آحمد صبحي منصور Ýí 2016-11-20
القاموس القرآنى:(رجع)ومشتقاته( 3 من 3 )إرتباطات الرجوع الى الله جل وعلا
رابعا : ارتباط الرجوع يوم القيامة بمراحل الموت والحياة
1 ـ الرجوع الى الله جل وعلا يوم القيامة هو المرحلة الأخيرة ، هو الأبدية حيث الخلود فى الجنة أو فى النار .
1 / 1 : لقد كنا أموتا فى البرزخ ، ثم دخلنا هذه الحياة الدنيا لنحيا فيها مؤقتا ، ثم نموت ثانيا ، ثم يكون الرجوع الى الله جل وعلا لنحيا بالبعث الحياة الخالدة فى الجنة أو فى النار . قال جل وعلا : ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) البقرة:28 ).
1 / 2 : بالرجوع الى الله جل وعلا فى اليوم الآخر ينتهى كل شىء ، ولا عودة ولا خروج من النار لأهل النار . عن أهل النار يقول جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ) 10 : 12 ) غافر ) . كانوا فى الدنيا يُدعون الى الايمان بالله جل وعلا وحده ( أن يؤمنوا أنه لا إله إلا الله وأن يشهدوا ( لا إله إلا الله )، فيكفرون ويقدسون مخلوقا الى جانب الخالق ، ( محمد ، عيسى ، على ، الحسين ..الخ ) . لا يؤمنون بالله جل وعلا إلّا إذا كان معه شريك . لا يقولون ( أشهد أنه لا إله إلا الله ) وحدها فقط ، بل لا بد أن يتبعوها بشهادة تالية ( واشهد ان محمدا رسول الله ) يفرقون بين الرسل ويرفعون محمدا الى جوار رب العزة جل وعلا فى شهادة الاسلام. عاشوا على هذا وماتوا على هذا . وهم فى النار سيدركون أنهم ماتوا مرتين وعاشوا مرتين ، سيعرفون قول رب العزة جل وعلا لهم: ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) البقرة:28 ). سيعرفون هذا وسيعترفون بذنوبهم يقولون:( رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا )،وسيطلبون الخروج من النار : ( فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ )، ولكن ما هم بخارجين من النار.
1 / 3 : سيعيشون فى عذابها ابد الابدين يرون أعمالهم الدنيوية حسرة عليهم : (كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ)(167)البقرة)( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) فاطر ) . من أجل معتقدات شيطانية بتقديس بشر يستحقون الخلود فى النار ، مع إدراكهم أن هذا البشر يأكل الطعام ويتبول ويتبرز ويخرج منه الريح بصوت وبلا صوت وبرائحة كريهة ويتزوج ويمارس الجنس ويمرض ويموت وتصبح جثته جيفة تتحلل الى تراب .
2 ـ يأتى الرجوع لرب العزة يوم القيامة مرتبطا بحتمية الميتة الثانية التى لا مفرّ منها.
2 / 1 : عن الموت ورجوعنا اليه قال جل وعلا:( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) العنكبوت:57 ). نموت بعد الابتلاء فى هذه الحياة الدنيا ثم نرجع اليه جل وعلا ، قال جل وعلا :( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) الأنبياء :35 ).
2 / 2 : وهناك (ملك الموت ) الموكّل بموتنا وبعد الموت رجوعنا اليه جل وعلا.قال جل وعلا للبشر جميعا: ( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) السجدة ).
2 / 3 : وحثاّ للنبى محمد على الصبر ذكّره ربه جل وعلا بحتمية موته ثم رجوع الجميع اليه يوم القيامة . قال جل وعلا : (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ) يونس:46) ،وقال له جل وعلا :(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ)غافر:77 ).
وفى النهاية سيموت الجميع والله جل وعلا هو الذى سيرث الأرض ومن عليها بينما من كان مغرورا بها غير مؤمن باليوم الآخر سيضطر للرجوع الى ربه شأن الآخرين. قال جل وعلا : (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ) مريم:40 ).
3 ـ ويأتى الرجوع الى الله جل وعلا مرتبطا بالبعث . قال جل وعلا: (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) الأنعام:36 ).
3 / 1 : وحتى ونحن أحياء تتكرر فينا دورة النوم واليقظة . والنوم نوع مخفف مؤقت من الموت ووفاة وقتية مرحلية ، واليقظة نوع مخفف من البعث ، ويتكرر هذا وذاك فى حياتنا اليومية بالنوم واليقظة ، وملائكة تسجيل الأعمال تسجل علينا كل شىء ، ثم فى النهاية يكون بالموت رجوعنا اليه جل وعلا .
قال جل وعلا : (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ) الأنعام:60 : 62 ). (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ ) يعنى النوم بالليل . (ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ ) ، أى اليقظة بالنهار . (لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ) الأجل هنا يعنى الموعد المحدد سلفا للموت لكل فرد حىّ. (ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ): أى يوم القيامة بالبعث . ( ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )، اى يوم الحساب . فى الآية التالية : (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ )، أى صاحب السيطرة عليهم، يقول جل وعلا :( مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا)(56)هود ) ومع أن للبشر فى هذه الحياة الدنيا حرية الدين وحرية الحركة نحو الطاعة أو المعصية إلا إن ( القاهر فوق عباده ) يسجل عليهم أعمالهم وخطرات نفوسهم ودخائل سرائرهم ، يقول جل وعلا : ( وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً ) أى ملائكة تحفظ الأعمال تسجلها بالصوت والصورة ونبضات النفس ومشاعرها ، يقول جل وعلا : ( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ) 10 : 12 ) الانفطار ). يستمر هذا الى أن تتم توفية الأعمال فى كتاب الأعمال وتوفية الحتميات المقدرة سلفا لكل فرد فى حياته الدنيا : العمر والرزق والمقدر المكتوب من مصائب الخير والشر . بهذا تكون التوفية أو الوفاة أو الموت الثانى ، يقول جل وعلا :(حَتَّىَ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ) . ثم يكون الرجوع الى مولانا الحق :( ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ). الذى لا شريك له فى حكمه (أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ) ، ثم يكون الحساب : (وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ) . سبحانه جل وعلا.!!
3/ 2 ـ أى هو رجوع بعد حياة وموت . قال جل وعلا : (هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) يونس:56 )، وبعد خلق وموت وإعادة خلق بالبعث . قال جل وعلا : (اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُو نَ)الروم:11). وقال جل وعلا : ( إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) يونس:4 ).
إرتباط الرجوع الى رب العزة يوم القيامة بالحكم بين الناس :
هو رجوع مرتبط بالحساب ، حيث يتم فضح ما فى السرائر، قال جل وعلا : (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ (10) الطارق )
1 ـ فى اللقاء الأول مع الخالق جل وعلا كان أخذ العهد على الأنفس البشرية وتحذيرهم من نقض العهد ومن التحجج بالغفلة او إتباع السلف وما وجدنا عليه آباءنا .
2 ـ فى الرجوع واللقاء الآخر مع الخالق يحكم الخالق بين الناس فيما كانوا فيه مختلفين فى الدنيا. فالله جل وعلا الذى ترجع اليه كل الأمور سيحكم عن علم ، وسيسأل المرسلين وسيسأل الأمم ، وسيقص عليهم ما عملوا ، وسينبئهم بما فعلوا ، فهو جل وعلا القيوم الذى لم يكن أبدا غائبا . قال جل وعلا : ( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِين ) الاعراف ). الله جل وعلا سيقصُّ عليهم بعلمه ، أحصى الله جل وعلا أعمالهم بينما هم قد نسوها ، قال جل وعلا : ( يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) المجادلة ). يرون كتاب أعمالهم ( الجماعى ) وقد سجل كل شىء : ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (49) الكهف ).
3 ـ كل خلق الله جل وعلا فى السماوات والأرض سيرجعون اليه ، لن يغيب منهم أحد ولن يتخلف منهم أحد ، فقد أحصاهم وعدّهم عدّا، وكل منهم سيأتى الرحمن عبدا خاضعا لقدرته وهيمنته وقيوميته ، قال جل وعلا : ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) مريم ). سيقفون أمامه لا يملكون منه خطابا ، لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا . قال جل وعلا :( رَبِّ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (38) ( النبأ )
4 ـ كل الشقاقات والخلافات بين أتباعالديانات الأرضية سيرجع بها أصحابها الى القيوم جل وعلا ليحكم بينهم فيما هم فيه مختلفون .قال جل وعلا : ( وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ ) الأنبياء:93 ).
4 / 1 : حتى لو كان شقاقا فى الدين بين الابن ووالديه . قال جل وعلا : (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) لقمان:15). وقال جل وعلا:( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) العنكبوت:8).
4 / 2 : وفى الخلافات بين النصارى المؤمنين منهم والضالين قال جل وعلا : (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) آل عمران:55 ).
4 / 3 : وفى الخلافات بين المسلمين وأهل الكتاب قال جل وعلا : ( إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) المائدة:48 ).
4 / 4 :وفى الخلافات بين البشر قال جل وعلا : (أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) النور:64 ) وقال جل وعلا : ( وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) الأنعام:164 ) .
4 / 5 : وفى حرية البشر المطلقة فى مشيئة الضلال أو الهداية . قال جل وعلا : (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) الزمر:7 ).
4 / 6 : لذا لا ينبغى أن تحزن على من يضل . وقد قال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : (وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) لقمان:23 )
4 / 7 : تتأسس على هذا تشريعات إسلامية فى تعامل المؤمنين مع الكافرين:
قال جل وعلا :(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأنعام:108 ).
ومع البُغاة قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) يونس:23 ) .
وفى التعامل مع من يّدمن عمل المنكر قال جل وعلا فى تشريع الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) المائدة:105).
إرتباط الرجوع الى رب العزة يوم القيامة بالوعظ .
1 ـ كل ما سبق يدخل فى إطار الوعظ . الوعظ بأن كل فرد لا بد أن يرجع الى لقاء الله جل وعلا يوم الدين ليحاسبه ، وعليه أن يتجهز ليوم الحساب بالايمان الخالص برب العزة جل وعلا وبالعمل الصالح.
2 ـ على أن بعض الآيات ــ فى موضوع الرجوع للرحمن جل وعلا ـ تبدو نغمة الوعظ فيها واضحة .
2 / 1 :منها ما يأتى بالاستفهام اللاذع مثل قول الله جل وعلا : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)آل عمران:82 ) وقوله جل وعلا : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ)المؤمنون:115 ) .
2 / 2 :ومنها اسلوب التقرير . قال جل وعلا : (وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) القصص:70 ).
2 / 3 : ومنها ما جاء نهيا للنبى مححمد عليه السلام ثم خطابا للبشر جميعا . قال جل وعلا : (وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) القصص:88 ).
3 ــ وبعضها يأتى وعظا مباشرا فى الدعوة:
3 / 1 : لنبذ الأوثان . قال جل وعلا : (إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)العنكبوت:18) .
3 / 2 : وللتصدق تزكية للنفس والمال . قال جل وعلا : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)البقرة:245 ).
3 / 3 : وللتقوى مما سيحدث يوم الرجوع الى الله جل وعلا . قال جل وعلا : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) البقرة:281 )
أخيرا : موقف البشر من الرجوع الى لقاء الله جل وعلا فى اليوم الآخر
منهم المنكرون المستكبرون .
1 ـ قال جل وعلا عن فرعون : (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ) القصص:39 ). وفرعون هنا مثال لكل مستبد لا يؤمن بيوم الحساب .
2 ـ بعضهم قال مستنكرا مستهزئا : (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) ق:3 ).
3 ـ بعضهم ضرب الأمثال بغباء شديد . قال عنه جل وعلا : ( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) يس ). وجاء الرد الالهى عليه علميا : ( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنْ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) يس ) البعث دورة تتحول بها المادة الى طاقة وتتكثف بها الطاقة لتصير مادة . الموت والبعث يتكرران فى دورة حياة النبات ، والحشرات . وجاء الرد منطقيا ( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (81) يس ) ثم جاء الرد إيمانيا : ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) يس )
4 ــ بعضهم يكفر بالرجوع الى الله ، وفى نفس الوقت يؤمن به إيمانا مغلوطا ، بمعنى انه حتى لو رجع الى ربه سيدخل الجنة مهما أجرم ، يقول : (وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى ) فصلت:50 )( وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنقَلَباً (36) الكهف ).
ومنهم المؤمنون باليوم الآخر .
1 ـ قال جل وعلا عنهم : (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)البقرة:46 ) . (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) البقرة:156 ) (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) المؤمنون:60 ).
2 ــ وأحدهم قال لقومه الكافرين : (وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) يس:22 ).
3 ــ ويوم القيامة سيقول رب العزة لمن جاء ربه مؤمنا صالحا : (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) الفجر:27 ، 28 ) .
كتاب مبين .. كتاب عزيز .. من لدن حكيم خبير ... ما أجمل القران و مشتقات كلماته ، حفظكم الله جل و علا .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5117 |
اجمالي القراءات | : | 56,882,944 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
دعوة للتبرع
غفور رحيم : لي سؤال ارقني كثيرا أطلب من سامي جنابك م ان...
إستحلال الخمر: أحد الأحب ة كتب يقول : ( استاذ نا لو لى رأى...
مدى حرية السوق: ما هو موقف الاسل ام من تدخل الدول ة لصالح...
قراءة القرآن الكريم: كيف أقرأ القرأ ن الكري م ’ هل أقرأه كاملا من...
هذا الصديق العزيز: صديقي العزي ز : لفت انتبا هي عنوان الموق ع ...
more
بارك الله فيك يا الأستاذ على هذا التحليل الرائع المفصل. جزاك الله خير جزاء، وألحقك بالربانيين لما دمت تعلّم الكتاب، ولما دمت تدرسه.
إن هناك آيتان من مشتقات "رجع" تعجبانني كثيرا لكونهما تهدئان البال، وتجعلان المؤمن بهما لا يلوم أحدا على ما فاته أو خسره، كما تجعلانه يشكر (بعد شكر الله جل وعلا) من أحسن إليه دون أن يخضع له ويستكين، أو يتملق إليه ويُستهان.
الآية الأولىهي قوله جل وعلا: (وإلى الله ترجع الأمور)؛ قد وردت ست مرات في الكتاب؛ لتذكّر وتُطمئن قلب المؤمن. كي لا يأس على ما فات، ولا يفرح بما أصاب.
الآية الثانيةهي آخر سورة هود. وهي قوله عز وجل: (ولله غيب السماوات والأرض. وإليه يرجع الأمر كلّه! فاعبده؛وتوكل عليه. وما ربك بغافل عما تعملون.) وشكرا.