دين الله، أم دين الشيطان
البقرة الآية 208 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
النور الآية 21 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
الكل يتابع حاليا ما يجري من أحداث في باريس الفرنسية ولا ننسى أيضا ما يجري في البلدان العربية و الإسلامية المتأثر الأكبر من الأعمال الإرهابية و يترقب ما سوف تؤدي إليه من تداعيات ضد المسلمون في فرنسا، لكن المسلمون أنفسهم ينقسمون في تحليل ما يجري فمنهم :
1. من يستنكر و متأكد أنهم لا يمثلون الإسلام، و من بين هؤلاء من يحارب هذا الفكر الوهابي، و هذا ما يقوم به "أهل القرآن" و على رأسهم الدكتور أحمد صبحي منصور جزاه الله ألف خير
2. مَن هو متشبع بالفكر المتشدد لهذه الجمعات الإرهابية اللتي غالباً تتبع المنهج السلفي الوهابي و يهلل لما يجري ضد الكفار على حسبهم (الشهادة لله، لا نعمم فمن السلفيين من هو معتدل و يدعوا للسلم و هو ضد هذه الجماعات مع أنني أعتبرهم مخطئين في منهجهم)
3. من يحاول إتباث أنها عملية إستخباراتية و لعبة سياسية، تحت ظل المؤامرة،، نفس الأمر بالنسبة للقاعدة و داعش هي مخترعة من طرف المخابرات الأمريكية. إن تقبلنا هذا الطرح، نتسائل، هل المجندين في هذه التنظيمات الإرهابية اللتي تستعمل إسم الإسلام هم مِن غير المسلمين. للأسف "لا"، فلنترك هذا الطرح جانبا لا يفيدنا في شيء.و نحاول معا محاربة هذا الفكر المتطرف، لأن بالقضاء عليه نقضي على الجماعات الإرهابية و إلا ستخرج دواعش أخرى مستقبلا.
4.من لا يدري ما يفعل، مع أنه يستنكر قتل الناس، لكن في المقابل لا يقدر قول أي شيء، لأنه يواجه المحسوبين علماء على الإسلام يدعون للجهاد و لقيام الخلافة (اللتي لا أسس لها في الإسلام)، و إعادة العصر الذهبي الإسلامي. هؤلاء الشيوخ يعتبرون كل من يخالف منهجهم أو لا يتقبل حديث صحيح يخالف القرآن و العقل كافراً أو ضالاً. و للعلم أن من صنع مجد الإسلام ليس هؤلاء الشيوخ أو شيوخهم، و إنما من إعتبروهم كفارا مثل ابن سينا، ابن الهيثم أو الخوارزمي.
ما يجب أن نعلمه أيضا أن هذه الفرقة (من الوهابية السلفية) يُخرجون الآيات من سياقها و يجعلون كلام البشر (فتاوى شيوخهم) قبل من كلام الله(القرآن)، و يتلاعبون بولاء وحب المسلمين للرسول الله عليه الصلاة و السلام لإستمالتهم و إيهامهم بأنهم يدافعون عن سنته و رسالته و لكن رسولنا بريء مما يقوموا به.
إذن هذا الفكر المتطرف ليس إلا "دين الشيطان"، و نحن متأكدون أنه فرح لكل ما يجري بالإسلام و المسلمون و لا يجب أن تعتبرونه غبي ليأتي مباشرة و يقول لنا "" أفسدوا ""، لكن يُلبس مشروعه رداء ديني ليكون أكثر فاعلية؛ فيجند عدد أكبر من الناس.
الحجر الآية 93 قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ
و من بين من يتبعوه نجد من يُعتبرون من علماء أمتنا، الذين يحسبون أنهم يخدمون دين الله و لكن يخدمون الشيطان دون علم.كل هذا عاشته الديانات الأخرى، لأن طبيعة الإنسان هي نفسها، و لقد حذرنا القرآن من الوقوع في نفس هذه الأخطاء :
البقرة الآية 75 :أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
ونجد أيضا من العلماء من يدينون ديانة الشيطان بغيا بينهم بعدما فهموا و عقلوا الرساله الإلهية :
آل عمران الآية 19 :إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ
و من أفعال الشيطان أنه يُلبِس أيضا على هرم السلطة، ليكون تأثيره أكبر و بذلك يفسد عدد كبير من الناس؛ وذلك بتزين أموره للحاكم و العلماء و إيهامهم أنهم على حق، و من بين الأمثلة القرآنية، نجد قصة فرعون من خاف على قومه أن يضلهم موسى عليه الصلاة و السلام
غافر الآية 26 : وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ
و لقد حذرنا الله من كل هذا في القرآن، أفلا تتدبرون ؟
البقرة الآية 204 : وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ
البقرة الآية 205 : : وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ
و قال عز وجل في موضع آخر مخاطبا من ظلموا أنفسهم و إتبعوا هذا المنهاج الباطل
النحل الآية 28: الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
حاليا الأمة الإسلامية على المحك، و هي مسؤوليتنا جميعا لمحاربة هذا الفكر المتطرف ويجب أن نعلم بأن ليس كل من يدعي أنه عالم رباني، أو داعية أنهم مسلمون حقا، فمنهم من هو متدين بدين الشيطان الذي يدعوا للكراهية و الفساد. و كونوا فطنين لكي لا تكونوا ممن يقولون في النار، أن علمائنا أو كبرائنا هم من أضلونا السبيل
الأحزاب الآية 67 66 :يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا -- وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا
أما من يتساءلون، لماذا الله وضعنا في مأزق، ليس كذلك فهو حذرنا مرارا، و ميزنا بالعقل عن دواب الأرض، لنميز بين الخبيث و الطيب، لذلك هي مسؤولية كل واحد منا لنبحث عن الحقيقة، و لا كلام له الحق أن يعلوا فوق كلام الله لأن في هذه الدنيا نبتلى وهذا جانب من هذا البلاء.
الأنبياء الآية 35 كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ
محمد الآية 31 وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ
إذن من يرى بوجوب تغيير الخطاب الديني، و سد الطريق أمام من يشوه صورته عليه أن يلتف مع أهل القرآن و شيعته.
رابط المقال باللغة الفرنسية : http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=12808
اجمالي القراءات
10838
وندعو الله جل وعلا أن يجزيك خيرا . ونعلّق عليك ـــ وعلى زملائك ــ أمالا كبيرة فى التعريف بالموقع فى فرنسا والعالم الحُرّ .