سامح عسكر Ýí 2014-08-18
كثيرا من علماء الدين الذين يرفضون أفعال المتطرفين لايعلنون بطلان مثل هذه الأحاديث أو بطلان الاستدلال بها والتى تتناقض مع صريح القرأن لأن الكثير منها مصنف (صحيح) .. والجماعات المتطرفة وأسلافهم على مدار أكثر من ألف عام يلجمون الأفواه ويرهبون العلماء بترديد مقولات مثل :-
ـ مقولة أن البخارى ومسلم أصح كتابين بعد القرآن وتلقتهما الأمة بالقبول وهناك (حديث) يقول (لا تجتمع أمتى على ضلالة) .. مع أن البخارى ومسلم بشر غير معصومين .. ومع أن أحاديث إرضاع الكبير رواها البخارى ومسلم وفيها منسوب للنبى أنه قال (قد علمت أنه رجل كبير فأرضعيه) !
ـ ومقولة (إذا صح الحديث فهو مذهبي) مع أن التصحيح هو اجتهاد بشر ولدوا بعد وفاة النبى بأكثر من مائة عام
ـ ومقولة (أن السنة –التى اجتهد البشر أنها صحيحة- قاضية على القرآن) !!
وبالتالى يرهبون من خالفهم من العلماء بأنه سيقال عليه كافر لأنه يكذب بأحاديث مصنفة (صحيحة) .. وقد يطبق عليه ما يسمى بحد الردة وهو القتل
إن من يسير فى طريق مجهادة هذه الجماعات بالقرآن (وجاهدهم به جهادًا كبيرًا)عليه ألا يأبه بالاتهامات التى ستوجه له كالكفر والردة ومعاداة الدين والكفر بالسنة وتكذيب الأحاديث الصحيحة وعدم التأسى بالسلف الصالح ... إلا أنه لا مفر من نصرة الله وكتابه الذى نزله على عبده ليكون للعالمين نذيرا وتبرأة دين الإسلام والنبى محمد مما يرميه به أعداء الإسلام الذين يقولون أنهم هم المسلمون الملتزمون المجاهدون مع أنهم هم المفسدون الذين يحاربون الإسلام وإن كانوا لايشعرون ويتسببون فى الإساءة لديننا وسب نبينا !!
حقيقتان لا يختلف عليهما جميع المسلمين على اختلاف مذاهبهم بل جميع المنصفين من الناس:-
1- إن حقيقة أن القرآن الكريم حفظ على مدار أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمن لا يستطيع أن ينكرها أى منصف سواء كان مسلم أو غير مسلم لآنه لايوجد فى العالم كله سوى قرآن واحد طوال هذه القرون وحتى الآن ليكون للعالمين نذيرا .. وهى حقيقة واقعة لاينكرها العقلاء والمنصفين من البشر لأنه الكتاب الوحيد على ظهر الأرض الذى لايوجد منه سوى نسخة واحدة منذ بداية (نشره) من ألف واربعمائة عام وحتى الآن مما يدل على أنه كتاب محفوظ لم تتغير أى من كلماته بالرغم من المحاولات المستمرة لتحريفه على مر السنين .. كما أنا نحن المسلمين لم نسمع أن هناك آيات من القرآن ضعيفة أو موضوعة أو منكرة أو مكذوبة أو منقطعة أو مرسلة ولا حتى حرف واحد والحمد لله .. وهذا غير موجود فى الأحاديث
2- وكذا حقيقة أن أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام لم تحفظ مثل القرآن لايستطيع أن ينكرها أحد مهما كان مذهبه لوجود عشرات الآلاف من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمنكرة والمنقطعة والمرسلة والغريبة والموقوفة (طبقا لتصنيف العلماء أنفسهم) بين أيدينا الآن ومنها ماهو مشهور بين الناس ويتعبد لله به .. وذلك فضلا على التفاسير وأقوال الفقهاء وفتاوى العلماء!! وقد جاء بالسنة أنه روي احمد ومسلم و الدارمي والترمذي و النسائي عن أبي سعيد الخدري قول الرسول (لا تكتبوا عني شيئا سوي القرآن ، فمن كتب عني غير القرآن فليمحه)
وإذا كنا لم نسمع القرآن من جبريل عليه السلام بل سمعناه من النبى محمد صلى الله عليه وسلم كما سمعنا منه صلى الله عليه وسلم أيضا الأحاديث .. فلا يعقل أن يخبرنا النبى بشئ فى القرآن ثم يخبرنا عكسه فى السنة! .. ولا يقبل أن نأخذ بحديث منسوب للنبى عليه الصلاة والسلام (فضلا على قول عالم) وهو يخالف صريح القرآن حتى لو كان هذا الحديث مصنف صحيح (وهو تصنيف طبقا لمنهج بحث علمى بشرى وليس المعنى المطلق لكلمة صحيح) فالعلماء والسلف الصالح جميعا بشـر غير معصومين ولم يدعى أى منهم العصمة (رحمهم الله) .. بل نحن الذين نسبنا لهم العصمة وهم لم ينسبوها لأنفسهم ؟؟
وبالنسبة لحد الردة وبالإضافة للآيات السابقة يقولالله تعالى فى الآية 137 من سورة النساء (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) فأين حد الردة عندما كفروا أول مرة ؟! كما أن العقوبة المنصوصة فى الأية (بعد ارتدادهم مرتين ثم ازديادهم فى الكفر) هى عقوبة من الله وليس حدا يطبق بمعرفة ولى الأمر
ويقول تعالى عن المرتد (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) البقرة 217 فالله قال (يمت) ولم يقل (يقتل) وعقوبته من الله وليس حدا
وانظر معى أخى المسلم لهذه الأيات وشاهد عقوبة المرتد هل هى حدا يطبق عن طريق ولى الأمر أم عقوبة من الله (كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين) آل عمران 86 – 91... لاحظ قوله تعالى (إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم) فكيف سيتوبوا وهم مقتولين .. وأيضا قوله تعالى (ثم ازدادوا كفرا) بعد أن كفروا بعد إيمانهم ولم يقتلوا .. وأيضا قوله تعالى (وماتوا) ولم يقتلوا
ومن آثارحديث الردة أيضا إخافة أكثر أهل الأرض من غير المسلمين من الدخول فى الإسلام إذا ما عرفوا أنه الدين الذى ما إن دخله أحد ثم أراد الخروج منه يقتل
ومن أمثلة هذه الأحاديث المنسوبة لرسول الله والتى بسببها قتل عدد لايحصى من الناس على مر الزمان:- حديث (أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاَّ الله، وأنَّ محمداً رسول الله، ويُقيموا الصلاةَ، ويؤتوا الزكاةَ، فإذا فعلوا ذلك عصموا منِّي دماءهم وأموالهم إلاَّ بحقِّ الإسلام، وحسابُهم على الله تعالى) وهذا معناه قتال جميع أهل الأرض من غير المسلمين ! وهم أكثر أهل الأرض فى جميع الأزمنة (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) ... وهى أحاديث فيها إكراه على الدين وتتخطى الإطار المحدد لقتال الناس والذى ورد فى القرآن وهو (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) ..... بينما القـرآن يقول :-
(أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) يونس99
(لا إكراه فى الدين) البقرة 256
(فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الكهف 29
(فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب) الرعد40
(فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ) الشورى 48
(فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر) الغاشية 21-22
(وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل) الأنعام 107
(إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل) الزمر 41
(فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد) آل عمران 20
(ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم وما أرسلناك عليهم وكيلا) الإسراء 54
(والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل) الشورى 6
(نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) ق 45
(وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل) الأنعام66
(فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين) المائدة92
(فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين) النحل 82
(فهل على الرسل إلا البلاغ المبين) النحل 35
(قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين) النور 54
(وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين) العنكبوت 18
(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين) التغابن 12
(وما أنا عليكم بحفيظ) هود 86
(وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون) يونس 41
(إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء) القصص 56
(ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء) البقرة 272
(لكم دينكم ولى دين) الكافرون 6
فالله تعالى حدد لنا حالتين فى القرآن لتطبيق حد القتل (أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) المائدة 32 وهما حدان منصوص عليهما فى القرآن:-
الأول: ( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم , ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) البقرة 178 - 179
والثانى: ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) المائدة 33
فلم يضيفون هم وسلفهم حدا بالقتل ثالثا بل ورابعا ؟؟
هنا سأجدنى مضطرا للحديث عن الحد الرابع بالقتل وهو رجم الزانى المحصن (الذى سبق له الزواج) وسأكتفى بذكر آيات من القرآن:-
- يقول تعالى عن عقوبة الزانى فى العلن "أمام أربع شهود" (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) النور2 .. لاحظ جيدا أن الله وصف عقوبة الجلد بالعذاب
- يقول تعالى عن عقوبة الجارية المملوكة المتزوجة المحصنة إذا وقعت في الزنا (ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب) النساء25 .. لاحظ كلمة العذاب .. فالعقوبة هى 50 جلدة لأن عقوبة الرجم حتى الموت لا تنصف فهل يعقل ان يوجد نصف رجم ؟؟ فاذا كانت المرأة الحرة المحصنة تموت بحد الرجم , فهل يوجد نصف موت !!!
- يقول تعالى عن عقوبة نساء النبى (وهن محصنات) إن آتين بفاحشة مبينة (وحاشى لله فهن أمهاتن الأطهار) يقول (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين) الأحزاب30 .. ولاحظ كلمة العذاب .. فالعقوبة هى 200 جلدة لأن عقوبة الرجم حتى الموت لا تضاعف فهل يعقل أن يرجم إنسان حتى الموت مرتين ؟؟
- يخبرنا تعالى أنه من حق المطلقة في فترة العدة أن تظل في بيت الزوجية ، ولكنها تفقد هذا الحق اذا وقعت في الزنا ، وحينئذ يكون من حق زوجها ان يطردها ، ولكن بشرط ان تكون جريمة الزنا مبينة ، يقول تعالى عن تلك الزوجة المطلقة فى فترة العدة (لا تخرجوهن من بيوتهن ، ولا يخرجن الا ان يأتين بفاحشة مبينة ، وتلك حدود الله) الطلاق1 فإذا كانت سترجم حتى الموت لأنها محصنة ولأن الفاحشة مبينة , فما معنى الأية التى تجيز إخراجهن من بيوتهن إن آتين بفاحشة مبينة ؟؟
إن تشريعات القرآن في الآيات السابقة تعامل المرأة الزانية (المتزوجة أو التى سبق لها الزواج) علي أنها تظل حية بعد اتهامها بالزنا واقامة عقوبة الجلد عليها ... والله تعالى أعلم
إضافات جيدة أخي عمرو حسن أشكرك عليها
تحية طيبة لك أستاذنا الدكتور أحمد صبحي منصور
دعوة للتبرع
وهم راكعون .!: ما معنى ( ويؤتو ن الزكا ة وهم راكعو ن ) هل...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول هل هناك فرق بين ( قترة ) والفع ل ...
يا حسرة على القاهرة: السؤا ل : هل مصر تحتاج الى عاصمة جديدة وهل...
التشريعات الخاصة: السلا م عليكم , لقد دأب أهل السنة على القول...
أهلا بالنشر عندنا : السلا م عليكم ورحمة الله تحية طيبة للدكت ور ...
more
يا استاذ سامح مازلت تامل خيرا في الازهر ومشايخه مع انك تعلم انهم يتكسبون من هذا الامر واذا فعلوا ونقوا التراث مما الم به فماذا يقول عنهم الناس لماذا صمتم كل هذا الوقت حتي تقولوا الحقيقه للناس وتنيروا لهم الطريق هم ينطبق عليهم قول الله عز وجل:انا وجدنا ابائنا علي امه وانا علي اثارهم مقتدون- وفي ايه اخري:وتجعلون رزقكم انكم تكذبون