آحمد صبحي منصور Ýí 2013-07-03
أولا :
1 ـ موسوعة جينيز للأرقام القياسية يجب أن تتوقف فيما يحدث لمصر الآن فى ظاهرتين نادرتين : هذه المظاهرات التى استمرت بملايين تغطى العمران المصرى وبأعداد غير مسبوقة فى تاريخ البشرية . ثم خطاب مرسى ، وهو الخطاب الوحيد ـ فيما نعرف ـ والذى تجاهل هذه المظاهرات المصرية وتحدث عن شرعيته وكرر كلمة الشرعية حوالى 70 مرة ، وليس فى تاريخ العالم أن وقف رئيس يفاخر بشرعيته منكرا للواقع الهائل أمام عينيه ، ثم يكرر كلمة الشرعية حوالى 70 مرة . يجمع بين هذين الظاهرتين المتناقضتين غير المسبوقتين فى تاريخ العالم ما نطلق عليه فى هذا المقال ( شرعية مرسى ..ومرسى الشرعية ) .
2 ـ قلنا فيما سبق إن الاخوان لا يعرفون الحلول الوسط ، وأنّ كل ما يعرفونه هو المعادلة الصفرية فى الصراع ، إمّا هم وإمّا الآخر ، أى إما شرعية مرسى ، وإما أن يموت مرسى كما قال مهددا الشعب المصرى إنه سيدافع عن شرعيته بحياته . مرسى يتجاهل أن الانتخابات هى مجرد وسيلة ديمقراطية ، وأن الرئيس الذى يصل بالانتخاب يمكن الاحتكام الى الشعب فى استمراره أو إسقاطه بنفس الانتخابات ، وأن الشرعية مصدرها الشعب ، وأن الرئيس المنتخب ليس شرعية فى حد ذاته ، بل أن شرعيته مستمدة من الشعب الذى إختاره بانتخابات نزيهة حرة غير مشكوك فيها وللشعب أن يسقطه بانتخابات حرة نزيهة . ويتجاهل مرسى أن هذا الشعب بثورته هو الذى أوصله الى الرئاسة ، مع ان الاخوان عارضوا ثورة الشعب فى بدايتها ثم ركبوا موجتها وتآمروا عليها مع المجلس العسكرى ، ويتجاهل مرسى أنه حصل فى الانتخابات فى المرحلة الأولى على أقل من ربع الأصوات ، وأنه فى الإعادة وطبقا للإحصاءات المعلنة قد فاز بأغلبية ضئيلة جدا ، وأن هناك أصوات محترمة تؤكد أن خصمه الفريق شفيق هو الفائز وأن المجلس العسكرى خوفا من تهديد الاخوان بحرق البلد وبضغط من السفيرة الأمريكية أعلن فوز مرسى زورا ، ويتجاهل مرسى أن هناك ملاحقات قضائية ضده ، وأنّ شرعيته سقطت مبكرا جدا باعلاناته الدستورية وتحركاته ضد المؤسسات المصرية ودستوره المعيب بما يؤكد بأنه حنث بقسمه حين تولى الرئاسة ، وأنه حنث بقسمه أمام جماهير الشعب فى اول خطاب جماهيرى له فى ميدان التحرير وتأكيده لهم وقتها بأنهم هم مصدر الشرعية يمنحونها لمن يشاءون ويمعونها عمّن يشاءون . وبالتالى فإن هذه المظاهرات الحالية ـ بعشرات الملايين التى جردته من الشرعية وتوقيع الشعب على استمارات تمرد ـ هى اعلان رائع بسقوطه ، ولم يعد رئيسا شرعيا لمصر . مرسى يتجاهل كل هذه الحقائق ، ويكرر ضدها فى خطابه الأخير كلمة الشرعية معتبرا نفسه هو الشرعية ويعلن تضحيته فى سبيلها بحياته ، أى إنه يؤكد عقيدة أى تيار دينى يصل للحكم ، فى أنه لا حلول وسط ، ولا تداول سلطة بعد وصوله للحكم . هكذا فعل التيار الوهابى السياسى حين نجح فى الجزائر فأعلن أنها آخر الانتخابات مما عجّل بالجيش الى إستئصالهم فى مذابح متبادلة استمرت سنوات . ويريد الاخوان تكرار هذا المسلسل الدموى فى مصر ، وخطاب مرسى يدعو صراحة الى هذه الحرب الأهلية .
3 ـ نحن نكتب هذا المقال بعد انتهاء مهلة ال 48 ساعة التى اعطاها الجيش لمرسى وأتباعه ، وقبل بيان الجيش بالفترة الانتقالية وما نتوقعه من عزل مرسى . نقول أن مرسى الآن وجماعته حكموا على أنفسهم بالغياب عن الساحة ، فقد صدر ضدهم حكم الشعب . ولم يبق إلا تنفيذ الحكم بيد القوة العسكرية التى تأتمر بأمر الشعب ( الجيش والشرطة ) الاخوان الآن ـ كجماعة سياسية ـ فقدوا مصداقيتهم فى الشارع المصرى بفشلهم وسوء إدارتهم ، وقد يتبقى لهم هامش من المصداقية لو سارع العقلاء منهم بالتبرؤ من مرسى وجماعته ، وتصالحوا مع الشعب المصرى ، والتفتوا الى إصلاح داخلى فكرى ومنهجى يقرّب بين ايدلوجيتهم وبين القيم الاسمية العليا فى الحرية الدينية والعدل والسلام والتسامح . وهناك زعماء معتدلون كانوا من الاخوان وانشقوا عنهم من امثال د . محمد حبيب والاستاذ ثروت الخرباوى ، واولئك هم الأمل فى تحقيق اصلاح للاخوان يحافظون به على وجودهم السياسى فى الساحة السياسية التى يجب أن تتسع للجميع بلا استبعاد . أما لو ظل جمهور الاخوان على جمودهم الفكرى فسيخسرون كل شىء سياسيا ودعويا وجماهيريا . وسيجدون أنفسهم معزولين عن ركب التقدم ، يجترون فقه ابن تيمية وابن عبد الوهاب وابن باز والمودودى وسيد قطب . سيعودون الى التراث الماضى السلفى الذى سقطوا منه ، ولن يحزن عليهم أحد .
4 ـ آن الأوان لأن نستفيد من التجربة المريرة مع الوهابية السياسية من الاخوان فى مصر الى جبهة النّصرة فى سوريا الى القاعدة فى باكستان وأفغانستان الى الوهابية السياسية فى الجزائر . وهى ضرورة الفصل الحازم والبات بين الدين والعمل السياسى . كاتب هذه السطور هو مفكر مسلم وهب حياته دفاعا عن الاسلام ، ويرفض العمل فى السياسة . وفرضا ـ مجرد فرض ـ لو كنت أعمل بالسياسة فإنه طبقا لايمانى بالاسلام يمتنع علىّ إستخدام شعار الاسلام فى عملى السياسى مع أو ضد الخصوم والفرقاء السياسيين . وفرضا ـ مجرد فرض ـ لو أصبحت رئيسا للجمهورية فإنه وطبقا لايمانى بالاسلام يمتنع علىّ الاستشهاد بالقرآن أو بأى نصوص دينية فى أى خطبة أو تصريح أو توجيه أو عمل سياسى ، لأنه استغلال للدين فى سبيل حُطام دنيوى ، ولأننى ـ عندها ـ رئيس أخدم كل المصريين بمسلميهم وأقباطهم ، بمن فيهم من متدينين من مذاهب مختلفة وأديان مختلفة ، وبما فيهم من ملحدين ولا دينيين . وبالتالى فلا يجوز لى طبقا للشرع الاسلامى القرآنى كرئيس أن أنحاز الى دينى وأن أستخدم وظيفتى فى الترويج له ، لأن ذلك ظلم ، والله جل وعلا لا يريد ظلما للعالمين . إيمانى بالاسلام هو شأن شخصى بينى وبين ربى جل وعلا ، يخصّنى وحدى ولا أفرضه على أحد كداعية ، ولا أعرضه على أحد لو كنت فى منصب تنفيذى أخدم فيه الشعب . وإذا كنت مسلما حقيقيا فيجب أن أتمسك بقيم الاسلام عمليا فى تصرفاتى وبدون شعارات اسلامية ، أى أن أقف بقوة مع الحرية الدينية للجميع أفرادا وجماعات ، وأن أقف بقوة مع العدل السياسى ( الديموقراطية ) ومع العدل الاجتماعى والتسامح الدينى .
أخيرا : أتوسّل اليكم .. أتوسّل اليكم .. أتوسّل اليكم .. أتوسّل اليكم .. أتوسّل اليكم .. أتوسّل اليكم .. أتوسّل اليكم :
1 : لا تقولوا عنهم ( اسلاميين ) بل وهابيون . يكفيكم ظلما للاسلام أن تنسبوهم للاسلام . هم وهابيون يتناقضون مع الاسلام فى عقيدتهم وسلوكياتهم وشريعتهم . هذه هى بداية التنوير وبداية العدل فى التعامل مع رب العزة جل وعلا ودينه العظيم.
2 : بتنقية التشريع المصرى دستوريا وقانونيا من كل التشريعات التى تعرقل حرية الفكر والدين للجميع لنزع هالة القداسة عن الوهابية ومعاملتها كفكر بشرى يجب مناقشته ، وبهذا يتمكن المفكرون الأحرار من مواجهة الوهابية وتنظيماتها السياسية من داخل الاسلام .
خير الكلام : اصدق الحديث فى الردّ على الوهابية لعلهم يتذكرون :
1 ـ ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)( الأنبياء )
2 ـ (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الاعراف) ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)المرسلات ) ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) الجاثية ) ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثاً )(87) النساء ) ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً ) (122)( النساء) ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ )(23) الزمر)
3 ـ (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ )(95) ( آل عمران ). ودائما : صدق الله العظيم .!!
وأدعو رب العزة بنصرة الحرية فى مصر والعالم العربى والمسلمين .
مبروك مبروك مبروك الف مبروك والله ان الفقر وقلة ذات اليد للانسان مهما كان افضل من ان يكون له رئيس يعل القلب مثل هذا المتخلف الذي لا يفقه من حاله شيئا وما بني على باطل فهو باطل واهنئ الشعب المصري والجيش والشرطة على هذا الوعي الذي اصبح مضربا للامثال بل واتحدى ان يكون في الشعوب الغربية مثل وعي هذا الشعب الرائع وشجاعة الشعب التونسي الذي اطلق شرارة الثورة ضد الظلم ومن خلال الشعبين المصري والتونسي وبفضل الله اولا وقبل كل شيء اصبح كل مبطل في العالم يرتجف امام عدوى الوعي كذالك بفضل وعي المفكرين المتنورين الذين استجابوا لربهم فشفى غليل صدورهم برحمته وبتثبيت كلماته التي لا بديل لها ولا تحويل ....مبروك مجددا لك ولاخوتي اهل القرآن ولتونس بنجاح مصر في امتحان افضل واوعى وارقى شعب
لا تنسوا ان تودعوا مرسي الصراية الصفراء لمتابعة حالة الشرعية وشرعية الحالة
مليون مبروك يا دكتور احمد انت واهلك
ام كمال من لندن
ألف مبروك
http://www.youtube.com/watch?v=eE3yaJcOp28
السلام عليكم
ذكرتم بضرورة الفصل الحازم والبات بين الدين والعمل السياسى، وهنا لي سؤال نظري أكثر منه عملي: لنفرض أنه وجب تطبيق عقاب الزنى في مجتمع اسلامي، وهو 100 جلدة، فمن يطبق هذا العقاب في دولة ليس فيها تأثير للدين في المشهد السياسي؟
لاتستجلوا في التبريك ياجماعة، فهناك حزب النور قد أصبح مع الثوار. خبر على الماشي: خادم الحرمين الشريفين يهنئ المستشار عدلي منصور رئيس جمهورية مصر العربية (الخبر على ذمة جريده الحياة...)
رغم اني استطعت ان احشد الكثير من أصحابي ومن أفراد عائلتي للتظاهر ضد مرسي ، واستطعت ان استقطب الكثيرين من المترددين في صف المعارضين ، الا أنني خائف وقلق ، خاصة بعد ان لاحظت حالة من عدم التوفيق في وضع اللمسات الأخيرة لعزل مرسي ، او حتي عدم التوفيق في موقف مرسي من مهلة الجيش ، أخاف ان يكون الله أراد بالشعب سوءا حتي تفيقه صدمة عنيفة ويصارح نفسه ، ويكون الجميع امام لحظة تستوجب الصدق " ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد وما لهم من دونه من وال" ... اللهم خيب ظنوني
أتمنى أن يتولى د محمد البرادعى رئاسة الحكومة فى هذه الفترة الدقيقة ، لعدة أسباب : هو وجه محترم عالميا ومصريا ، ومدنيا وقانونيا وإداريا . وهو الذى بدأ المعارضة الحقيقية ضد مبارك فى عنفوان مبارك ، وتجمعت حوله حركات المعارضة مما أدى فى النهاية الى ثورة 25 يناير 2011 ، ثم هو ليس من طُلاب المناصب والجاه ، ومقدرته على الادارة مشهود بها عالميا ، وكوفىء عليها بجائزة نوبل . الأهم فى هذا أن وجوده كرجل قانون ليبرالى مع وجود المستشار عدلى منصور رئيسا مؤقتا سيركز من إعلاء القانون ، ويمنع مخاوفنا من عودة استبداد العسكر وانحرافات الشرطة ، والآثار الجانبية السيئة لعودة محمد عبد المجيد بفساده وتاريخه الأسود فى ملاحقة المفكرين والنشطاء ومنهم أحمد صبحى منصور والشريف منصور وأهل القرآن ..
لا أرحب بالقبض العشوائى على العاملين بالقنوات الدينية ، مع أختلافى الشديد معهم فى الدين والرأى . وأؤكد أن فرار مجرم خير من حبس برىء . لقد جربت الظلم وعانيت منه ولا أزال . ولا زلت أقدّم الصفح والغفران بديلا عن الانتقام . نرجو عقد مصالحة ، وعفا الله جل وعلا عمّا سلف ، ولنتقدم الى الامام لنبنى مصر ، نتقدم الى الامام وننسى الأمس . لنضع نُصب أعيننا ما فعله الرائد العظيم نيلسون مانديلا الذى قضى فى السجن اكثر من ربع قرن ، ثم خرج منه رئيسا ، وعامل خصومه بالصفح والغفران . وبنى بلده بأيدى الجميع على قدم المساواة وبالكفاءة وحدها . أرجو أن ننظر الى الاخوان المسلمين كضحايا لفكر شرير ، ومن الأفضل إصلاحهم بالاسلام وبالتى هى أحسن بحرية الفكر لهم ولغيرهم ، أيضا على قدم المساواة . والله جل وعلا هو المستعان .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5123 |
اجمالي القراءات | : | 57,058,560 |
تعليقات له | : | 5,452 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
الغزالى حُجّة الشيطان ( 9) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 2 )
دعوة للتبرع
رجال الأعراف: مع فائق إحترا مي (و إعتقا دي أنّه لا خروج من...
الايمان و العبادة: أريد من حضرتك معرفة الفرق بين الإيم ان ...
منطقة القصيم: الادي ب المتو في السعو دي عبدال له ...
آل فرعون ، آل كذا: سلام عليکم يا استاذ ي.ما معنى "آل" في القرا ن ...
خلق آدم وزوجه: هل ذكر في القرا ن خلق حواء لانه الاية التي...
more
مبروك عليكم يا دكتور سقوط المتاءسلمين انا اتصلت بالبيت اليوم وبلغت تحياتي لكم