حوار الأديان فى عيون الأزهر .. دعوة إلى التكفير .. أم وسيلة لتمرير أهدافًا سياسية!

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٧ - نوفمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً.


حوار الأديان فى عيون الأزهر .. دعوة إلى التكفير .. أم وسيلة لتمرير أهدافًا سياسية!

 


رحاب جمعة

 

أحمد السايح: الحوار بين الأديان أصبح ضرورة ملحة من أجل نبذ ثقافةالكراهية والتعصب الديني
 
عبد الفتاح إدريس: حوار الأديان ما هو إلا جدل عقيم
 
"حوار الأديان هي مظاهر إعلامية من أجل المجاملة"
 
محمود عاشور: "كيف ندعو للحوار في ظل الهجوم الشرس على الإسلام ؟"
 
أسامة عبد السميع: حوار الأديان ينظر إلى فرص التلاقي ومعرفة الآخر
 
بدأت فكرة حوار الأديان في الظهور على الساحة العالمية في القرن الماضي وتحديدا في عام 1932م, حيث كانت كانت فرنسا أول من نادى بها، عندما قامت بإرسال ممثلين إلى علماء الأزهر للتحاور معهم حول إمكانية توحيد الديانات الثلاث، الإسلام والنصرانية واليهودية.
 
 
 
وبمرور الأعوام؛ تطورت فكرة حوار الأديان، حيث تم إنعقاد الكثير من المؤتمرات العالمية، إلى جانب الندوات المحلية، والحوارات التي جرت بين رجال الدين، والتي تبنت الفكرة في حيز التنفيذ، إلا أن الصورة لم تظل على حالها، وتباينت أهداف ومنطلقات حوار الأديان .
 
 
 
حوار الأديان كفكرة عامة، لا أظن أن هناك من يعترض عليها، إنما تأتي الإعتراضات على تحقيق شروط الحوار، وتوقيت الحوار، وتنبع هذه الإعتراضات في مجملها من مسألة الشك في جدية هذه الحوارات وموضوعيتها .
 
 
 
فحوار الأديان, قد يأتي منصبا على القضايا الدينية التي تختلف فيها الأديان، مثل قضايا الألوهية في الجانب العقدي، وقضايا الرسل وقضايا الكتب السماوية، ومثل قضايا العلمانية وعلاقة الدين بالسياسة، وقضايا الواقع المعاش وعلاقات الشعوب ببعضها وحرية التعبير والعقيدة .
 
 
 
وقد يأتي للإتفاق على قضايا مشتركة أو مناقشتها، كمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله مثل قتل الأبرياء والمدنيين والمسالمين، وتدمير المنشآت العامة، والإحتلال العسكري للدو , أو منع القتل بكافة أشكاله, كالموت السريري والقتل الرحيم والإجهاض, أو إدانة التطاول على الديانات والرسل والأنبياء والمسائل المقدسة .
 
 
 
كما يأتي حوار الأديان لمناقشة مسائل آنية بعينها، وأيضًا لو أقيم مؤتمرا لحوار الأديان يناقش قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم, وقد يأتي أيضا لتمرير أهداف سياسية .
 
 
 
أما من حيث المتحاورين فقد يكون المتحاورون رجال دين يمثلون الأديان المتحاورة، وقد يكونون أكاديميين، وقد يكونون ناشطين في المجال الإنساني، وقد يكونون خليطا من كل هؤلاء .
 
 
 
وقد يأتي حوار الأديان مقصورا على ديانتين سماويتين كالإسلام والنصرانية، أو ثلاث ديانات سماوية ، أو أكثر من ذلك بإدخال بعض الأديان الموضوعة .
 
 
 
كما قد يقتصر حوار الأديان على إقليم معين أو بلد معين أو يكون دوليا عاما, هذه التنوعات هي ما تخلق البلبلة في الرؤى والتناول، مما قد يحدو بالبعض إلى رد حوار الأديان برمته، أو قبوله برمته، أو الوقوف وقفة المتوجس المرتاب .
 
 
 
والناظر بهدوء في قضية حوار الأديان يجد أنها قد تكون مفيدة في هذا العصر المخيف، بل قد تشتد الحاجة إليها إلى درجة الوجوب، بعد أن طغت الآلة على الإنسان مؤخرا، وإبتلع الجشع المادي النقاء الروحي، وتجرأ العقل على غيبيات الكون، وتطاول الإنسان على خالقه .
 
 
 
وإختلفت رؤى علماء الدين، ورجال الفكر والسياسة في قضية حوار الأديان، وما هي الصورة المرجوة منه، وذلك على عدة آراء منها:-
 
 
 
مبدأ وحدة الأديان، أو تعانق الأديان "أى الإتفاق على قواسم مشتركة بين الأديان، بحيث أنه من آمن بتلك المبادئ المجمعة من الأديان السماوية، وربما غير السماوية صار مؤمناً، ولا يخفى بطلان تلك الدعوى لطمسها للهوية الإسلامية".
 
 
 
وكذلك التوسع فى حوار الأديان ليشمل الأديان الغير السماوية, وهذا ما حدث في المؤتمرات الأخيرة، حيث تم دعوة ممثلين عن الديانة البوذية، والهندوسية، لحضور المؤتمر، وإن كان الحوار مع أهل الكتاب له ثابت شرعي؛ للإتفاق على وجود إله ورسالة سماوية، فكيف يكون الحوار حوار أديان بين من لا يعترف بوجود رسالة، أو من يعبد صنماً، أو يسجد لدابة ؟ !
 
 
 
وكذلك إتخاذ حوار الأديان مطية لتطبيق أجندة سياسية معينة, وهذا ما حدث على سبيل المثال، في مؤتمر حوار الأديان بقطر، حيث تم الحوار بدعوى من الفاتيكان، الذي جاء بممثلين عنه ودعا أطرافاً إسلامية معينة دون أخرى، وتم فرض الموضوع المطروح للمناقشة؛ وهو حرية الردة، هذا إلى جانب دعوة حاخامات صهيونيين للمؤتمر، مما جعل بعض من علماء منظمة المؤتمر الإسلامي يقاطع المؤتمر؛ لأن هذا يجر الأمة إلى التنازل على ثوابت ومرتكزات رئيسية .
 
 
 
وذكر أيضًا, أن حوار الأديان فرصة لإجتماع الأديان السماوية، والإتفاق على بعض القضايا المشتركة، كأهمية الأخلاق الفاضلة، وحقوق الإنسان، وتحريم الإغتصاب، وغيرها من القضايا  .
 
 
 
ويبقى أصحاب ذلك التوجه في خانة المثالية، حيث لم يسلك هذا المسلك في أى من المؤتمرات السابقة، وإن كان؛ فينتهي ببعض التوصيات التي لم تقدم شيئاً ولم تؤخر.
 
 
 
وأكد الدكتور "أحمد عبد الرحيم السايح", الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر إن الحوار بين الأديان أصبح ضرورة ملحة من أجل نبذ ثقافة الكراهية والتعصب الدينى, خاصة إذا كان الحوار بين الأديان بهدف تعميق معرفة كل طرف من أطراف الحوار بالطرف الآخر وتعزيز ثقافة الحوار ومراجعة الموروثات التاريخية السلبية التي تشكل عقبة أمام التفاهم المشترك بين أتباع الأديان والبعد عن التوظيف السياسي للدين بأى شكل من الأشكال .
 
 
 
مشيرا إلى أن الحوار بين الأديان يهدف إلى التأكيد على القيم المشتركة بينها التي جاءت الأديان من أجل نشرها وعلى رأسها الإيمان بالله، الأخلاق الفاضلة، تكريم الانسان، والإعتراف بحقوقه، والإخاء الانساني، ودفع الظلم عن المظلومين ونبذ الكراهية بين الأديان والتعصب لبعضها دون البعض الآخر, فالكراهية والتعصب يؤديان الى التطرف وهو يؤدي بدوره إلى العنف والإرهاب وبالحوار تتهيأ السبل إلى غرس الإحترام المتبادل بين الأديان مما يحقق إمكانية التعايش بينها وحسن الجوار والتسامح والمحبة بين أبناء الديانات السماوية.
 
 
 
وأضاف "السايح", أنه في ظل ما يشهده العالم الآن من الإبتعاد عن القيم الرفيعة والأخلاق الفاضلة التي تأمر بها الأديان أصبح الحوار بين الأديان ضروريا لإنقاذ الإنسانية مما تتردى فيه من مهاوي الفساد والخراب والإضطهاد الديني والعنف والإرهاب ومن اجل تعزيز روح التعايش والتعاون وتحقيق السلم الإجتماعي.
 
 
 
بينما قال الدكتور "أسامة السيد عبد السميع", أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر, أنه يجب أن ينظر إلى الحوار بين الأديان على أنه يعني قبل كل شيء التواصل ومعرفة الآخر بهدف التعايش بين الناس بكرامة وعدل وسلام, مشيرا إلى أنه حوار ينظر إلى فرص التلاقي أو المساحات المشتركة التي يمكننا من خلالها تجاوز حدود التمييز بين بني الإنسان ورسم معالم الطريق للحياة بمختلف مجالاتها على أسس من القواعد المشتركة بين الأديان والتي لها دور بالغ الأهمية في إنقاذ البشرية من الأخطار التي تهددها لاسيما أنها جاءت لإصلاح البشر وإسعادهم في دنياهم وآخرتهم لأن جوهرها واحد ومصدرها واحد.
 
 
 
وعلى صعيد آخر يأتي الفريق المناهض لحوار الأديان أن الحوارات التي تجري بين أتباع الأديان المختلفة إنما هي مظاهرات إعلامية من اجل المجاملة فقط.
 
 
 
وأضاف الدكتور "عبد الفتاح إدريس", رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر, الخبير بمجمع الفقه الاسلامي بمكة المكرمة حوار الأديان بأنه ما هو إلا جدل عقيم, لأن الخلاف بين الأديان, في رأيه, متجذر, فالمسلمين يأمرهم دينهم, بأن الإيمان بالمسيحية واليهودية وجميع الأديان السابقة على الإسلام هو جزء من عقيدة المسلم، لكن نجد غير المسلم لا يعترف بالإسلام كدين سماوي فليس المطلوب منه أن يعتقد أو يدين به إنما المطلوب منه أن يعترف بالإسلام فقط وبالتالي عليه أن يبدي إحترامه للإسلام.
 
 
 
وأضاف الدكتور إدريس ان عدم اعتراف أصحاب الديانات الأخرى بالإسلام جعلهم لا يكفون عن الإساءة الى رموزه. مشيرا إلى إساءات بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر والصحافة الدنماركية وغيرها, ومن ثم، كيف نتحاور معهم وهم لا يكفون عن الإستهزاء بالرموز الدينية ويسخرون من ديننا ويصفونه بدين العنف والإرهاب فضلا عما يلقاه بعض المسلمين من إضطهاد وتفرقة خاصة الذين يعيشون فى بلاد غير إسلامية.
 
 
 
من جهته يقول الدكتور "عبد الصبور مرزوق", نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة: إن الإسلام دينحوار وتفاهم ودائما ما يمد الإسلام يده للآخر أيا كانت ديانته بالسلام لكن الآخر هو الذي يصم آذانه عن الحوار ولم يكترث بما يدعوه إليه الإسلام للحوار بين الأديان من أجل التعاون والتفاهم والدليل على ذلك ما يحدث في الآونة الأخيرة من إساءات بالغة موجهة ضد الإسلام، فقد بدأت هجمات شرسة على الإسلام شارك فيها قادة دينيون وسياسيون كبار على مستوى رؤساء دول.
 
 
 
وشارك أيضا فلاسفة ومنظرون في الإساءة إلى الإسلام وأخذت هذه الإساءات تبث على شبكة المعلومات الدولية والإنترنت وتنقلها وسائل الإعلام الأخرى, ويضيف قائلا: لماذا نطلب الحوار مع من يرفضه ولا يستجيب لما يهدف إليه الحوار ولم يكف عن المقولات الظالمة عن الإسلام، فالحوار من ثم لا جدوى منه, في هذا المناخ.
 
 
 
ويتفق مع الرأي السابق الشيخ  "محمود عاشور", وكيل الأزهر السابق عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ويرى أنه لا جدوى من حوار الأديان ويصفه الشيخ عاشور بأنه أشبه بحوار الطرشان.
 
 
 
ويضيف الشيخ "عاشور", كيف ندعو أو ندعى لحوار فقد مصداقيته أصلا في ظل الهجوم الشرس على الإسلام، ويتساءل: مع من نتحاور وفيما نتحاور طالما الأمور تسير بهذا الشكل ؟, فالحوار مضيعة للوقت مع الذين يسيئون إلى ديننا والى نبينا صلى الله عليه وسلم, مؤكدا أن المسلمين على مر الزمان دعاة حوار وسلام وليس دعاة حرب أو إرهاب كما يصفوننا, وأن حضارتنا حضارة سلام وليس صراع مع حضاراته.
 
 
 
وهذه هي آراء بعض رجال الدين حول حوار الأديان, فهل الحوار مفيد ومثمر, كما رأى البعض ؟, أم أنه لم يأتي بجديد ؟ .
اجمالي القراءات 2417
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق