قال القيادي الإخواني جمال القرني إن الإتصالات مقطوعة بين قيادات الجماعة وقواعدها في مصر ومختلف أنحاء العالم، مشيرًا إلى أنهم علموا من وسائل الإعلام باختيار محمود عزت مرشدًا عامًا موقتًا.

القاهرة: أتت الضربات القاسية التي وجهها وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي لجماعة الإخوان المسلمين ثمارها سريعًا، وتسببت في تشرذم أعضائها وانقطاع الإتصال مع قياداتها الوسطى والكبرى والقواعد.

وقال الدكتور جمال قرني، القيادي بالجماعة، لـ"إيلاف" إن الضربات التي تلقتها الجماعة جاءت مما وصفه بـ"الإنقلاب الدموي"، مشيرًا إلى أن دلائله ظهرت أمام الناس جميعًا، من مجازر أرتكبت بحق المصريين منذ ما عرف بـ"مجزرة الحرس الجمهوري" في 8 تموز (يوليو) الماضي التي راح ضحيتها أكثر من مئة قتيل وآلاف المصابين، ثم مجزرة المنصة في 27 تموز (يوليو) التي قتل فيها أكثر من مئة آخرين، ثم المذبحة الكبرى التي وقعت أثناء فض الإعتصام في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، وقتل فيها الآلاف بأساليب وحشية بإستخدام رصاص محرم دوليًا.

وأضاف قرني، الذي يعتبر من القيادات الوسطى بالجماعة في محافظة الجيزة، أن عمليات القتل التي وصفها بـ"الممنهجة" بحق الإخوان وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، وعمليات إعتقال قيادات الجماعة التي وصفها بـ"التعسفية والسياسية"، لن تؤدي إلا إلى المزيد من الإصرار على الإستمرار في النضال السلمي، حتى إنقاذ مصر من هذا الإنقلاب الدموي، على حد قوله.

مجرد أفراد

وصف قرني قيادات الجماعة المعتقلين بأنهم مجرد أفراد لهم بدائل كثيرة، مشيرًا إلى أنهم ماضون على الدرب، "وسوف نملأ الشوارع بالتظاهرات السلمية من أجل إسترداد حريتنا وشرعيتنا".

ولفت إلى أن الإخوان جزء من التحالف الوطني لدعم الشرعية، الذي يضم مجموعة كبيرة من الأحزاب الإسلامية وغيرها من أنصار الشرعية، كما هم جزء من الشعب المصري الذي يطالب بجميع أطيافه بعودة الشرعية.

وقال: "الشعب المصري يخرج يوميًا في تظاهرات من أجل إستعادة الشرعية". وحول ما أثير بشأن إختيار الدكتور محمود عزت في منصب المرشد العام الموقت بعد إعتقال المرشد محمد بديع، قال قرني إن للجماعة بدائل كثيرة للقيادات، مشيرًا إلى أنه علم بالخبر من وسائل الإعلام، ولم يتم إبلاغه رسميًا من مكتب الإرشاد.

وأضاف أنه تنظيميًا صحيح، إذ تبيح لائحة الجماعة لمحمود عزت تولي منصب المرشد الموقت، لأنه النائب الأول للمرشد، إلا أن قرني قال إنه لا يؤكد الخبر ولا ينفيه، "فالإتصالات بين قيادات وأفراد الجماعة منقطعة تمامًا في المرحلة الراهنة"، ونبّه إلى أن مجلس شورى الجماعة لم ينعقد منذ فض اعتصام رابعة العدوية في 14 آب (أغسطس) الجاري.

وحول مدى موافقة اللائحة على تولي قيادي منصب المرشد رغم أنه هارب في غزة، قال قرني: "ليست لدي أية معلومات بشأن وجود عزت في غزة، فالإتصالات مقطوعة مع قيادات الجماعة، والأمر الآن في يد التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يضم الأحزاب الإسلامية المتواجدة على الساحة، لكن المؤكد أن التظاهرات السلمية مستمرة، حتى استرداد الشرعية مهما كلفنا الأمر من تضحيات".

الدفاع عن مرسي عبادة

وتحدث قرني لـ"إيلاف" عن عدم واقعية رفع مطلب إستعادة الشرعية وإعادة الرئيس المعزول للحكم، فقال: "نحن مع الحق، وهذا المطلب شرعي، ونحن نعتبره عبادة، وعندما تسيل دماؤنا بالشوارع من أجل إسترداد الشرعية فهذه عبادة، ومن يمت منا فهو شهيد".

وأضاف: "هذا المطلب ليس بعيدًا عن الواقع، والدليل أن هناك بلدانًا وقعت فيها إنقلابات مثل فنزويلا، وتم إرجاع الشرعية بعد مدة من الوقت، طالت أم قصرت، فنحن أصحاب حق نطالب به، ومصرون على إستعادته، ولا يمكن تصور أن أحدًا يغتصب الشرعية ثم يقول هذا أمر واقع، نحن لا نؤمن بأنه أمر واقع ولن نخضع للأمر الواقع على الإطلاق، ولن نترك الشوارع، وسوف نستمر في الجهاد سلميًا مهما كلفنا الثمن".

وأردف قائلًا: "كم سيموت منا؟ الجزائر مات فيها مليون شخص، لا مشكلة، فنحن لا نفعل ذلك من أجل مرسي، أو من أجل الإخوان، فمرسي فرد منا، وهو ليس بأفضل ممن ماتوا، إنما القضية قضية مصر، التي عادت للوراء مئات السنين، فالقنوات الفضائية أغلقت، الإعتقالات بالآلاف، وقيادات الإخوان مطاردون ليل نهار، فهل نسكت على ذلك؟ لن نسكت حتى ولو إعتقلوا جميع الإخوان، وإذا حدث ذلك فالتحالف موجود، وإذا إعتقلوا جميع أعضاء التحالف، فالشعب موجود، الإخوان ليسوا بهذه الأعداد المليونية التي خرجت منذ وقوع الإنقلاب، إنهم يمثلون أقل من 10 بالمئة من الناس الذين يخرجون في الشوارع، ولو كان الإخوان بهذه الملايين لتسلموا الحكم منذ عشرات السنين".