آحمد صبحي منصور Ýí 2014-11-15
تحليل سيسيولوجي للحركة السلفية في السعودية
كتاب ( المعارضة الوهابية فى الدولة السعودية فى القرن العشرين )
القسم الثالث المعارضة الوهابية التى أنجبت أسامة بن لادن
الفصل الرابع : وجهة نظر قرآنية نقدية للجنة الشرعية السلفية
الفرع الثالث: تحليل سيسيولوجي للحركة السلفية في السعودية
أولا : سيسيولوجيا الاخوان المسلمون المصريين
1 ــ أحدث محمد علي والخديوى اسماعيل نهضة تعليمية في مصر ، واتاح التعليم لأفراد من الطبقات الدنيا في مصر أن يصلوا الي مراتب الطبقات العليا ، ومنهم رفاعة الطهطاوي . ولكن مالبثت ان استحكمت الفوارق بين الطبقات في النصف الاول من القرن العشرين ، وكلما لحقت شريحة من الطبقة الدنيا أو الطبقة الوسطي الي الطبقة العليا احكمت خلفها الباب علي الطموحين من اللاحقين خلفهم بحيث دخلت مصر العقد الثالث في القرن العشرين ولديها شرائح كثيرة من المتعلمين الافندية المثقفين المنتمين الي الطبقة الدنيا والذين اقتصر دورهم علي الهتاف للزعماء من الطبقات العليا والوسطي. وحتي حزب الوفد اكبر حزب شعبى في ذلك الوقت تقلص دوره الاجتماعي فلم يعد امام الشاب المتعلم الباحث عن دور سياسي ومكان تحت الشمس ،الا ان يجد نفسه في جماعات الرفض السياسية فقام الشباب بتكوين حركات واحزاب وجمعيات ترفض الواقع الجديد وتزايد عليه باسم الدين والسلفية مثل الاخوان المسلمين ، وبالوطنية الفاشية مثل مصر الفتاة ، أو حقوق الفقراء مثل الشيوعية .وبسبب قوة الشعور الدينى عن غيره فقد إنتشرت دعوة الاخوان المسلمين الوهابية ، بين العوام والمثقفين الساخطين على السواء ، ورأوا فى ( الدين ) متنفسا لطموحهم وأملهم فى التغيير . واتيح لبعض الشباب الانضمام للكلية الحربية وتخرجوا فيها ضباطا ، فتكون من بينهم الضباط الاحرار الذين قاموا بثورة 1952 ، وكان ولاء معظمهم مع الاخوان المسلمين . وكان الاخوان المسلمون هم الظهير الشعبى لانقلاب أو ثورة 23 يولية ، وأرادوا التحكم فيها ، فشبّ الصراع بينهم وبين عبد الناصر الذى عصف بهم فهرب معظمهم الى السعودية ( موطنهم الروحى ) ثم أسهموا فيما بعد فى تأسيس الحركة السلفية الأصولية .
2 ــ والمستفاد من ذلك كله ان التعليم له دوره الاجتماعي في تخفيف حدة الصراع الطبقي والسياسي ، اذ يكون معبرا يصل به الشباب الطموح من طبقة دنيا الي متوسطة ومن متوسطة الي اعلي منها واذا فقد التعليم هذا الدور فأن الشباب المتعلم يستخدم علمه في التمرد علي المجتمع .
ولقد اصبح التعليم في مصر فى عهد عبد الناصر اهم وسيلة في تذويب فوارق الطبقات بحيث اصبح من حق ابناء الطبقات الدنيا ان يصلوا الي اعلي الكليات التي تقبل الطلبة علي اساس المجموع فقط دون أي استثناء ، ثم اصبح من حقهم بعد التخرج الحصول علي وظيفة والدخول في الطبقة الوسطي ،واذا تفوق اكثر وحصل علي الدكتوراة فأمامه الوزارة والانخراط في الطبقة العليا ، وكل ذلك بالعلم والاجتهاد مهما كان وضع اسرته.
3 ــ إنتهي ذك بمجئ السادات والانفتاح الاقتصادي ، وتأثيره علي مكانة التعليم ومستواه مع تسيد قيمة المال بغض النظر عن كيفية الحصول عليه ، فأقفلت ابواب الترقي والصعود امام الفقراء الذين حازوا علي اعلي الشهادات ، وعاد الشباب المثقف الي ما كان عليه اسلافه قبل الثورة ، فعادوا الي الرفض السياسي ووجدوا السلفية تفتح ذراعيها لهم خصوصا مع تحالف السادات مع التيار السلفي ، ثم بدأ الصراع بين الحكومة المصرية والاصولية الشبابية من الاخوان المسلمين وما ظهر من تنظيماتهم وما بطن .
4 ــ وعاش أعيان الاخوان المسلمين المصريين فى السعودية فأنجبوا فيها الحركة الأصولية الوهابية التى أنجبت بدورها ابن لادن. فقد تشابهت ظروف نشأة الاخوان المسلمين المصريين مع تلامذتهم من المسعرى وأقرانه .
ثانيا : سيسيولوجيا الحركة الأصولية الوهابية فى السعودية
1 ــ ونفس الملامح تقريبا نجدها في الاصولية السنية السعودية الراهنة . إن التوسع في التعليم والتحديث الذي بلغ اوجه في عهد الملك فيصل والذي ارتبط بالتمسك بالثوابت السلفية هو الذي انتج هذه المعارضة .ان الثوابت السلفية القائمة علي تغيير المنكر باليد وتصل الي درجة الجهاد والتكفير تتيح مجالا اوسع لرفض الوضع القائم ، علاوة علي تسويغ هذا الرفض بالحجج الشرعية ( السلفية ). ومن السهل العثور علي منهج ثورى جهادى كامل من خلال اقوال ائمة السلف ، ثم من السهل ايضا الحصول علي منهج نقيض من خلال نفس التراث سواء في طاعة ولي الامر او طاعة الخارج الثائر الذي يزعم انه الشرع .
2 ــ علي ان هذا الشاب المعارض الطموح قد يري نفسه –بعد تعمقه في الفكر السلفي –احق بالحكم من الأسرة السعودية التي تحكم باسم شريعة السلف ، ولكن الواقع السعودى يحتم عليه ان يوقف طموحه عند وظيفته ، فالترقى للدرجات العليا محجوز مقدما للأسرة السعودية والملأ الدائر فى ركابها ، وهم دوائر مغلقة لا تسمح للآخرين بالتسلل اليها . الشاب الكُفء المتفوق النابغة الذى يريد لنفسه مكانا تحت الشمس يحول وضعه الاجتماعى بينه وبين أن يكون من الملأ أهل الثقة ، فلا يبقى له إلا ان يزايد علي الحاكم السعودى ، وليس عليه الا ان يتفقه في التراث السلفى الوهابى ، ويصبح متحدثا باسمه يتحدث فيما يجب وما ينبغي وما يحظر ويحرم . وبهذا التفقه في التراث يستطيع ان ينتصر علي علماء السلطة ، وهم في اغلب الاحوال من اهل الثقة وليسوا من اهل الكفاءة ، علاوة علي انهم متهمون امام الناس بمسايرة النظام المتهم بالظلم . ومن هنا يكتسب المتمرد السلفي الفقيه شعبية تزيد في طموحه السياسي ، وتجعله يتصور انه بسلاح الكلمة يستطيع التغلب علي السلطة بكل اسلحتها طالما انه يعبر عن الشرع او يملك الشرع في مواجه ولي الامر .
3 ــ ومن هنا نفهم اساس الصراع بين الاصولية السنية الراهنة والاسرة السعودية ، واختلافها عن الحركات المعارضة السابقة .
لقد امتلك الاخوان النجديون السلاح دون الفقه السلفي ، ودون العلم بالتطورات السياسية والثقافية والتكنولوجية للعالم وقتها ، فانهزموا بسلاحهم وشجاعتهم امام الملك عبد العزيز الذي كان لديه سلاح اكثر وعلم اكبر وثقافة اوسع ونفوذ اقوي . وجاء جهيمان بعلم سلفي اكبر من حجمه ، فلم ينتبه اليه احد ، فأرغم الجميع علي الالتفات اليه عندما انتهك حرمة البيت الحرام .
وبتلقيح من الإخوان المسلمين المصريين تولدت الحركة الاصولية السنية الراهنة لترث ما سبق وتزيد عليه .صحيح انها ليس لديها سلاح الاخوان النجديين ولكنها رفعت سلاح الكلمة التي تجيد امتلاكها ، واختارت ان تستخدم كل ادوات الصراع السلمي ، وعلي عكس الاخوان النجديين استخدمت من الغرب منظماته و مخترعاته وعاشت في بلاده مع تكفيرها له ، وكل ذلك بأمل الوصول الي ما كان يطمع اليه الاخوان ويتمناه جهيمان في رسائله ، وهو اقامة دولة واحدة ترفع اسم الاسلام فوق الفكر السلفي ، ويحكمها اولئك باسم الشرع . واذا كان الاخوان النجديون مجموعة من البدو المحاربين الذين لم يغادروا بلادهم الا الي المناطق التي يغزونها ، واذا كان جهيمان واصحابه مجموعة من الشباب صغيرة الخبرة والمعرفة ، فأن الحركة الاصولية السنية الراهنة تمثل تحالفا عجيبا بين الشيوخ (طلاب العلم ) المستقلين عن المؤسسات الرسمية للدولة ، وبين اساتذة الجامعات، ومنهم من درس في الغرب ارقي ما وصل اليه في العلوم الطبيعية.
4 ــ وربما يعبر عن هذا التحالف المسعري الاب والمسعري الابن . فالاب ( عبد الله المسعرى ) أحد القضاة وشيوخ العلم ، والابن ( محمد ) حاصل علي شهادة دكتوراة في الفيزياء ، وكلاهما متعمق في الفكر السلفي . فما الذي يدفع المسعري الابن المتخصص في الفيزياء الي التعمق في الفكر السلفي بدرجة يتفوق بها علي ابن باز وابن عثيمين واللحيدان والفوزان وغيرهما ؟ وما الذي يدفع المسعري الابن ليترك تخصصه الدقيق في الفيزياء ليتخصص فيما لم يكن مؤهلا له بحكم دراسته وشبابه ؟ انه الطموح السياسي الذي ينتجه الفكر السلفي لأي شخص عادي طالما أنه يستطيع التعمق فيه .
إنّ آل سعود لا يأبهون بعلم المسعرى الابن في الفيزياء ، فالمسعرى فى النهاية واحد من ( مماليكهم ) بحكم أنهم الذين يملكون الأرض ومن عليها والدولة ومن فيها وما فيها . ولقد قالها الامير سلمان لمن توسط لديه لكي يفرج عن المسعري عندما اعتقله وتحدث عن علمه ، فقال له سلمان ( ما يهمني علمه ..) ولكن المؤكد ان علم المسعري في الفكر السلفي يعتبر همّا ثقيلا عندما استخدمه المسعري في حرب الدولة السعودية في كتبه واهمها كتابه (الادلة القطعية علي عدم شرعية الدولة السعودية ) خصوصا وان علماء الدولة السعودية من ائمة الفقه السلفي لن يستطيعوا الرد عليه ، وبهذا العلم فقط استطاع الكيد للدولة السعودية . ثم ان المسعري لو اخذ جائزة نوبل في الفيزياء فلن يكون سوي فرد مملوك تابع للأسرة السعودية . هو لا يحمل الجنسية السعودية التى هى مقصورة على الأسرة السعودية، ولكن يحمل ( التابعية السعودية ) أي يظل تابعا للأسرة الحاكمة وفق عقيدة الامتلاك التي فصل المسعري في تحليلها ليعبر عن بغضه للتبعية السعودية ، أو ملكية الأسرة السعودية لسكان الجزيرة العربية والجزيرة العربية..
اذن فتخصصه في الفيزياء لن يصل به الا لمجرد ان يكون خادما لآل سعود مهما بلغ من تفوق في وظائفه. التخصص في التراث السُّنّى الوهابى هو فقط الذي يعلو بالمسعري الي درجة يُنازع بها آل سعود في مجدهم وملكهم ، فاذا كانوا يحملون لواء الملك فأنه يحمل لواء الشرع في مواجهتهم الذي يعتقد انه اساس الملك لآل سعود ،ثم له الملك في المستقبل اذا نجح في مشروعه السياسي واقامه في الجزيرة العربية وتوسع به في بلاد المسلمين .
5 ــ ومثل المسعري في تخصصه العلمي ثم في تخصصه الفقهي والسلفي نجد اخرين من اعيان الاصولية السنية السلفية الذين لم يتوقف طموحهم كالاخرين عند الوظيفة في الدولة السعودية بل تعداه الي منازعة ال سعود في الملك عبر اللجنة ، واسهمت الظروف الدولية والاقليمية من حرب افغانستان الي حرب الخليج في تحريك هذه النخبة المثقفة الي المعارضة التي بدأت في الافصاح عن مطالبها في الهيمنة علي الدولة خلال خطاب الي مذكرة النصيحة ، ثم الي تكوين اللجنة ، وما قامت به من اعتصامات وما اصدرته من بيانات وانتهي الامر بالانشقاق واستمرار المسعري في اصدار نشراته التي امتلئت في اعدادها الاخيرة بالتأصيل الفقهي في تحقيق امر مستحيل وهو اقامة الدولة الاسلامية الموحدة ، وارتبط هذا التأصيل الفقه بالاستغراق في المنامات ( المبشرات ) وعلو نبرة الهجوم بالسباب والبذاءة كدليل علي الفشل في تحريك الواقع ، ومثل المسعري ولجنته نجد اساطين الجهاد في العالم العربي وانتهي بهم الامر بالاجتماع في الغرب ليتآمروا علي اوطانهم وشعوبهم تحت زعم اقامة الدولة الاسلامية التي تواجه الغرب والشرق بالبيانات و التأصيلات الفقهية المأخوذة من كتابات السابقين ، وكلها لم يعد يأبه بها العالم المتمدين رغم انها تستخدم احدث الوسائط الاعلامية ، ووسائل الاتصال، لأنهم يخاطبون العالم بلغة الفقهاء القدامي التي قد تجدي في الوعظ لبعض الوقت لبعض الناس لكنها لم تعد كافية للاقناع بتحريك عقارب الساعة الي الوراء .
6 ــ من الواضح انه اذا كان الاسلام صالحا لكل زمان ومكان –وهو كذلك فعلا –فلابد من استخلاص رؤية قرآنية تتفق والعصر. واذا كان هذا العصر هو ثقافة حقوق الانسان وحقوق المواطنة وحقوق الجماهير والديمقراطية والعدل ، فأن الامر يكون اسهل ، حيث ان القرآن اذا قرأناه بلغته ومصطلحاته ومفاهيمه عرفنا الاسلام كدين لحقوق الانسان والعدل وحرية المعتقد بالاضافة الي انه دين العقل والعلم واخلاص العقيدة لله تعالي ، وعرفنا من ناحية اخري انه من الظلم للاسلام والمسلمين والعصر ان ننكر حقائق الاسلام الكبري في العدل والحرية والسلام والعقل لنغرق في التأصيلات الفقهية التي كانت تعبر عن عصرها وليس عن عصرنا ، وتدعو الي مصادرة الحقوق التي سبق وحماها الاسلام منذ خمسة عشر قرنا من الزمان .
المسعرى ترك العلم النافع الذى تخصص فيه وفشل فيه وهو الفيزياء النووية ، وتفرغ للهجص السلفى . المسعرى يجب علاجه فورا على نفقة الأسرة السعودية ، فهى المسئولة عما وصلت اليه حالته العقلية .!!
، وتأثيره علي مكانة التعليم ومستواه مع تسيد قيمة المال بغض النظر عن كيفية الحصول عليه ، فأقفلت ابواب الترقي والصعود امام الفقراء الذين حازوا علي اعلي الشهادات ، وعاد الشباب المثقف الي ما كان عليه اسلافه قبل الثورة ، فعادوا الي الرفض السياسي ووجدوا السلفية تفتح ذراعيها لهم خصوصا مع تحالف السادات مع التيار السلفي ، ثم بدأ الصراع بين الحكومة المصرية والاصولية الشبابية من الاخوان المسلمين وما ظهر من تنظيماتهم وما بطن . وعاش أعيان الاخوان المسلمين المصريين فى السعودية فأنجبوا فيها الحركة الأصولية الوهابية التى أنجبت بدورها ابن لادن. فقد تشابهت ظروف نشأة الاخوان المسلمين المصريين مع تلامذتهم من المسعرى وأقرانه .ونفس الملامح تقريبا نجدها في الاصولية السنية السعودية الراهنة . إن التوسع في التعليم والتحديث الذي بلغ اوجه في عهد الملك فيصل والذي ارتبط بالتمسك بالثوابت السلفية هو الذي انتج هذه المعارضة .ان الثوابت السلفية القائمة علي تغيير المنكر باليد وتصل الي درجة الجهاد والتكفير تتيح مجالا اوسع لرفض الوضع القائم ، علاوة علي تسويغ هذا الرفض بالحجج الشرعية ( السلفية ). ومن السهل العثور علي منهج ثورى جهادى كامل من خلال اقوال ائمة السلف ، ثم من السهل ايضا الحصول علي منهج نقيض من خلال نفس التراث سواء في طاعة ولي الامر او طاعة الخارج الثائر الذي يزعم انه الشرع .علي ان هذا الشاب المعارض الطموح قد يري نفسه –بعد تعمقه في الفكر السلفي –احق بالحكم من الأسرة السعودية التي تحكم باسم شريعة السلف ، ولكن الواقع السعودى يحتم عليه ان يوقف طموحه عند وظيفته ، فالترقى للدرجات العليا محجوز مقدما للأسرة السعودية والملأ الدائر فى ركابها ، وهم دوائر مغلقة لا تسمح للآخرين بالتسلل اليها . الشاب الكُفء المتفوق النابغة الذى يريد لنفسه مكانا تحت الشمس يحول وضعه الاجتماعى بينه وبين أن يكون من الملأ أهل الثقة ، فلا يبقى له إلا ان يزايد علي الحاكم السعودى ، وليس عليه الا ان يتفقه في التراث السلفى الوهابى ، ويصبح متحدثا باسمه يتحدث فيما يجب وما ينبغي وما يحظر ويحرم . وبهذا التفقه في التراث يستطيع ان ينتصر علي علماء السلطة ، وهم في اغلب الاحوال من اهل الثقة وليسوا من اهل الكفاءة ، علاوة علي انهم متهمون امام الناس بمسايرة النظام المتهم بالظلم . ومن هنا يكتسب المتمرد السلفي الفقيه شعبية تزيد في طموحه السياسي ، وتجعله يتصور انه بسلاح الكلمة يستطيع التغلب علي السلطة بكل اسلحتها طالما انه يعبر عن الشرع او يملك الشرع في مواجه ولي الامر .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5123 |
اجمالي القراءات | : | 57,058,218 |
تعليقات له | : | 5,452 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
الغزالى حُجّة الشيطان ( 9) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 2 )
دعوة للتبرع
دليلى إحتار : السلا م عليكم .. 1- الحقي قة عشت دقائق وقرأت...
انا سلفي سابقا .!!: انا سلفي سابقا وتركت هذا الفكر المسر طن منذ...
حلقات عن زى المرأة : أستاذ نا الفاض ل / أحمد صبحي منصور بعد...
إمام و أئمة : نقول إمام الجام ع وإمام الصلا ة والأئ مة فى...
أهلا بك ومرحبا.: الي اهل القرا ن اشكرك م جدا علي مجهود اتكم ...
more
أحدث محمد علي والخديوى اسماعيل نهضة تعليمية في مصر ، واتاح التعليم لأفراد من الطبقات الدنيا في مصر أن يصلوا الي مراتب الطبقات العليا ، ومنهم رفاعة الطهطاوي . ولكن مالبثت ان استحكمت الفوارق بين الطبقات في النصف الاول من القرن العشرين ، وكلما لحقت شريحة من الطبقة الدنيا أو الطبقة الوسطي الي الطبقة العليا احكمت خلفها الباب علي الطموحين من اللاحقين خلفهم بحيث دخلت مصر العقد الثالث في القرن العشرين ولديها شرائح كثيرة من المتعلمين الافندية المثقفين المنتمين الي الطبقة الدنيا والذين اقتصر دورهم علي الهتاف للزعماء من الطبقات العليا والوسطي. وحتي حزب الوفد اكبر حزب شعبى في ذلك الوقت تقلص دوره الاجتماعي فلم يعد امام الشاب المتعلم الباحث عن دور سياسي ومكان تحت الشمس ،الا ان يجد نفسه في جماعات الرفض السياسية فقام الشباب بتكوين حركات واحزاب وجمعيات ترفض الواقع الجديد وتزايد عليه باسم الدين والسلفية مثل الاخوان المسلمين ، وبالوطنية الفاشية مثل مصر الفتاة ، أو حقوق الفقراء مثل الشيوعية .وبسبب قوة الشعور الدينى عن غيره فقد إنتشرت دعوة الاخوان المسلمين الوهابية ، بين العوام والمثقفين الساخطين على السواء ، ورأوا فى ( الدين ) متنفسا لطموحهم وأملهم فى التغيير . واتيح لبعض الشباب الانضمام للكلية الحربية وتخرجوا فيها ضباطا ، فتكون من بينهم الضباط الاحرار الذين قاموا بثورة 1952 ، وكان ولاء معظمهم مع الاخوان المسلمين . وكان الاخوان المسلمون هم الظهير الشعبى لانقلاب أو ثورة 23 يولية ، وأرادوا التحكم فيها ، فشبّ الصراع بينهم وبين عبد الناصر الذى عصف بهم فهرب معظمهم الى السعودية ( موطنهم الروحى ) ثم أسهموا فيما بعد فى تأسيس الحركة السلفية الأصولية . والمستفاد من ذلك كله ان التعليم له دوره الاجتماعي في تخفيف حدة الصراع الطبقي والسياسي ، اذ يكون معبرا يصل به الشباب الطموح من طبقة دنيا الي متوسطة ومن متوسطة الي اعلي منها واذا فقد التعليم هذا الدور فأن الشباب المتعلم يستخدم علمه في التمرد علي المجتمع .ولقد اصبح التعليم في مصر فى عهد عبد الناصر اهم وسيلة في تذويب فوارق الطبقات بحيث اصبح من حق ابناء الطبقات الدنيا ان يصلوا الي اعلي الكليات التي تقبل الطلبة علي اساس المجموع فقط دون أي استثناء ، ثم اصبح من حقهم بعد التخرج الحصول علي وظيفة والدخول في الطبقة الوسطي ،واذا تفوق اكثر وحصل علي الدكتوراة فأمامه الوزارة والانخراط في الطبقة العليا ، وكل ذلك بالعلم والاجتهاد مهما كان وضع اسرته.