ظلم المحمديين لرب العالمين جل وعلا

آحمد صبحي منصور Ýí 2016-03-03


مقدمة :

يتحرج بعض الأحبة من تكرار قولنا عن ظلم الناس لرب العزة جل وعلا : إن هناك قضية فيها ظالم ومظلوم ، وأن المظلوم هو رب العزة . يتحرجون من وصف رب العزة بالمظلوم ، أو الذى وقع عليه الظلم . ونقول :

أولا : عندما يكون العدل ظلما

المزيد مثل هذا المقال :

1 ـ  فى التعامل مع رب العزة جل وعلا يكون محرما ( العدل به ) أى أن تجعل له ما يعادله وما يساويه من خلقه ، هنا يكون (العدل ) برب العزة ظلما لرب العزة وكفرا به ، يقول جل وعلا : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) الانعام ) الكافرون بربهم يعدلون أى يجعلون له عدلا مساويا ، وهو الذى خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور . فكيف يتساوى الخالق بالمخلوق ، وكيف يتعادل المخلوق بالخالق جل وعلا . (العدل )  هنا ( ظلم ). وفى نفس المعنى يقول جل وعلا ( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) النمل ).

2 ـ من هنا تبدو حساسية الموضوع ، فالتعامل مع رب العزة يستلزم من الانسان المخلوق شرعا مختلفا ، يكون فيه التسبيح والتحميد والتقديس والعبادة له جل وعلا وحده ، ويكون له ( العلوّ ) جل و( علا ) وحده، وسبحانه و ( تعالى ) وحده . وبالتالى فحين ترفع مخلوقا الى هذه المرتبة وتعادله برب العزة فهذا ( العدل ) برب العزة هو ( ظلم ) لرب العزة ، أنت بهذا تظلم رب العزة حين تستقطع من التقديس الواجب له جزءا تعطيه لمخلوق مثلك ، سواء كان هذا المخلوق نبيا أو شخصا عاديا .

3 ــ ولأنه جل وعلا هو وحده المستحق للعبادة والتقديس والتأليه ،ولأن الواجب على البشر تقديسه وحده وتأليهه وحده وعبادته وحده فإن البشر فى ذلك متساوون فى كونهم جميعا عباد له جل وعلا ، ومن هنا يختلف الأمر فى تعامل البشر فيما بينهم ،  ففى التعامل بين البشر فالله جل وعلا يأمر بالعدل لأن البشر متساوون  من حيث أنهم مخلوقات ممّن خلق جل وعلا ،  يقول جل وعلا ( وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159) الاعراف )، وفى تشريع كتابة الديون يقول جل وعلا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلْ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ) 282 البقرة )، وفى الحكم القضائى يقول جل وعلا : ( وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) (58) النساء )وفى قاعدة أساس يقول جل وعلا (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل ).

ثانيا : (وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ )

1 ـ ( الظلم ) هو فحوى الكفر ، فالكفر ظلم ، وهو ظلم للخالق جل وعلا ، والله جل وعلا يصف الكافرين بالظالمين ، يقول جل وعلا : (وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ (254) البقرة ) وقد جعل رب العزة وصف الظلم من مرادفات الكفر والشرك ، ويكفى قوله جل وعلا : ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) لقمان  ). السؤال الآن : هو ظلم لمن ؟ وهذا الظلم وقع على من ؟ ومن هو الظالم هنا ومن هو المظلوم ؟!

2 ـ ولأن الكافرين هم الظالمون (وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ (254) البقرة ) فإن الله جل وعلا يقول عن بنى اسرائيل حين عبدوا العجل : ( وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148) الاعراف )، ويقول لهم : ( وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) البقرة ) ( وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) البقرة  ). تكرر وصفهم بالظلم ، أى هم حين فعلوا ذلك كانوا ظالمين . السؤال الآن : هو ظلم لمن ؟ وهذا الظلم وقع على من ؟ ومن هو الظالم هنا ومن هو المظلوم ؟!

ثالثا : أنواع الظلم ، وأنواع الاعتداء  

1 ـ  هناك ظلم يقع بين البشر ، ومن الظلم الذى حرمه رب العزة السخرية واللمز والتنابز بالألقاب ، والذى لا يتوب عن ذلك فهو من الظالمين . يقول جل وعلا ( أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (11) الحجرات )

2 ـ وهذا ظلم هيّن بالمقارنة بظلم أكبر هو الاعتداء الحربى على قوم مُسالمين ، والله جل وعلا لا يحب المعتدين ، يقول جل وعلا : (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) البقرة ) وكما أنه جل وعلا لا يحب المعتدين فهو أيضا لا يحب الكافرين : ( إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (45) الروم) ولا يحب الظالمين :( وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) (140) آل عمران ). فالكفر والظلم والاعتداء الظالم مترادفات .

3 ـ وهناك نوعان من الاعتداء : إعتداء ظالم على البشر ، وإعتداء على حق الله جل وعلا  فى التشريع .

3 / 1 : عن الاعتداء الظالم على البشر يقول جل وعلا : ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنْ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) الشورى )، فالله جل وعلا لا يحب الظالمين ، وليست هناك مؤاخذة على المظلوم حين ينهض منتصرا لنفسه يقتص من ظالمه بالعدل ، وهذا يجعلنا نتذكر أبطال المقاومة الذين وقفوا ضد الغزو العربى ، والذين ثاروا على الاحتلال العربى فى عصر الخلفاء الفاسقين  فى القرن الأول الهجرى . المؤاخذة تكون على (عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  ). تدبر الآية الكريمة وانظر حولك فى دول الاستبداد الشرقى . ثم أعد تدبرها وتذكر ما فعله الخلفاء ( الراشدون / الفاسقون ) الذين كانوا (يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ  ) .

3 / 2 : عن الاعتداء الظالم على رب العزة جل وعلا يقول جل وعلا فى الاعتداء على حقه جل وعلا فى التشريع فى موضوع المحرمات من الطعام : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) المائدة )، ويقول جل وعلا : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) الاعراف )، أى يجب أن يكون الدعاء تضرعا وخفية كما فعل زكريا عليه السلام (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً (3) مريم ). الذى لا يراعى هذا يكون معتديا على جلال الله جل وعلا ومكانته .

3 / 3 : هذا الاعتداء على شرع الله جل وعلا وجلاله أمر فظيع . ولكن الأفظع منه حين يجتمع الإعتداءان معا : أن تعتدى على قوم مسالمين ، وأن تعتدى على رب العزة وتعلن أن هذا هو الاسلام ، وأنت تبغى تريد حُطام الدنيا . وهذا بالضبط ما فعله الخلفاء الفاسقون / الراشدون .  

3 / 4 : قبيل موت النبى محمد قام متطرفو قريش بخيانة العهد وهمُّوا بإخراج الرسول من مكة، وبدءوا بالعدوان، ونزلت فيهم سورة ( براءة )، يقول جل وعلا عنهم : (لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ (10) التوبة ) . هؤلاء المعتدون عادوا طائعين ، ثم بعد موت النبى تزعموا الفتوحات ، وكرروا مسيرتهم فى الظلم وعلى نطاق أوسع وتحت شعار الاسلام . هنا جمعوا نوعى الظلم ( للناس ولرب الناس ) ونوعى الاعتداء ( على الناس وعلى رب الناس )..

رابعا : أفظع الظلم / أظلم الظالمين

1 ـ ولأن الشرك ظلم عظيم : ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) لقمان )، فأفظع الظلم لرب العزة جل وعلا هو الافتراء على الله جل وعلا والتكذيب بآياته . يُنزل الله جل وعلا رسالة سماوية ويعانى كل رسول فى تبليغها ، ولكن لا يلبث ـ وسريعا ـ أن يتم تكذيبها وإحلال وحى شيطانى بديلا لها ، ومن ثم يتم إرتكاب الجرائم والفسوق بهذا الوحى المزيف المنسوب كذبا للدين الالهى ، عن إقتراف الجرائم بناءا على هذا الوحى الشيطانى يقول جل وعلا  فى سورة الأنعام : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) ).

وتكرر فى القرآن الكريم التأكيد على أن أفظع الظلم هو الافتراء الكاذب على رب العزة والتكذيب بآياته . وفى سورة الانعام وحدها يقول جل وعلا ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21) الانعام)، ويقول جل وعلا ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)، ويقول جل وعلا :( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144)، ويقول جل وعلا ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا )(157)الانعام  ) . السؤال الآن : هو ظلم لمن ؟ وهذا الظلم وقع على من ؟ ومن هو الظالم هنا ومن هو المظلوم ؟!

2 ـ وصف رب العزة الانسان بأنه (ظلوم ) أى شديد الظلم ، و ( كفّار ) أى متطرف فى الكفر ،يكفر بالنعمة ، ويكفر بالمُنعم جل وعلا، يقول جل وعلا (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) ابراهيم ). السؤال الآن : هو ظلم لمن ؟ وهذا الظلم وقع على من ؟ ومن هو الظالم هنا ومن هو المظلوم ؟!

خامسا : الانسان خصيم لربه جل وعلا ، فماذا تعنى الخصومة سوى ظلمه لربه جل وعلا

1 ـ يقول جل وعلا ( خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) النحل) ( أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79)يس). واضح هنا أنها خصومة الانسان للخالق جل وعلا . والخصومة تعنى وجود  ظالم ومظلوم .  فمن الظالم ومن المظلوم ؟  الله جل وعلا ليس ظالما ولا يريد ظلما للعباد ولا يحب الظالمين . ليس رب العزة ظالما فماذا يكون ؟

2 ـ يوم القيامة سيكون رب العزة خصما لأولئك الذين زيفوا دينه ، وكتموا الحق القرآنى وحولوا دين الله جل وعلا الى تجارة واشتروا به ثمنا قليلا . رب العزة سيكون هو القاضى الأعظم يوم الحساب . ماذا سيفعل مع خصومه الظالمين له ؟ يقول جل وعلا ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) البقرة )، ويقول جل وعلا ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77) آل عمران ). لن يكلمهم ولن ينظر اليهم ولن يزكيهم وهم الذين إحترفوا تزكية أنفسهم فى الدنيا . هم أظلم الناس لرب الناس .!

سادسا : معنى أن تنصر رب العزة وأن ينصرك رب العزة

1 ـ لأنها قضية خصومة ولأن فيها ظالما يفترى على الله جل وعلا كذبا فلا بد للمؤمن أن ينصر ربه موضحا هذا الظلم وذاك الافتراء ، ليبرىء رب العزة من ذلك الوحى الكاذب وذلك الافتراء الشائن . وفى مقابل هذا فإن الله جل وعلا ينصر ذلك المؤمن فى الدنيا والآخرة . يقول جل وعلا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) محمد ) ، ويقول جل وعلا ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الحج ). وباسلوب التأكيد يقول جل وعلا  عن نصره المؤمنين فى الدنيا والآخرة : (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمْ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) غافر ). يكفى أنه جل وعلا ( يدافع ) عن الذين آمنوا :( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) الحج  ).

أخيرا :

 فى كتاب ( السيد البدوى بين الحقيقة والخرافة ) الذى صدر عام 1982 قلت :( واتخاذ أولياء من دون الله .. فيه وصف لله تعالى بالعجز والجهل والظلم – تعالى عن ذلك علوا كبيرا.

 فكأنهم وصفوه بالعجز حيث أوكل للصوفية اختيار أولياء له يتحكمون فى ملكه من دونه ، فلم يجعلوا له شأنا لا فى الاختيارولا فى التصريف. وكأنهم وصفوه تعالى – بالجهل- حيث لم يستطيع أن يميز من يستحق الولاية فى مخلوقاته فلجأ إليهم وإلى علمهم ليختاروا له ثم رضى باختيارهم. وكأنهم وصفوه تعالى – بالظلم- حيث فضل نفرا من خلقه وجعل لهم اختصاصات ومميزات فى الدنيا والآخرة وحرم منها الآخرين بدون وجه حق، وبدون معيار ثابت فى الاختيار أو حرية فى تكافؤ الفرص أمام البشر جميعا ، وتلك صفات لا يرضى  مخلوق أن يوصف بها . فكيف بالله تعالى ، لذا فأن الله تعالى كثيرا ما يقول " سبحان الله عما يصفون" " فتعالى الله عما يشركون " " ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون" النحل :62 وصدق الله العظيم ..حقا .."إن الشرك لظلم عظيم " وحقا أنهم ما قدروا الله حق قدره ، وحقا أنهم أساءوا الظن بالله تعالى " ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم  ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا" الفتح :6. ).

اجمالي القراءات 11111

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (16)
1   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الخميس ٠٣ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80697]

المعذرة للخروج عن الموضوع


السلام عليكم



المعذرة للخروخ عن موضوع المقال، وأنا أعترف أن في هذا شيء من فلة الادب، ولكني انتهز أي فرصة لتبادل الآراء. وللأمانة ليس عندي مشكلة فيما يخص المقال. ولو لم تعجبني كتاباتكم لما قرأتها.



أعود إلى سؤال في مقال سابق كان عن الآية 5 في سورة التوبة، ولقد سمح الله فيها بقتل المشركين (...فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ...). أي إما أن يقتلوا أو يتوبوا ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. نص السؤال كان: كيف تفرض الصلاة والزكاة على من لا يريد الاسلام؟ هل كانت الصلاة والزكاة موجودة عند الكفار؟ ولقد أحالني الأخ الفرات الفرات إلى مقال للأستاذ منصور عن إقامة الصلاة وآيتاء الزكاة. المقال قرأتة سابقا ولكني أشكر الأخ لأنة وفر علي البحث عنه لأعتمد على بعض ماجاء فيه. لو كان ماجاء في الآية هو التوبة فقط (أو يتوبوا) لما كان لسؤالي محل من الاعراب. لكن المشكلة في إقامة الصلاة. في مقال الاستاذ منصور عن الصلاة والزكاة جاء مايلي: "ان المشركين فى الجاهلية كانوا يؤدون الصلاة ولكن لم يقيموا الصلاة ، وكانوا مشهورين بالكرم ولكن دون ان يؤتوا الزكاة بمعنى التطهر والسمو الخلقى" وجاء أيضا "ومعروف أن إقامة الصلاة لا تعنى مجرد أداء الصلاة وإنما هي تعميق الصلة بالمولى جلا وعلا كى يخشاه المؤمن فى أثناء الصلاة وفيما بين الصلوات الخمس ، أي يكون المؤمن في حالة تقوى دائما". من هذا أفهم أن إقامة الصلاة هي صفة للمؤمن وليست صفة للمشرك، لذا فالمشرك مطالب بالآيمان أو يقتل. لكن الاستاذ منصور استعمل إقامة الصلاة أيضا للظاهر: " وطبقا لمعنى الاسلام الظاهرى فان الذى يقيم الصلاة ويؤتى الزكاة هو كل انسان مسالم لا يعتدى على أحد ولا يظلم أحدا بغض النظر عن عقيدته أو صلاته . المهم ألا يعتدى على أحد أو لا يظلم أحدا.". بغض النظر عن استعمال كلمة إقامة الصلاة بغير المعنى الذي ذكرة الاستاذ منصور سابقا، فأنا لا أوافق على هذا القول، فكثير من المسلمين يقيموا أو يؤدوا الصلاة ويعتدوا على الناس، فهي ليست مقياسا للمسالمة. مقياس المسالمة هو عدم الاعتداء. إذا جملة " فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ " يجب أن تعني شيئا آخرا، وبودي لو كان هذا الشيء الآخر لا يتعارض مع عدم الاكراه في الدين.



2   تعليق بواسطة   ربيعي بوعقال     في   الخميس ٠٣ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80698]

كان أخوكم بوعقال وما يزال يتحرج من تكرار بعض الأقوال، ويتساءل عن تأويل الآيات التالية:



(( وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ .57

وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ 56

فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ.58 )) سورة البقرة .

وفي سورة الأعراف :(( وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُون.159. وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ .160))إلى قوله جل وعلا : (( سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ .177 ))


3   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ٠٣ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80699]

شكرا أحبتى ، وأقول


تحدثت عن هذا فى مقالات كتاب ( لكل نفس بشرية جسدان ) لم تكتمل بعد . بقيت منها مقالات عن التوبة ( الظاهرية والقلبية ) ومعنى القلب والنفس  ، ومعنى ظلم النفس . تعليقاتكم ستجعلنى أجعل تكملة هذا الكتاب فى مقدمة الأولويات . 

 

دائما أسترشد بتعلقاتكم واستفيد بها .

جزاكم الله جل وعلا خيرا . 

أوصيكم بهذا الموقع خيرا ، فهو أمانة فى أعناقكم بعدى ، داوموا على التفاعل فيه بالنقاش ليظل حيا دافئا بكم . 

4   تعليق بواسطة   ربيعي بوعقال     في   الخميس ٠٣ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80700]

أخي Ben Levante تقبل تحياتي. قوله جل وعلا : (فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ..)يعني شيئا آخر


وهذا الشيء الآخر لا يتعارض مع عدم الإكراه في الدين .!  ــ كيف ؟  الخطاب في صدر السورة موجه للمؤمنين، ويقول لهم : عاملوا المشركين بحسب مواقفهم: فمن خان العهد ونقض الميثاق يمهل أربعة أشهر ثم يؤمر بإخلاء المنطقة، فإن لم يفعل وجب قتاله أينما وجد، لماذا ؟ لأنهم خونة ظالمون: ((.... لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ)) فمن رفض إخلاء المنطقة خلال تلك الأشهر ليخوض الحرب، وقاتلكم بالفعل ثم ندم وأظهر الرغبة في أخوتكم وجب عليكم قبول ذلك منه، ومن مقتضيات هذه الأخوة ( الدينية ) أن يتعهد بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والكف عن الطعن في الدين :(( وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ))



أي : يخلون المنطقة خلال أربعة أشهر وقبل نشوب الحرب، ولهم  كامل الحرية الدينية ( ومنها  حرية الكفر والطعن في دين المخالف) ولكن خارج تلك المنطقة ... فإن أبوا الخروج، وشاركوا في الحرب فما لهم من خيار حينئذ إلا أن يتوبوا وأن يتعهد رؤساؤهم بالتزام شروط الأخوة الدينية ، فإن نكثوا أيمانهم بعد ذلك: (( ... فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ )).



ولا أستريح لتكرار القول بأن هذا فهمنا ... وأننا نصيب ونخطيء ... ولا نفرض رأينا على أحد  ....لأن كل هذا تحصيل حاصل ليس وراءه طل ولا طائل.  



من يستثنى ولا تطبق عليه تلك الأحكام ؟



( 1) المستجير سواء بعد نشوب الحرب أو قبل دلك: ((وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ))



(2) معاهد معين :(( ...إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )) 



(3)من عاهدكم في أي مكان آخر غير المسجد الحرام فأتمو له عهده إلى مدته إن التزم بكل شروط الميثاق:(( إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )).




وأقول لأخي  أحمد صبحي  منصور: عاهدناك ولن نخون، ونسال الله جل وعلا أن يهدينا وإياكم للقول السديد والعمل المفيد ويلحقنا بالصالحين.


5   تعليق بواسطة   أبو أيوب الكويتي     في   الجمعة ٠٤ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80701]

بارك الله في عمرك يادكتور أحمد شكرا شكرا على هذا المقال


شكرا لتبيانكم معنى ظلم الانسان الكفور لرب العزة ... الان فهمت ... شكرا جزيلا ... كنت اتحفظ على معنى ظلم الانسان لرب العزة لاني كنت افترض انه ظلم معنوي وليس ظلم مادي لان ظلم وكفر الانسان لن يضر الله بشيء ولو بمثقال ذرة او ادنى من ذلك ... ولان الانسان حين يفكر ان يمكر برب العزة وان يظلمه انما بالحقيقة هو يمكر بنفسه ويظلم نفسه ولايشعر  ... فاذا عدت الى سؤالكم (من الظالم ومن المظلوم والظلم وقع على من؟؟ )  فكنت اتوقع من قبل قرائتي لمقالكم هذا  بان الظالم هو الانسان الكفور  والمظلوم هو نفسه الانسان الكفور لانه يظلم نفسه ولايشعر والظلم وقع على الانسان المسالم ... اما الان من بعد هذا المقال استطيع فهم الظلم الفاحش القبيح بحق رب العزة  وهو بالفعل ابشع واقبح انواع الظلم ... يارب العزة انت منتصر لامحاله انحزت اليك ... لااله الا الله 



بارك الله فيك يادكتور أحمد وفي عمرك ربنا يديك طولة العمر  



تحياتي 



6   تعليق بواسطة   أبو أيوب الكويتي     في   الجمعة ٠٤ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80703]

مسخرة حصلت منذ قليل في صلاة الجمعة تجسد ظلم المحمديين لشرع الرحمن ... لاحول ولا قوة الا بالله


ذهبت لصلاة الجمعة منذ قليل وياليتني لم اذهب 



خطب فينا الخطيب عن مساوء الخمر وتاثيرها على العقل وعلى الاخلاق وعلى وعلى وعلى الخ 



ومدح هذا الشيخ وهو من سوريا بالمناسبة الكويت وفنادق الكويت وطائرات ومطارات الكويت لانها لاتبيع الخمر ولمز بعض الدول المجاورة ضمنا انها تبيح الخمور 



ثم استفاض ثم بدأ بحماسة يقول مامعناه ان الشيخ بن عثيمين وعلماء المسلمين اجمعوا على ان من لايحرم الخمر فقد كفر ويستتاب وان لم يتب يقتل لانه مرتد 



وهذه صرخة اقولها يانااااااااااس حرام ظلم رب العزة بأن ننسب لشرعه العظيم مالم ينزل به سلطانا ...



هذا الشيخ الظالم لرب العزة وللناس يخطب في المسجد الذي به شباب صغار ممكن ان تاخذهم الحماسه ويذهبون لدبي او للبحرين او لقطر ويفجرون في مطاراتهم او في طائراتهم او في فنادقهم .... هذا الشيخ الظالم ساوى بين بن عثيمين ولفيف العلماء المحترمين الذي استشهد برأيهم برب العزة وجعل لهم شركة في التشريع مع الله العظيم بما لم ياذن به سبحانه ... 



يشهد الله اني لم اشرب الخمر قط ويشهد ربي لنفسه واشهد له انه امرنا باجتناب الخمر وليس بقتل من يبيح بيع وشرب الخمر ... انا لا اشرب الخمر واستحقر شاربها وحين كنت اراها في الفنادق حين اسافر كنت اجتنبها لكني لن اقتل شاربها او من يبيحها او يدعو اليها ... هذا الشيخ وابن عثيمين والعلماء الذين اجمعوا على قتل هذا المبيح للخمر سوف يتبرئون مني حين اقتل مبيح الخمر ويقولون لقد اساء فهم الفتوى طبعا هذا في الدنيا وسوف يتبرئون مني في الآخرة حين يقولون لي لم يكن لنا عليك سلطانا .... يتبع 



7   تعليق بواسطة   أبو أيوب الكويتي     في   الجمعة ٠٤ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80704]

تابع المسخرة


بل زاد على هذا ان مال هذا المهدور دمه حلال للمسلمين .... ياناس اأذن ربي بهذا ؟ المشكلة اني لو تكلمت سوف يهجمون علي هجمة رجل واحد !!! للأسف ليست لدي شجاعة ابراهيم الخليل الذي وقف خصما لقومه  !!! 



أين أذهب ياربي ؟ الكويت أصبحت ترزخ تحت الوهابية والوطن العربي كله كذلك عدا المناطق المشتعله بالحروب في الوطن العربي ... لا اريد أبنائي ان يتعلموا هذا الافك والتقول على الله بغير علم ... اين اذهب ياناس ؟ هل اذنبت حين ذهبت ان اصلي معهم الجمعة !!! لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 



المصيبة ان هذا الشيخ وجهه يشع نورا وزوجته منتقبه وبناته محجبات ووجوههم كانهم يمام حين تراهم مع بعض تحسبهم ملائكة ورعين اتقياء ... حين تراهم تقول لنفسك امعقول ان يكونوا هؤلاء العفيفين على خطأ !!! والله مصيبه ... الى اين نحن ذاهبون ؟



الله يلعنك ياشيخ وامثالك كثيرون في الكويت تحرضون ابنائنا وحين تاخذهم الحماسه ويفجرون تغسلون ايديكم منهم وتتبرئون منهم وتبيعونهم بخمسة فلوس او باقل 



الله يلعنكم ... والله هذا ظلم لكن ما باليد حيله ... صرخة من أب يخشى على ابنائه من الدعشنه بدعم من المناهج الدراسية ومن المنابر الداعشية 



لاحول ولاقوة الا بالله اين اصلي الجمعة ياربي ولا اسمع بهتانا من القول وزورا عليك وعلى شرعك الرحيم العظيم !!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



8   تعليق بواسطة   عبد الرحمن اسماعيل     في   الجمعة ٠٤ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80705]

من محمد بن عبدالوهاب لأبي بكر البغدادي ..!!


ولد محمد بن عبدالزهاب في سنة 1701 ميلادية بينما ولد ابوبكر البغدادي في سنة 1971 .. الاول ولد في جزيرة العرب حيث الصحراء القاسية التي قيل انها تسببت في تكوين فكره .. بينما الثاني ولد في بغداد حيث الانهار والزراعة والجامعات ولكنها تاريخيا ورثت اوزار الاديان الارضية للمسلمين من سنة وشيعة .. كلاهما رضع من الدين السني التكفير والردة والقتل والسلب والنهب.. الفارق بين الاثنين 270 عاما  استطاع الغرب خلالهم ان يجعل حقوق الانسان فوق الكهنة والقساوسة .. 



خلال ال 270 عاما ظهر الاخوان المسلمون والجهاد والجماعة الاسلامية والقاعدة وصولا لداعش .. 



9   تعليق بواسطة   عبد الرحمن اسماعيل     في   الجمعة ٠٤ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80706]

الاصلاح الديني والرقص على السلم ..


صحا المستبد العربي على ناقوس هذه الجماعات التكفيرية وبعد ان خربت مالطا اقتنع بعصهم بضرورة الاصلاح الديني ..



وقام بتفصيل نوع من الاصلاح الديني الذي يصلح به خصومه فقط بشرط ان لا يمتد لظلمه واستبداده ..



فاصبح الاصلاح الديني للمستبدين يرقص على السلم يقوم به الراقصون من شيوخ السلطان..



فاصبح رقصهم لا يحظى بجماهيرية وترك الساحة للدعاة من ورثة محمد بن عبدالوهاب يشكلون العقول ..



انهزم المستبد فكريا امامهم فاصبح يداهنهم بعض الوقت ويواجههم بعض الوقت .. 



10   تعليق بواسطة   عبد الرحمن اسماعيل     في   الجمعة ٠٤ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80707]

ابوبكر البغدادي ويوم الجمعه من كل اسبوع ..!!


في دول الاستبداد الاسلامي انقسمت خطب الحمعه الى قسمين احدهما يرقص للمستبد (رقصة الفساد ) حيث يبرر له ..  



والآخر يرقص للارهاب (رقصة الموت ) .. حيث التكفير والقتل والردة والسلب والنهب والسبي  ..



اصبح المتلقي يتأرجح بين الاثنين كل خطبة جمعه ..



فمن هم فوق الثلاثون يتأرجح باقي عمره .. أما من هو تحت الثلاثين الى 15 عاما فسيحسم  امره بالذهاب لأبي بكر البغدادي حيث الجنة والحور العين .. 



فأتوقع ان في كل خطبة جمعه المزيد من المناصرين لابي بكر البغدادي ..



 


11   تعليق بواسطة   عبد الرحمن اسماعيل     في   الجمعة ٠٤ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80708]

لذلك لابد لأفكار اهل القرآن ان تدخل المعادلة ..!!


لابد من قول كل الحقيقة كاملة للمستبد من اول ابي بكر القرشي لأبي بكر البعدادي .. لابد من فضح الجميع .. انه العلاج الوحيد .. 



لابد لافكار أهل القرآن ان تدخل المعادلة وان تصل لهدففها حتى ننقذ مجتمعاتنا من الحروب الاهلية .. 



الموضوع لن يحل الا بفكر أهل القرآن ..  



السلاح الذري لأهل القرآن هو سلسلة المقالات الاخيرة عن الخلفاء (الراشدين ) .. هي سلاح ئري في عقول الجميع ..



الله اولى انن ننصره ..  



ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم 



12   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٠٤ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80712]

أحبتى .. أريد أن تتدبروا قوله جل وعلا


يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)  ) البقرة ) (  إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) النساء   ) ،  والتفاصل ستأتى بعون الرحمن جل وعلا فى تعذيب نفس الكافر بذنوبه فى جهنم ، بمعنى أنه هو الذى ظلم نفسه فى الحقيقة .

13   تعليق بواسطة   أبو أيوب الكويتي     في   الجمعة ٠٤ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80713]

متى نصر الله يادكتور أحمد ؟


المنابر لهم 



السلطة متحالفة معهم 



التعليم لهم 



الاعلام لهم 



ميزانيات ضخمه تحت تصرفهم لنشر الوهابية 



هم الأقوى 



فمتى نصر الله ؟ 



14   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٠٤ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80714]

أكرمك الله جل وعلا أبا أيوب


يقول جل وعلا : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)    ) البقرة ).

هم معهم القوة من مال وسلاح واجهزة ونفوذو دعاية ..الخ . وهم يستخدمونها فى إفناء بعضهم البعض . وسينتهون الى لا شىء . واما الذى ينفع الناس فيمكث فى الأرض . 

إذا كنا مؤمنين وصابرين ومتوكلين على الله جل وعلا فلن يخذلنا الله جل وعلا فى الدنيا وفى الآخرة . ندعو الله جل وعلا أن يجعلنا من المؤمنين المهتدين الصابرين المجاهدين .

15   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الجمعة ٠٤ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80715]

يا ابا أيوب نفس الإشكالية معي !!


هي نفس المعاناة الأسبوعية معي .. المشكلة التي أواجهها شخصيا هي كيف التخلص من ذلك ؟ الصلاة أتعمد أن أصلي بنفسي غالبا و لكن الجمع و ما نسمعه !! و أولادنا و حرصنا على الصلاة و صلاة الجمعة !!! يأتيني اللوم من الزوجة بأهمية الصلاة في المسجد !! و أتحجج بعدم الخشوع فيه بسبب الزحام و عدم النظافة !! الله المستعان و هو جل و علا المعين و لا حول و لا قوة إلا بالله .



16   تعليق بواسطة   أبو أيوب الكويتي     في   السبت ٠٥ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80719]

الله المستعان أخي سعيد علي


الله يعينك يا أخي العزيز ويعينني على تربية أبنائي في بيئة تتنفس الوهابية ,,, أنا محتار ولا أريد لأبنائي أن يصطدموا بالمجتمع ... حين أدرس ابني مادة التربية الاسلامية اجد احاديث مفروضة في المنهج تفضل النبي محمد عليه السلام على سائر الانبياء والبشر ... ومع هذا لا افرض عليه ما اخترته لنفسي ... اقوم معه بمراجعة دروسه مع تبيان بسيط مني حين اضطر ان ادرسه هذه الاحاديث بان الحب يفترض ان يكون لله وحده ويجب علينا نحن المسلمون ان نتبع جميع الرسل دون تفرقه وتمييز بينهم ... اعطيه جرعات خفيفه من الفكر الآخر ولا افرض عليه رأيي ومع هذا اضطر ان ادرسه الاحاديث التي في المقرر لاني لااريده ان يصطدم مع المجتمع من صغره لكني احاول ان اعطيه حريه الحوار ليقارن بين ما اقول وبين المقرر وحين يكبر سوف يكون له حرية الاختيار ... الله يعينك ويعيني على الامانه 



تحياتي ودمتم بخير 



اخوك ابا ايوب 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5123
اجمالي القراءات : 57,058,227
تعليقات له : 5,452
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي