آحمد صبحي منصور Ýí 2016-06-30
مقدمة :
1 ـ يقال إن الشيطان يكمن فى التفصيلات ، سواء فى العقود والمعاملات والمعاهدات أو فى القوانين . مثلا ، فى دولة المستبد الشرقى تأتى الدساتير رائعة فى بنودها بعبارات براقة ذات صياغة فضفاضة فيها الرحمة بالمواطنين ، ثم الإحالة الى القانون ، فيأتى القانون فيلغى الامتياز الذى فى المادة الدستورية ، ويجعل تطبيقها منوطا بالمستبد ، ثم تأتى المذكرة التفسيرية لنفس القانون لتجعل المادة الدستورية عقوبة للمواطنين . أى إن ( التفصيلات ) هى التى أحالت الجميل الى جحيم . ناهيك عن الاختلافات فى التفصيلات وفى التفسيرات . هنا بالفعل يتدخل الشيطان فى التفصيلات فى القوانين الوضعية البشرية خصوصا فى دول الاستبداد ذات الديكور الديمقراطى .
2 ـ فى الأديان الأرضية يكون الوحى الشيطانى هو المصدر والأساس ، ليس مجرد عامل مساعد كما فى القوانين الوضعية ، بل هو الآمر الناهى لأوليائه من أعداء الأنبياء الذين يوحى اليهم بأديان أرضية يؤسسونها على أنقاض الدين الالهى السماوى بعد تغييبه وهجره . وهذا هو ما فعله ( المسلمون ) بالقرآن الكريم وبشريعته . وهذه لمحة سريعة عن التشريع السنى الشيطانى :
أولا : فى العبادات :
1 ـ العبادات وسائل للتقوى فتأتى التفصيلات الشيطانية تُلهى عن التقوى وتجعل العبادات هدفا فى حد ذاتها فتتحول الى وسيلة للبغى والظلم ، والآن تجد أكثر الناس تدينا بالدين السُّنّى مثلا هم الارهابيون والمتطرفون والذين يأكلون أموال الناس بالباطل .
2 ـ والعبادات فى الاسلام مؤسسة على التيسير والتخفيف فتأتى التفصيلات الشيطانية فتجعل تأدية العبادات معقدة ، بداية من الطهارة فى الصلاة الى الصلاة نفسها الى باقى العبادات من صيام وحج وقراءة للقرآن الكريم . وقد رددنا على هذا فى كتاب الصوم وفى كتاب الزكاة وفى كتاب الحج .
3 ـ ولكن نعطى لمحة عن الطهارة قبل الصلاة ، والتى أتت فى آيتين فقط ، فى سورتى النساء: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً (43)) والمائدة : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)).
ويلاحظ فيها الايجاز والتيسير ورفع الحرج والمشقة ، وأن التيمم ليس بالتراب وإنما بشىء مرتفع طاهر كثوبك مثلا . بمعنى أنك لو كنت فى اتوبيس أو طائرة وتخاف ضياع وقت الصلاة ، فما عليك سوى أن تمسح بطرف كٌمّك وجهك ويديك ثم تصلى جالسا أو قائما أو سائرا ، المهم أن تراعى الخشوع .
4 ـ وفى كل العبادات أعذار ، إلا الصلوات الخمس ، بعد التيمم يمكن أن تصلى حتى وأنت مريض على السرير ، برأسك وعينيك تشير بهما بالركوع والسجود والقيام ، ولكن مع حضور الذهن والخشوع . هذا هو التيسير فى الاسلام . وهو نفس التيسير فى الصوم الذى جاءت التفصيلات القرآنية ليس فى فرضية الصيام بل فى الرُّخص فى الافطار للمسافر والمريض والذى يجد مشقة فى الصوم . المهم هو التقوى .
5 ـ التفصيلات الشيطانية فى الطهارة للصلاة ملأت كتب الفقه السنى بآلاف الصفحات فى موضوع تكرر مرتين فقط وبائجاز فى الآيتين الكريمتين . الله جل وعلا عبر عن الطهارة من البول والبراز بلمحة تقول (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ ) والمفهوم هو الطهارة الشخصية من قذارة البول والبراز. ومفهوم ايضا أن هذا شىء معروف لا يحتاج الى تعليم ، بل إن الأم تعلم ابنها فى أدغال أفريقيا كيف يتطهر من البول والغائط ، ناهيك عن ملة ابراهيم والتى نزل القرآن الكريم يؤكدها ويأمر بإتباعها ويصحح ما حرفه العرب وأهل الكتاب فيها .
6 ـ وعليه فإن كل التفصيلات الفقهية عن ( الاستنجاء ) وكيفيته هى نوع من الجنون الرسمى والمقزز ، ولكنها الوحى الشيطانى بتفصيلاته المُقرفة .
7 ـ ونعتذر مقدما للقارىء فى نقل ما قاله أبو حامد الغزالى فى كتابه ( إحياء علوم الدين ) فى ( كتاب أسرار الطهارة ) عن كيفية تعليم النبى أصحابة ( الخراءة ) ، يقول مستشهدا بأحاديث شيطانية : ( وفي حديث سلمان رضي الله عنه: " علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة ، فأمرنا أن لا نستنجي بعظم ولاروث ونهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول " . حديث سلمان " علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة . " . الحديث أخرجه مسلم. وقد تقدم في قواعد العقائد . وقال رجل لبعض الصحابة من الأعراب وقد خاصمه : " لا أحسبك تحسن الخراء" .! قال: " بلى وأبيك، إني لأُحسنها ،وإني بها لحاذق؛ أبعد الأثر وأعد المدر وأستقبل الشيح وأستدبر الريح وأقعى إقعاء الظبي وأجفل إجفال النعام . " . الشيح نبت طيب الرائحة بالبادية ،والإقعاء ههنا أن يستوفز على صدور قدميه، والإجفال أن يرفع عجزه . ومن الرخصة أن يبول الإنسان قريبا من صاحبه مستترا عنه . حديث البول قريبا من صاحبه متفق عليه من حديث حذيفة . فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع شدة حيائه ليبين للناس كيفية الاستنجاء . ثم يستنجي لمقعدته بثلاثة أحجار ، فإن أنقى وإلا استعمل رابعا ، فإن أنقى وإلا استعمل خامسا . لأن الإنقاء واجب، والإيتار ( أى الوتر ثلاثا فخمسا ) مستحب . قال صلى الله عليه وسلم : " من استجمر فليوتر. " حديث : " من استجمر فليوتر " متفق عليه من حديث أبي هريرة . ويأخذ الحجر بيساره ويضعه على مقدم المقعدة قبل موضع النجاسة ، ويمره بالمسح ، والإدارة إلى المؤخر . ويأخذ الثاني ويضعه على المؤخر كذلك ويمره إلى المقدمة، ويأخذ الثالث فيديره حول المسربة إدارة فإن عسرت الإدارة ومسح من المقدمة إلى المؤخرةأجزأه. ثم يأخذ حجرا كبيرا بيمينه والقضيب بيساره ويمسح الحجر بقضيبه ، ويحرك اليسار فيمسح ثلاثا في ثلاثة مواضع، أوفى ثلاثة أحجار أو في ثلاثة مواضع من جدار إلى أن لا يرى الرطوبة في محل المسح. فإن حصل ذلك بمرتين أتى بالثالثة ، ووجب ذلك إن أراد الاقتصار على الحجر . وإن حصل بالرابعة استحب الخامسة للإيتار ، ثم ينتقل من ذلك الموضع إلى موضع آخر. ويستنجي بالماء بأن يفيضه باليمنى على محل النجو ، ويدلك باليسرى حتى لا يبقى أثر يدركه الكف بحس اللمس ، ويدرك الاستقصاء فيه بالتعرض للباطن، فإن ذلك منبع الوسواس . وليعلم أن كل ما لا يصل إليه الماء فهو باطن . ولا يثبت حكم النجاسة للفضلات الباطنة ما لم تظهر . وكل ما هو ظاهر وثبت له حكم النجاسة فحد ظهوره أن يصل الماء إليه فيزيله. ولا معنى للوسواس . ويقول عند الفراغ من الاستنجاء :" اللهم طهر قلبي من النفاق وحصن فرجي من الفواحش. " ويدلك يده بحائط أو بالأرض إزالة للرائحة إن بقيت . والجمع بين الماء والحجر مستحب . ) .!!
8 ـ يضيق الصدر عن تحليل هذا الكلام . ولكن أتذكر تجربة مزعجة تستعصى على النسيان : جاءنى صديق وأنا فى الجامعة يرجونى أن اشرح لأخته الطالبة فى الاعدادى الأزهرى كتاب الفقه عن الاستنجاء، بما فيه إستنجاء المرأة . كان هذا شيئا نتندر عليه وقتها ، ولكن كيف يمكن شرحه لفتاة عذراء ؟ قرأت المكتوب وشعرت بالخجل بديلا عن التندر ، وإعتذرت عن الشرح .
9 ـ ولا تزال كتب الفقه على حالها فى الأزهر الشريف جدا .
ثانيا : فى التشريع :
جاءت تفصيلات شيطانية أضاعت التشريعات القرآنية ، ونعطى منها مثلين :
1 ـ فالمحرمات فى الزواج جاء فى قول رب العزة جل وعلا : ( وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنْ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً (22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمْ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنْ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمْ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ اللاَّتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمْ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (23) وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ) النساء ) .
فالمحرمات هنا بالنص القرآنى كالآتى "الأم" "البنت" الأخت" "العمة" "الخالة" "بنت الأخ" "بنت الأخت" "الأم من الرضاعة" "الأخت من الرضاعة" "أم الزوجة" "بنت الزوجة التى دخل بها زوجها" "زوجة الابن من الصلب" "أخت الزوجة فى وجود الزوجة على ذمة زوجها وفى عصمته" ثم "المرأة المتزوجة بزوج آخر إلا إذا فسخ عقد زواجها بملك اليمين" فهنا خمس عشرة امرأة محرمة فى الزواج عندما نضيف "زوجة الأب".
وقد حرص القرآن الكريم على توضيح التفصيلات والاستثناءات والمحترزات لتتضح الصورة كاملة، فأجازعلى سبيل الاستثناء أنواع الزواج الباطل الذى كان موجوداً قبل نزول الآية وأقره بصفة مؤقتة ولكن حرم أن ينشأ بعد تلك الحالات الموجودة حالات أخرى، ففى تحريم زواج أرملة الأب أو طليقة الأب قال تعالى ﴿ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم إلا ما قد سلف﴾ وفى تحريم الجمع بين الأختين فى الزواج قال تعالى ﴿وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف﴾ ومع أنها كانت حالات فردية معدودة وقت نزول القرآن إلا أن القرآن الكريم الذى فصل كل شىء تفصيلاً والذى نزل تبياناً لكل شىء أفسح لها مجالاً للتوضيح طالما يستدعى الأمر ذلك.وأوضح القرآن بأفصح بيان معنى البنت الربيبة بالتفصيل ﴿وربائبكم اللاتى فى حجوركم من نسائكم اللاتى دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم﴾.وأوضح معنى زوجة الابن المحرمة ﴿وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم﴾ أى لابد أن يكون الابن من صلب أبيه وليس ابناً بالتبنى ولذلك أمر الله تعالى أن يطلق زيد بن حارثة- الذى تبناه النبى- زوجته زينب بنت جحش ليتزوجها النبى فيما بعد.وأوضح حرمة الزواج من المرأة المتزوجة التى لا تزال فى عصمة زوجها إلا إذا فقدت حريتها وأصبحت مملوكة وحينئذ ينفسخ عقد زواجها وبعد انتهاء عدتها يمكن لها الزواج ﴿والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم﴾.
وبعد أن حصر القرآن المحرمات وفصّل القول فيهن تفصيلاً قال تعالى ﴿كتاب الله عليكم﴾ أى أن تحريم هؤلاء النسوة مكتوب ومفروض عليكم، فهنا حكم جامع مفصل بالتحريم، وبعده قال تعالى ﴿وأحل لكم ما وراء ذلكم﴾ أى أنه من بعد المحرمات المنصوص عليهن فى الآيات الثلاث فكل النساء أمامكم حلال للزواج الشرعى ولسن محرمات بأى حال.
ومعناه أن القرآن الكريم أحاط النساء المحرمات بسور تشريعى جامع مانع، وما بعد ذلك السور فكل النساء حلال للزواج. وبمعنى أدق فلا يجوز هنا أن نجتهد الا فى تطبيق هذا النص كما هو خصوصا وهو نص تشريعى جامع مانع لا يجوز الاضافة له او الحذف منه حتى لا نعتدى على تشريع الله، ولكن تفصيلات الفقهاء الشيطانية أعملت القياس ، فحرموا الجمع بين المرأة وعمتها وخالتها قياسا على حرمة الجمع بين المرأة وأختها، وحرموا الخالة والعمة من الرضاع قياساً على تحريم الأم من الرضاع والأخت من الرضاع، ثم صاغوا فى ذلك أحاديث هى أشبه بمتون الفقه وأحكام الفقهاء فقالوا "يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب" وقالوا "لا يجمع الرجل بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها".
وهنا يقع التناقص مع كتاب الله..فإذا أراد رجل أن يتزوج عمة زوجته أجاز له القرآن ذلك لأن عمة الزوجة ليست من المحرمات فى نص القرآن ولأنها تدخل فى الحلال من النساء للزواج ضمن قوله تعالى ﴿وأحل لكم ما وراء ذلكم﴾ ولكن كتب الفقه تجعل ذلك الحلال القرآنى حراماً.وإذا أراد رجل أن يتزوج خالته من الرضاع أحلها له القرآن وحرمها عليه الفقه..!! وذلك يعنى بوضوح أنهم يحرمون ما أحل الله وينسبون ذلك للرسول ، والرسول عليه السلام برىء من ذلك..
2 ـ فى تحريم قتل النفس البريئة ُ جاءت باسلوب الحصر والقصر قاعدة تشريعية تكررت فى القرآن ثلاث مرات ليتعظ بها كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، قال جل وعلا فى الوصايا العشر فى سورة الأنعام ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ النّفْسَ الّتِي حَرّمَ اللّهُ إِلاّ بِالْحَقّ ذَلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (الأنعام 151).وقال جل وعلا فى سورة الإسراء ضمن وصايا أخرى ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ النّفْسَ الّتِي حَرّمَ اللّهُ إِلاّ بِالحَقّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فّي الْقَتْلِ إِنّهُ كَانَ مَنْصُوراً﴾ (الإسراء 33). أى أن الله جل وعلا جعل لأهل القتيل المظلوم سلطاناً يتمكنون به من قتل القاتل وأخذ الدية منه، ويحذر أهل القتيل من الإسراف فى القتل، أى قتل شخص آخر غير القاتل، أو تعذيب القاتل عند قتله أو التمثيل به..ويقول سبحانه وتعالى فى سورة الفرقان فى حديثه عن صفات "عباد الرحمن" ﴿وَالّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللّهِ إِلَـَهَا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النّفْسَ الّتِي حَرّمَ اللّهُ إِلاّ بِالْحَقّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً﴾ (الفرقان 68).
ويلاحظ التعبير بأسلوب القصر والحصر بالنفى والاستثناء فى تلك القاعدة القرآنية ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ النّفْسَ الّتِي حَرّمَ اللّهُ إِلاّ بِالحَقّ﴾، ﴿وَلاَ يَقْتُلُونَ النّفْسَ الّتِي حَرّمَ اللّهُ إِلاّ بِالْحَقّ﴾. ومعناه أن الله تعالى حرم قتل النفس، وتلك هى القاعدة الأساسية، والاستثناء الوحيد هو القصاص الذى نزل فى كلام الله الحق الذى لا ريب فيه والذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذى هو تنزيل من حكيم حميد..!!. يقول تعالى عن القرآن ﴿وَبِالْحَقّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقّ نَزَلَ﴾ (الإسراء 105). فالحق الذى نستطيع به الاستثناء من القاعدة القائلة ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ النّفْسَ الّتِي حَرّمَ اللّهُ إِلاّ بِالحَقّ﴾ هو كلام الله تعالى الحق فى القرآن الحق الذى نزل بالحق أى هو القصاص، ومن يناقض القرآن فهو باطل وافتراء يبرأ منه الله ورسوله، وإذا تعلق ذلك الافتراء بقتل الناس بدون وجه حق فهو الفساد فى الأرض والله تعالى لا يحب الفساد..
ولكن التفصيلات الشيطانية أضاعت هذا التشريع الالهى ، فاستحلوا قتل النفس خارج القصاص بحجّة الردة والزنا المحصن والمفارق للجماعة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والشذوذ الجنسى والتعزير ، وجعلوه قتلا عاما بحديث الجهاد السنى ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا .. ) .!!
أخيرا
قلنا هذا الكلام فى التسعينيات بلا فائدة . وانتهى الأمر بظهور داعش . هل نلوم داعش ؟ أم نلوم شيوخ الارهاب والتخلف السُّنّى ؟
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5117 |
اجمالي القراءات | : | 56,875,630 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
دعوة للتبرع
الأمر بالمعروف وال..: ماذا يعني مفهوم الأمر بالمع روف والنه ي عن...
تجار ومستهلكون: مع احترا مى لرأيك فاننى أرى أن العيب ليس فقط...
يحرم الرجوع لبشار : بلغت الارب عين من العمر منذ شهر تقريب ا ، و...
دفن الحيوانات الميتة: السلا م عليكم باهل القرا ءن : اناعا يزة ...
more