نهاد حداد Ýí 2014-12-27
أجمل ما تعلمته ومن بين أحب الفلسفات إلى قلبي كانت وماتزال فلسفة عصر الأنوار ، وهي الفلسفة التي أثرت الفكر الإنساني بمبدإ التسامح بين الأديان the tolerance وتقبل الآخر كيفما كانت ثقافته أو انتماؤه الديني أو الطائفي أو الفكري ! وقد كانت قناعتي بأن مبدأ التسامح الذي جاءت به هذه الفلسفة هو قمة ما وصل إليه الفكر الإنساني الحر إلى أن قرأت هذه الآية هذا المساء" إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله غني حميد " قرأت هذه الآية مرارا ! لكنني توقفت عندها اليوم ! واكتشفت ان هذه الآية بالذات ! هي قمة التسامح الإلاهي مع الإنسان الذي خلقه فسواه ومع ذلك اعطاه حرية اختيار عدم الايمان ! تسامح الله في حقه ! أو ليس هو الغني الحميد ؟
تحياتى للجميع...
حتى نثرى النقاش، رأيت أن ألخص لكم وجهة النظر المخالفة التى يتبناها أهل التراث أمام مفهوم التسامح الذى تحدثت عنه الأستاذه نهاد و استطرد الدكتور أحمد بربطه بمفهومى الرحمة و الإحسان ، و أمام حجتهم أتمنى لو اتسعت دائرة المشاركة و النقاش من الجميع حتى نصل جميعا إلى مفهوم واضح للمعنى الحقيقي للتسامح من القرآن:
يقول أهل التراث فى رفضهم لنشر روح التسامح:
1/4 أن اتباع الرسول محمد عليه السلام هو أمر واجب على جميع أهل الكتاب، عندما قال جل و علا: "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
و هم هنا يحتجون بأن الله قد حدد المفلحون فى من آمن بمحمد و بالنور الذى أنزل معه، و بهذا فإن اتباع القرآن ملزما للجميع بما فيهم اهل التوراة و الإنجيل. و عليه فإن أهل التراث يعتبرون أن مجرد التسامح و التعايش مع من أنكر القرآن هو انحراف عن طريق الحق و تشجيع على الكفر و اتباع الباطل.
يتبع...
2/4 أن إنكار اليهود و النصارى لنبوة محمد عليه السلام هو اجتراء على ما أنزل الله، لذا هم دائما ما يسألوا أهل القرآن، كيف تدعون دفاعكم عن القرآن و التمسك به فى حين أنكم تؤيدون اليهود و النصارى فى تكذيبهم لما جاء فيه؟ و هم فى هذا الأتهام يحتجون بقوله تعالى "وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ".
فهم برون أن مجرد إنكار أهل التوراة و الإنجيل لنبوة محمد عليه السلام هو كفر صريح و أمام هذا الكفر لا يليق ان نعاملهم بالإحسان و لكن الأولى أن نغلظ عليهم.
3/4 أن كثيرا من أنصار الحريات الدينية يجعلون من قوله تعالى "كتب على نفسه الرحمه" و قوله تعالى "ورحمتى وسعت كل شئ" سببا لنشر ثقافة الرحمة و التسامح بين البشر اقتداء بالمولى جل و علا، لكن أهل التراث يحتجون أمام هذا بتكملة الآية الأخيرة و التى جاء فيها "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ".
إذن حدد الله رحمته على المؤمنين بآياته من المتقين، المؤتون للزكاة، أما غيرهم فلم يسعهم الله فى رحمته،فمن باب أولى ألا يرحمهم المؤمنون.
4/4 أخيرا، يحتجون بقوله تعالى "وادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن" بأن كلمة "ادعوا" هو فعل أمر يلزم القارئ بالدعوة إلى سبيل الله و بالتالى فإن أى تسامح أو كما أسمته الأستاذه نهاد Telorance فلا محل له فى عقيدة المؤمن الحق.
كان هذا ملخصا لحجج أهل التراث التى تأتينى عبر رسائل الفيس بوك ، فى انتظار تعليقاتكم.
نعم سيدتي لو شاء الله تعالى لهدى الناس جميعا، وهو القادر على أن ينزل آية فتظل أعناقهم لها خاضعة، وقال سبحانه لرسوله: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ(99).يونس.
طسم(1)تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ(2)لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ(3)إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ(4)وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ الرَّحْمَانِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ(5)فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون(6)أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ(7)إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ(8)وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(9).الشعراء.
وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ(31).الرعد.
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ(32). المائدة.
لكن كيف نوافق بين الحرية في الإيمان أو الكفر، وبين ما جاء مثلا في الآيات التالية:
أليس الله تعالى وحده هو الذي يُضل من يشاء ويهدي من يشاء؟؟؟
وشكرا على هذا المقال والتدبر في أحسن الحديث.
دعوة للتبرع
بطون : لم تكتب لنا عن مصطلح ( بطون ) في القرآ ن الكري م ...
دأب آل فرعون: جاء فى القرآ ن الكري م ( كدأب آل فرعون ) هل يعنى...
الاشتهاء والشهوة : هل الاشت هاء والشه وة حرام ؟ ...
إن بطش ربك لشديد: أعترف لك لكى يكون إعترا فى عبرة . أنا ألان...
تحريفاتهم فى الصلاة: ( وَلَا تَجْه َرْ بِصَل َاتِك َ وَلَا...
more
شكرا اخت نهاد على التوضيح .
نعم أوافقك الرأي فالإسلام هو التوحيد .
فالإسلام موجود مند سيدنا ابراهيم وهو دين سيدنا آدم أيضا ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ . هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ . مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ )
قال كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين نلاحظ هنا أن الإسلام هو عكس الشرك .وكما قال أبناء يعقوب