( ق 2 ف1 ) المنهج القرآني للفكر الإسلامي

آحمد صبحي منصور Ýí 2015-09-20


 

كتاب مقدمة إبن خلدون: دراسة تحليلية 

  القسم الثاني : قراءة في مقدمة إبن خلدون   

  الفصل الأول : موقع مقدمة إبن خلدون فى تاريخ الحضارة العربية

 مدخل:

     مقدمة إبن خلدون قضية فكرية في حد ذاتها ، يمكن أن تثير الكثير من الرؤى والإقترابات الفكرية ، ولكننا آثرنا أن نتعامل معها على مستويين ، مستوى أفقي يحاول تحديد موقعها في تاريخ التطور الفكري للحضارة العربية الإسلامية . ثم مستوى رأسي يناقش أهم الموضوعات التي جاءت فيها . من خلال هذين المستويين ( الأفقي والرأسي ، الشكلي العام ، والموضوعي الخاص) نناقش تأثر إبن خلدون بعصره منهجيا وموضوعيا وما تبقى منه لعصرنا .

     وقد رأينا أهمية بحث الموقع الفكري للمقدمة في تاريخ التطور الفكري لحضارتنا وذلك لتوضيح حقيقة غائبة عن أكثرية المثقفين ، وهي أن عصر إبن خلدون هو عصر التقليد الفكري والجمود العقلي مقارنة بما سبقه من عصور ، ولأنه عصر متأخر زمنيا ( أواخر القرن الثامن وأوائل القرن التاسع من الهجرة ) ومتأخر فكريا وعقليا يعيش على تقليد الماضي دون ابتكار أو تجديد ، فإن تحديد هذا المناخ يستلزم العودة إلى الماضي ، وفي رصد وتقييم التاريخ الفكري للحضارة العربية الإسلامية قبل وأثناء عصر إبن خلدون ، لنرى موقع المقدمة في هذا السياق التاريخي ، وذلك على المستوى الأفقي ، ثم نتوقف معها بالنقد والنقاش على المستوى الرأسي والموضوعي.

                                              المنهج القرآني للفكر الإسلامي

أولا :

1 ــ     نقطة بالبداية لأي فكر إنساني تتمثل في المنهج الذي يقوم عليه ذلك الفكر ، فالمنهج هو الأساس الذي يقرر منذ البداية مدى صلاح ذلك الفكر ومدى استمراريته . وغالبا ما ينبثق المنهج الفكري لأي حضارة من عقيدة دينية ، فالإنسان حيوان متدين بغض النظر عن نوعية الدين الذي يدين به ، حقا كان أم باطلا توحيدا أو شركا، إيمانا أو إلحادا ، فالالحاد يتضمن بإله أيضا هو الهوى .

2 ـ     والمنهج الفكري للحضارة الإسلامية أتي به القرآن الكريم الذي جاء تبيانا لكل شئ وما فرط الله جل وعلا فيه من شئ ، والمنهج الفكري القرآني للحضارة الإسلامية انبثق من عقيدة الإسلام التي تقصر الإلوهية والتقديس على الله تعالى وحده فلا مجال لتقديس بشر أو حجر أو كوكب أو شجر ، فالله وحده هو الإله القيوم على كل شئ وما من شئ إلا هو آخذ بناصيته مسيطر عليه ، و(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) من مخلوقاته (وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) و(لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) الأنعام103. أما باقي الخلق فهم عبيد مشيئته وقدرته وتحكمه كائنا من كانوا، ملائكة أم رسلا أم بشرا أم حيوانات أم جمادات .  فالإنفصال قائم بين وحدة الخالق المهيمن المسيطر الذي ليس كمثله شئ وبين وحدة المخلوقات التي صنعها الخالق ولايمكن أن تشبه الخالق بأي حال من الأحوال وللخالق عليها حق العبودية والخضوع والإستسلام طوعا أو كرها (أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ ؟ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ..آل عمران83) فكل ما خلق الله أسلم وخضع له وسجد لعظمته ، سبح بحمده كل المخلوقات ، كل الأشياء من أحياء وجمادات لا خالق لها إلا الله ولايستحق التقديس والعبادة إلا هو تعالى ولا واسطة بين الخالق والمخلوق . ومن هذه العقيدة التوحيدية إنبثق المنهج القرآني للفكر والعلم والتربية ، وقد صاغ ذلك المنهج رب العزة تعالى وهو الأعلم بخلقه {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ؟ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ؟ }الملك14.

3 ــ ويعتمد ذلك المنهج القرآني للفكر الإسلامي على أساس من الحكمة في خلق الإنسان والكون . فالله تعالى خلق الإنسان ليكون خليفة في الأرض يطبق فيها منهج الله القائم على الحق والخير وعدم الفساد . ولأن الإنسان مخلوق ليكون خليفة في الأرض فإن الله تعالى سخر له كل ما في الأرض وما في السموات{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ...الجاثية13 }.  وسخر بمعنى ذلل وأخضع ، أي فكل ما في السماوات والأرض من جماد وحيوان ونبات وأشعة وطاقة سخره الله للإنسان كي ينتفع بها كيفما يشاء ({هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ.. الملك15} ومن هنا فإن البحث في الأشياء المادية التي يمكن أن تقع عليها حواس الإنسان رهين بسعى الإنسان وكفاحه كي يتمكن من الإستفادة مما سخره الله له على أتم وجه .  من هنا أيضا أمر الله تعالى الإنسان أن يسير في الأرض ويبحث فيها ليرى عظمة الخالق في خلقه . {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ،  قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } العنكبوت19، 20.

4 ــ  فالبحث العلمي في مخلوقات الله التي سخرها للإنسان فريضة إسلامية لها وسائل لها أهداف. فوسائلها السعي والسير والنظر بالعقل والعين واللمس والتحقق والتفكر ، ويستخدم الإنسان في سعيه كل حواسه من يد وعين وأذن وقدم وعقل{قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }يونس 101{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ..}فصلت53  {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ ،وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ؟ }الذاريات 20،21  ) (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) ق )  

 والآيات السابقة التي دعت للبحث العلمي في الكون تحوى إعجازا علميا أثبته العصر الحديث بعد أن اتبع المنهج العلمي القرآني في البحث والتجربة والسعي والسير ..

 5 ــ    ويكفي أن الله تعالى جعل من صفات المتقين أولى الألباب والعقول لأنهم يذكرون الله ويتفكرون في خلقه ( آل عمران 190، 191) بينما جعل من صفات المشركين الإعراض عن آيات الله في الكون{وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} يوسف105.

6 ــ     باختصار فالإسلام يدعو المسلمين إلى البحث العلمي التجريبي في الكون المادي الذي سخره الله تعالى للإنسان ، وغاية ذلك البحث التجريبي أن يصل الإنسان إلى عظمة الخالق تعالى وابداعه، وأنه يستحيل على من خلق وأبدع أن يكون له شريك أو معه ولي أو معين ، وحينئذ يزداد العالم خشية لله تعالى وخضوعا له . ويعزز ذلك أن القرآن الكريم دعا للعلم واستعمال العقل والنظر ، وتكررت فيه عبارات ( أفلا تعقلون ) ( أفلا تبصرون ) بل وارتبط فيه لفظ العلم بالتقوى والخشية (  {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ،وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ. فاطر 27، 28 } أي أن التفكر والبحث العلمي في بديع الخلق من إنزال المطر واختلاف الشجر والبشر والحجر من صفات العالم الحقيقي المؤمن الذي يدعو له الإسلام ، يقول تعالى  {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر9

  ثانيا

1 ــ  ويلاحظ أن الحضارة الغربية الحديث إتفقت مع الإسلام في وسائل البحث العلمي التجريبي ، فهي تسعى في الكون وتسير في الأرض فتمكنت من اكتشاف آلاء الله في الكون – وكان المسلمون أحق بهذا الإكتشاف لو اتبعوا منهج القرآن الكريم ، ولكن تلك قضية أخرى ، والمهم أن الحضارة الغربية إتبعت المنهج العلمي التجريبي ووسائله ولكن إختلف الهدف ، فالهدف من البحث التجريبي في الإسلام هو الوصول إلى عظمة الله وقدرته ليزداد الإنسان خشية لله وعبادة له وينشر الخير ويكون لله خليفة في الأرض بما وهبه الله تعالى من عقل وفطرة سليمة. أما الهدف من البحث التجريبي في الحضارة الغربية فكان في بعض الأحيان إستخدام العلم في خدمة الشيطان باختراع أسلحة الموت والدمار وتوجيه التقدم العلمي لتدمير الحضارة الإنسانية وإشاعة القلق والخوف والفقر والحروب والدماء والآلام ..

2 ــ وقلنا إن القرآن دعا المسلم إلى البحث فيما سخره الله له ، أي أن الله تعالى جعل تلك الأشياء المادية مسخرة خاضعة لحواس  ذلك الإنسان وعقله وفي إمكان طاقته ، ويستطيع بالعقل الذي وهبه الله له أن يخترع من تلك الأشياء المُسَخّرة ما يمكن أن يفيده أو يضره ، ويتوقف ذلك على الهدف ، فإن كان الهدف طاعة الله كانت المخترعات في صالح الإنسان وسعادته، أما إن كانت الأخرى فهو التدمير والبؤس والفقر .

 ثالثا :

وتبقى قضية أخرى :

1 ـ  إن الله تعالى سخر الكون للإنسان ، ومن هنا كان من حق الإنسان بل من واجبه أن يبحث فيما سخره الله له ، ولكن خلق الله تعالى الإنسان لعبادة ربه فيستحيل أن يتمكن الإنسان المخلوق لعبادة الله من أن يتخذ الله تعالى مادة لبحثه ..

  فالله تعالى هو الذي خلق الإنسان ويستحيل على المخلوق أن يتعرف على كنه الخالق ، والله تعالى هو الذي خلق عقل الإنسان وصممه على أساس أن يبحث فقط في الأشياء التي سخرها الله له ، وليس بإمكان ذلك العقل كما خلقه الله أن يسمو للبحث في ذات الخالق جل وعلا .

  ويستحيل على الإنسان أن يبحث في ذات الله تعالى والله تعالى وصف ذاته بأن ( ليس كمثله شئ ) ومعنى ذلك أن أي شئ من المخلوقات لايمكن أن يشبه الله تعالى ، وكلمة (شئ) مفعول مطلق من كلمة (شاء) فالله تعالى اراد أو شاء شيئا فكانت كل المخلوقات أشياء، وكل المخلوقات أو الأشياء لا تشبه الله تعالى بأي حال من الأحوال ، فلا يستطيع الإنسان أن يتخيل كنة الله تعالى ، فعقل الإنسان لا يفهم إلا في الأشياء المخلوقة مثله ، والله تعالى أكبر من كل شئ .. وحواس الإنسان لا تدرك إلا ما سمح به الله تعالى ، والله تعالى جل أن تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير .

2 ــ بل إن مشيئة الله قضت أن يحجب عن أعين الناس بعض مخلوقاته ، والإنسان الحديث آمن بأنه لايرى كل شئ من الأشعة والموجات وإن أمكنه أن يستغلها في الراديو والتليفزيون واللاسلكي ، والله تعالى يقول للبشر (  فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لَا تُبْصِرُونَ  . الحاقة 38، 39) والله تعالى أخبر بأن الشياطين والجن يرون البشر ولا يمكن للبشر أن يروهم (  إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ  .. الأعراف 27).

      وإذا كانت بعض الأشياء المخلوقة محجوبة عن عين الإنسان لا يمكن أن يراها في هذا العالم المادي ولا يمكنه إخضاعها للتجربة المادية فكيف يطمح الإنسان إلى رؤية خالق الأشياء ومبدعها سبحانه وتعالى ؟ وإذا كان ممنوعا من الرؤية فكيف يبحث فيما لايستطيع رؤيته ؟

3 ــ  على ذلك فإن العالم له شقان بالنسبة للإنسان ، عالم الشهادة ، أو المحسوسات المشاهدة من الكون والطبيعة وقد عرفنا منهج الإسلام فيها من حيث الوسائل والهدف ، أما عالم الغيب أو السمعيات فهي خارج نطاق المحسوسات ، وتخرج عن نطاق بحث الإنسان ، ومطلوب من الإنسان ألا يبحث فيها ولكن يؤمن بها ، فالإيمان بالغيب من أولى صفات المتقين ( الم ، ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ .. البقرة 1، 2، 3 }.

4 ــ      على أن يكون معروفا أن ذلك الغيب الذي نؤمن به هو غيب الله تعالى الذي أخبر به في كتابه الكريم خاصا بالله تعالى والملأ الأعلى من الملائكة والجنة والنار والآخرة والحساب والحشر ثم الجن والشياطين . وكلها أمور غيبية غير مشاهدة أخبر بها الله تعالى ومطلوب أن نؤمن بها .

على أن الإيمان الإسلامي لا يقبل القسمة على اثنين ، فالمؤمن بالله وحده يؤمن بغيب الله وحده ولا مجال لديه للإيمان بخرافات الأولياء وأكاذيب العامة والدهماء هذا هو الإيمان المطلوب ، إيمان بالله وحده وكفر بما عداه ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة 256

 أخيرا

1 ــ    ووضح مما سبق أن القرآن حدد المنهج التجريبي العلمي للبحث في عالم المشاهدة والكون والمادة المسخر للإنسان ، دعا للإيمان والتسليم والتصديق بعالم الغيب الذي يذكره الله تعالى في كتابه فقط وما عداه من كلام في الغيب إنما هو خرافة ، حيث أن النبي محمدا نفسه لا يعلم الغيب ، ومن هنا تضيق فجوة الإيمان بالغيب على قدر ما جاء  في القرآن فقط ، ويتسع المجال أمام العقل كي يخترع ويبتكر في عالم الشهادة .

 2 ــ    ذلك ما ينبغي أن يكون ، وذلك ما كان يجدر بالمسلمين اتباعه ، ولكن المفروض شئ والواقع شئ آخر ، فالذي حدث أن الحضارة الإسلامية لم ترتبط تماما بالمنهج القرآني وإنما سارت على أساس منهج آخر مخالف ، هوالمنهج اليوناني فكانت الحضارة الإسلامية ترديدا في معظمها للحضارة اليونانية أو ترجمة لها بالعربية .

3 ـ     قد أثمر الفتح العربى تكوين إمبراطورية مترامية الأطراف شملت أجناسا متباينة من فرس وأنباط ومصريين ،وأولئك الموالى كانت لهم اسهاماتهم في الحضارة الإسلامية بل هم الذين سيطروا عليها ، وكان من الطبيعي أن يسيروا بالمنهج الفكري الذي تعودوه قبل الإسلام وهو المنهج اليوناني .

4 ــ وأخيرا .. نذكّر هنا ونؤكد أن الحضارة ( الاسلامية ) أو أى حضارة ـ هى منتج بشرى ، شأن التاريخ والتراث ، فيه الخير وفيه الشّر ، شأن من صنعها وهم البشر . ولا يصح أن يكون الاسلام مسئولا عن هذه الحضارة ، بل هى مسئولية من قام بها . ونضطر لاستعمال مصطلح ( الحضارة الاسلامية ) لأنه الشائع ، مع رفضنا نسبة هذه الحضارة ( البشرية ) الى رب العزة جل وعلا ودينه المعصوم .

اجمالي القراءات 7406

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5123
اجمالي القراءات : 57,057,434
تعليقات له : 5,452
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي