الظلم فى معناه العام ينقسم إلى نوعين الأول يخص حق الله سبحانه وتعالى، والثانى هو ظلم النفس البشرية - ظلم النفس - :
الظلم والظالمين فى القرءآن الكريم

محمد صادق Ýí 2016-06-29


الظلم والظالمين فى القرءآن الكريم

   مقدمة: لمحة سريعة عن:

لفظة ظلم ،الظلم والظالمين ...

الظلم فى معناه العام ينقسم إلى نوعين الأول يخص حق الله سبحانه وتعالى، والثانى هو ظلم النفس البشرية - ظلم النفس - ونحن هنا سنتكلم عن النوع الأول الذى يخص حق الله تعالى.

فالظلم في كلام العرب هو الاعتداء و وضع الشيء في غير موضعه وهودرجات فأعلاها هوالشرك والكفر لأن هذا اعتداء على حق الله تعالى.

والظلم اذا أطلق في القرءآن يمكن أن يقصد به الشرك و الكقر أو ما دون ذلك حسب سياق الآية لكن أغلب سياق الظالمين يحتمل لفظ الكافرين و أيضا لفظ الفاسقين فانه يحتمل الأمرين حسب السياق والله أعلم.

و يمكن القول أن الظلم هو الخروج عن تحقيق العدل في شيء ما أو الاعتداء على حق الغير وأعظم حق لله هو توحيده فان اعتديت على هذا الحق كان الظلم الأكبر وهو الشرك فإن كان التعدي على أوامره كانت معصية وظلما للنفس كقول يونس عليه السلام ( سبحانك اني كنت من الظالمين) وقبله قال آدم عليه السلام (ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).

معانى مختلفه: حسب السياق لكلمة " ظلم ومشتقاتها ".

ظلَم فلانًا : جار عليه ولم ينصفه.

ظالم لنفسه: رجحت سيّـئاته على حسناته.

ظالم : جائر ، مستبد.

كذَّبه : " وَءَاتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا "

ظلم بمعنى نقص إياه :"ءَاتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا"

أظلم القَومُ : دخلوا في الظلام :" فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ "

الظلم فى حق الله تعالى ... الظالمين فى القرءآن الكريم، فعلينا أن ندخل على القرءآن ونستعرض الآيات التى ذُكِرَ فيها لفظة الظالمين ونقوم بتصنيفها حسب ورودها فى السياق.

قبل الدخول على القرءآن نستعرض آية مهمة فى هذا الموضوع :

وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ (1)  وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ (2) وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ( 3) بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) (سورة فاطر 31 - 32

ذِكْرْ الكتاب هنا هو القرءآن الكريم ، ثم أورثنا الكتاب الذين إصطفينا من عبادنا - فهؤلاء إصطفاهم الله من بين العباد فأورثهم الكتاب ، وبالرغم من هذا الإصطفاء ، فوضح الله لنا أنواع هؤلاء البشر المصطفين إلى ثلاثة أنواع فبدأ بالظلم أولا لشدة أهميته ثم جاء المقتصد وهو أقل ضررا والأخير الفضل الكبير الذى هو سابق بالخيرات.

ملحوظة: عند تدبرى لمعظم الأيات التى ذُكر فيها الظلم والظالمين لاحظت أنها تبدأ بالسياق الآتى : (وَمَنْ أَظْلَمُ )

فهذا التعبير القرءآنى يوحى بأن هناك ظالم وأيضا هناك أظلم وهو الأشد خطورة ... أظلم الظالمين ... !

فمن هم هؤلاء الذى ينطبق عليهم هذا التعبير "أظلم الظالمين" ... نترك القرءآن الكريم يجاوب كعادتى دائما فى كل ابحاثى أسأل والقرءآن يجيب .

الصنف الأول: الكذب على الله

"  وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ " الأنعام 93

" أمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللّهُ بِهَـذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " الأنعام 144

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ " هود18

"هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً" الكهف 15

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " الصف 7"

الصنف الثانى: التكذيب بآيات الله

" فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ " يونس17

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ " الأنعام 21"

فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَـئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ "  الأعراف 37

الصنف الثالث:التكذيب بالحق والصدق

 " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ "  العنكبوت68  

" فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ " الزمر32

الصنف الرابع: الإعراض والصدف

"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً " الكهف 57

"وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {21} وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ " السجدة 22

" فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ" الأنعام157

الصنف الخامس: كتم الشهادة

140 قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ " البقرة "

الصنف السادس: منع ذكر إسم الله فى المساجد

" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " البقرة 114

الصنف السابع: السعى فى خراب المساجد

" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " البقرة 114

فمن هم هؤلاء الذى ينطبق عليهم هذا التعبير أظلم الظالمين ...

هم الذين يرتكبون الجرائم التالية:

1- يفترون على الله كذبا حين يتقولون على الله أو رسوله ما يسمى بالأحاديث النبوية والقدسية.

اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَقَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ "(سورة الأَعراف 3"

2- التكذيب بآيات الله حين يدعون أن هناك ناسخ ومنسوخ وتغير أحكام القرءآن بحجة أن السنة تنسخ بعض منها.

" قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ"  (سورة يونس 108

يُعرِضون و يَصدفون عن آيات اللهفى القرءآن وحده بدون ذكر الأحاديث.  -3

كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5) (سورة فصلت 3 - 5

4- يكتمون شهادة من الله

....وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ "(سورة البقرة 283."

..... وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ " (سورة المائدة 106"

وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ " (سورة الطَّلَاق 2..."

5- يمنعون مساجد الله أن يُذكر فيها اسمُ الله وحدَه

 ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ " (سورة غافر 12"

"  وَإِذَا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ " الزمر 45

ذِكر الله وحده بدون إشراك النبى مع الله  وأحبارهم وكهنوتهم وعلمائهم فكفروا وإشمئزت قلوبهم ، ألم يقرؤا قول الله سبحانه:

  وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا " (سورة الجن 18"

فى الختام :

" وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47) " (سورة الإسراء 45 - 47

" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ "(سورة ق 37

وصدق الله العظيم...

اجمالي القراءات 10989

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-10-30
مقالات منشورة : 451
اجمالي القراءات : 7,333,009
تعليقات له : 702
تعليقات عليه : 1,407
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Canada