إسرائيل في قلب الصورة!

اضيف الخبر في يوم الأحد ٢٤ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور


إسرائيل في قلب الصورة!

 

 

المدهش هو ما تقوله سيمدار إن ثعلبًا قديمًا في إسرائيل يحذرهم من أن قصة جمال مبارك لم تنته بعد، من هو يا تري هذا الثعلب؟

 

السيدة الإسرائيلية التي يفضلها الرئيس مبارك في صحافة تل أبيب ويخصها بحوار صحفي سنوي تقريبًا وربما أكثر من حوار خلال العام الواحد هي الصحفية «سيمدار بيري»، كتبت مؤخرًا ما نحب أن يجيب عنه الرئيس مبارك بصراحته المعهودة معها حين يخاطب الشعب الإسرائيلي من خلالها ويقدم لها ولشعبها نصائحه الغالية بأن يمشوا في طريق السلام! لكن للأسف بقالهم 29سنة لا يسمعون نصائح الرئيس والرئيس لا يمل منهم ولا من تكرار النصيحة!، مقال «سيمدار بيري» في يديعوت أحرونوت بعنوان (نحن أيضًا داخل صورة انتقال الحكم في مصر)، والمقصود من نحن بتاعتها هم الإسرائيليون طبعا، وهو اعتراف من صحفية إسرائيلية كبيرة وقريبة من الرئيس مبارك بأن تل أبيب تقع في قلب صورة انتقال الحكم في مصر بعد مبارك، وتقول سيمدار: (يحتدم جدل غير مسبوق الآن في مصر حول السؤال المفتاح الذي يشغل وكالات الاستخبارات في العالم والخبراء لدينا: ماذا سيحدث في الدولة العربية الكبري بعد أن يخلي الرئيس مبارك(81 عامًا) كرسيه؟!. من يحفر خلف الكواليس، ومن ينبغي تحييده وتهدئته؟)، اللافت هنا أن الكاتبة العليمة تشير إلي اهتمام وكالات الاستخبارات في العالم، وهو ما يعني هذا الثقل الكبير الذي يمثله نظام مبارك وشخصه في ضبط الأداء الأمني والمخابراتي للعالم في منطقة الشرق الأوسط، ثم تؤكد كذلك اهتمام خبراء إسرائيل بهذا السؤال الذي يبدو أن الوحيد الذي لا يتمتع بالقلق الواجب تجاهه هو الرئيس شخصيًا، وتضيف «سيمدار بيري» أنه (حتي قبل سنتين-ثلاث، كان محظورًا الإتيان علي ذكر الجهود الهادئة لإعداد جمال مبارك للبس حذاء والده الكبير. ووسائل الإعلام غطت رويدًا رويدًا كيفية تسلق جمال حسب خطة مرسومة، ومؤسسات الدولة احتضنته).

بصرف النظر عن تعبير( يلبس حذاء والده) وهو تعبير غربي يعني أن يصبح مكانه، فإن الكلام الواضح عن معرفة العالم كله بخطة تسلق جمال مبارك لم يعد في حاجة إلي توضيح أكثر وها هو يأتي من إسرائيل وبقلم خبيرة بالرئيس مبارك، تسرد وتدرس الصحفية الإسرائيلية الحماس الدائر في القاهرة حول ترشيح الأسماء الأربعة: محمد البرادعي وأحمد زويل وعمرو موسي وأيمن نور لخلافة مبارك، وتنقل ما يشي طبعًا بمتابعة دقيقة لها بما يجري في الساحة المصرية لكن أهم ما نتوقف عنده انتباهًا هي سطورها الغامضة التالية نصًا (يبدو أن الموعد حُدد، بعد سنة ونيف، أي حينما تنتهي ولاية مبارك الخامسة. وهنا عندنا (تقصد عندهم في إسرائيل) لا يوجد مكان للاستنتاجات وللدروس البيتية. ذوو الشأن يدرسون جمال، وهو نفسه سيكون حذرًا من الاقتراب منا كي لا يتعرض للاعتداء في منزله . هذه هي الخطة، هذا هو الرجل، والمفاتيح في الداخل. ولكن ما زال ثعلب قديم لدينا يحذر: القصة لم تنته).

مطلوب منا أن نفك ألغاز السيدة الإسرائيلية التي يجب أن نهتم بإشاراتها، فهي تؤكد إذن عن اهتمام ودراسة في تل أبيب من ذوي الشأن لجمال مبارك، ذوو الشأن لا يمكن أن يتجاهلوا ابن الرئيس! لكنها تشير أيضاً إلي أن جمال لن يقترب من المسألة الإسرائيلية حتي لا يتم اتهامه بأنه يستقوي بتل أبيب أو يتودد لإسرائيل حتي يفوز بالرضا الذي يفوز به منذ زمن نظام أبيه، هل ُتطمئن «سيمدار بيري» قارئها الإسرائيلي بأن عدم ظهور جمال في قلب التعامل أو التعاون مع تل أبيب لا يعني إلا حذرًا من الرجل وليس رفضًا من الرجل فلا تفهمه خطأ، المدهش هو ما تقوله سيمدار إن ثعلبًا قديمًا في إسرائيل يحذرهم من أن القصة لم تنته بعد، من هو يا تري هذا الثعلب؟ وهل هذه إشارة لرجل مخابرات أو رجل سياسة أو رجل دولة فإسرائيل مليئة بالثعالب القدماء، أما أن القصة لم تنته فهذا صحيح، لكن يبدو أن القصة مهمة في إسرائيل لدرجة أنها ستشترك في كتابتها!!

اجمالي القراءات 3228
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الأحد ٢٤ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45213]

الوضع في مصر في العقلية ..!!

ربما لا يهتم معظم المصريين بمن سيكون رئيس مصر القادم ، وذلك بسبب ما يمثله العمل السياسي من خطورة عظيمة تتأرجح من السجن والتشهير إلى فقد الحياة أحيانا أخرى ، لذلك فإن المصري الأصيل آثر السلامة بدلا من الندامة .. هذا الحال لا ينطبق على إسرائيل التي تهتم بمصر أكثر من أهتمام بعض رجال لجنة السياسات بها ، ففي حديث الدكتور مصطفى الفقي ( والذي عنف عليه كثيرا وقرص من إذنه عليه ) ذكر أن رئيس مصر القادم لابد أن يحظى بموافقة أمريكية ، وعدم إعتراض إسرائيل .. وبما أن الرجل لا يتكلم من فراغ ، فإن هذا التقرير من إسرائيل يدل على أن الوضع في مصر .. هو فرض عين على كل إسرائيلي وإلا قفزوا في الظلام .. ونحن نعرف عنهم أنهم لا يقفزون إلا في النور ..

2   تعليق بواسطة   أيمن عباس     في   الأحد ٢٤ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45217]

الاغتيال المعنوي في مصر ..!!

في مصر المحروسة أم الدنيا ، وبالتالي في الدول العربية كلها ، تعد إسرائيل هي الحاضر الغائب في المعادلة فهي تحظى ليست بكراهية الجميع فقط ، ولكن بإهتمامهم أيضا وأغتيال من يريدون أن يغتالوه معنويا .. فيكفي أن يقال في مصر أن السياسي ( الفلاني ) تمدحه الصحف الاسرائيلية .. أو أن المعارض (الفلاني ) تكتب عنه إسرائيل وهي راضية عنه .. النتيجة طبيعية وهي ان هذا الذي قيل عنه ذلك ينظر له على أنه عميل وانه يعمل لصالح إسرائيل .. وهذه النقطة ليست غائبة عن التفكير الاسرائيلي .. بل تستغله أحسن الاستغلال .. وهوعن طريق فعل العكس .. فتمدح من تكرهه وتريد أن يغتال معنويا ، وتذم أو تسكت عن من تريد أن تدعمه في حقيقة الأمر .. فمتى ننضج ونجعل مواقف الآخرين لا تؤثر في مواقفنا ..

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق