموساد لم يقتل طلبة محمد الزواري معه كذالك شد انتباهي استثمار النخب السياسية للحدث من اجل كسب مصالح أخرى
كذالك شد انتباهي يف تدافع إسرائيل عن نفسها بطرق نظيفة وكيف ان محمد الزواري تترس في شعبه ولم يلجأ إلى الدولة التونسية لحمايته من خطر متوقع
محمد الزواري اصبح شهيد وملهم للجعجعة الشعبية التي يحركها الساسة
فهل من الممكن هنا في ظل استنفار العقول الشعبية البسيطة وتسخيرها بخبث للتعبير عن بطولات مخمد الزواري من أجل الكسب السياسي طبعا
هل من الممكن ان تعقد مقارنات بين نظافة عملية الموساد وبشاعة ما تقوم به طائرات الابابيل التي كان يصنعها لفائدة حماس
طبعا الاطفال والنساء والمدنيين هناك عليهم ان يموتوا اما كبار المسؤولين في الجيش والسياسية والمواقع والقواعد العسكرية فلا علاقة لحماس لا لطائرات الابابيل بها
هذه فقط مقارنة قد لا تعجب أصدقائي الفلسطينيين ولكن للاسف ساستهم تبني شركاتهم المستوطنات لفائدة اسرائيل وتدفع بشبابهم المحروم من وطنه إلى مواجهة الترسانة الإسرائيلية
كنت اتمنى ان يكون الساسة الفلسطينيين في مقدمة الصفوف الأمامية ولكن حينها سيفقد الاخوة الفلسطينيين الكاذبين وربما سيقبلون عندها ان يكونوا من عرب اسرائيل او ربما سيبحثون عن قيادات أخرى تكون اكثر جدية ومصداقية
لست احب إسرائيل ولكن يكفي ضرب الرؤوس بالصخر وعلى الشعب الفلسطيني ان يواجه العدو الحقيقي الذي يتاجر بقضيتهم وارواحهم
السلام عليكم
أولا: ابنك معه كل الحق!
ثانيا: بارك الله فيك وفي أولادك وحفظهم لك!
شكرا لك على هدا المقال ودمت أستاذ لنا وقدوة
القوت كلمة مصرية عامية ذات اصل من الفصحى. وفي مصر حاليا من السئ الركون الى فقهاء السلطان،
ولكن الأسوأ الركون الى المتلاعبين بأقوات الفقراء والتجارة من قبل الدولة بالعملة الدولارية.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5123 |
اجمالي القراءات | : | 57,057,063 |
تعليقات له | : | 5,452 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
الغزالى حُجّة الشيطان ( 9) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 2 )
دعوة للتبرع
أريد النقاش معك : اخوان ي الاعز اء القائ مين على هذا الموق ع ...
إعلان زواج: اريد الزوا ج من بنت ملتزم ه منتقب ه تحفظ شئ...
نسبة الوصية : هل للوصي ة نسبة محددة وهل يجوز للوصي أن يوصي...
اقرأ لنا : يقول الله جل وعلا في سورة التوب ه ايه 36 ان عدة...
حفظ الله للقرآن: حقيق ه انا من متابع ي كتابا تك الدائ مة ...
more
السيسى جمع ما بين السىء (المستبد الطاغى الحرامى الغبى ،المغرور الأجوف ) وبين الأسوأ (فهو سلفى وهابى بإمتياز ) .واختاره محمد مرسى ،وتخطى من هم اعلى منه رُتبة فى المجلس العسكرى وفى قيادة اركان وافرع القوات المُسلحة لأنه كان يبكى وهو يُصلى معه فى ظلاة الظهر ، وإتضح انه كان بُكاءا للرياء ولنفاق محمد مرسى حتى حظى بترشيح المرشد له وصدق على تعيينه محمد مرسى .