صناعة وعبادة الأصنام
صناعة وعبادة الأصنام
بسم الله الرحمن الرحيم
لئن كانت الأصنام ببداية عهد النبوّة عبارة عن تماثيل من حجر أو صخر أو غير ذلك....لكنها كانت بعهد موسى بشرا حقيقيا، فلقد قال فرعون لقومه [ما علمت لكم من إله غيري].
ولقد تطور العرب فجعلوا الأصنام أصناما بشرية يتقربون بها ويتقربون إليها، فصنعوا من الصحابة أصناما منعوا المساس بها، بل طمسوا الآيات التي تقدح وتذم في سلوكيات كثير من الصحابة، وبالمقابل نشروا كل الآيات التي تتناول مدح البعض الآخر، وصار القدح في سلوكيات بعض الصحابة جريمة لا تغتفر، وما ذلك إلا صورة من صور الصنمية.
وقاموا بتصنيم الأئمة الأربعة، فصار فقههم هو الذي لا يجوز التقرب إلى الله إلا به...أو بواحد من ذلك الفقه، وصار الخروج بفكر جديد مغاير لفكر الأئمة، أو القيام بنقد فقههم نوع من أنواع الفسق والمروق عن الدين....وتلك هي صنمية أخرى.
وقاموا بتصنيم أهل العمائم فلا يجوز أن تستفتي أحدا من غيرهم، أو تسأل سواهم....وصار التندر بكل من يتكلم بعلم الدين من غير العمائم...بل صار أمرا مستهجنا أن تتكلم في شأن من شئون الدين وأنت لست من فصيل العمائم، وما ذلك إلا صورة من صور الصنمية.
لقد تمت شخصنة الدين....وصار الدين شخوصا وأشخاصا...فصرنا نعبد تلك الأصنام التي صنعناها بأيدينا وأفكارنا، فقمنا بتسهيل عمل إبليس، فبدلا من ان يوسوس لكل واحد منا فقد تم تسهيل الأمر فصار يوسوس للفقهاء ثم بتولى الفقهاء محمة إضلال باقي الأمة التي تعبد الأصنام البشرية والفراعين الحديثة.
وإليك بعض مما قال به الله تعالى في شأن الصحابة الذين صنعناهم اصناما واتخذنا من أفعالهم وأقوالهم الدين بلا تمحيص:
وإليكم ما جاء بالوجه الآخر للصحابة
ويقول تعالى:
1. {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }التوبة101،
2. {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء81؛
3. ويقول سبحانه: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً }الأحزاب60؛
4. {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشّاكرين(144) آل عمران
5. إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (النور:11).
6. هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (محمد:38).
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي
اجمالي القراءات
1415