آحمد صبحي منصور Ýí 2014-06-03
مقدمة
1 ـ موضوع ( زواج المتعة ) حين نشرته هنا من سنوات أثار الكثير من التعليقات ، وإستمرت التعليقات والتساؤلات ، فرددت عليها مرارا فى باب الفتاوى فى موقعنا . ومجددا جاء هذا السؤال ( فتوى ) فى نفس الموضوع فأردت أن أخصص لها مقالا ليكون آخر رد فى موضوع ( زواج المتعة )
2 ـ تقول السائلة : ( لقد قرات لكم العديد من المقالات, انا سعيدة جداً لان هناك مثقفين أمثالكم يقومون بإعادة قراءة ايات الله ومحاولة استنباط الأحكام والمناهج اللتي يجب اتباعها, والتي طالما كتمت في انفسنا أحكاما وشرائع في قناعتنا الداخلية لا تمت للإسلام بصلة ولا يمكن ان تكون من عند الله عز وجل العادل. اتمنى ان يعمل المسلمون بالشرائع التي استنبطموها من القران مباشرة بعيدا عن الاحاديث المكذوبة المنافية للقران, ومن بينها والأكثر تأثيرا في المجتمع قضية الطلاق. كل ما قدمتم فيه كان تقريبا مطابقا للقران مثل الذي قدمه المهندس عدنان الرفاعي ولكن تفسيركم في رأيي كان الأرجح الى الحق فجز اكم الله كلكم خيرا. لكن يا دكتونا الفاضل في مسالة , زواج المتعة فلي راي اتمنى ان تقرأه، فعندما قلتم انه عقد يكون محدد المدة و حجتك انه كان اتفاقا بين الطرفين, مثل الصداق و الرضاعة وو ، لكن الله عز وجل ذكر الاتفاق في كل الذي ذكرته من امور لكنه لم يذكر أى اتفاق في المدة, بل ذكر ان هذا الاتفاق ينتهي بالطلاق, وقبل الطلاق لا أعيد ما قلتم كيف ان الزواج سكن ومودة ورحمة , ثم مخافة النشوز الى آخره يعني لا يتجه الشخص الى الطلاق قبل ان يعمل بكل ذللك ثم كما ذكرتم ان بعد الطلاق يجب ان تمكث المراة ثلاث قروء لعل الله يحدث أمرا كما بينه الله , وكل اللذي ذكرته من الأحكام التي أوجها الله حتى يضل ذلك الرابط. برايي لو ان هاذا الزواج حلال لما وجدت زانية لأنهن يزن ين من اجل المال, ولما تزوج الرجال من اجل المسؤولية خصوصا في وقتنا الحالي, ولما تزوجت النساء من اجل المسؤولية لان الرجل مهما احب يمكن ان يغدر خصوصا في وقتنا هاذا. وهل المراة ان انجبت في بعض الزيجات أطفال فيكون خمسة أطفال مثلا من خمسة رجال انها فوضى والله. الله تعالى لا يمكن ان يحلل شيء لا يقبله عقل شخص واحد, عندما يحلل الله شيئا لا يمكن ان يشعر اي شخص في اي زمان انه متناقض. هل ترضى ابنتك او أختك او المراة التي اخترتها سكنا لك ان تكون قد تزوجت متعة خمس مرات او مئة مرة في السنة كل عبد يلاقي ربه لذللك ان كنا نرى في الاحاديث الموروثة المكذوبة خطا في اتباعها فكيف في اجتهادات وقياسات منافية لوجودنا في هذه الحياة الدنيا. قبل اصدار القاضي حكما عليه مراجعته لانه يعرف انه ملاق ربه ان طلب منا اله عز وجل ان نسال اهل الذكر ان كنا لا نعلم فعلى المفتي ان يراجع فتاويه حتي لا يضلل من لا يعلم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ) انتهى . ونعطى بعض الحقائق المتصلة بالموضوع .
أولا : البداية
1 ـ التناقض فى تشريعات الطلاق بين القرآن والفقه السنى تمت كتابته ونشره فى مصر فى التسعينيات ، ونفس الحال فى موضوعات التناقض بين الاسلام القرآنى ، وعقائد وشرائع الأديان الأرضية للمسلمين ، العادة أننى البادىء بتكسير الأصنام السنية والصوفية والشيعية . بعد عشرين عاما صار بعضهم يأخذ بعض الأحجار من بقايا الأصنام المقدسة التى دمرتها من قبل ويعيد بعض ما قلته من قبل . الطريق الصعب فى تدمير القداسة أنا الذى بدأته ، ودفعت الثمن . هذه حقيقة لا جدال فيها . ثم بعد أن زال التقديس ولم تعد هناك رهبة من نقد البخارى وغيره بدأ بعضهم يتجرأ ويناقش فى ( بعض ) ما قتلناه بحثا من قبل ، وهو آمن من الاضطهاد والمعاناة . هذا لا يمنع تقديرى لكل من يحاول الاجتهاد وصولا الى الحق .
2 ـ ورأيى فى زواج المتعة أو الزواج المؤقت أيضا لم يسبقنى اليه أحد ، فالسابقون إختلفوا فيه ، وتبارزوا بتأليف أحاديث تؤيد وجهة نظرهم ، ثم يدخلون على القرآن الكريم بآرائهم المسبقة ، ينتقون ما يتفق فى الظاهر مع رأيهم ويتجاهلون ما يخالفهم من الآيات ، ودون فهم لمنهج القرآن فى التشريع ، والفارق بين المقاصد التشريعية و آيات الأحكام التفصيلية .
3 ـ تدبر القرآن الكريم بمنهج موضوعى بدون رأى مسبق ، وبتحديد مفاهيم القرآن من داخل القرآن ـ هذا المنهج أنا الذى بدأته لأول مرة فى التاريخ الفكرى للمسلمين . وبهذا المنهج توالت كل ابحاثى تكتشف الجديد فى القرآن ، وهذا الجديد كان ولا يزال جديدا بالنسبة لى ، ومفاجأة بالنسبة لى ، وبه أقوم بتطهير عقلى من وساخات ما تعلمته من الأزهر ومن كتب التراث التى عكفت ـ ولا أزال ـ أعكف عليها باحثا وناقدا. فى هذا السياق جاء بحثى فى موضوع زواج المتعة ، أو ما اسميه بالزواج المؤقت ، وهو مؤسس على القرآن الكريم . ويمكن الرجوع اليه للتثبت من ذلك . وهو يجعل فارقا اساسا بين زواج المتعة الشيعى والزواج الاسلامى ( المؤقت ) فى موضوع العدة وفى حقوق الزوجة من المتعة و غيرها كأى زوجة عادية .
4 ـ لا توجد علاقة بين الزواج المؤقت وتشريعات الطلاق فى الاسلام وما يتصل بها من محاولات الصلح بين الزوجين والايلاء واعتبار الطلاق مرحلة تسبق الانفصال التام أو السراح . هذا لأن الزواج المؤقت يتم فيه مقدما الاتفاق والتراضى على الانفصال التام عند بلوغ الأجل المحدد للزواج ( المؤقت )
ثانيا: بين التشريع والوعظ
1 ـ يحتج علينا الرافضون للزواج المؤقت بقوله جل وعلا : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) الروم )، . وهى آية مكية نزلت فى سياق الدعوة الى ( لا إله إلا الله ) وتعداد آياته فى الكون وفى الخلق ، أى هى فى الوعظ وليست فى التشريع . نقرأ السياق القرآنى بأكمله : يقول جل وعلا : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِ بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنْ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) ) وبالتالى فإن الله جل وعلى يمتنّ علينا أن من آياته أن خلق لنا من أنفسنا ازواجا لنسكن ونستريح اليها وجعل بيننا مودة ورحمة .
2 ـ الوعظ هنا فى الآية الكريمة هو للرجل ليسكن ويستريح للزوجة ، و ( تسكنوا ) ليس السكن المادى بمعنى المساكن ، ولكن من السكينة والهدوء والراحة ، أى السكن المعنوى الذى يجده الرجل فى أحضان زوجته ، بما يعيد اليه ذكريات طفولته مع (السكن ) فى أحضان الأم . هذا ( السكن ) مؤقت بطبيعته . لا يجادل أحد فى ذلك . وبالتالى فليس هذا تشريعا يتعامل مع الواقع ، ولكنه ( وعظ ) يتكلم فيما ينبغى أن يكون ، ومستحيل إستمراره فى الدنيا . هو يوجد فقط فى الجنة ونعيمها حيث قال رب العزة عن احوال أهل الجنة (وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (25) إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (26) الواقعة ) ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) الحجر ) . أى إنه طبقا للوعظ القرآنى : ينبغى أن يكون هناك بين الزوجين سكن ومودة ورحمة . كما ينبغى لكل إنسان أن نؤمن بالله جل وعلا وحده الذى جعل لنا كل هذه الآيات والمنن . أما التشريع فهو يتعامل مع الواقع ، اى ما يحدث فعلا بين الناس ، لذا فالزواج ملىء بالمشاكل ، ونزل التشريع القرآنى يتعامل بواقعية مع المشاكل بين الزوجين ، ومع الطلاق ، ثم مع الانفصال النهائى بين الزوجين . ولو كان قوله جل وعلا ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) تشريعا واجب الاتباع لكان المخاطب به غير البشر ، وأكثرهم لا يؤمنون ولا يعقلون وضالون مضلون . ولو كان تشريعا واجب الاتباع لأصبح متعارضا مع أحد المقاصد التشريعية وهى التيسير والتخفيف ورفع الحرج .
3 ـ وقبل أن ندخل فى الموضوع التشريعى لا بد من التنبيه على أنه لا بد من تطبيق الشريعة الاسلامية القرآنية بأكملها ، لأنها كيان متكامل ، وما قلناه عن الزواج المؤقت هو مجرد تفصيلة من هذا الكيان .
ثالثا : المقصد التشريعى
1 ـ قلنا إن هناك مقاصد تشريعية تهيمن على القواعد التشريعية ، وهذه القواعد التشريعية تهيمن بدورها على الأحكام التشريعية التفصيلية . شرحنا هذا فى بحث ( الاسلام دين السلام ) وغيره ، فلا داع للتكرار هنا . ونقتصر على ما يخص موضوعنا ، وهو التخفيف ورفع الحرج والتيسير . يقول جل وعلا عنه كمقصد أساس : ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) ( الحج 78 ). وفى التخفيف ورفع الحرج فى الطهارة يقول جل وعلا : ( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) المائدة )، وفى رٌخصة الافطار فى رمضان يقول جل وعلا : (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ )(185) البقرة ). وفى تسهيل الزواج الشرعى يأتى التعقيب الالهى بالمقصد الأساس وهو التخفيف و منع الوقوع فى الزنا : ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً (28) ( النساء ).
2 ـ هنا الواقعية التشريعية فى التعامل مع غلبة الشهوة الجنسية التى توقع فى الزنا ، أن تكون محاصرة الزنا بتسهيل الزواج. ومن هذا التيسير ( التراضى ) فى عقد الزواج بعد الفريضة وهى المهر ، وعموم هذا التراضى ليشمل كل شىء ، ومنه الزواج المؤقت ، والذى يتحقق المقصد التشريعى فى الزواج وهو التخفيف وعدم الوقوع فى ( العنت ) وهو الزنا الذى ( ساء سبيلا )
رابعا : محاصرة ومحاربة الزنا
1 ـ من المقاصد التشريعية الجزئية فى التشريع الاسلامى حماية الأسرة ، وبالتالى محاربة ومحاصرة الزنا بسسب آثاره الخطيرة على الأسرة والمجتمع . فالزنا ( ساء سبيلا ) : ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً (32) ( الاسراء ) لذا يبدا هذا بتحريم مقدمات الزنا ، أو تحريم الاقتراب من الزنا . يقول جل وعلا : ( وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ) الانعام 151 ). التفكير الجنسى من الفواحش الباطنة الخفية ، ومثله الاستمناء ، ومطالعة أفلام البورنو . قد تقتل إنسانا بدون مقدمات ، ولكن الزنا يحتاج الى مقدمات ، من التفكير الجنسى الى النظرة الى الهمس واللمس الى الى . أو كما يقول الشاعر أحمد شوقى : ( نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء ). وعند اللقاء قد يحدث الزنا . هذه المقدمات حرام ، ولكن يقع فيها كل إنسان مهما بلغت تقواه . لذا يأتى التعامل الواقعى معها باعتبارها من ( اللمم ) أو السيئات التى لا تصل الى درجة الكبائر مثل جريمة الزنا بمفهوم ( الدخول ) . يقول جل وعلا عن هذا اللمم الذى يصعب إجتنابه : ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ) (32) ) ( النجم ) ويقول جل وعلا فى الغفران لمن يقع فى الصغائر دون الكبائر : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً (31) النساء )
2 ـ وتختلف الثقافات فى محاربة الزنا ومحاصرته . فى أمريكا من حق كل انسان البحث عن سعادته ، ويمتلك الانسان جسده وهو حُرُّ فى التصرف فيه ، وليس الزنا بالتراضى جريمة ، ومن المشروع اجتماعيا المرافقة أو ( البوى فريند و الجيرل فريند ) وتنحصر جريمة الزنا فى الاحتراف للعاهرات . النتيجة أن المرأة قد تحولت الى سلعة جنسية باختيارها ، ومجتمع من الفوضى الجنسية، تكون ضحيته المرأة نفسها ، حيث تعانى فى تربية أولاد هجرهم الأب أو الآباء ( ما ظهر منهم وما بطن ) ، وبعد حياة صاخبة ماجنة تستنزف شبابها تصحو بعد الأربعين لتعانى الوحدة و تتسول الزوج أو العشيق ، ثم ينتهى بها الحال فى الشيخوخة الى وحدة قاتلة باردة . أما الأولاد فهم ينشأون بلا أسرة ، فى فردية مطلقة ، ويستعيضون عن الأسرة المفقودة بتكوين أُسر صناعية فى النوادى والتجمعات المختلفة .
3 ـ هذه الرؤية ( العلمانية الغربية ) فى محاصرة أو تشجيع الزنا يوجد عند المحمديين ما هو أسوأ منها وأضل سبيلا . إذ يصنعون تشريعا للزنا ، يصبح به حلالا زلالا ، او يكون الزنا شعيرة دينية . أتذكر أنه فى أوائل السبعينيات وفى حى الحسين بالقاهرة كان هناك شيخ يحترف ( القوادة ) لديه بعض العاهرات ، وإثنان من الشهود . وتأتى له أفواج الطلبة من الأزهريين ، ويقوم الشيخ بعقد قران شفهى على طالب المتعة واحدى العاهرات فى وجود الشاهدين ، وبعد أن يقضى غرضه ، يقوم بتطليقها ، ويأتى دور زميله ، فيقوم الشيخ بعقد قرانه ، وبعد أن يقضى غرضه يطلقها . وهكذا ظل الشيخ يعقد القران ويطلّق كل يوم باخلاص شديد ، لا يملّ ولا يكلّ ، ويرى انه زواج شرعى . هذا لا يفترق عن زواج المتعة الشيعى الذى ليس فيه عدة ولا حقوق للزوجة . فى الفقه السّنى عدم إعتداد بالعدة ، يكفى أنهم إعتبروا عدة للمرأة المملوكة أقل من عدة المرأة الحرة ، وكان السائد فى الواقع هو ممارسة الجنس مع المملوكة بلا اعتبار للعدة ن بل وبلا عقد زواج من الأساس ، فى مخالفة صريحة للقرآن الكريم . وفى حديث البخارى الذى فضحناه فى كتابنا ( القرآن وكفى ) عام 1990 يزعم البخارى لعنه الله جل وعلا ان النبى قال ("أيما رجل وامرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلاث ليال فإن أحبا أن يتزايدا أو يتتاركا" (البخاري: الجزء السابع ص 16) وهو تشريع صريح للزنا . أما الصوفية فقد جعلوا من الزنا طريقا للتحقق بالحق ، وابتدعوا ( المؤاخاة ) ستارا وتشريعا للزنا . وسيأتى تفصيل هذا فى ( موسوعة التصوف ) . ثم يأتى زواج المتعة عند الشيعة تشريعا آخر للزنا ، ومختلفا عن الزواج المؤقت المشروع فى الاسلام .
4 ـ عن أولئك جميعا قال رب العزة من قبل فى كتابه الحكيم:( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً (27)النساء )وفى الآية التالية : (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً (28) ( النساء ).يبقى التشريع الاسلامى القرآنى ( بما فيه من تخفيف وتيسير فى الزواج الشرعى ) هو الحل المثل فى محاربة الزنا حفاظا على الأسرة والمجتمع .
خامسا : الزواج ليس فقط لتكوين أسرة بل ايضا وأساسا لاطفاء غريزة الجنس لدى الرجل :
1 ـ إن للزواج أسبابا كثيرة ، لا تقتصر فقط على طلب السكينة والراحة النفسية الزوجية والطمع فى مال الزوجة او المصاهرات السياسية . بل إن منها السبب الحقيقى الواقعى للزواج الذى يخص الرجل وهو ( الشهوة الجنسية ). الرجل يختلف عن المرأة فى موضوع الشهوة الجنسية . تولد الانثى من البشر وفى غريزتها ( الأمومة ) أى هى مشروع لأن تكون (أُمّا ) وتكون لُعبتها ( عروسة ) تجعلها بنتا لها . غريزة الأمومة هى الأساس لدى المرأة ، وأنوثتها هى فى خدمة أمومتها . ولو تُركت المرأة فى حالها بدون مؤثر خارجى فلن تعانى من الشهوة الجنسية . تشتعل فيها الرغبة الجنسية بمؤثر خارجى ، حين يقترب منها رجل ، يهمس اليها ويلمسها ويثير غريزتها . ولأن الشهوة الجنسية للمرأة تحتاج الى مؤثر خارجى فقد أوجب رب العزة على الزوج أن يبدأ بإثارتها جنسيا قبل ممارسة الجنس مع زوجته ، مع التأكيد بأن من حقه أن يمارس معها الجنس متى إشتعلت غريزته ( فيما عدا وقت الحيض ) : يقول جل وعلا : ( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ ) (223) ) البقرة ). الرجل يحمل رغبته الجنسية فى عقله وينوء بها جسده ، ولا بد أن يُفرغ ما تنتجه خصيتاه ، وإلا تعرض لألم شديد .
2 ـ وهذه الواقعية يتعامل بها التشريع الاسلامى فى خطابه للرجل ، وليس للانثى . فبسبب إلحاح الشهوة الجنسية على الرجل نزل التشريع بتسهيل الزواج طلبا للعفة عن الزنا أو الاحصان ليمكن الرجل من قضاء الشهوة الجنسية بالحلال. ونعطى أمثلة :
2 / 1 ، حين لا يتيسر للرجل الزواج من المستوى العالى من الحرائر فيمكن له كى يتجنب ( العنت ) أو مشقة الشهوة الجنسية التى توقعه فى الزنا ، أن يتزوج من ملك اليمين زواجا شرعيا : (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنْ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25) ) النساء ). كان هذا وقت شيوع ملك اليمين . وبالتالى يمكن لمن يخاف ( العنت ) أن يتزوج بالفقيرة أو كما قال جل وعلا : (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) النور ). ويمكن للمغترب الذى يعانى من المغريات أن يتزوج زواجا مؤقتا يطبق فيه شرع الله جل فى الزواج . وكما قلنا من قبل :( لا بد من تطبيق الشريعة الاسلامية القرآنية بأكملها ، لأنها كيان متكامل ، وما قلناه عن الزواج المؤقت هو مجرد تفصيلة من هذا الكيان.)
2 / 2 ـ وفى معرض إباحة التعدد فى الزواج يقول جل وعلا : ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا (3) النساء ) . قال جل وعلا ( ما طاب لكم من النساء ) . هنا إعتراف بالرغبة الجنسية فى الزواج من إمراة تطيب وتحلو للراغب فيها . هذا مع وجود زوجات أخريات فى عصمته ، ولكنه ( طاب ) له أن يتزوج أخرى أعجبته . وبدلا من الوقوع فى الزنا بها يمكنه الزواج منها ، ومن غيرها . والله جل وعلا قال للنبى يحرم عليه التعدد بعد فترة مضت : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ ) (52) الأحزاب ) . هنا كلام عن (حُسن وجه المرأة ) بما يعد دافعا للزواج منها ، حتى لو كان طالب الزواج هو النبى عليه السلام . وجمال وجه المرأة هو الذى يجعل الرجال يتكاثرون حولها ، ليس لتلمس البركة أو لتلقى العلم وتعلم الأدب ، ولكن للشهوة الجنسية التى يُعتبر حُسن الوجه المدخل الأساس لها .
2 / 3 ـ ونقول جل وعلا بعد أن حدّد المحرمات فى الزواج : ( وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (24) النساء ) يهمنا هنا تأكيده جل وعلا على أنه حلال أن تستخدم مالك فى أن تتزوج من شئت ( خارج المحرمات ) زواجا شرعيا تستمتع به بزوجتك أو زوجاتك ، وأن تعطى الفريضة أو المهر من مالك ، وبعد هذه الفريضة كل شىء يكون بالتراضى فى عقد الزواج . المستفاد من هنا التركيز على ثلاث : ( المال الذى يأتى منه المهر، وبه يحل الاستمتاع ، التراضى ) . والاستمتاع هو إطفاء للرغبة الجنسية للرجل ، سواء كانت عامة لأى أُنثى أو لواحدة بالتحديد يريد الرجل أن يتزوجها . وبالتالى فلا حرج على من يريد الزواج مؤقتا ليستمتع جنسيا بمن يريدها زوجة . مع الالتزام ببقية التشريعات الخاصة بحقوقها بعد الانفصال .او كما قلنا (لا بد من تطبيق الشريعة الاسلامية القرآنية بأكملها ، لأنها كيان متكامل ، وما قلناه عن الزواج المؤقت هو مجرد تفصيلة من هذا الكيان )
سادسا : التراضى
1 ـ الآية الكريمة واضحة وصريحة : ( وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (24)) النساء ) فالزواج حلال خارج المحرمات من النساء ، بشرط الفريضة وهى دفع المهر ، (أو الصداق أو الأجر ) فى مصطلحات القرآن الكريم . وبعد هذه الفريضة فالتراضى بين الطرفين هو أساس التعاقد فى عقد الزواج . يشمل هذا كل شىء ، ومنه توقيت مدة للزواج ، أو أن تكون العصمة بيد الزوجة ، الخ . وحتى فى موضوع المهر الواجب ، فإذا رضيت الزوجة أن يأخذ زوجها منه شيئا فهذا جائز طالما رضيت به نفسها ، أو بالتعبير القرآنى ( وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً (4) النساء ). التعبير القرآنى رائع (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً )
2 ـ وقلنا ونكرر ونؤكد أن ( الإكراه ) حرام ، سواء كان إكراها فى الدين فى التعامل مع رب العزة جل وعلا : ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ ) (256) البقرة ) ، أو كان إكراها فى تعامل البشر فيما بينهم ، لذا لا يؤاخذ الله جل وعلا من يقع عليه الاكراه حتى من أُكره وقلبه مطمئن بالايمان : ( النحل 106): وتأتى المؤاخذة على التعمد فقط : (الاحزاب 5. ) .
3 ـ وإذا كان الإكراه محرما فإن التراضى هو أساس التعاملات البشرية التجارية ( النساء 29) والتراضى هو أساس التعامل بعد الطلاق الذى يعنى نزاعا فعليا بين الطرفين ( البقرة 233) . وبالتالى فالتراضى أساس الزواج. ونراه فى تعدد الزوجات ، فالتى ترضى أن تكون زوجة ثانية لا يجوز لأحد منعها من الزواج ، ونتذكر هنا تحريم ( العضل ) وهو مصادرة حق المرأة فى الزواج بمن تريد : ( البقرة 232 ) ( النساء 19 ).
5 ـ ومن التراضى أيضا الزواج المؤقت . ولكن لا بد من تطبيق كل التشريعات القرآنية ، من المعاشرة بالمعروف الى حقوق الزوجة المطلقة فى النفقة والسكنى ، وفى المتعة بعد الطلاق ، ولو أنجبت فلها حق فى الأجرة على الرضاعة والكسوة والنفقة ..الى آخر ما جاء فى القرآن الكريم فى سورتى البقرة والطلاق .
أخيرا :
يجب أن نبتعد عن الهوى فى نظرتنا للتشريعات القرآنية , بعض المنتسبين زورا ( للقرآنيين ) يستثقل أداء الفرائض الخمسة فى الصلاة فيجعلها ثلاثة أو إثنين أو يكتفى بقراءة القرآن بديلا عن العبادات ليريح نفسه ، وفى النهاية لا يقرأ القرآن ولا يتزكى . ، وهناك معتوه دخل موقعنا وجعل همّه أن يؤكد ان الخمر ليست حراما ، وبعض النساء يكرهن تعدد الزوجات ( لأنهن متزوجات ) ولو كن عوانس أو أرامل أو مطلقات لاختلف رأيهن ، بدليل أن التى ترضى بأن تتزوج رجلا متزوجا هى إمرأة . أليس كذلك . وبعض الناس يكره لحم الخيل أو الارانب فيحرمه .
المؤمن يجعل فاصلا بين هواه وبين تشريع الرحمن . له أن يبتعد عما يكره من الحلال الذى أباحه رب العزة ، ولكن لا يجوز مطلقا أن يفتى بتحريم الحلال لمجرد انه لا يستسيغه ، لأن صاحب الحق فى التحريم هو رب العزة ، وقد جعل المحرمات إستثناءات فى الزواج وفى الطعام ، وأنزل تشريعات فى الطلاق وفى إصلاح الحياة الزوجية تتمشى مع الواقع .
فى هذا السياق نتدبر قوله جل وعلا فى النكير على من يحرم الحلال من الطعام فى الآيات الكريمة الآتية (المائدة 87 ، 88 ) ( يونس 60 ) ( النحل 115 : 117) . وفى الزواج : ( وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (24)) النساء )
ودائما : صدق الله العظيم .
شكرا لمجهودك استاذ أحمد (اعذرني.. فمن يعرفونني ينتقدون عدم مبالغتي في شكر الاخرين اكثر من قول كلمة شكرا... لعله طبع لم استطع الافلات منه).
بالنسبة لعدة مواضيع مترابطة في نفس الخط منها زواج المتعة وملك اليمين والتعدد وما يسمى بالمساكنة.. الخ, لازلت لم اسحم فيها امري.. ولا اعتقد ان ذلك قريب... لان الكم الهائل من المعلومات التي اجده في بحوث "الباحثين في القران" تجل الامر يحتاج لتدقيق كبير جدا.
خصوصا.. وبما انها فرصة... ما هي الحكمة من زواج المتعة (ولو بالنظر للشروط المذكورة في بحثك والمستقاة من الفرقان) ؟ هنا يبدأ الامر بالاختلاط... لان المنطق السليم يطرح سؤالا مكملا لهذا السؤال... هل هناك سبب وجيه لزواج المتعة (او ملك اليمين --اذا فهمناها بمعنى مال الانسان "او ما تحت تصرف يده"--) اذا كان هناك تعدد (على الارجح كاف لسد حاجيات الرحل والمرأة -- على حد سواء-- من شهوة جامحة للرجال.. الى حاجة النساء "مع كثرة عددهن" الى الزواج) ... ؟!
قد تبدو الاجابة بسيطة وواضحة اذا اعتمدت على بحثك في موضوع التعدد.. وايضات موضوعك عن زواج المتعة... لكن اذا اخذنا بعين الاعتبار بعض الاراء التي يوردها بعض الباحثين المعتمدين على القران فقط في فهم التشريع "الاسلامي" (كمثال احد الباحثين المعروفين يتحدث عن ان الجنس بين شاب وشابة حلال مادام لم يكن علنيا "مع الاخذ بعين الاعتبار انه من الصعب تحقق هذا الشرط-على حد قوله-" ومادام بين عزاب لم يكن احد اطرافه محصن او محصنة.. وله قراءة مقنعة الى حد ما للقران في هذا الخصوص) فان القول بزواج المتعة سيكون متاكلا ومستهلكا.. لان ما هو اسهل منه اصبح ممكنا (او كان على الارجح) !
على العموم... قد انهي بعض الاشغال في هذا الشهر ويكون الشهر القادم (شهر رمضان) بداية لإكمال البحث وحسم امري في هذا الخصوص بإذن الله.. لكن ذلك لا يتأتي الا بمزيد من البحث من طرفكم والمزيد من التعمق في تدبر الكتاب.. والاطلاع قدر الامكان على بحوث الاخرين.. علها تختصر الطريق عليك او تعطيك اوجها اضافية لأجل قراءة اكثر تدقيقا للقران الكريم :)
في امان الله :)
استاذة نهاد, شكرا لوجهة نظرك.
بالنسبة لما ورد منك فوق.. ساعتبر ان المشكلة في ما قلته انا.. وذلك بانني لم استطع توضيح الامر.
المشكلة بالنسبة لي ليست في "حلال" ام "حرام' فيما يخص زواج 'المتعة' او الزواج المؤقت. المشكلة في الجذر الاساسي الذي يتفرع منه هذا النوع من العلاقات... المشكلة في تلك العلاقة الاساسية بين الرجل والمرأة بكل تجلياتها الملموسة (زواج دائم, زواج مؤقت, نكاح الايماء, المساكنة,... بل وحتى ممارسة الجنس بدون عقد ولا زواج باي نوع من الانواع المذكورة.. حسب قراءات البعض في القران الكريم.. وقراءته تحترم على كل حال)
حاولت ان ادقق في الامر فوق حتى ابين مكمن العلة التي تمنعني من حسم امري في هذا الشان... ولكنني مضطر على ما يبدو ان اطرح التساؤل بشكل اخر واحاول توضيح اهم سؤال (بالنسبة لي) في هذا الموضوع : اذا كان الجنس حلالا بين الذكر والانثى -- مادام لم يكن علنيا-- فما الهدف من بقية انواع العلاقات (الزواج الدائم, المؤقت.. الخ) ؟؟؟ اذا لم يكن... فما الهدف منها اذا كانت المساكنة حلالا؟ اذا كان -كانت- "حراما" وكان الزواج المؤقت حلالا... فما الهدف من الزواج المستمر (الدائم) ؟؟ وعلى الارجح... هناك حكمة... او ان الامر فهم على غير ما كان يجب ان يفهم !
وكي لا امر مرورا سلبيا.... ساعقب --من وجهة نظر خاصة-- عن فكرتك :
ذكرتي : "مالا افهمه هو مالذي يضير الناس في الزواج المؤقت !" ... طيب, وما الذي يضيرك اذا اردت ان اعيش مع احداهن حياتي كلها.. ولا اريد فراقا ولا اريد غيرها ؟؟؟ اليس لي الحق في ذلك ؟ (اعلم ان هذا الجواب قد لا يتناسب نسق فكرتك.. لكنه مجرد توضيح لعدم التناسب بين فكرتي وتعقيبك :) )
كما قلت... لا أحرم ولا أحلل... وحتى لو كان حراما واراد احدهم فعل ذلك.. فهذا امر لا يخصني.. لانني لست وليه ولا مسؤولا عنه. ولا يحق لي التدخل فيما يؤمن به مما لا يؤمن به !
مع كل احترامي :)
بحوثك فوق الممتازه. عزيزي. انا اتطلع لبحوثك من فترة لا تقل عن 3 سنوات ومشقوف بقراءتهن.وأصبحت عقلاني بكل المقائس.وهذا كله بفضل بحوثك وكتبك بداية من كتابك القرآن وكفى إلى بحوثك لبعد اليومية. ولك مني كلل الشكر والعرفان.
بدون مجاملة مني أخي منصور أقول أن مقالك رائع وٱنسيابي ولطيف، وأعقب على خاتمتك بأنه لا داعي للإلتفات لأولئك الذين يتفلسفون في آيات الله كي يحلوا حراما أو يحرموا حلالا بفلسفات عبثية وبحوث جافة، فإما أنهم فعلا خدم لأهوائهم وإما أنهم يريدون أن يتطاوسوا علينا فقط، وأشك كذلك في أنهم ربما ليسوا قرآنيين ولكنهم دخلاء متسللون يريدون تشويه الصورة الجماعية لأهل القرآن بأساليبهم المعروفة لكل عاقل كان منهم .. تابع بحوثك ولا تكترث فليس كل ما تفهمه يفهمه الكل
قول الكاتب:
" 2 ـ الوعظ هنا فى الآية الكريمة هو للرجل ليسكن ويستريح للزوجة ، و ( تسكنوا ) ليس السكن المادى بمعنى المساكن ، ولكن من السكينة والهدوء والراحة ، أى السكن المعنوى الذى يجده الرجل فى أحضان زوجته ، بما يعيد اليه ذكريات طفولته مع (السكن ) فى أحضان الأم . هذا ( السكن ) مؤقت بطبيعته . لا يجادل أحد فى ذلك . وبالتالى فليس هذا تشريعا يتعامل مع الواقع ، ولكنه ( وعظ ) يتكلم فيما ينبغى أن يكون ، ومستحيل إستمراره فى الدنيا . هو يوجد فقط فى الجنة ونعيمها حيث قال رب العزة عن احوال أهل الجنة (وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (25) إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (26) الواقعة ) ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) الحجر ) . أى إنه طبقا للوعظ القرآنى : ينبغى أن يكون هناك بين الزوجين سكن ومودة ورحمة . كما ينبغى لكل إنسان أن نؤمن بالله جل وعلا وحده الذى جعل لنا كل هذه الآيات والمنن . أما التشريع فهو يتعامل مع الواقع ، اى ما يحدث فعلا بين الناس ، لذا فالزواج ملىء بالمشاكل ، ونزل التشريع القرآنى يتعامل بواقعية مع المشاكل بين الزوجين ، ومع الطلاق ، ثم مع الانفصال النهائى بين الزوجين . ولو كان قوله جل وعلا ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) تشريعا واجب الاتباع لكان المخاطب به غير البشر ، وأكثرهم لا يؤمنون ولا يعقلون وضالون مضلون . ولو كان تشريعا واجب الاتباع لأصبح متعارضا مع أحد المقاصد التشريعية وهى التيسير والتخفيف ورفع الحرج."
أسئلة للقراء:
لماذا جعلوا الآية مقتصرة على الرجل؟ من أين جاؤوا بهذا؟ هل الآية تقرأ "جعل لكم أيها الرجال من أنفسكم أزواجاً" أم أن "أنفسكم" تشمل الرجل و المرأة؟ و كذلك الأمر بالنسبة لكلمة "أزواجاً"؟ أليس هذا يشبه كلام التراثيين عن "المرأة التي خلقت من أجل متعة الرجل"؟
قول الكاتب:
"خامسا : الزواج ليس فقط لتكوين أسرة بل ايضا (.........) تولد الانثى من البشر وفى غريزتها ( الأمومة ) أى هى مشروع لأن تكون (أُمّا ) وتكون لُعبتها ( عروسة ) تجعلها بنتا لها . غريزة الأمومة هى الأساس لدى المرأة ، وأنوثتها هى فى خدمة أمومتها . ولو تُركت المرأة فى حالها بدون مؤثر خارجى فلن تعانى من الشهوة الجنسية . تشتعل فيها الرغبة الجنسية بمؤثر خارجى ، حين يقترب منها رجل ، يهمس اليها ويلمسها ويثير غريزتها . ولأن الشهوة الجنسية للمرأة تحتاج الى مؤثر خارجى فقد أوجب رب العزة على الزوج أن يبدأ بإثارتها جنسيا قبل ممارسة الجنس مع زوجته ، مع التأكيد بأن من حقه أن يمارس معها الجنس متى إشتعلت غريزته ( فيما عدا وقت الحيض ) : يقول جل وعلا : ( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ ) (223) ) البقرة ). الرجل يحمل رغبته الجنسية فى عقله وينوء بها جسده ، ولا بد أن يُفرغ ما تنتجه خصيتاه ، وإلا تعرض لألم شديد."
أسئلة للقراء:
يقولون بأن الزواج هو فقط لإطفاء غريزة الرجل و المرأة لا غريزة جنسية لديها، إلا إذا استثارها الرجل. و ما للمرأة إلا غريزة أمومة!! هل يعنون هذا فعلاً؟ هل نحن (القراء) جاهلون بالنساء إلى هذه الدرجة حتى نصدق مثل هذا الكلام؟ يعني امرأة العزيز التي راودت يوسف، هل استثارها يوسف بشيء فعله، أم هي التي "هاجت" عليه؟ و هل فعلت ذلك بفعل غريزة الأمومة أم بفعل غريزة جنسية بشرية طبيعية أصيلة؟ ألم تقرؤو و تسمعو، و ربما تعايشو، قصص نساء لا يستطيع أزواجهن كفايتهن جنسيا، فيلجأن لخيانتهم مع رجال آخرين؟
يعني المفروض أن لا أطرح مثل هذه الأسئلة، و أن أكتفي فقط بالقول أن المرأة "بشر"، كي تفهمو أن لها رغبات بشريه مثلها مثل أي بشر آخر، و على رأسها الرغبة الجنسية. هل احتياجي للسؤال يدل على أن فكرة "بشرية" المرأة لم تستقر بعد في الأذهان؟
ثم هل نحتاج للقرآن كي نفهم أن الزواج فيه إطفاء للغريزة الجنسية؟ و هل هذا يعني أن الزواج يمكن أن يكون مؤقتا "مؤقتية" الغريزة الجنسية؟ يعني يبدؤ عندما تبدأ و ينتهي عندما تنتهي؟ لماذا نجد زوجين متحابين و لا يفترقان أبداً و لو بلغا من الكبر عتياً؟ بل لماذا نجد شاباً لا يفارق زوجته و لو كان بين بحر من النساء؟ هل لأنه ليست له غريزة جنسية هياجة؟ أم لأن هناك شيئا عظيما، هو من آيات الله، يربطه بتلك الزوجة، و هو ماذكره الله في آية "و جعل بينكم مودة ورحمة"؟
قول الكاتب :
"1 ـ الآية الكريمة واضحة وصريحة (....) وبعد هذه الفريضة فالتراضى بين الطرفين هو أساس التعاقد فى عقد الزواج . يشمل هذا كل شىء ، ومنه توقيت مدة للزواج ، أو أن تكون العصمة بيد الزوجة ، الخ . وحتى فى موضوع المهر الواجب ، فإذا رضيت الزوجة أن يأخذ زوجها منه شيئا فهذا جائز طالما رضيت به نفسها ، أو بالتعبير القرآنى ( وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً (4) النساء ). التعبير القرآنى رائع (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً)
أسئلة للقراء
:إذا كان "التراضي بين الطرفين هو أساس التعاقد في في عقد الزواج"، إذن يمكن إضافة بند إسمه "مدة الزواج" و يقول: "يحدث الطلاق بعد 24 ساعة من بداية سريان هذا الزواج". ألا يصبح عقد الزواج هو عقد طلاق أيضا؟ هل هذا يتماشى مع جوهر تشريع الزواج في الإسلام؟ أم إنه يتعارض معه، بل و ينسفه نسفاً؟ و هل الطلاق المتفق عليه مسبقاً يتماشى مع حكمة تشريع الطلاق كما جاء في القرآن؟ تخيلو عقد زواج ينص على مدة 4 ساعات، يقضيها الزوجان في الفراش ثم ينتهي. هل سيكون هناك معنى للمدة التي يقضيها الزوجان في حالة "انفصال" قبل الطلاق التي نص عليها القرآن؟ و هل سيكون معنى للشهود في الطلاق؟ فشهود عقد الزواج، الذي شهدوا على تحديد موعد انتهائه، هم بهذا شهود على الطلاق، أليس كذلك؟
أخيراً، تخيلو معي الأمر التالي: إمرأة تتزوج مؤقتا كل مرة. و ما أن تنتهي العدة، حتى تتزوج مؤقتا... و في كل زيجة، تحمل بولد....هل تتخيلون شكل هذا المجتمع الذي ستنشؤه هذه المرأة؟ هل هذا متسق مع فلسفة الإسلام في شيء؟ أليس الله يقول "واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون"؟
بتاريخ الإثنين 22 يونيو 200، ورد للكاتب تعليق هذا نصه:
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=5410
"وأقول عن نفسى ، ليس معنى أن أرى شيئا مباحا أن أمارسه . فلقد قلت بان التدخين ليس حراما ولا يفطر الصوم ، ولم أكن فى حياتى من المدخنين ، ولن أكون ، بعون رب العالمين . وقلت بأن المحرم أكله من الخنزير هو اللحم ، مع أننى أبتعد تماما عن كل ما يتصل بالخنزير ، وقلت بأن الزواج المؤقت حلال ، ولا أرضاه لنفسى ولمن أحب. القضية عندى موضوعية وليست شخصية ، ليس ما أحبه وأكرهه ولكن ما أراه حلالا مباحا يحرم تحريمه."
أسئلة للقراء:
لماذا لا يرضون بالزواج المؤقت لأنفسهم و لمن يحبون، إذا لم يكونو يستقبحونه؟
لماذا يجب علينا دائما أن نتحدث عن نية المعلق؟
لقد أحزنني إنزلاق حوار جاد و مكتوب و بين أشخاص "إفتراضيين"، كونهم لم يلتقوا في الحياة الحقيقية، إلى سجال شخصي، انتهى إلى ما انتهى إليه.
و المفروض أننا هنا بغرض "إصلاح الفكر"، و ليس لشيء آخر. أليس هذا مدعاة للتجرد من كل شيء إلا العقل و البرهان العلمي؟
تطلبون مني الإستمرار في توضيح وجهة نظري...هذا بالضبط ما أفعله منذ بدأت تجربة الكتابة بالعربية. و لم أتعرض بالتجريح مطلقاً لشخص أحد. بل فقط أردت تفنيد الآراء بالحجة. و أستعملت في ذلك كل التعابير التي تتيح لي توصيل رأيي كما تماثل لي في ذهني دون زيادة أو نقصان.
لقد كنت كاتباً على هذا الموقع. و لم يحزني تعليق حسابي ككاتب دون سبب. بل أحزنني غياب ثقافة الحوار. و هذا على أي رأيي الذي تكون عندي من وحي التجربة.
تأتي مطالباتنا لكم بالرد، أولا، في إطار "التنبيه" إلى خطورة الموضوع. و لا نلزمكم بمدة زمنية في الرد. بل فقط نريد أن يبقى الضوء مسلطاً على النقطة موضوع النقاش. و ثانيا، لأنكم أنتم من كتبتم ما يستدعي رداً يفسر و يشرح. و ثالثاً، لأنكم بمكانتكم العلمية مختلفين عن الكتاب الآخرين، و بالتالي مسؤوليتكم في التوضيح أعظم.
ثم إن إلزامكم بالرد هو موجه أكثر إلى القراء، حتى يعلموا أن الموضوع ليس محسوماً، بل فيه إشكالات ربما تقلبه رأسا على عقب.
هذا ما ألفته في مواقع كبرى لمجلات فكرية و مؤسسات صحفية عريقة، فرنسية و إنجليزية و أمريكية...
و بهذا أختم كلامي.
الأستاذ الكريم : عبد الله مسلم شكراً جزيلاً لمقالاتك و لردودك و لتخصيص وقتك للكتابة في الموقع و ليسمح لي أبي الكريم الدكتور أحمد بالتدخل للقول : كل كاتب له رأيه الخاص في مسألة معينة و كما يقول الدكتور أحمد ( رأيه لا يفرضه على أحد ) ومن عاداته ( أن لا يجادل ) و لا يتدخل ( إلا إذا وجد تدخله بضيف للموضوع ) على كل حال وكما يقال : الاختلاف لا يفسد للود قضية فشخصيا بإنسحاب الأستاذ : عبدالله ( سأفقد قلماً رائعا ) أتمنى أن لا يصل الإختلاف في الرأي إلى الإنسحاب و إن حدث وهو ما طلبه الدكتور أحمد بالقول : ( أرجو من الأستاذ عبد الله أن يتركنا في حالنا و يغادرنا ) فسنفتقد أو سأفتقد قلماً آخر وهو الأستاذ : عبد الله مسلم ... وهنا أطرح سؤالاً : لماذا ؟ هل الاختلاف سبباً في ذلك ! فالاختلاف ظاهرة طبيعية هل الإصرار في الجدال !! قد ننهيه بعبارة : إنتهى الجدال .. غاية ما هناك أرجو أن تكونوا بصحة و عافية وأن لا يكدركم هذا الإختلاف و تواصلوا البحث و التدبر حسب أوقاتكم لما فيه الخير للمسلمين ... حفظكم الله جميعا .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5123 |
اجمالي القراءات | : | 57,058,212 |
تعليقات له | : | 5,452 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
الغزالى حُجّة الشيطان ( 9) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 2 )
دعوة للتبرع
أب فاسق سكير: والدى سكير يسىء معامل ة والدت ى ، ولا يكف عن...
ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول : ما معنى ( المقت ) السؤ ال ...
عن الحيض : قد رأيت لكم جوابا ً عبى أحد السائ لات أنه...
تخاريف : السلا م عليكم ورحمة الله وبركا ته .. هناك...
اختلاف القيم العليا: ان القيم الانس انيه من عدل وحق وحقوق انسان...
more
بكل تقدير و احترام أشكركم على جهودكم و اسال الله ان يجعلها في ميزان حسناتكم، أرجو أن يتسع صدركم لمداخلة صغيره على ما ذكرتم في اجتهادكم القيم في الفقره خامسا في معرض اباحة التعدد في الزواج بند 2-2 الاية (النساء 3 ) من خلال فراءة النص القرآني لهذه الايه يتضح انها تعالج قضية اليتامى التي قد يواجهها المجتمع المسلم لاي سبب كان، و عليه فان الله جل و علا يرشدنا على طريقة و حل هذه المشكله. لان الايه تبدا بشرط : وان خفتم الا تقسطوا في اليتامي ، فجواب الشرط : فانكحو ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلاث و رباع ، و وردت من النساء و لم تأت كلمة من الفتيات. و عليه فان المقصد من تعدد النكاح في هذه الايه هو لحل مشكلة اليتامى. وأيضا لي تحفظ على تفسير أو ما ملكت ايمانكم التي وردت في الاية فهي لا تشير الى ملك اليمين من الايماء و استند بذلك على ما يلي:
1- ما اسم موصول لغير العاقل و قلما تاتي للعاقل و الامثلة عديدة في القرآن الكريم.
2- ملك اليمين هو تعبير البعض عن الكل وقد تعني ما يملك الانسان في يمينه من ماديات أو نفوذ تحت تصرفه.
3- أذا اردنا المساهمة في مواجهة مشكلة اليتامى في المجتمع فلا ارى ان في نكاح الاماء حل.
هذا والله اعلم