«بارى» مهرب الآثار العالمى: زهرة الخشخاش فى لندن

اضيف الخبر في يوم الجمعة ١٣ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: روزا ليوسف


«بارى» مهرب الآثار العالمى: زهرة الخشخاش فى لندن


علاء وجمال و8 وزراء ورجال أعمال شكلوا عصابة لتهريب الآثار

مقالات متعلقة :

السجين فاروق الشاعر مجرد صبى لتجار الآثار الكبار

كشف مهرب الآثار البريطانى الأشهر عالميا «كوكلى بارى» أن لوحة زهرة الخشخاش المسروقة من مصر موجودة حاليا فى لندن وأنها خرجت من مصر بعلم كبار رجال الدولة فى عهد مبارك ورفض المهرب بارى الإفصاح عن أسماء المسئولين الذين هربوا اللوحة واصفا إياهم بأنهم زملاؤه اللصوص.

وشرح بارى كيفية تهريب اللوحة باستخدام طريقة «الاستيون» حيث يقوم فنان متخصص معروف بالرسم بألوان مزعجة على اللوحة الأصلية وطمس معالمها بالكامل لتبدو كلوحة زيتية جديدة وهو ما تم مع لوحة زهرة الخشخاش حيث تم سكب مادة «الاستيون» عليها فور وصولها إلى لندن بنسب معينة لا تؤذى اللوحة الأصلية واستعادتها فورا على نفس حالتها التى كانت عليها من قبل.

وأشار بارى إلى أن المحقق البريطانى الأسبق المشهور بالتحقيق فى قضايا الآثار ريتشارد إليس والذى يعمل حاليا لحساب الحكومة البريطانية فى مكافحة تهريب الآثار كشف عن أن كبار رجال الدولة فى مصر الذين اتهموا فى قضايا مهمة خاصة بتهريب الآثار سعوا لإنهاء خدمته بنفوذهم الطاغى فى لندن وأنه يعرفهم تماما وعندما حضر إلى مصر عام 1992 التقى عميدا اسمه «عبدالحافظ» نصحه بالابتعاد عن الكبار لخطورتهم.

وقال بارى إن الرجل تقاعد من عمله الآن وأنه يبلغ الثانية والستين من العمر.

كما فجر «جوناثان توكلى بارى» عالم المصريات والآثار الفرعونية الشهير بخبراته الواسعة فى قضايا سرقة وتهريب الآثار المصرية خلال فترة الرئيس المخلوع حسنى مبارك والمطلوب حاليا للعدالة المصرية فى حكم غيابى بالسجن 15 سنة مفاجأة من العيار الثقيل خلال اتصال هاتفى خاص مع «روز اليوسف» عن طريق جهة بريطانية مختصة مؤكدا وجود 3 وزراء مصريين كانوا أساسيين فى الحكومات المصرية المختلفة مع4 رجال أعمال كبار يساندهم نجلا الرئيس المصرى المخلوع علاء وجمال قد تورطوا معه خلال الفترة من 1990 وحتى عام 2009 فى تهريب الآثار من مصر.

المثير أن توكلى حكم عليه فى لندن فى يناير عام 1997 بالسجن لمدة 6 أعوام بتهمة سرقة وتهريب رأس الملك المصرى الفرعونى «أمنحوتب الثالث» ابن الملك تحتمس ووالد الملك إخناتون لكنه خرج من السجن وعاد للتهريب بعلم الوزراء المصريين الذين رفض الكشف عن أسمائهم مؤكدا أن سجلات سكوتلاند يارد تعرفهم جيدا حيث وردت أسماؤهم جميعا خلال التحقيقات التى تناولت قضيته ساعتها.

وكان توكلى قد أكد أن رأس الملك التى لا تقدر بثمن كانت قد خرجت من مصر على مرأى ومسمع من عدد من الشخصيات وأن الرأس أعيدت إلى مصر فى احتفال ملكى باهر أقيم بمقر السفارة المصرية بلندن بحضور وفد عن ملكة بريطانيا وسكوتلاند يارد يوم 19 ديسمبر 2008 الذى يعتبره أسوأ يوم فى حياته على حد تعبيره.

الرأس الذى أعيد لمصر يومها طبقا للقانون البريطانى الذى يلزم أى مشترأو حائز لأثر مصرى بعد عام 1983 برده لمصر حيث لا يمكن رد أى أثر سرق من مصر قبل ذلك التاريخ طبقا لرواية بارى اكتشفوه بمحض الصدفة وبخطأ قاتل من تاجر الآثار الفرعونية المصرية «أندرو ماى».

طبقا لتفاصيل القصة دعى ماى إلى قصره الذى كانت العصابة المصرية تجمع فيه الآثار المسروقة من مصر والتى بيعت بمليارات الدولارات على مر أعوام حكم مبارك فى منطقة «نورث ديفون» القريبة من لندن البروفسور فى ليلة 28 يونيو 1994 عالم المصريات «جيفرى سبنسر» الذى عمل فى مصر فى الفترة من عام 1966 إلى عام 1967 مؤرخا بالمتحف المصرى بالقاهرة حيث فوجئ بوجود قطع مصرية أثرية سرقت من المتحف المصرى كان هو من وضع لها الكود العلمى الخاص بها فى العدد رقم 8 من مجلة المخازن الأثرية المصرية لعام 1986.

على الفور اتصل سبنسر بسكوتلاند يارد التى حاصرت المكان واكتشفت يومها فقط وجود أكثر من 3000 (ثلاثة آلاف) قطعة أثرية مصرية لا تقدر بثمن سرقت من مناطق أثرية مختلفة فى مصر.

المثير أن بارى يؤكد فى روايته أنه كان يسرق الآثار المصرية بمساعدة وزراء كانوا مسنودين من الرئيس المصرى المخلوع ونجليه حتى أنه سرق أبواباً كاملة وتوابيت مكتملة لملوك وآثار كانت فى مقابر الآثار الفرعونية بمنطقة سقارة القريبة من أهرامات الجيزة وأنه لم يسقط إلا عندما حاول العمل منفردا وسرق منهم خريطة لمقبرة حاول العمل فيها منفردا وقد سعت وراءه سكوتلاند يارد لمدة 3 أعوام حتى كشفته.

بارى أرسل لنا صورا حقيقية له خلال سرقته للآثار المصرية كان يلتقطها للذكرى بينما رفض إرسال صور الوزراء المصريين ورجال الأعمال معاونيه فى السرقة الذين أكد أنهم كانوا يقفون أمامه وهو يسرق يؤمنونه ويساعدونه وأنهم هم من التقط له الصور للذكرى خلال سرقته لمقبرة حلاق الملك خوفو «حوتب كا» بمنطقة سقارة بمصر.

توكلى بارى أكد أنه نال عقابه وأنه ما يزال يخطط لعدد من المشروعات لكنه اعترف بأن السرقة عقب الثورة المصرية أصبحت مستحيلة من الناحية العملية كاشفا أن الوزراء المصريين حصلوا له على عدة جوازات مصرية بأسماء مصرية مختلفة كان يتردد بها على مصر دون أن يدرك أحد أنه هو المطلوب للعدالة المصرية مشيرا إلى أنه يشعر حاليا بالاختناق لبعده عن القاهرة التى يحبها على حد تعبيره بعد أن رحل عن الحكومة الوزراء الذين كانوا يعمل معهم وسجن نجلى الرئيس المخلوع مبارك.

الغريب ان بارى طبقا لملفات ومعلومات سكوتلاند يارد الرسمية يعد من بين خبراء معدودين على إصبع اليد الواحدة بالعالم دراية بمناطق الآثار المصرية والمقابر التى لم تفتح ومعدة للسرقة.

كما أكد بارى أن لديه خرائط بمقابر كثيرة حصل عليها من شركائه لم يكتمل العمل بها حيث أنهت الثورة المصرية عملهم فيها مفجرا مفاجأة أنه قبل نشوب الثورة بأربعة أشهر كان بالقاهرة فى عمل بمنطقة الأهرامات رفض بالقطع الكشف عنه.

وكشف بارى أنه لم يكن لديه أية دراية بأسرار التعامل مع الموساد الإسرائيلى لشراء تقنيات حديثة وغير مسبوقة لإخفاء الآثار كى تهرب من مصر أمام الجميع دون علم أحد وأن الوزراء فى الحكومة المصرية الذين عمل معهم هم من قام بشراء التقنية بعلم أنجال المخلوع.

بارى كشف أن المحققين «ستيفن هولمز» والمحقق «ديك إليس» والمحقق «أنتونى رسل» من سكوتلاند يارد يشهدون على تلك المعلومات التى كشفها هو نفسه لهم خلال التحقيق معه مؤكدا أن تاجر الآثار المصرى الذى حكم عليه بالقاهرة فى قضية تهريب آثار دولية عام 2001 ويدعى «فاروق فرج الشاعر» لم يكن سوى صبى يعمل لدى الكبار الذين يعرفهم جيدا على حد معلومات بارى حيث عمل معه وأن هؤلاء الكبار الذين يلمح إليهم بارى هددوا أسرة فرج بالقتل فى حال الاعتراف عليهم أثناء نظر قضيته بالقاهرة.

بارى كشف أن المحققين الثلاثة حضروا إلى مصر وحاولوا كشف الحقيقة فى وقتها لكن ضغوطا حكومية كبيرة مورست عليهم طبقا لمعلوماته وأن منهم من طلب مبارك عدم السماح له بدخول مصر مرة ثانية.

يذكر أن لص الآثار العالم توكلى بارى قد اعترف فى قضيته أمام المحكمة البريطانية فى جلسات سرية بكل المعلومات التى كشف فيها انهم كانوا يهربون من مصر مقابر كاملة بجدرانها مفجرا معلومة خطيرة للغاية حيث عمل معهم خبير أثار مصرى شهير وكبير على حد معلوماته كان دوره يتوقف على الكشف على الآثار وفحصها وتقدير ثمنها حتى لا يقوم أحد بالنصب عليهم فى أوربا خلال البيع وأن ذلك الخبير المصرى الذى رفض الكشف عن اسمه أو أية بيانات عنه كان تحت تصرف أسرة الرئيس المصرى المخلوع وفى المقابل كان يحصل على تسهيلات عديدة.

اجمالي القراءات 3550
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق