آحمد صبحي منصور Ýí 2014-06-19
مقدمة : تعليق معاصر أثناء نشر كتاب ( المعارضة الوهابية فى الدولة السعودية .. )
1 ـ أثناء نشر حلقات هذا الكتاب الذى تمت كتابته فى القاهرة 26 يونيه2001، تضطرنى فظائع ما يحدث اليوم فى العراق وسوريا الى التعليق للتنبيه مُجدّدا ، مع أننى سبق وأن حذرت من هذا من قبل .. ولكن العرب المحمديين قوم لا يفقهون .
2 ــ إن ( داعش ) ( الدولة الاسلامية للعراق والشام ) تسير على سُّنة إخوان عبد العزيز ، وتحاول أن تُنجز ما عجز عنه ( الأخوان النجديون ) فى عهد عبد العزيز . وقد إختلف إخوان عبد العزيز معه بسبب أنهم يريدون مواصلة جهادهم السّنى الوهابى بقتل أطفال ونساء العراق والشام ، وكان عبد العزيز يرى أن الوقت لا يلائم هذا ، وألأفضل تأجيله الى وقت لاحق . وأنشأ عبد العزيز تنظيم الاخوان المسلمين ليقوم عنه بهذه المهمة خارج مملكته فى الوقت الملائم . وجاء الوقت الملائم فى عصرنا البائس، حيث تفرع ويتفرع عن الاخوان عشرات التنظيمات الارهابية ، ومنها الآن تنظيم داعش الذى وجد مساعدات مالية ولوجيستية من مختلف الدوائر المحلية والاقليمية والدولية من السعودية والقاعدة والبعث وقطر والاخوان المسلمين وأمريكا ، إختلفوا فى الكثير ولكن إتفقوا على تدمير العراق والشام كيدا فى ايران .
3 ـ داعش تمثّل هذا التحالف الشيطانى ، وبؤرته فى السعودية الوهابية ( محور الشّر فى العالم ) وبدايته فى الدولة السعودية الأولى ( 1745 : 1818 ) ، وواسطة عٍقده فى الدولة السعودية الراهنة التى أسسها عبد العزيز آل سعدود بسيوف الاخوان النجديين ، ثم قضى عليهم وأعطى هذه الدولة إسم أسرته عام 1932 .
4 ـ لن نقول جديدا ، بل لمجرد التذكير بما قلناه خلال ثلاثين عاما وفى مئات المقالات والأبحاث ، وموجزهُ بالنسبة الى داعش هو هذا العنوان : (داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) . قد لا يُجب هذا العنوان القارىء . ولكنه أقل ما يُقال فى مجموعة من الوحوش تقيم المذابح للأبرياء باسم الاسلام ، وتُوصف بأنها ( حركة اسلامية ) ومن ضمن فعاليات ( الاسلام السياسى ) . كفى إمتهانا للاسلام أيها المحمديون ..!!
5 ـ ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) : ـ إجعلوها شعارا ، يُقال عند سماع أى نبأ عن داعش ، وعند مشاهدة أى صور أو فيديو تنشره داعش فى قتل المدنيين ، وفى ارهاب المدنيين ، بل اكتبوه على الجدران والحيطان ، واجعلوه شعارات لمظاهرات حتى تسقط أسطورة داعش . هذا أقل ما يقال دفاعا عن الاسلام ورعاية لحق الضحايا المساكين .!
أولا : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) :
1 ـ هناك كفر سلوكى : بالاعتداء المسلح ظلما وعدوانا وبالاكراه فى الدين . وهناك كفر قلبى ( عملى : تقديس الأضرحة ، علمى تقديس الكتب والأئمة ) . عندما يجتمع نوعا الكفر ( السلوكى والقلبى ) فهذا هو حضيض الكفر . الأسوأ ـ وهو أسفل السافلين ـ عندما يجتمع الكفر السلوكى والقلبى ثم ينتسب أولئك الكافرون الغُلاة الطُّغاة أنفسهم الى الاسلام .! .
2 ـ الاسلام دين الرحمة ، الذى أنزله أرحم الراحمين ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وأرسل رسوله رحمة للعالمين : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) )الأنبياء ). إن أنبياء الله جل وعلا يدعونه بوصفه ( أرحم الراحمين ) : قالها يعقوب عليه السلام : ( قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) يوسف ) وقالها يوسف عليه السلام ( قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92) يوسف ) وقالها موسى عليه السلام ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151) الاعراف ) وقالها أيوب عليه السلام : ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) الأنبياء ).
3 ـ إن رب العزة هو ( أرحم الراحمين ) الذى أرسل رسوله رحمة للعالمين ، ولكن داعش وأخواتها من محور الشّر ــ الوهابية ــ يعبدون إلاها آخر غير الرحمن الرحيم ، يعبدون الاها فظّا غليظ القلب ، وقد إخترع لهم أسلافهم السنيون الحنابلة ( نبيا ) جعلوه فى ( السيرة النبوية ) يقتل الأسرى ويغتال المُعارضين ويعتدى على الآمنين ، وجعلوا دينه فى أنه مأمور أن ( يقاتل الناس ) حتى يُكرههم فى الدين . كل هذا بالمخالفة للقرآن الكريم . ثم ينسبون أنفسهم بكل فجور الى الاسلام العظيم .
4 ـ لذا نقول لهم : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب )
ثانيا : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) :
1 ـ من سوء حظ إقليم الشام والعراق الغنى بالأنهار والزراعة والحضارة أن يقع شمال الصحراء العربية ، وخصوصا منطقة نجد القاسية فى مناخها ، وبأهلها الأعراب الموصوفين فى القرآن الكريم بأنهم أشد الناس كفرا ونفاقا . وأوضحنا علاقة الأعراب باقليم الشام والعراق. ومن خلال تاريخ ( المسلمين ) نجد موجزا لهذه العلاقة : أن هجمات الأعراب تعتدى على اقليم الشام والعراق ، إما بتسويغ دينى مزور يستبيح قتل المدنيين والنساء والأطفال وسبى النساء ، باستخدام شعار الجهاد (السُنّى أوالشيعى ) ، وإما هجمات عادية تحترف السلب والنهب . بدأ هذا بالخوارج ، ثم حركة الزنج ، ثم القرامطة ، ثم أخيرا الوهابية ، وربيبتها داعش .
2 ـ كل هؤلاء انتهوا فى قمامة التاريخ ، مجرد صفحات تصرخ فيها ملايين الضحايا الذين لا ذنب لهم ، والذين لا يابه أحد بهم . انتهى أولئك البُغاة الطُّغاة ، ولكن بعد أن قتلوا وسلبوا و سبوا واسترقوا وظلموا الملايين من الضحايا المساكين . وعلى سنتهم تسير داعش واخواتها من الوهابية السعودية محور الشّر . وستنتهى داعش والوهابية كما انتهى السابقون فى نفس صندوق الزبالة .
3 ـ داعش تكرر نفس جرائم السابقين ليس فقط فى إنتحال إسم الاسلام العظيم بل أيضا فى السلب والنهب للمصارف والبنوك ، وفى السبى والاغتصاب ( جهاد المناكحة ) وقتل الجميع بلا تمييز عشوائيا أو مع سبق الاصرار والتعمد .
4 ـ هل نُذكّركم بقوله جل وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)) النحل ) ؟ أرجو عندما ترون فيديو لهم وهم يقتلون الضحايا المساكين أن تقولوا : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) :
ثالثا : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) :
1 ـ سبق أن نشرنا هنا مقالات عن نشأة الحنبلية وتأثيرها فى تدمير العراق. ثم جمعناها فى كتاب منشور فى موقعنا ( أهل القرآن ) بعنوان : ( الحنبلية ــ أم الوهابية ـ وتدمير العراق فى العصر العباسى الثانى ) . أوضحنا قيام شيوخ الحنابلة فى العراق بتحويل العوام والرعاع واللصوص وقطاع الطُّرق ( العيارون ) الى قادة وجنود للتطرف . وأسهم الحنابلة فى تأخر الحياة العقلية للمسلمين ، وفى استئصال المعتزلة أئمة المنهج العقلى وفى اضطهاد العلماء السنيين من الطبرى الى أئمة الأشاعرة . ثم قامت الوهابية منذ الدولة السعودية الأولى وحتى الآن بنشر ( الجهل الدينى ) والتزمت الحنبلى جنبا الى جنب مع الجهاد بالتوسع والاحتلال وقتل النساء والصبيان والمدنيين . وبتجنيد العوام وبأموال البترول والصراع على نفط الخليج اقليميا ودوليا تتولّد تنظيمات وحشية ينتظم فيها آلاف العوام من الشباب اليائس والناقم ، يجدون فرصتهم فى الزعامة والانتقام من مجتمع تتركز فيه السًّلطة والثروة ، ويجدون فى قتل المخالف لهم فى الدين والمذهب وسيلة لإطفاء إحباطاتهم المُزمنة وعُقدهم النفسية .
2 ـ مستحيل أن نتخلص من الارهاب بالحلول الأمنية والعسكرية ، حتى لو جمعنا كل الارهابيين والمتطرفين فى العالم كله وأقمنا لهم أفران الغاز حرقا .. الفكر لا يواجهه إلا فكر . سيظل الفكر الارهابى سائدا وعاتيا يقتل ملايين البشر ويُفسد فى الأرض طالما يظل ينسب نفسه الى الاسلام دون مناقشة . سيظل هذا الفكر لارهابى يُنتج أجيالا وأجيالا من الارهابيين . لذا لا نملُّ من الدعوة الى تأسيس حركة فكرية إصلاحية تعضدها تشريعات تؤكد الحرية المطلقة فى الدين والفكر والابداع للجميع حتى الوهابيين أنفسهم . بدون هذه الحرية ستظل الوهابية مُحصنة من النقد والنقاش بحجة أنها الاسلام . الوهابية تحتاج الى سُلطة تحميها من النقاش . فإذا تعرضت وحدها للنقاش بعيدا عن عصا السًّلطة سقطت .
3 ـ وطال نُطلق على داعش وأخواتها من الوهابية مسمى ( حركة اسلامية ) و ( الاسلام السياسى ) وطالما نمنحهم إسم الاسلام العظيم ـــ ظلما وعدوانا ـــ فأبشروا بالمزيد القادم من بحور الدماء للعلمانيين والمسيحيين والشيعة والوهابيين وغير الوهابيين وسائر العوام المساكين .
4 ـ لذا أرجوكم : إرفعوا شعار : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ). مع الاعتذار للكلاب .!
بلا شك أن سوء التعليم و الضعف الشديد فى جودة إنتاجه من التلاميذ لا يختلف عليه اثنان ، لكن ماذا لو علمنا أن جانب غير قليل من مقاتلى داعش قادمون من دول أخرى ذات أنظمة تعليمية راقيه مثل بريطانيا و استراليا و غيرها من البلاد الأوروبية. بل إن أوباما فى كلمته ذكر شيئا عن تخوفه من عودة هؤلاء إلى بلادهم بانتهاء المواجهات.
القصة –بحسب ما أراها- هى سياسية خالصة ، و هى أن ظلما وقع على أهل السنه فى العراق من الشيعة و كذلك فى سوريا من العلويين و الشيعة فكانت النتيجة الحتمية أن يهب أهل السنة لرفع الظلم عن أنفسهم باستحداث دولة خاصة بهم مكونة من قسم مستقطع من سوريا و آخر من العراق، و قد تلاقت أهدافهم مع أهداف الدول الخليجية و على رأسهم السعودية فى استنزاف القوى الشيعية (أو كما قال الدكتور أحمد كيدا فى إيران) من ناحية و مع رغبات الغرب فى بناء نظم حكم قادرة على استيعاب التنوع و قبول الآخر مهما كانت توجهاته من ناحية أخرى. هذا الاستيعاب يتم تسويقه باعتباره أفضل السبل لدعم استقرار المنطقة و حماية مصادر الطاقة و حركة التجارة العالمية. و الحق أنه توجه غاية فى الذكاء إذا تأملنا أبعاده الحقيقية.
المشكلة الكبري تكمن فى خلط الدين بالسياسة و استغلال النصوص الدينية فى تبرير المعارك السياسية ، لذا أرى أن علينا عبئا كبيرا فى توضيح هذه النقطة و تبرئة الدين من هذا الخلط و توضيح أن كل ما يحدث هو مجرد مجرد أطماع سياسية لا شأن للاسلام الحق بها. هذه هى أول خطوات الإصلاح الفكرى.
أيضا .. أتفق تماما فيما ذهب إليه الدكتور أحمد فى توضيحه للكفر السلوكى المقترن بالكفر القلبى –مع تحفظى على شتم الآخرين مهما اختلفنا معهم- لكن السؤال الذى أطرحه هنا و أتمنى إجابته أليس من الأفضل أن تقوم دولة أو على الأقل منطقة ذات حكم ذاتى ليتجمع فيها كل من أراد التشدد من أهل السنة بدلا من انتشارهم و استمرار تخريبهم للبلاد؟
مع الشكر
نعم استاذ احمد, لكن.. اعتقد (في رايي الخاص) ان السب والشتم والتوصيف بالقاب مثل هذه لا يجب ان تكون من اساليب الانسان المسلم.
زيادة على ان الكلب مخلوق يقوم بما خلقه الله لاجله كباقي المخلوقات (عدا الثقلين).. ومن غير المنصف ان نضعه في منزلة القتلة والمجرمين... سواء اكانو داعش ام مدعوش.. او دعشاش.. لا يهم !
ملاحظة اخيرة.. وهي مسالة كفرة.. فمعناها العام (بغض النظر عن نوع الكفر.. هل سلوكي ام غيره) فهو بكل بساطة نكران الشيء... وفي الدين يعني نكران الله العظيم... نعم لها معاني اخرى على حسب السياق وعلى حسب المقصود منها.. ولكن القارئ بشكل عام يفهم منها "الكفر" العقدي (وان كنت متحفظا بشأن كلمة عقيدة) لذا لا احبذ استخدامها الا للضرورة كي لا يفهم منها انك تكفر داعش او غيرها.
تقبل إحترامي :)
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5112 |
اجمالي القراءات | : | 56,703,165 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
أهلا بك : السلا م عليكم ،تحية طيبة، انا صحفي مذيع...
الاستخارة : احببت ان اسئلك عن الاست خاره التي اذا هم...
النبى لم يكن فقيرا: بسم الله الرحم ن الرحي م الاست اذ الفاض ل ...
مهطعين : الاست اذ الدكت ور احمد صبحي منصور بقرائ تي ...
تعدد الزوجات: يقول الله في سورة النّس اء الآية 22 "ولا...
more
ولهذا جاهدت فى اصلاح الأزهر ، وفى اصلاح التعليم المصرى ، وأشرت الى خطورة التعليم الفاسد فى مدخل للفصل الثالث من القسم الأول فى كتاب المعارضة السعودية الذى أقوم بنشره حاليا ..
لا بد من منظومة اصلاح متكاملة تؤسس على بنية تشريعية دستورية وقانونية ، فى دولة حقوقية ديمقراطية .
وسبق تفصيل هذا فى كتاب منشور هنا عن مبادىء الشريعة الاسلامية وكيفية تطبيقها . .
لا أعتقد فى جدوى إصلاح هذا الجيل الذى تم تخريبه خلال 40 عاما من فساد التعليم والاعلام والدعوة الدينية الوهابية ،والاستبداد والظلم الاجتماعى والتهميش والاقصاء . وأيضا تعرضت لهذا تحت عنوان الاهلاك ، فى كتاب عن ( الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى الاسلام ) .
نحن كما قلت فى مقال سبق نشره فى الأخبار عام 1998 إننا جيل الحوار . نثير موضوعات ، ونناقشها ليأتى بعدنا جيل الاختيار. وايضا هذا المقال اعيد نشره هنا.