في الذكرى الـ20 لافتتاحه.. توالي المطالبات بإغلاق معتقل غوانتانامو

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١١ - يناير - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الجزيرة


في الذكرى الـ20 لافتتاحه.. توالي المطالبات بإغلاق معتقل غوانتانامو

توالت دعوات أممية وحقوقية وبرلمانية للإدارة الأميركية لإغلاق معتقل غوانتانامو الذي يشهد "انتهاكات متواصلة لحقوق الإنسان" منذ افتتحته واشنطن قبل 20 عاما في إطار "الحرب على الإرهاب" عقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول عام 2001.

وبعد مرور 20 سنة على دخول أوائل المعتقلين إلى غوانتانامو في العاشر من يناير/كانون الثاني عام 2002 دعا خبراء مستقلون منتدبون من الأمم المتحدة الولايات المتحدة أمس الاثنين إلى إغلاق معتقل غوانتانامو مؤكدين أنه يشهد "انتهاكات متواصلة لحقوق الإنسان".
مقالات متعلقة :


وفي بيان مشترك قال الخبراء "إن 20 سنة من اعتقالات تعسفية من دون محاكمات، مصحوبة بتعذيب أو سوء معاملة، هي ببساطة أمر غير مقبول لأي حكومة، ولا سيما لحكومة تدعي حماية حقوق الإنسان".

ووصف الخبراء المستقلّون هذا المعتقل بأنه "ثقب أسود قانوني"، و"وصمة عار" على التزام الولايات المتحدة بحكم دولة القانون.

وناشد الخبراء الولايات المتحدة العضو الجديد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة "إغلاق هذا الفصل البغيض من الانتهاكات المستمرّة لحقوق الإنسان"، ودعوا إلى إعادة المعتقلين الذي ما زالوا في غوانتانامو إلى أوطانهم أو إرسالهم إلى بلدان ثالثة آمنة، وتعويضهم عن أعمال التعذيب والاعتقالات التعسفية التي تعرضوا لها.

وأكد الخبراء في بيانهم أنه منذ 2002، لقي 9 معتقلين حتفهم في غوانتانامو، بينهم 7 قالت السلطات الأميركية إنهم قضوا انتحارا، من دون أن تحصل أي متابعة قضائية في أي من هذه الحالات، ودعا الخبراء كذلك إلى محاكمة المسؤولين عن أعمال التعذيب التي تعرّض لها المعتقلون.

نواب ألمان
وفي العاصمة الألمانية برلين طالب نواب في البرلمان الألماني من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر وحزب اليسار في رسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن بإغلاق معتقل غوانتانامو القائم منذ 20 عاما.

وجاء في الرسالة التي وقعها 14 عضوا بالبرلمان أمس ووجهوها أيضا إلى نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي "إن مركز التعذيب والمحاكم الخاصة هناك أصبحا رمزا للتجاوزات الوحشية في المكافحة الأميركية ضد الإرهاب".

وطالب نواب البرلمان الألماني في رسالتهم الرئيس الأميركي جو بايدن بالوفاء بوعده بإغلاق المعتقل. وجاء في الخطاب "ندعوك لحماية حقوق جميع السجناء وإغلاق معسكر الاعتقال في كوبا بشكل نهائي".

وذكر النواب الألمان بايدن بتصريحاته وعندما كان يشغل منصب نائب الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما حين قال بايدن في مؤتمر ميونخ الدولي للأمن قبل 13 عاما "أميركا لن تعذب. سوف ندعم حقوق أولئك الذين نقدمهم للعدالة. وسنغلق معسكر الاعتقال في خليج غوانتانامو".

وقبل يومين حثت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان الرئيس الأميركي على إغلاق معتقل غوانتانامو، وقال خبير شؤون الولايات المتحدة في المنظمة سوميت بهاتشاريا "إن المعتقل يرمز إلى الاستبداد والظلم والتعذيب".

وحث بهاتشاريا الرئيس بايدن على إغلاق المعتقل وتقديم الأشخاص المتورطين في عمليات تعذيب أو أنشطة غير قانونية إلى العدالة.

البنتاغون يعد
على الصعيد الأميركي الرسمي قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي إن الإدارة الأميركية "ما زالت ملتزمة إغلاق سجن خليج غوانتانامو" وأضاف للصحفيين أمس "نحن بصدد دراسة سبل المضي قدما في هذا الصدد".

وأوضح المتحدث أن 13 معتقلا في غوانتانامو من أصل 39 مؤهلون للإفراج عنهم ونقلهم من المعتقل، وأن 14 معتقلا يجري بحث وضعهم من قبل مجلس المراجعة الدورية، كما أضاف البنتاغون أن 10 معتقلين يخضعون لإجراءات لجان المحاكمة العسكرية بانتظار محاكمتهم.

تشغيل الفيديو
مدة الفيديو 02 minutes 34 seconds
02:34
الإرث المظلم
في غضون ذلك كشف "معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة" أن التكلفة السنوية للمعتقلين الذين تحتجزهم الولايات المتحدة في سجن غوانتانامو تبلغ 540 مليون دولار.

وجاء ذلك في تقرير نشره المعهد التابع لجامعة براون الأميركية حول عمليات التعذيب والاحتجاز غير القانوني بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وأشار التقرير الذي حمل عنوان "إرث الجانب المظلم" إلى أن تكلفة التحقيقات والاحتجاز غير القانوني في الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001 بلغت 540 مليون دولار سنويا على المعتقلين في غوانتانامو من ضرائب المواطنين الأميركيين.

ولفت إلى أن لولايات المتحدة "حتى لو استنكرت اليوم الممارسات غير القانونية خارج البلاد فيبدو أنها فقدت السلطة الأخلاقية التي يمكن أن تلزم الدول الأخرى على كبح جماحها".

أطفال معتقلون
وذكر التقرير أن الجيش الأميركي يحتجز آلاف المسلمين بينهم أطفال في مراكز اعتقال حول العالم، لا سيما في أفغانستان والعراق وخليج غوانتانامو الذي احتجز منذ افتتاحه قبل 20 عاما نحو 800 شخص بتهمة الإرهاب، وما يزال يضم 39 معتقلا، بينهم 27 لم تبدأ بعد الإجراءات القضائية بحقهم.

وأشار إلى إنشاء نظام تم من خلاله اعتقال ما لا يقل عن 119 مسلما أجنبيا، تعرض ما لا يقل عن 39 منهم للتعذيب، في مراكز سرية أنشأتها وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" (CIA) في مناطق مختلفة حول العالم.

وأكد عدم تحميل أي مسؤول أميركي حتى وقتنا الراهن مسؤولية عمليات التعذيب التي تمارسها وكالة الاستخبارات المركزية.

رؤساء ومواقف
يذكر أنه تم بناء معسكر الاعتقال في القاعدة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 بعهد الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش لاعتقال المشتبه بعلاقتهم بتلك الهجمات دون محاكمة. ووصل أول سجين إليه في 11 يناير/كانون الثاني عام 2002.

وخلال السنوات الـ20 الماضية احتجز ما مجموعه 780 شخصا في غوانتانامو. وغالبية هؤلاء أفرج عنهم بعدما اعتقلوا لأكثر من 10 سنوات من دون أن توجّه إليهم أي تهمة قضائية.

وحاليا لم يتبق في غوانتانامو سوى 39 معتقلا، بينهم 13 صدرت قرارات بالإفراج عنهم لكن ترحيلهم ينتظر موافقة بلدانهم الأصلية أو دول ثالثة على استضافتهم، و14 معتقلا آخر ينتظرون الاستفادة من قرارات إطلاق سراح مماثلة. أما البقية -وعددهم 12- فهناك اثنان فقط صدرت بحقّهما أحكام بالسجن بينما لا يزال العشرة الباقون ينتظرون محاكمتهم.

وكان الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما (ديمقراطي) الذي خلف بوش (جمهوري) قد أبدى رغبته في إغلاق المعتقل، لكنه لم ينجح في ذلك بسبب المعارضة داخل الكونغرس الأميركي، في حين أبدى الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب رغبته في الإبقاء على المعتقل مفتوحا ويحاول بايدن الديمقراطي -الذي كان نائبا لأوباما- الدفع قدما بخطط إغلاق المعتقل.
اجمالي القراءات 538
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق