مقال إفتراضى : النبى محمد فى حوار مع (السى إن إن) ينكرالكهنوت لدى قريش والعرب

آحمد صبحي منصور Ýí 2016-10-10


اولا : تكملة الحوار

قال المذيع : طالما أنه ليس فى الاسلام أخذ أجر على الدعوة فهذا تحريم للإحتراف الدينى ، أى تحريم لتوظيف الدين فى الحصول على الثروة والسلطة . العادة ان الناس تستريح الى رجل الدين الذى يجعل نفسه واسطة بين الناس ورب الناس ، يعطيهم صكوكا بدخول الجنة ويقول للناس ما يحبون مقابل أن يأخذ منهم الأموال ويكتسب نفوذا وجاها . ورجل الدين هنا ليس مجرد شخص بل هو كنيسة ومؤسسات دينية تتنافس فيما بينها وتتنافس مع السلطان القائم ، قد تسيطر عليه وقد يسيطر عليها ، وقد تثور عليه وتتصارع معه ، كل هذا فى سبيل الثروة والسلطة . والشعب هو المركوب فى كل الأحوال .  

المزيد مثل هذا المقال :

قال النبى محمد عليه السلام : الاسلام هو أوامر ونواهى من رب العزة جل وعلا هو صاحب الدين . هذه الأوامر والنواهى يجب طاعتها ، ولكن الله جل وعلا خلقنا أحرارا فى إن شئنا أطعنا وإن شئنا عصينا ، إن شئنا آمنا وإن شئنا كفرنا . هذا هو دين الاسلام ، ولهذا الدين يوم هو ( يوم الدين ) الذى سيحاسبنا فيه ربنا جل وعلا على طاعتنا أو عصياننا . هذا كله ينسفه ما تسميه بالاحتراف الدينى ، أى  بقيام بعض البشر بخداع الناس بدين مزيف .  

قال المذيع : ولكنهم يقولون إنهم واسطة بين الناس ورب الناس .

قال النبى محمد عليه السلام : هذا إفتراء . ليست هناك واسطة بين الخالق جل وعلا والمخلوق .

قال المذيع  : كيف ؟

قال النبى محمد عليه السلام : الله جل وعلا  هو خالق كل شىء ، وهو مالك كل شىء وهو بكل شىء محيط. يقول ربى جل وعلا  : ( وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطًا )  126 ) النساء )، والمحيط بكل شىء لا يحتاج الى واسطة . وهو جل وعلا مسيطر على جسد كل دابة حية ، يقول ربى جل وعلا : (مَّا مِن دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا   ) 65 ) هود )، والمسيطر على كل دابة فى حركتها لا يحتاج الى واسطة . وما يكون من نجوى بين البشر إلا كان معهم ، يقول ربى جل وعلا  (
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ) ( 7 ) المجادلة ) ويقول ربى جل وعلا : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) 4 ) الحديد ). والذى يتابعنا فى كل كلمة وكل حركة لا يحتاج الى واسطة .. والله جل وعلا شهيد على كل شىء ، يقول ربى جل وعلا : (  إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا ) 33 ) النساء )، والشهيد على كل شىء لا يحتاج الى واسطة من الخلق . يكفى أنه جل وعلا هو وحده عالم الغيب والشهادة ، يقول ربى جل وعلا :  (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ  ) 59 ) الآنعام ).

 قال المذيع : ولكن الانسان يقع فى ضيق أو أزمة ، ويلجأ عندها الى الكاهن أو الولى أو القبر المقدس يعتبر أن له جاها عند الله ، ويعتقد أنه بهذا الجاه تصل مشكلته الى الله ويتم حلها .

قال النبى محمد عليه السلام : هذا خطأ ، بل هو إتهام لرب العزة بالغفلة عن مخلوقاته ، وهذا إتهام ينفيه رب العزة جل وعلا . يقول ربى جل وعلا : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ ) 17 ) المؤمنون ).   

قال المذيع : هذا يعنى إن الله ليس غافلا عن المظلومين ؟

قال النبى محمد عليه السلام : قال لى ربى جل وعلا ـ وقال للجميع : (  وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ  ) 42 ) ابراهيم ). مصيرهم الى الخلود فى النار.

قال المذيع : وماذا عن من يقع فى محنة وكرب ؟

قال النبى محمد عليه السلام : المضطر يدعو الله جل وعلا ، والله جل يستجيب للمضطر إذا دعاه . يقول ربى جل وعلا  يخاطب البشر جميعا ليؤمنوا به وحده جل وعلا إلاها لا شريك له : ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ  ) 62 ) النمل )

قال المذيع : هذا يعنى أن الله ليس بعيدا عن الناس ؟!

قال النبى محمد عليه السلام : الله جل وعلا أقرب للفرد منا من حبل الوريد ، يقول ربى جل وعلا : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) 16 ) ق )، وعندما يحتضر الفرد وحول فراشه أقرب الناس اليه يكون رب العزة أقرب اليه منهم ولكنهم لا يبصرون ، يقول ربى جل وعلا :( فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ ) 83 : 85 ) الواقعة ).

قال المذيع : ما هى اللحظة التى يكون فيها الفرد قريبا جدا من الله جل وعلا .؟

قال النبى محمد عليه السلام : عندما يدعو ربه بإخلاص ، فى صلاته و حين يسجد  يدعو ربه مخلصا خاشعا ، قال لى ربى جل وعلا : ( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) 19 ) العلق )  .

قال المذيع : وماذا عن الذين يجعلونك أنت واسطة ويعتقدون أن لك جاها عند الله ويستغيثون بهذا الجاه ويدعون الله يقولون : ( بجاه النبى ) و ( لأجل النبى ).

قال النبى محمد عليه السلام : أنا منهم برىء . ليس لى جاه عند الله جل وعلا . بل إن ربى أمرنى أن أعلن وأقول إننى أخاف من ربى إن عصيته : ( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) 13 ) الزمر ) ( قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) 15 ) الأنعام ) (إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ  ) 15 ) يونس ). من يخاف من عذاب ربه لا يكون له عنده جاه عند ربه .

قال المذيع : ألم يحدث أن أتاك أصحابك يسألونك عن جاه لك عند الله ؟

قال النبى محمد عليه السلام . حدث هذا ، فقال لى ربى جل وعلا ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) 186 ) البقرة ). ربى جل وعلا لم يقل لى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فقل لهم فَإِنِّي قَرِيبٌ ) هذا حتى لا أكون واسطة بينهم وبين رب العزة جل وعلا . هى دعوة لهم أن تكون علاقتهم برب العزة جل وعلا مباشرة بلا واسطة .

 قال المذيع : فما الذى جعلهم يفعلون هذا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كان التوسل بالأولياء والأوثان سائدا ، وربما إعتقد بعضهم أننى رسول الله وخاتم النبيين يمكن أن أكون واسطة . ولهذا جاء التوضيح .

قال المذيع : تقول ( كان التوسل بالأولياء والأوثان سائدا )

قال النبى محمد عليه السلام : أنا رجل من قريش . وكان لقريش السيطرة على البيت الحرام ومناسك الحج اليه  ، وإستغلت قريش هذا فى الحصول على الثروة من خلال التجارة ورحلتى الشتاء والصيف وفى السيطرة على العرب ، الذين كانوا يقتتلون ولكن يقومون بحماية قوافل قريش السائرة بين اليمن والشام لأن قريش سمحت لهذه القبائل بأن تضع أصنامها فى الحرم . لذا عاشت قريش فى أمن بينما عاشت القبائل حولهم فى إقتتال مستمر ، قال  عنهم ربى جل وعلا : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ  ) ( 67  ) العنكبوت ). جمعت قريش رغد العيش والأمن بينما عانى العرب من شظف العيش وإنعدام الأمن ، قال ربى جل وعلا عن قريش : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ  ) قريش ). ظل هذا الوضع سائدا حتى بعثنى ربى جل وعلا لهم بالقرآن ونبذ عبادة الأوثان. ومع أنهم يعرفون أن القرآن هدى إلا إنهم كفروا به خوفا من إهتزاز مكانتهم لدى العرب ، قال ربى جل وعلا يقصّ سبب إعتراضهم : ( وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) 57 ) القصص  ) . أى إنهم كذبوا بالقرآن لسبب إقتصادى بحت ، لذا قال لهم ربى جل وعلا :(أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) 81 : 82 ) الواقعة ) .

قال المذيع : إذن هو الاحتراف الدينى والتكسب بالدين هو الذى جعلهم يكفرون بالقرآن مع علمهم أنه هدى . هذا يطرح سؤالا : لتعزيز وتبرير كفرهم بحديث القرآن لا بد لهم من بديل يؤمنون به  . ، فماذا كان البديل للقرآن ؟

قال النبى محمد عليه السلام : طلبوا من أن آتى لهم بقرآن على هواهم ، وأنزل الله جل وعلا الرد الذى أقوله لهم ، قال ربى جل وعلا : ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قُل لَّوْ شَاء اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ) 15 : 17 ) يونس ). والآية الأخيرة تعنى إنهم جاءوا ببديل من عندهم بالافتراء على الله كذبا والتكذيب بآياته ، ووصفهم ربى جل وعلا بأنهم مجرمون ولا يفلحون .

قال المذيع : ومن هذا الذى إخترع لهم البديل ؟

قال النبى محمد عليه السلام : محترفون منهم للإضلال كانوا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا ليصدوا الناس عن الهدى ، قال ربى جل وعلا فيهم : (اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) 9 ) التوبة ).

قال المذيع : ماذا كان يفعل هؤلاء المحترفون بالضبط ؟  

قال النبى محمد عليه السلام :كانوا يشترون القصص والأحاديث المفتراة وينسبونا لله جل وعلا يعتبرونها وحيا الاهيا ، وهذا ليصدوا عن الوحى الالهى الحقيقى فى القرآن الكريم ، وفى نفس الوقت يستهزئون بالقرآن الكريم ، وإذا تُليت عليهم آيات من القرآن أعرضوا عنها مستكبرين متظاهرين أنهم لا يسمعونها . أمرنى رب العزة أن أبشّرهم بعذاب أليم يوم القيامة . قال ربى جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) 6 : & ) لقمان )

قال المذيع : هى تجارة إذن .. بيع وشراء . يشترى أحدهم أحاديث يبيعها للناس ليكتسب بها عندهم جاها ورزقا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : هى تجارة ، زادها حرص قريش على مكاسبها وخوفها من أن تضيع بسبب حديث رب العزة فى القرآن الكريم ، لذا أنفقوا أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ، وقد أخبر رب العزة جل وعلا مقدما بأنها ستكون عليهم حسرة. قال ربى جل وعلا: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ) 36 ) الأنفال )

قال المذيع : إذن كان هناك نوعان من الحديث : حديث القرآن ، وحديث ترى أن الذى إخترعه هم المحترفون المضلون ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم .

قال المذيع :   هل جاء ذكر هذا فى القرآن ؟ أى هل ذكر الله فى القرآن أنهم يؤمنون بحديث آخر غير حديث القرآن ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . كررها جل وعلا فى التأكيد على أن الايمان يكون بحديث واحد هو حديث رب العزة جل وعلا فى القرآن . دعاهم الى التفكر فى أننى ( صاحبهم ) لست مجنونا ، بل أننى لهم نذير مبين ، ودعاهم للتفكر فى ملكوت السماوات والأرض ومخلوقاته التى لا تُعدٌ ولا تُحصى ، وأن يتفكروا فى أن أجل الموت يقترب منهم ويقتربون منه وهذا أدعى لأن يؤمنوا بحديث رب العالمين فى القرآن الكريم ، قال ربى جل وعلا : (  أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) 184 : 185 ) الاعراف ). ولأنهم كانوا يكذبون بحديث رب العزة جل وعلا فى القرآن فقد توعدهم رب العزة فقال:( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) 49 : 50 ) المرسلات )

قال المذيع :  تكرر مرتين قول الله ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ  ). وأُلاحظ أن الدعوة الى الايمان بحديث واحد هو القرآن الكريم تعادل الدعوة الى الايمان بإله واحد ، هو رب العالمين ؟ هل هذا صحيح ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . وقد جاء هذا فى قوله جل وعلا : ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ. ) 6 ) الجاثية ) .

قال المذيع : هذا يعنى عدم الايمان بالكتب السماوية السابقة . اليس كذلك ؟

قال النبى محمد عليه السلام : الايمان بالقرآن الذى نزل مصدقا لما سبقه من الكتب يعنى الايمان بكل الكتب السماوية .

قال المذيع : لقد فتحنا موضوعات كثيرة ، ولقد إضطررتنى لأقرأ كثيرا عن الاسلام وعن المسلمين ، وجاءتنى أسئلة كثيرة سأعكف على ترتيبها وطرحها عليك فى حلقات قادمة .

ثانيا :

جلس الشيخ بهلول الصوفى والشيخ  مسعود السنى والشيخ مندور الشيعى والشيخ  الغمدانى الوهابى وأمامهم مائدة الطعام . وعليهم ملامح الإكتئاب والصمت يخيم عليهم .

فجأة قفز الشيخ الغمدانى الوهابى صارخا : هذا هو الزنديق الذى تكلم عنه الامام ابن تيمية .

قال الشيخ مندور الشيعى : الزنديق كلمة فارسية ، فماذا يعنى بها شيخك ابن تيمية ؟

 قال الشيخ الغمدانى : الزنديق هو الذى يؤمن بالكتاب والسُّنّة ولكن يخالفنا فى بعض الأحاديث وفى بعض التفسير مثل الاستواء على العرش .

قال الشيخ مندور : وما حكم الزنديق عند ابن تيمية ؟

قال الشيخ الغمدانى : قال شيخ الاسلام تقى الدين ابن تيمية : أن الزنديق يجب قتله عند العثور عليه ويجب قتله بلا محاكمة ويجب قتله ولو تاب ..

هتف الشيخ بهلول الصوفى : بس ده حرام .. لازم نعطيه فرصة التوبة ونسمع كلامه .

قال الشيخ مسعود السنى : إفهم يا حمار .. لو أتحنا له فرصة النقاش سيكسب وسنخسر ، أى لا بد من قتله عند العثور عليه ويجب قتله بلا محاكمة ويجب قتله ولو تاب ..

قال الشيخ مندور الشيعى : ابن تيمية هو الحل فى وكستنا مع الرجل الساحر ده ،

هدأ الشيخ بهلول الصوفى وقال : عندك حق . لازم نقتله . ده أثر بسحره على المذيع الأمريكانى الغلبان وحيخليه يرتد عن دينه . 

اجمالي القراءات 6981

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5117
اجمالي القراءات : 56,881,275
تعليقات له : 5,451
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي