آحمد صبحي منصور Ýí 2013-11-17
النبى لا يشفع يوم الدين :( كتاب الشفاعة بين الاسلام والمسلمين )
الباب الثالث : تتبع موضوع الشفاعة فى تاريخ المسلمين الدينى
الفصل الخامس: الأرضية التاريخية التى نبتت فيها أساطير الشفاعة :
الحنابلة وصناعة الأكاذيب فى تشويه أعدائهم : ب3 ف 5 / 12
مقدمة
كما تخصص الحنابلة فى صناعة منامات فى تزكية أنفسهم فقد إستعملوا نفس الصناعة فى تشويه وتكفير وتحقير خصومهم . وكان المعتزلة أكثر ضحاياهم بسبب موضوع خلق القرآن . وصيغت حملة التشويه بمنامات وروايات ، تم نشرها عبر القُصّاص والدعاة و أرباب الحديث .وهذا الاغتيال المعنوى للمعتزلة كان مقدمة للإستئصال الذى تعرضوا له . أى أننا هنا أمام جريمة تحريض على القتل الجماعى ، تم تنفيذها فى ظل سكوت وتعتيم ، نفهم منها كيف انتهى المعتزلة وفكرهم فى العصر العباسى الثانى ليتحكم فيه جهلة الحنابلة. وحتى الآن لا يزال شيوخ الحديث فى العصر العباسى أئمة حتى الآن بينما توارى المعتزلة ومنهجهم العقلى والنقدى بين سطور التاريخ . ونعطى بعض التفاصيل عن هذا الاغتيال المعنوى الذى تعرض له بعض زعماء المعتزلة .
أولا : بشر المريسى :
1 ـ أكثر من ركزوا على تشويهه هو بشر المريسى ت 218 ، لسببين رئيسين : أن بشر المريسى كان من أهل الفقه والحديث ثم ( أرتد ) أو تركهم ليصبح من كبار المعتزلة فى عهده ، والثانى أنه هو الذى بدأ بموضوع ( خلق القرآن ) فى خلافة الرشيد ، وكان أكثر من ألّف فيه ، ثم إعتنق المأمون رأيه ، وقرّبه منه ، فكانت محنة أهل الحديث والفقهاء فإعتبروه المحرّض على محنتهم.
2 ـ ونبدأ بالشخصية التاريخية لبشر المريسى. فقد بدأ بشر حياته فقيها ومن أهل الحديث ، ولكنه أخذ الفقه عن أبى يوسف صاحب أبى حنيفة ، المشهور بالرأى ، شأن المذهب الحنفى فى بدايته . وبالتالى تأثر بهذا الاتجاه العقلى حتى إنه بعد أن روى الحديث عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة ترك الفقه والحديث بالكامل وصار معتزليا . قال ابن النديم عنه : ( كان ديّنا ورعا متكلما )، أى موصوف بالتديّن والورع ، بل بالغ فى ورعه وتحرّزه من الشبهات حتى يُحكون عنه مبالغات : ( بلغ من ورعه أنه كان لا يطأ أهله ليلا مخافة الشبهة، و لا يتزوج إلا من هي أصغر منه بعشر سنين مخافة أن تكون رضيعته (أي إشتركت معه في الرضاعة).
3 ـ بشر المريسى هو الذى بدأ القول بخلق القرآن منذ أيام الرشيد ،و ظل يدعو إلى ذلك نحواً من أربعين سنة، و يؤلف في ذلك الكتب إلى خلافة المأمون الذى إقتنع بخلق القرآن فأصبح بشر المريسى من المقربين لدى المأمون . ولقد كتب المريسى الكثير من المؤلفات ، ذكر منها ابن النديم فى الفهرست : كتاب فى التوحيد ، وكتاب الارجاء ، والرد على الخوارج وكتاب الاستطاعة ، والرد على الرافضة فى الإمامة ، وكتاب كفر المشبهة ، وكتاب المعرفة ، وكتاب الوعيد . وضاعت هذه الكتب بسبب سيطرة الحنابلة ، وبقى منها ما حفظته كتب الأدب والعقائد .
4 ـ ولذا تطرف أهل الحديث فى كراهية بشر المريسى ، وقاموا بنشر الأكاذيب عنه ، ومنها كتاب الدارمى ( الرد على بشر المريسى ). أو ( نقض عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله في التوحيد ). والدارمى الذى نقصده هو عثمان بن سعيد السجستانى المشهور بالتعصب للحنبلية ، وصاحب ( المسند الكبير ) ( مسند الدرامى) . وقد توفى عام 280 . ولا نقصد الدارمى الآخر ( الدارمي السمرقندي) المتوفى عام 255 صاحب التفسير و الجامع الصحيح . ونتوقف مع بعض ما قاله ابن الجوزى عن بشر المريسى فى المنتظم ( ج 11ص 31 ـ وفيات 218 ) وهو ينقل عن( تاريخ بغداد 7 / 56 : 67 ) للخطيب البغدادى . قالوا عنه أنه ( سمع الفقه من أبي يوسف القاضي إلا أنه اشتغل بالكلام وجرد القول بخلق القرآن ، وقد روى من الحديث شيئًا يسيرًا عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة ) . ثم تتوالى أكاذيبهم عنه ، فقالوا :
5 ـ ( كان شيخًا فقيرًا فقيهًا ، دميم النظر، وسخ الثياب ، يشبه اليهود ) ( أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال:أخبرنا الحسن بن محمد الخلال حدثنا يوسف بن عمر القواس حدثنا أحمد بن عيسى بن السكين قال: سمعت أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم يقول: مررت في الطريق فإذا بشر المريسي والناس عليه مجتمعون فمر يهودي فأنا سمعته يقول: لا يفسد عليكم كتابكم كما أفسد أبوه علينا التوراة يعني: أن أباه يهوديًا . ) . كالعادة فهم يتهمون خصومهم بأنهم يهود الأصل . بينما يتسترون على أنفسهم وقادتهم ، وهم من أصول مجوسية ، أو من ذرية أهل الكتاب من اليهود والنصارى . ولا عيب فى أن تكون من أى ذرية ، ولا شأن لأحد بمن كان أبوه . المهم هو ماذا يفعله هو .) .
6 ـ ( أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن صالح يقول: سمعت أبا سليمان داود بن الحسين يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: دخل حميد الطوسي على أمير المؤمنين وعنده بشر المريسي فقال حميد: يا أمير المؤمنين .هذا سيد الفقهاء .! هذا قد رفع عذاب القبر ومسألة منكر ونكير والميزان والصراط . انظر : هل يقدر أن يرفع الموت ؟ ثم نظر إلى بشر وقال: لو رفعت الموت كنت سيد الفقهاء حقًا ). أى إنهم يتندرون عليه . والكذب واضح هنا . فلم يقولوا من هو أمير المؤمنين هذا . والمفهوم أنه المأمون . ولايمكن أن يكون هو المأمون ، فهو خصمهم ، وقد كان المأمون صديقا لبشر ، ويستحيل أن يتجرأ أحدهم فيقول هذا فى حضرة المأمون . ثم إن بشر المريسى ترك الفقهاء وأهل الحديث واصبح من قادة المعتزلة الذين ينكرون أساطير الفقهاء ، فكيف يقال له (هذا سيد الفقهاء )، ( كنت سيد الفقهاء حقًا ) .؟
7 ـ ( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرني الحسن بن محمد الخلال قال: حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال: أخبرنا الحسين بن علي بن الحسين الأسدي حدثنا الفضل بن يوسف بن يعقوب بن القضباني حدثنا محمد بن يوسف العباسي قال: وحدثني محمد بن علي بن ظبيان القاضي قال: قال لي بشر المريسي: القول في القرآن قول من خالفني أنه غير مخلوق .قلت: فارجع عنه قال: أرجع عنه وقد قلته منذ أربعين سنة ووضعت فيه الكتب واحتججت فيه بالحجج . ) لأنه كان من قبل فقيها ومن أهل الحديث فقد إفتروا إنه كان من قبل لا يؤمن بخلق القرآن . ولكنه إختار القول بخلق القرآن وكتب فيه المؤلفات ولا يريد أن يرجع عما كتبه . هنا يكذبون على خصمهم ويفترون عليه ما لم يقل . وهذا يذكرنى بمناظرة تليفزيونية بينى وبين شيخ كذّاب كان زميلا فى نفس الكلية التى كنت أعمل فيها . وقد بلغت جُرأته فى الكذب أنه كان فى المناظرة يتكلم عنى بالكذب فى حضورى زاعما أننى ذهبت الى أمريكا شهر كذا فى عام كذا لأفعل كذا . فقلت له : إنك كذّاب أشر. تكذب علىّ فى وجهى فكيف بكذبك على فى غيابى . وهددته بمقاضاته وأن معى جواز سفرى الذى يثبت أننى لم أغادر مصر منذ عام 1988 حتى وقتها . هذا يذكرنى أيضا بمزاعمهم أن امريكا إبتنت لى قصرا فى قريتى . وكان الذى يردد هذه الأكذوبة مصدقا لها هو ابن عمى الشقيق الذى يعمل استاذا فى نفس الكلية وبيته مجاور لبيتى . يردد أكاذيبهم مصدقا لها وهو يجلس معى فى بيتى المتواضع فى نفس القرية . وكلما قلت له : لماذا لا ترد عليهم؟ كان يقول : ( ولكنهم يقولون .! ) هى عقلية السماع التى تربى عليها العوام ووعّاظ العوام والتى تصدق الأكاذيب بمجرد أن يقولها شيخ من الشبوخ .
8 ـ هنا رواية عن مجهول جعلوه ثقة .ولو كان ثقة حقا لذكروا إسمه ، ولكنهم صنعوها ليقولوا فها رأيهم أو حقدهم على بشر المريسى :( حدثنا الثقة من أصحابنا قال: لما مات بشر المريسي لم يشهد جنازته من أهل العلم السنة أحد إلا عبيد الشونيزي . فلما رجع من جنازة المريسي لاموه فقال: أنظروني حتى أخبركم : ما شهدت جنازة رجوت فيها من الأجر ما رجوت في هذه . قمت في الصف فقلت: اللهم إن عبدك هذا كان لا يؤمن برؤيتك في الآخرة اللهم فاحجبه عن النظر إلى وجهك يوم ينظر إليك المؤمنون .! اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن بعذاب القبر اللهم فعذبه اليوم في قبره عذابًا لم تعذبه أحدًا من العالمين !.اللهم عبدك هذا كان ينكر الميزان اللهم فخفف ميزانه يوم القيامة .! اللهم عبدك هذا كان ينكر الشفاعة اللهم ولا تشفع فيه أحدًا من خلقك يوم القيامة . قال: فسكتوا عنه وضحكوا . ). نقموا عليه أنه لا يؤمن بأساطيرهم مثل رؤية الله جل وعلا وعذاب القبر وشفاعة النبى التى تؤثر فى الميزان ، فقرووا حرمانه من الاستفادة من هذه الأساطير.
9 ـ ( الحسن بن عمرو المروزي قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: جاء موت هذا الذي يقال له المريسي وأنا في السوق فلولا أنه كان موضع شهرة لكان موضع شكر وسجود . والحمد لله الذي أماته هكذا .) . مات بشر موتة عادية شأن معظم البشر، ولكنهم يتشفّون فى موته . فكيف إذا مات مقتولا مصلوبا مثل زعيمهم أحمد بن نصر الخزاعى ؟ لقد سبكوا أساطير الكرامات والمنامات عن جثة ابن نصر وعندما مات بشر المريسى موتة عادية تشفوا فيه .
10 ـ ( أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري حدثنا محمد بن علي بن سويد حدثنا عثمان بن إسماعيل السكري قال: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن الدورقي يقول: مات رجل من جيراننا شاب فرأيته في النوم وقد شاب فقلت له: ما قصتك قال: دفن بشر في مقبرتنا فزفرت جهنم زفرة شاب منها كل من في المقبرة ) .والطريف أن نفس المنام روى فى ترجمة زبيدة ت 216 ( ام الخليفة الأمين ) ، يقول ابن الجوزى : (أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: حدثني الحسين بن محمد الخلال قال: وجدت بخط أبي الفتح القواس حدثنا صدقة ابن هبيرة الموصلي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الواسطي قال: قال عبد الله بن المبارك الزمن: رأيت زبيدة في المنام فقلت: ما فعل الله بك فقالت: غفر لي بأول معول ضرب في طريق مكة قلت: فما هذه الصفرة في وجهك قالت: دفن بين ظهرانينا رجل يقال له بشر المريسي زفرت جهنم عليه زفرة اقشعر لها جسدي فهذه الصفرة من تلك الزفرة ). ( المنتظم 10 / 278 ). المفهوم ان بنى العباس كانت لهم مقابر خاصة ـ وفيها تم دفن ام الرشيد الخيزران . وكان لأهل بغداد مقابرهم العامة. فهل دفنوا بشر المريسى مرتين فى مقبرتين مختلفتين ؟ أم دفنوه على مرتين ؟. ونفهم من القرآن الكريم أن جهنم لم تُخلق بعده ، سيتم خلقها يوم القيامة ليكون وقودها الناس والحجارة . فما هى هذه الجهنم التى خلقوها فى هذه الدنيا خصيصا ليعاقبوا بها أعداءهم ؟ إنه دينهم الملاكى الذى صنعوه يملكونه ، وصنعوا الاههم الخاص ونبيهم الخاص وجنتهم ونارهم ، ويستغلون كل هذه المصنوعات لمصلحتهم .
ثانيا : أبو الهذيل العلاف
1 ـ وكان أبو الهذيل العلاف المتوفى عام 235 شيخ المعتزلة فى عصره ، وأحد أذكياء العالم فى وقته كما يظهر من كتبه ومناظراته. يقول عنه ابن النديم فى الفهرست :( كان شيخ البصريّين في الاعتزال و من أكبر علمائهم وهو صاحب المقالات في مذهبهم و مجالس و مناظرات. نقل ابن المرتضى عن صاحب المصابيح أنّه كان نسيج وحده وعالم دهره ولم يتقدّمه أحد من الموافقين ولا من المخالفين.) وقالوا عنه: ( ومناظراته مع المجوس والثنويّة و غيرهم طويلة ممدودة وكان يقطع الخصم بأقلّ كلام. يقال إنّه أسلم على يده زيادة على 3000 رجل) .( أتى إليه رجل فقال: «اُشكل عليّ أشياء من القرآن فقصدت هذا البلد فلم أجد عند أحد ممّن سألته شفاء لما أردته، فلمّا خرجت في هذا الوقت قال لي قائل: إنّ بغيتك عند هذا الرّجل فاتّق الله وأفدني، فقال أبو الهذيل : ماذا أشكل عليك؟ قال: آيات من القرآن توهمني أنّها متناقضة و آيات توهمني أنّها ملحونة. قال: فماذا أحبّ إليك، اُجيبك بالجملة أو تسألني عن آية آية؟ قال: بل تجيبني بالجملة، فقال أبو الهذيل: هل تعلم أنّ محمّداً كان من أوساط العرب و غير مطعون عليه في لغته، وأنّه كان عند قومه من أعقل العرب فلم يكن مطعوناً عليه؟ فقال: اللّهمّ نعم، قال أبو الهذيل: فهل تعلم أنّ العرب كانوا أهل جدل؟ قال: اللّهمّ نعم، قال: فهل اجتهدوا عليه بالمناقضة واللّحن؟ قال: اللّهمّ لا، قال أبو الهذيل: فتدع قولهم على علمهم باللّغة وتأخذ بقول رجل من الأوساط؟ »
2 ـ وبينما إحتفل ابن الجوزى بالجهلة والكذابين من أهل الحديث ومزاعمهم برؤية الله جل وعلا فإنه يتحامل على أبى الهذيل العلاف ، يقول فى ترجمته : ( أبو الهذيل العلاف .. وكان شيخ المعتزلة ومصنف الكتب في مذاهبهم ...وكان فاسقًا في باب الدين. وقد روى أحاديث عن سليمان بن قرم وغياث بن إبراهيم وهما كذابان مثله .).( المنتظم 11 / 234 )
ثالثا : احمد بن أبى داود ت 240 ( المنتظم 11 / 275 )
يضطر ابن الجوزى الى ذكر محاسن ابن أبى داود ، من العلم والسخاء ، ثم يطعن فيه بسبب موضوع ( خلق القرآن . يقول عنه : ( أحمد بن أبي دؤاد ..ولي أحمد قضاء القضاة للمعتصم ثم للواثق . وكان موصوفًا بالسخاء . ( ثم يهاجمه سريعا فيقول : ( غير أنه على مذهب الجهمية ( المعتزلة ) وحمل السلطان على امتحان الناس بخلق القرآن ، لولا ما فعل من ذلك لاجتمعت الألسن على مدحه ، فإنه كان قد ضم إلى علمه الكرم الواسع . ) ويحكى عن نُبل أحمد بن أبى داود أن خصما له من ذرية عمر بن الخطاب كان ( لا يلقى ابن أبي دؤاد وحده ولا في محفل إلا لعنه ودعا عليه وابن أبي دؤاد لا يرد عليه شيئًا ) فاحتاج هذا الرجل الى الخليفة المعتصم ، وأراد أن تصل شكواه مباشرة للخليفة بعيدا عن أبن أبى داود خوفا من إنتقام ابن أبى داود منه ، فاتصل بابن الزيات ووسطه لتوصيل شكواه للمعتصم على أن يعطيها فى غيبة ابن أبى داود . فلما أعطى ابن الزيات الشكوى للمعتصم أعطاها المعتصم لابن أبى داود ليرى رأيه فيها . فأوصى ابن أبى داود بقضاء مصلحته إكراما لجده عمر بن الخطاب . وبعدها يأتى ابن الجوزى بتكفير إبن أبى داود على لسان ابن حنبل : ( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا الحسين بن عثمان الشيرازي قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الحسين القاضي قال: حدثني الحسن بن منصور قال: حدثنا الحسن بن ثواب قال: سألت أحمد بن حنبل عمن يقول القرآن المجيد مخلوق قال: كافر . قلت: فابن أبي دؤاد قال: كافر بالله العظيم . ). وعندما اصيب ابن أبى داود بالفالج ( الشلل النصفى ) تشفّى فيه الحنابلة حسب هذه الرواية : ( سمعت عبد العزيز بن علي المكي يقول: دخلت على ابن أبي دؤاد وهو مفلوج فقلت: إني لم آتك عائدًا وإنما جئتك لأحمد الله على أنه سجنك في جلدك . ). وبعد موته سبكوا هذا المنام : ( أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران المعدل قال: حدثنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الختلي قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن موسى بن الفيرزان ابن أخي معروف الكرخي قال: رأيت في المنام كأني وأخًا لي نمر على نهر عيسى على الشط فبينما نحن نمشي إذ امرأة تقول: ما تدري ما حدث الليلة أهلك الله ابن أبي دؤاد فقلت لها: وما كان سبب هلاكه قالت: أغضب الله فغضب الله عليه من فوق سبع سموات . ).
أخيرا
1 ـ حنابلة اليوم ساروا على سُنّة أسلافهم فى العصر العباسى فى تشويه سيرة خصومهم وإغتيالهم معنويا بالاشاعات والتكفير تمهيدا لاغتيال الخصوم جسديا . فعلوا هذا مع الراحل فرج فودة حين تصدى لهم بالعقل والمنطق وحين جادلهم بالفقه السّنى نفسه وهزمهم ، فأدمنوا التشنيع عليه وتكفيره الى أن قتلوه . فعلوا نفس الشىء تقريبا مع تجيب محفوظ حين أثاروا حملة صحفية مشبوهة على رواية ( أولاد حارتنا ) فى مجلة ( عقيدتى ) الرسمية التى كانت تصدر عن جريدة الجمهورية ، وطالبوه بالتوبة . وقد أحسست بالخطر المحدق بحياة نجيب محفوظ وقت إشتداد هذه الحملة ، فكتبت فى جريدة القاهرة أحذّر من مغبة هذه الحملة وخطرها على حياة نجيب محفوظ .و فعلا بعد هذه الحملة ببضعة أشهر تعرض نجيب محفوظ لمحاولة إغتيال شهيرة .
2 ـ وحنابلة عصرنا يلاحقوننى بالتشهير والتكفير والاتهامات الكاذبة من عام 1984 . قبلها كنت سنيا معتدلا ومحاربا شرسا ضد التصوف ، ويعتبروننى ( جوهرة الأزهر ). بعد أن بدأت فى نقد البخارى إنطلقت حملات التكفير والاتهامات المتنوعة . منها الاتهام بأننى أقول أن محمدا ليس خاتم النبيين ، فلما رءوا كل كتاباتى تصفه عليه السلام بأنه خاتم النبيين تركوا هذا الاتهام . اتهمونى بأننى لست أزهريا صميما وأننى حاصل على الثانوية العامة ثم التحقت بجامعة الأزهر ، فلما عرفوا أننى التحقت بالاعدادى الأزهرى طفلا عام 1960 وأننى كنت الثانى على الجمهورية فى الاعدادية الأزهرية ثم الرابع على الجمهورية فى الثانوى الأزهرى ، ثم الأول على قسم التاريخ خلال أربع سنوات حتى عُينت معيدا، تركوا هذا الاتهام . تمسكوا بأننى أحصل على تمويل أجنبى ، وشنُّوا حملة بهذا الاتهام حين كنت على شفا الجوع فى التسعينيات ، وتصادف أننى كنت وقتها أكتب فى جريدة ( الأخبار ) مدافعا عن فوائد البنوك مهاجما شركات تنظيم الأموال ، وكنت أكتب موقعا ( أحمد صبحى منصور الذى ليس له حساب فى أى بنك ). كنت فقيرا الى درجة أننى لا أستطيع فتح حساب فى بنك بينما الشيوخ الذين يهاجمون البنوك فلهم حسابات بالملايين فى البنوك . وحين تأكدوا من فقرى المدقع كتب أحدهم وهو الشيخ عبد الجليل شلبى فى عموده اليومى فى الجمهورية يقول عنى ( ولقد علمنا أن حساباته فى البنوك لم يتسلمها بعد ، والله أعلم ).!.
3 ـ ولا زالت أكاذيبهم وفتاويهم بالقتل تلاحقنى. أنا مستمر فى النجاح وهم مستمرون فى النباح . ومنذ ربع قرن كتبت معلقا على نباحهم متمنيا منه المزيد : ( إن كاتبا مثلى قليل الحيلة يحتاج الى أن تنبحه الكلاب ليلتفت الناس الى ما أكتب ) . وتحقق ما أريد . لو أنفقت الملايين ما إستطعت أن أنشر فكر أهل القرآن بقدر نجاح حمقهم فى نشر الفكر القرآنى .
4 ـ وهذا يؤكد أن حنابلة اليوم اشد غباءا من حنابلة العصر العباسى . حنابلة العصر العباسى قضوا على المعتزلة ، ولكن حنابلة اليوم وهم يملكون أكبر ثروة فى التاريخ من مئات البلايين من البترودولارات فهم أعجز من مواجهة ( اهل القرآن ) وموقعهم على الانترنت . ومع كل ما ينفقون من صدّ عن سبيل الله فمصيرهم الحسرة .
5 ـ يقول جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) الانفال )
ودائما : صدق الله العظيم .!!
نعم حنابلة اليوم ساروا على سُنّة أسلافهم فى العصر العباسى فى تشويه سيرة خصومهم وإغتيالهم معنويا بالاشاعات والتكفير تمهيدا لاغتيال الخصوم جسديا . فعلوا هذا مع الراحل فرج فودة حين تصدى لهم بالعقل والمنطق وحين جادلهم بالفقه السّنى نفسه وهزمهم ، فأدمنوا التشنيع عليه وتكفيره الى أن قتلوه . فعلوا نفس الشىء تقريبا مع تجيب محفوظ حين أثاروا حملة صحفية مشبوهة على رواية ( أولاد حارتنا ) فى مجلة ( عقيدتى ) الرسمية التى كانت تصدر عن جريدة الجمهورية ، وطالبوه بالتوبة . وقد أحسست بالخطر المحدق بحياة نجيب محفوظ وقت إشتداد هذه الحملة ، فكتبت فى جريدة القاهرة أحذّر من مغبة هذه الحملة وخطرها على حياة نجيب محفوظ .و فعلا بعد هذه الحملة ببضعة أشهر تعرض نجيب محفوظ لمحاولة إغتيال شهيرة . وحنابلة عصرنا يلاحقوننى بالتشهير والتكفير والاتهامات الكاذبة من عام 1984 . قبلها كنت سنيا معتدلا ومحاربا شرسا ضد التصوف ، ويعتبروننى ( جوهرة الأزهر ). بعد أن بدأت فى نقد البخارى إنطلقت حملات التكفير والاتهامات المتنوعة . منها الاتهام بأننى أقول أن محمدا ليس خاتم النبيين ، فلما رءوا كل كتاباتى تصفه عليه السلام بأنه خاتم النبيين تركوا هذا الاتهام . اتهمونى بأننى لست أزهريا صميما وأننى حاصل على الثانوية العامة ثم التحقت بجامعة الأزهر ، فلما عرفوا أننى التحقت بالاعدادى الأزهرى طفلا عام 1960 وأننى كنت الثانى على الجمهورية فى الاعدادية الأزهرية ثم الرابع على الجمهورية فى الثانوى الأزهرى ، ثم الأول على قسم التاريخ خلال أربع سنوات حتى عُينت معيدا، تركوا هذا الاتهام . تمسكوا بأننى أحصل على تمويل أجنبى ، وشنُّوا حملة بهذا الاتهام حين كنت على شفا الجوع فى التسعينيات ، وتصادف أننى كنت وقتها أكتب فى جريدة ( الأخبار ) مدافعا عن فوائد البنوك مهاجما شركات تنظيم الأموال ، وكنت أكتب موقعا ( أحمد صبحى منصور الذى ليس له حساب فى أى بنك ). كنت فقيرا الى درجة أننى لا أستطيع فتح حساب فى بنك بينما الشيوخ الذين يهاجمون البنوك فلهم حسابات بالملايين فى البنوك . وحين تأكدوا من فقرى المدقع كتب أحدهم وهو الشيخ عبد الجليل شلبى فى عموده اليومى فى الجمهورية يقول عنى ( ولقد علمنا أن حساباته فى البنوك لم يتسلمها بعد ، والله أعلم ).!.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5118 |
اجمالي القراءات | : | 56,903,409 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
تدبر آيات 32 : 34 من سورة الشورى
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
دعوة للتبرع
إستغفروا لى .!!: ارجوك م ان تستغف روا الله لي . ...
هل من خالق غير الله؟: تناقش ت كثيرا مع الشيع ة والسن يين ...
الحاجب: ما معنى كلمة حاجب السلط ان أو حاجب الملك ؟ ما...
تلخيص رائع : السلا م عليكم و دمتم في خدمة الدين الصحي ح ...
الجهاد قبل القرآن : السلا م عليكم وبارك الله جلا وعلا بكم على هذا...
more
كما تخصص الحنابلة فى صناعة منامات فى تزكية أنفسهم فقد إستعملوا نفس الصناعة فى تشويه وتكفير وتحقير خصومهم . وكان المعتزلة أكثر ضحاياهم بسبب موضوع خلق القرآن . وصيغت حملة التشويه بمنامات وروايات ، تم نشرها عبر القُصّاص والدعاة و أرباب الحديث .وهذا الاغتيال المعنوى للمعتزلة كان مقدمة للإستئصال الذى تعرضوا له . أى أننا هنا أمام جريمة تحريض على القتل الجماعى ، تم تنفيذها فى ظل سكوت وتعتيم ، نفهم منها كيف انتهى المعتزلة وفكرهم فى العصر العباسى الثانى ليتحكم فيه جهلة الحنابلة. وحتى الآن لا يزال شيوخ الحديث فى العصر العباسى أئمة حتى الآن بينما توارى المعتزلة ومنهجهم العقلى والنقدى بين سطور التاريخ . ونعطى بعض التفاصيل عن هذا الاغتيال المعنوى الذى تعرض له بعض زعماء المعتزلة .بشر المريسى :أكثر من ركزوا على تشويهه هو بشر المريسى ت 218 ، لسببين رئيسين : أن بشر المريسى كان من أهل الفقه والحديث ثم ( أرتد ) أو تركهم ليصبح من كبار المعتزلة فى عهده ، والثانى أنه هو الذى بدأ بموضوع ( خلق القرآن ) فى خلافة الرشيد ، وكان أكثر من ألّف فيه ، ثم إعتنق المأمون رأيه ، وقرّبه منه ، فكانت محنة أهل الحديث والفقهاء فإعتبروه المحرّض على محنتهم. ونبدأ بالشخصية التاريخية لبشر المريسى. فقد بدأ بشر حياته فقيها ومن أهل الحديث ، ولكنه أخذ الفقه عن أبى يوسف صاحب أبى حنيفة ، المشهور بالرأى ، شأن المذهب الحنفى فى بدايته . وبالتالى تأثر بهذا الاتجاه العقلى حتى إنه بعد أن روى الحديث عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة ترك الفقه والحديث بالكامل وصار معتزليا . قال ابن النديم عنه : ( كان ديّنا ورعا متكلما )، أى موصوف بالتديّن والورع ، بل بالغ فى ورعه وتحرّزه من الشبهات حتى يُحكون عنه مبالغات : ( بلغ من ورعه أنه كان لا يطأ أهله ليلا مخافة الشبهة، و لا يتزوج إلا من هي أصغر منه بعشر سنين مخافة أن تكون رضيعته (أي إشتركت معه في الرضاعة).بشر المريسى هو الذى بدأ القول بخلق القرآن منذ أيام الرشيد ،و ظل يدعو إلى ذلك نحواً من أربعين سنة، و يؤلف في ذلك الكتب إلى خلافة المأمون الذى إقتنع بخلق القرآن فأصبح بشر المريسى من المقربين لدى المأمون . ولقد كتب المريسى الكثير من المؤلفات ، ذكر منها ابن النديم فى الفهرست : كتاب فى التوحيد ، وكتاب الارجاء ، والرد على الخوارج وكتاب الاستطاعة ، والرد على الرافضة فى الإمامة ، وكتاب كفر المشبهة ، وكتاب المعرفة ، وكتاب الوعيد . وضاعت هذه الكتب بسبب سيطرة الحنابلة ، وبقى منها ما حفظته كتب الأدب والعقائد .