آحمد صبحي منصور Ýí 2013-08-03
مقدمة :
1 ـ إصلاح الأزهر من أهم الأهداف التى أعطيتها عمرى ، وناضلت من أجلها داخل جامعة الأزهر وبعد تركى الأزهر ، ولا زلت حتى الآن . وتعرضت لمحن هائلة حين كنت فى الأزهر بسبب هذا حتى أعلنتها مرتين أمام خصومى فى الأزهر : ( هذا الأزهر إما أن أغيره ، وإما أن أدمّره ). وهى عبارة قاسية ولكنها تعبّر من وجهة نظرى عن خطورة وضع الأزهر بلا إصلاح ، فالأزهر بلا إصلاح يدمّر مصر، لذا فتدميره أهون من تدمير مصر ، وإلا فإصلاحه هو السبيل الوحيد لكى يبقى وينفع . إن إصلاح الأزهر يساعد فى إصلاح مصر ، وإصلاح مصر يساعد فى إصلاح العرب والشرق الأوسط ، وإصلاح العرب والشرق الأوسط يساعد فى إصلاح مسلمى العالم ، أى حوالى بليون ونصف البليون من البشر . لماذا ؟ لأن مصر رائدة بنفسها ، وأزهرها رائد بها . وبها وبالأزهر يرتفع العرب والمسلمون أو الى القاع يهبطون . ومنذ إن سيطرت الوهابية على مصر والأزهر والجميع فى القاع هابطون !.
2 ـ والجهاد الذى قمت به ولا أزال فى إصلاح الأزهر هو حلقة من تراث إصلاحى ، سبقته الحركة الاصلاحية للإمام محمد عبده . والفارق إن الامام محمد عبده التفت الى إصلاح الأزهر وهو فى قمة نفوذه وشهرته وإمامته فى أواخر عمره ، وفى عصر سيطرت عليه الليبرالية وليس الوهابية، ومع ذلك فقد عانى الكثير،ومات وهو يلعن شيوخ الأزهر . أما أنا فقد بدأت السير على طريق الامام محمد عبده حين كنت مجرد مدرس مساعد ، شابا باحثا للدكتوراة يتحكّم فيه الشيوخ ، ولم يرهبنى تحكم القطب الصوفى عبد الحليم محمود شيخ الأزهر ، ثم لم يرهبنى فيما بعد تحكم الوهابية فى الثمانينيات ، لذا أعلنتها صريحة لهم مرتين : " هذا الأزهر إما أم أغيره ، وإما أن أدمره " .! ونعطى لمحة عن تاريخ الأزهر .
أولا : لمحة عن تاريخ الأزهر
يقول المقريزى فى ( الخطط ) عن الأزهر :( هذا الجامع أول مسجد أسس بالقاهرة والذي أنشأه القائد جوهر الكاتبالصقلي مولى الإمام أبي تميم معد الخليفة أمير المؤمنين المعز لدين الله لما اختطّالقاهرة ، وشرع في بناء هذا الجامع في يوم السبت لست بقين من جمادى الأولى سنة تسعوخمسين وثلاثمائة ، وكمل بناؤه لتسع خلون من شهر رمضان سنة إحدى وستين وثلاثمائة ). أى أنشأ الفاطميون مدينة القاهرة عاصمة لهم ، وأسّسوا الأزهر عام 972 م لنشر مذهبهم الشيعى . وبعد أن اسقط صلاح الدين الأيوبى الدولة والخلافة الفاطمية عطّل الدرسة فى الأزهر، وإستبدل به خانقاة سعيد السعداء لحرب التشيع بالتصوف السنى . ثم علا شان التصوف فى العصر المملوكى التالى للعصر الأيوبى فى مصر والشام فعادت الحياة الى الأزهر ، ولكن لم تكن له الصدارة فى العصر المملوكى فظلّ الأزهر خاملا مهمّشا ، ومعظم طلبته من الصوفية المنقطعين للعبادة بزعمهم ، بينما كانوا يمارسون الشذوذ الجنسى ، والرقص الصوفى ،وبعض العلوم الشرعية . ساعد على ذلك قلة الأوقاف المرصدة له، إذ توجّهت معظم الأوقاف للإنفاق على مؤسسات أخرى تابعة للمماليك من أمراء وسلاطين وكبار المباشرين. وكان هذا هو المعروف بالوقف الأهلى الذى يتحكّم فيه أصحابه ويستغلونه لمصلحتهم وتأمين ممتلكاتهم من المصادرة ، بجعل جزء منها للإنفاق على المؤسسات الدينية، والباقى لهم ولورثتهم من بعدهم. هذا ( الوقف الأهلى ) الذى ساد فى العصر المملوكى هو السبب فى كثرة وإزدهار المؤسسات الدينية المملوكية . أما الوقف الخيرى الذى يتبرع به المحسنون فقد كان ضئيلا ، ولكن تتعيش عليه مؤسسات مهملة مهمّشة كان منها (جامع الأزهر). وفى العصر العثمانى نضبت معظم الأوقاف المملوكية الأهلية التى كانت تابعة للسلاطين والأمراء المماليك القدامى فتوقفت معظم المؤسسات الدينية والتعليمية التى أنشاها المماليك فى عصرهم المملوكى ( 1250 ـ 1517 م )، ولم يبق الا بعض الأوقاف الخيرية المرصودة من الأفراد العاديين للأزهر فاستمر شمعة هزيلة فى ظلام العصر العثمانى متماشيا مع الجهل السائد وقتها . ثم علا صيته بسبب دوره فى قيادة المصريين فى مقاومة الحملة الفرنسية وما تلاها من تنصيب محمد على باشا واليا على مصر.
ثانيا : بداية الاصلاح فى الأزهر
1 ـ قام الوالى محمد على بتحديث مصر ليجعل منها مركز امبراطورية له ، فقضى على معالم القديم السلفى ، من الحامية العثمانية ، وأحلّ محلها جيشا حديثا باسطول ومصانع حربية وطبقة من المتعلمين الدارسين فى فرنسا ، وقضى على المماليك ، ودمّر الدولة السعودية الأولى ، وقضى على الزعامات الشعبية من الشيوخ الأزهريين ، وعجزا منه عن إصلاح الأزهر أنشأ المدارس ليخلق طبقة من الأفندية يديرون دولاب الدولة بديلا عن الشيوخ التراثيين كما كان الحال من قبل فى الدولتين المملوكية والعثمانية، وسيطر على الثروة المصرية الزراعية بالاحتكار .
2 ــ ومع أن عملية التحديث التى قادها محمد على أدّت الى تهميش الأزهر وإنشاء تعليم مدنى بعيدا عنه ، إلّا أن حركة التحديث ما لبث أن وصلت أصداؤها للأزهر متأخرة بعض الشىء .
ثالثا : دور الامام محمد عبده ( 1849- 1905)
فى مقال منشور له فى جريدة المصرى اليوم عام 2005 ، تحت عنوان :( الامام محمد عبده والاصلاح المؤجل للأزهر) يقول د. سعد الدين ابراهيم : ( هذا العام تمر مائة سنة ميلادية على وفاة الامام محمد عبده( 1849- 1905) أعظم مصلح اسلامى فى العصر الحديث. يمكن تقسيم حياة محمد عبده الى قسمين، فى الصدر الأول من حياته كان مناضلا سياسيا ضد الاستبداد السياسى والاحتلال الاجنبى ، ثم اختار فى الشطر الثاني من حياته ان يتفرغ لاصلاح الأزهر لاعتقاده أنه الطريق الحقيقى لاصلاح المسلمين. ألقى الامام محمد عبده بكل ثقله فى معركة اصلاح الأزهر فأقنع الخديوى عباس حلمى الثانى باصدار قانون انشاء مجلس ادارة الأزهر سنة1312 هجرية(1995 ميلادية) ودخل عضوا فيه ووضع قانونا لمرتبات علماء الازهر ونظاما للتدريس والامتحان ، يمنع فيه قراءة المتون والحواشى القديمة. وأصلح نظام الأورقة الأزهرية والأوضاع الصحية لطلبة الأزهر. وقد ثارالشيوخ ضد الامام محمد عبده وانضم اليهم الخديوى نفسه لأغراض سياسية فقدم الامام استقالته ومات فى نفس العام . العقبة الأساسية فى رفض الشيوخ كانت الاصلاح الفكرى الذى ينشده الامام والذى نشر ملامحه فى تفسيره وفى كتبه والتى كانت – ولا تزال – مرفوضة من الأزهريين. الأمام محمد عبده لم يأخذ بأحاديث الآحاد فى العقائد , ورفض القول بشفاعة النبى محمد وأكد على الحقيقة القرآنية التى فصلها القرآن فى أن النبى محمد لا يعلم الغيب وليس له أن يتكلم فى الغيبيات، وما يعنيه هذا من رفض كل الأحاديث المنسوبة للنبى فى غيب المستقبل فى الدنيا والآخرة، وبالتالى كانت رؤيته الناقدة للتراث واصلاح المناهج الأزهرية مرفوضة من الأزهريين.
ينقل رشيد رضا فى تاريخ الامام هذا النقاش بين الامام وأحد خصومه من الشيوخ المقلدين وهو الشيخ محمد البحيرى وكان اكثرهم ذكاءا. قال البحيرى للامام عن مناهج الازهر:" أننا نعلمهم كما تعلمنا" فقال الامام " وهذا الذى أخاف منه" فقال البحيرى: " ألم تتعلم انت فى الأزهر وقد بلغت فيه ما بلغت من مراقى العلم وصرت فيه العلم الفرد ؟" فرد الامام محمد عبده :"ان كان لى حظ من العلم الصحيح الذى تذكر فاننى لم أحصله الا بعد عشر سنين أكنس من دماغى ما علق فيه من وساخة الأزهر، وهو الى الآن لم يبلغ ما أريده له من النظافة." (تاريخ الامام (1/ 493-494). ويقول محمد عبده – طبقا لما جاء فى سيرته التى كتبها تلميذه الامام رشيد رضا- :" ان اصلاح الأزهر اعظم خدمة للاسلام فان اصلاحه اصلاح لجميع المسلمين وفساده فساد لهم.. وان أمامه عقبات وصعوبات من غفلة المشايخ ورسوخ العادات والتقاليد بينهم . ". (""تاريخ الامام محمد عبده 1/425". )
وعند احتضاره قال محمد عبده متحسرا على عناد الشيوخ:
ولست أبالى أن يقال محمد أبلّ أم اكتظت عليه المآتم
ولكن دينا قد أردت صلاحه أُحاذر أن تقضى عليه العمائم (تاريخ الامام 1/2/1026)
ثالثا : مدرسة الامام محمد عبده
لم تخمد جذوة الاصلاح التى أشعلها محمد عبده بل استمرت بعده على يد تلامذته ، وأشهرهم اثنان من شيوخ الأزهر المشهورين تنافسا فى الرياسة والسياسة ولكن اتفقا على ضرورة الاصلاح ، وهما الشيخان الظواهرى والمراغى.
فى مشيخته الأولى( 1928 – 1929 ) عزم الشيخ مصطفى المراغى على تنفيذ مذكرته الاصلاحية التى تطبق رؤية شيخه محمد عبده فى احلال الاجتهاد محل التقليد وتغيير مناهج الأزهر لتواكب العصروادخال العلوم الحديثة فى مناهجه. رفض الملك والأزهريون برنامجه الاصلاحى فقدم استقالته بعد عام ليتولى المشيخة بعده خصمه الشيخ الأحمدى الظواهرى (1929 – 1935). ومع اقتناعه بأهمية تطوير المناهج الأزهرية الا انه فضل الاصلاح الشكلى بانشاء كليات اللغة العربية والشريعة وأصول الدين ، ولم يلبث أن ثار الأزهريون عليه وأرغمته الظروف السياسية على الاستقالة ليعود الى مشيخة الأزهر خصمه العتيد الشيخ مصطفى المراغى فى ولايته الثانية التى استمرت عشرة اعوام ( 1935- 1945) وفيها نبذ المراغى مشروعه فى اصلاح المناهج واستعاض عنه باصلاحات هامشية مثل انشاء لجنة الفتوى بالازهر وتوظيف الازهريين مدرسين فى التعليم الحكومى واعطاء الطلبة الازهرين معوناتهم نقدا بدل اعطائهم خبزا كما كان معتادا قبلها. وتولى الشيخ مصطفى عبد الرازق فاهتم بارسال البعوث من الازهر للحصول على الدكتوراه، واسهم اولئك المبعوثون فى نهضة نوعية للازهر الا انها لم تقترب من " قدس الأقداس" وهى المناهج الأزهرية العتيقة .
رابعا : تطوير الأزهر فى عصر عبد الناصر
جاء عبد الناصر بتطوير هائل فى الأزهر بالقانون رقم 103 لسنة 1961 .والذى أدخل ليس فقط اللغات الاجنبية والعلوم الطبيعية ولكن أنشا كليات لها فى جامعة الأزهر من الطب والهندسة والزراعة والعلوم ..الخ. ودعا دعوة صريحة وكررها فى أن وظيفة الأزهر هى فى الاجتهاد لتجلية حقائق الاسلام والدراسة النقدية للتراث ، مما يعنى أن هناك حقائق اسلامية غائبة يجب على مناهج الأزهر ايضاحها , وان هناك اكاذيب ارتدث ثوب الحقائق وعلى الأزهر فى مناهجه كشفها ، وهى دعوة صريحة للاجتهاد وتغيير مناهج الأزهر القديمة ومؤلفاته التى ينتمى معظمها للعصر العثمانى.
خامسا : الأزهر فى عصر السادات
ويقول د. سعد الدين ابراهيم فى نفس المقال عن الأزهر فى عصر السادات، أنه شهد انتعاش الفكر السلفى ، وفيه حظى الأزهر باتساع افقى غير مسبوق ، امتدت المعاهد الأزهرية الأبتدائية والأعدادية والثانوية فى معظم القرى المصرية لتصبح تعليما موازيا للتعليم العام ، وأنشئت جامعة جديدة أزهرية فى أسيوط وعشرات الكليات الأخرى فى معظم المحافظات والأرياف ، تحول بعضها الى جامعات اقليمية أزهرية بالاضافة الى جامعة البنات فى القاهرة وكليات أخرى للبنات فى الأقاليم. كل هذا التوسع الأقليمى كان للكليات التقليدية فقط، وهى التى تدرس التراث على حاله دون نقد أو تجديد. واسهم هذا التوسع الأفقى دون اصلاح منهجى الى علو شأن مايعرف بالاسلام السياسى وسيطرته على الحياة الدينية والعقلية والثقافية مما عقد الأزمة السياسية ووضع عراقيل فى طريق الاصلاح السياسى والاصلاح الدينى الذى أضحى مطلبا حقيقيا.
ويستمر د .سعد الدين ابراهيم فيقول : ودفع ثمن هذا الاصلاح المفكر الاسلامى الأزهرى المعاصر الدكتور أحمد صبحى منصور. بعد مائة عام تقريبا من الحركة الاصلاحية للامام محمد عبده ظهر أحمد صبحى منصور فى بدايته مدرسا مساعدا فى قسم التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية داعيا الى فكر الامام محمد عبده فى اصلاح المناهج الأزهرية متشجعا بقانون الأزهرنفسه، فقدم رسالته للدكتوراة عن التصوف المملوكى مقتفيا أثر محمد عبده فى الرؤية النقدية للتراث الصوفى فعطل الشيوخ فى الازهرحصوله على الدكتوراة ثلاث سنوات ليرغموه على حذف ثلثى رسالته. بعد حصوله على الدكتوراه سنة 1980 قدم خمسة مؤلفات متبعا فكر محمد عبده فى نقد الفكر السلفى السنى ليحصل على درجة استاذ مساعد سنة 1985 فقدموه للمحاكمة وفصلوه من الجامعة بعد عامين وأدخلوه السجن متهما بانكار السنة. عمل الشيخ أحمد صبحى منصور بعدها داعية مستقلا للاصلاح الدينى واصلاح الأزهر، واستمعت اليه فى ندوة فى الجمعية المصرية للتنوير يتحدث عن "الأزهروالتنوير"، ومن وقتها تصاحبنا على طريق الاصلاح. فعمل معى فى مركز ابن خلدون مديرا لندوته الاسبوعية " رواق ابن خلدون" الذى ناقش منذ افتتاحه فى الثانى من يناير 1996 كل سبل الاصلاح. وتفتق عنه مشروع ابن خلدون لاصلاح التعليم العام فى مصر ليؤكد التسامح الاسلامى. وشارك فيه الدكتور منصور مع نخبة من الأساتذة العاملين فى المركز. وهو المشروع الذى حاربته قيادات الأزهر والتيار السلفى .وهو نفس المشروع الذى أصبح ضرورة ملحة بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر. ". ويختم د. سعد الدين مقال بقوله : ( من المؤسف ان تظل دعوة الامام محمد عبده لاصلاح الأزهرممنوعة من التنفيذ حتى بعد موته بمائة عام . فهل ننتظر مائة سنة أخرى حتى يرضى بعض الشيوخ عن الاصلاح ؟ وهل نموت حسرة كما مات الامام محمد عبده ؟ )
هذا ما كتبه د. سعد الدين ابراهيم عام 2005 .
وموعدنا مع تفصيلات أخرى فى المقال التالى ..
قام الوالى محمد على بتحديث مصر ليجعل منها مركز امبراطورية له ، فقضى على معالم القديم السلفى ، من الحامية العثمانية ، وأحلّ محلها جيشا حديثا باسطول ومصانع حربية وطبقة من المتعلمين الدارسين فى فرنسا ، وقضى على المماليك ، ودمّر الدولة السعودية الأولى ، وقضى على الزعامات الشعبية من الشيوخ الأزهريين ، وعجزا منه عن إصلاح الأزهر أنشأ المدارس ليخلق طبقة من الأفندية يديرون دولاب الدولة بديلا عن الشيوخ التراثيين كما كان الحال من قبل فى الدولتين المملوكية والعثمانية، وسيطر على الثروة المصرية الزراعية بالاحتكار ، ى مقال منشور له فى جريدة المصرى اليوم عام 2005 ، تحت عنوان :( الامام محمد عبده والاصلاح المؤجل للأزهر) يقول د. سعد الدين ابراهيم : ( هذا العام تمر مائة سنة ميلادية على وفاة الامام محمد عبده( 1849- 1905) أعظم مصلح اسلامى فى العصر الحديث. يمكن تقسيم حياة محمد عبده الى قسمين، فى الصدر الأول من حياته كان مناضلا سياسيا ضد الاستبداد السياسى والاحتلال الاجنبى ، ثم اختار فى الشطر الثاني من حياته ان يتفرغ لاصلاح الأزهر لاعتقاده أنه الطريق الحقيقى لاصلاح المسلمين. ألقى الامام محمد عبده بكل ثقله فى معركة اصلاح الأزهر فأقنع الخديوى عباس حلمى الثانى باصدار قانون انشاء مجلس ادارة الأزهر سنة1312 هجرية(1995 ميلادية) ودخل عضوا فيه ووضع قانونا لمرتبات علماء الازهر ونظاما للتدريس والامتحان ، يمنع فيه قراءة المتون والحواشى القديمة. وأصلح نظام الأورقة الأزهرية والأوضاع الصحية لطلبة الأزهر. وقد ثارالشيوخ ضد الامام محمد عبده وانضم اليهم الخديوى نفسه لأغراض سياسية فقدم الامام استقالته ومات فى نفس العام . العقبة الأساسية فى رفض الشيوخ كانت الاصلاح الفكرى الذى ينشده الامام والذى نشر ملامحه فى تفسيره وفى كتبه والتى كانت – ولا تزال – مرفوضة من الأزهريين. الأمام محمد عبده لم يأخذ بأحاديث الآحاد فى العقائد , ورفض القول بشفاعة النبى محمد وأكد على الحقيقة القرآنية التى فصلها القرآن فى أن النبى محمد لا يعلم الغيب وليس له أن يتكلم فى الغيبيات، وما يعنيه هذا من رفض كل الأحاديث المنسوبة للنبى فى غيب المستقبل فى الدنيا والآخرة، وبالتالى كانت رؤيته الناقدة للتراث واصلاح المناهج الأزهرية مرفوضة من الأزهريين.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5118 |
اجمالي القراءات | : | 56,904,462 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
تدبر آيات 32 : 34 من سورة الشورى
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
دعوة للتبرع
سؤالان : السؤا ل الأول : بال أكيد انك يا دكتور أحمد...
مطلوب بيان: نريد من المرك ز العال مى للقرآ ن الكري م ...
صديق فرنسى: صديق فرنسي مثقف جدا و على اهثما م كبير...
الابراج الفلكية: ما هو رأيك فى موضوع الابر اج الفلك يه ,و...
لا تناقض: كيف نوفق بين قوله تعالى في سورة الأنب ياء(ا ...
more
يقول المقريزى فى ( الخطط ) عن الأزهر :( هذا الجامع أول مسجد أسس بالقاهرة والذي أنشأه القائد جوهر الكاتبالصقلي مولى الإمام أبي تميم معد الخليفة أمير المؤمنين المعز لدين الله لما اختطّالقاهرة ، وشرع في بناء هذا الجامع في يوم السبت لست بقين من جمادى الأولى سنة تسعوخمسين وثلاثمائة ، وكمل بناؤه لتسع خلون من شهر رمضان سنة إحدى وستين وثلاثمائة ). أى أنشأ الفاطميون مدينة القاهرة عاصمة لهم ، وأسّسوا الأزهر عام 972 م لنشر مذهبهم الشيعى . وبعد أن اسقط صلاح الدين الأيوبى الدولة والخلافة الفاطمية عطّل الدرسة فى الأزهر، وإستبدل به خانقاة سعيد السعداء لحرب التشيع بالتصوف السنى . ثم علا شان التصوف فى العصر المملوكى التالى للعصر الأيوبى فى مصر والشام فعادت الحياة الى الأزهر ، ولكن لم تكن له الصدارة فى العصر المملوكى فظلّ الأزهر خاملا مهمّشا ، ومعظم طلبته من الصوفية المنقطعين للعبادة بزعمهم ، بينما كانوا يمارسون الشذوذ الجنسى ، والرقص الصوفى ،وبعض العلوم الشرعية . ساعد على ذلك قلة الأوقاف المرصدة له، إذ توجّهت معظم الأوقاف للإنفاق على مؤسسات أخرى تابعة للمماليك من أمراء وسلاطين وكبار المباشرين. وكان هذا هو المعروف بالوقف الأهلى الذى يتحكّم فيه أصحابه ويستغلونه لمصلحتهم وتأمين ممتلكاتهم من المصادرة ، بجعل جزء منها للإنفاق على المؤسسات الدينية، والباقى لهم ولورثتهم من بعدهم. هذا ( الوقف الأهلى ) الذى ساد فى العصر المملوكى هو السبب فى كثرة وإزدهار المؤسسات الدينية المملوكية . أما الوقف الخيرى الذى يتبرع به المحسنون فقد كان ضئيلا ، ولكن تتعيش عليه مؤسسات مهملة مهمّشة كان منها (جامع الأزهر). وفى العصر العثمانى نضبت معظم الأوقاف المملوكية الأهلية التى كانت تابعة للسلاطين والأمراء المماليك القدامى فتوقفت معظم المؤسسات الدينية والتعليمية التى أنشاها المماليك فى عصرهم المملوكى ( 1250 ـ 1517 م )، ولم يبق الا بعض الأوقاف الخيرية المرصودة من الأفراد العاديين للأزهر فاستمر شمعة هزيلة فى ظلام العصر العثمانى متماشيا مع الجهل السائد وقتها . ثم علا صيته بسبب دوره فى قيادة المصريين فى مقاومة الحملة الفرنسية وما تلاها من تنصيب محمد على باشا واليا على مصر.