د. عبد الرزاق علي Ýí 2016-06-24
"هوالَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا"
د.عبدالرزاق منصورعلى
"هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ.الاعراف .189
تشير الايات الكريمه الى ان الانثى خلقت من الذكر وربما يستغرب المرء من ذلك وانا شخصيا استغربت فى بادئ الامرولكن المعطيات الحديثه والحقائق الطبيه تزيل هذا الاستغراب والغموض وسنحاول فى السطور التاليه ان نستجلى بعضا من هذه الحقائق:
*- تحتوى الخلايا الجسديه فى الانسان على 46 كروموسوما (23زوجا) وتحتوى خلايا المبيض والحيوان المنوى على 23كروموسوما فقط وعند الاخصاب يندمج كروموسومات الحيوان المنوى بالبويضه لينتج جنينا يبلغ عدد كروموسوماته 46 اى نفس عدد كروموسومات الخليه الام (الجسديه). ولابد ان نشرح بعض المصطلحات الطبيه لكى تتضح الصوره امامنا:
- زوج الكروموسومات المميزللبويضه هو XX اما زوج الكروموسومات المميزللحيوان المنوى هو -XY وعند الاخصاب وبالتحديد فى مرحلة الانقسام الميوزى الاختزالى يتفكك هذا الزوج من الكروموسومات فى كل من الحيوان المنوى والبويضه والنتيجه هى:
للحيوان المنوى X&Y
للبويضه. X&X ويتضح من التركيبه الكروموسوميه لكل من الحيوان المنوى والبويضه ان كروموسومات البويضه تتشابه مع نصف كروموسومات الحيوان المنوى وان نصف كروموسومات الحيوان المنوى لايوجد بالبويضه. واذا طرحنا هذا السؤال الهام, اذن ايهما اشتق من الاخر كروموسومات الحيوان المنوى ام البويضه؟ نظريا وحسابيا ومنطقيا لايمكننا الا ان نستنتج ان كروموسومات البويضه ماهى الا كروموسومات مشتقه من كروموسومات الحيوان المنوى.
*- فى المراحل الاولى لتخليق الاعضاء التناسليه فى الجنين (ذكرا او انثى) يتكون ما يطلق عليه :
Mesonephric ducts-1"قناة وولفى" وهى التى ستتحورللاعضاء التناسليه الداخليه
"المبيض او الخصيه" والذى يحدد ذلك هو "جين" موجود على كروموسوم" Y" للحيوان المنوى
" بمعنى مجرد وجود هذا الجين يعنى التحور الى الخصيه, وعدم وجود هذا الجين يعنى
التحول الى المبيض.
Genital Tubercle-2 " النتوء التناسلى" وهو الذى سيشتق منه الاعضاء التناسليه
الخارجيه للذكروالانثى والمسؤول عن تحديد اتجاه التحويل هو هرمون الذكوره الثانوى (دايهيدروتستستيرون) بمعنى وجود الهرمون يعنى تحول الاعضاء التناسليه الخارجيه الى الاتجاه الذكرى وعدم وجود الهرمون سيؤدى للاتجاه نحو الانوثه. واى خلل فى الكروموسومات اوفى التكوينات الاولى(قناة وولفى اوالنتوء التناسلى) التى ستتحور الى الاعضاء التناسليه الداخليه او الخارجيه سيؤدى فى نهاية المطاف الى مايعرف بالخنوثه او ال
“Intersex”
ثانيا: ثمه ملاحظة دقيقه وعميقه وهى ان هرمون الذكوره "تستستيرون" يتحول فى بعض انسجة الجسم الى هرمون الانوثه "استروجين" بواسطة انزيم( خمائر) اروماتيز ولايمكن ان يحدث العكس, اى لايمكن تحويل هرمون الانوثه "استروجين" الى هرمون الذكوره "تستستيرون"!. اى ان هرمون الانوثه يشتق من هرمون الذكوره وليس العكس.
من المعروف علميا وطبيا ان هرمونات الذكوره تفرز فى كل من الرجل والمراة حتى الانثى كاملة الانوثه اذ ان هذه الهرمونات تلعب دورا هاما فى منظومة التنسيق الهرمونى للغده النخاميه المسيطره على كل هرمونات الجسم. وهذه الهرمونات الذكريه تضطلع بالدور الرئيس
فى نمو وتطوير الشعر وخاصة شعر العانه والابط فى كل من الانثى والذكر.
وبعد ان استوعبنا منظومة وتركيبة الكروموسومات فى كل من البويضه والحيوان المنوى قد يسال احدنا هذا السؤال الحتمى,
بما ان كروموسومات الرجل تحمل"XY " والانثى تحمل"XX اذن يمكننا استنتاج الاتى:
1-الرجل يحمل داخله نصف انثى. 2-الانثى تحمل داخلها نصف رجل.
قد يكون الاستنتاج الاول صحيحا لكن الاستنتاج الثانى قد يكون غير صحيح لان تركيبة الكروموسوم فى الرجل غير متجانسه اذن فلا يمكن تقسيمها نصفين. “XY”
علاوة على تركيبة الكروموسوم فى الانثى هى حاصل ضرب الكروموسوم " X
فى 2
وقد يطرح سؤال اخر وهو اذن معنى ذلك ان من يحمل التركيبه الكروموسوميه, XYY يكون فحلا وسوبرمان لان عامل الرجوله والذكوره يتضاعف وبالتالى من يحمل التركيبه الكروموسوميه XXY " تقل فيه الرجوله للنصف, ومع اسفى هذا لايمكن ان يحدث طبيا او واقعيا. الواقع والمفاجئ ان كل من يحمل ايا من التركيبتين الكروموسوميه السابقه يولد مصابا بضمور الخصيه الخلقى ! وفعلا صدق الله العظيم " وكل شئ عنده بمقدار".
اشكر الدكتور عثمان على هذا السؤال الهام , الحقيقه اته عندما نقرأ القرآن لا نجد ذكراً لحواء أبداً (الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) فلم يستعرض خلق حواء كما أفرد لخلق آدم في سبع سور . ليس في القرآن شيء عن حواء وأنا كمسلم المفروض أن أسلّم بهذا الكتاب, اما كل ما يقال عن ان حواء خلقت من ضلع اعوج فهذا غير صحيح والواقع ان كل هذه الاحاديث المزوره قد اخذت من الانجيل. واذا اعتبرنا ان الانثى تستمد اصول بذرتها الاولى من زوجة ادم (حواء) فهذ يعنى ان ادم وحواء خلقا من شئ واحد كم قرره القران الكريم وانها لم تخلق من جزء منه كما يدعون لانه كما يوجد تشابه شديد بين الرجل والمراه فى الخلق كونهما خلقا من نفس واحده ومع ذلك فان هناك بعض الاختلافات التى تنبئ عن ان حواء لم تخلق من جزء من ادم ولنذكر بعض الامثله :1- يوجد شريط من الحامض النووى فى الميتوكوندريا( بيت الطاقه) فى خلايا المراه وهو غير موجود فى خلايا الرجل وللعلم هذا الجزء من الحامض النووى الموجود فى ميتوكوندريا المراه يختلف عن الحامض النووى الموجود فى نواة الخليه وهو المسؤل عن انتقال بعض الامراض الوراثيه من الام فقط حيث انه لايوجد الا فى الانثى ,2- وحتى فى دراسة نسبة حدوث الامراض نجد هناك امراضا اكثر شيوعا فى المراه وبعض امراض اخرى تكاد تكون شبه مخصصه للرجال مما يدل على وجود اختلافات بين الرجل والمراه فى بنية الجهاز المناعى والانسجه الاخرى المساعده له. 3- وفى المختبر عند اجراء التحاليل الطبيه لابد من تحديد جنس المريض نظرا لاختلاف القيمه المعياريه بين الرجل والمراه فى معظم النسب التقديريه للهرمونات ومكونات عناصر الدم والبلازما الخ...
مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ {31/ 28
لا أظن أن "النفس الواحدة" في الايات تعني الذكر أو الأنثى ربما القصد منها الخلية قبل أن تبدأ بالإنقسام
و القول بان الأنثى خلقت من الذكر تحريف للبديهيات
في المجتمع الأمومي القديم كانت المعتقدات تقول بأن الإلهة "الأم الكبرى" ولدت إبنها من ذاتها و بقدرتها، كان الناس يتصورون حياة الألهة تشبه حياة البشر
لما تحول المجتمع و صار أبوي إنقلب المعتقد القديم و تحول من الأنثي التي تلد الذكر إلى الذكر الذي يلد الانثى و هو تحريف موجود في العهد القديم، و على هذا الفهم و المعتقد يفهم كثير من المسلمين النص القراني
لهذا أقول بأن كثير من تفسيراتنا للقران مازالت خاضعة للتأثير اليهودي-المسيحي و كتابهم المقدس و منها فهمنا لولادة عيسى ابن مريم عليهما السلام
أما من الناحية العلمية فهي قصة أخرى مع نطرية التطور و شكرا.
دعوة للتبرع
وإنا له لحافظون : جزاك الله خير وسدد خطاك وحفظك واراك الحق حقا...
عندى امل : أنت الان فى الستي ن ، ومعظم عمرك كما تقول تدعو...
التدخين والضرر : أرجو أن يتسع صدرك لسؤال ي. أنا لا أسال عن...
أوّاه : ما معنى وصف ( أوّاه ) لابرا هيم عليه السلا م ؟...
عن آلام الدنيا : أنا أخاف من المرض والأل ام المصا حبة له...
more
شكرا للدكتور عبدالرزاق -على هذه المقالة العلمية الجميلة عن ،كيف تتم عملية التخصيب ،وما يتلوها ويتولد عنها من تحديد لنوع الجنين ذكر كان أو أنثى طبقا لنوع الكروموسومات أنثوية ،او ذكورية .
ولكن يبقى سؤال كنت ابحث عنه فى المقال ..وهو .. هذه المعلومات الطبيه الحقيقية بدأ وجودها وتطبيقها على أرض الواقع من بعد تزاوج (آدم وزوجه التى تُسمى مجازا بحواء ) لإنجاب ابناءهما بعد ذلك .ثم على كل زوجين إلى قيام الساعة بإستثناء (خلق عيسى عليه السلام ) ..والسؤال هو، هل هُناك أى إشارات توضيحية تخبرنا كيف خُلقت حواء من آدم ، اى هل حمل فيها ، كنوع من الإعجاز مثلا ثم جاءه المخاض فولدها ، هل حدث إنقسام فى عضو ما من أعضاءه فخرجت منه ؟؟؟؟
لأنه فى الحقيقة نحن نؤمن بكل كلمة قرآنية تحدثت عن هذا الموضوع إجمالا . فهل هناك اى تفاصيل عن كيفية خلق حواء من أدم لم ننتبه لها ؟؟؟
وشكرا لحضرتك مرة أخرى .