الشريعة الاسلامية العلمانية تعطي المجال الأكبر للتشريع البشري
من كتاب الشورى في الاسلام للعالم الازهري د. احمد صبحي منصور مع الكثير من التلخيص والتصرف ومن على موقع اهل القران.
-- تشريعات القرآن الكريم محدودة لا تتجاوز مائتي آية ، بكل تفصيلاتها وتكرارها و في أوامرها وقواعدها ومقاصدها.
1-- إن تفصيلات التشريعات القرانية ، تحتكم و تعود الى عرف المجتمع أوالمعروف في التطبيق ، كقوله تعالى ، ( وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) البقرة
-- (وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ) جاءت معرفة بأل التعريف أي الصلاة المعروفة لديكم ، فالصلاة لم تذكر تفصيلاتها لأنها كانت معروفة للعرب قبل نزول الوحي ، فنحن نصلي الصلاة الابراهيمية .
-- أن مدلول كلمة (الصلاة ) لا ينحصر في الركوع والسجود بل هو اكبر من ذلك بكثير إذ يشير الى التقوى والى الطاعة والتقرب الى الله الرحمن الرحيم في كل وقت .
-- اعاد النبي محمد عليه السلام احيائها ، تطبيقا و تأدية ، فعلم من جهلها أو غابت عنه .
-- على الرغم أن الصلاة عماد الدين إلا أن القرآن الكريم لم يوضح كيفية اداء الصلاة لأنها معروفة لدى العرب قي ذلك الوقت ، بينما إهتم القرآن بمسائل أقل أهمية بكثير كالميراث والطلاق وهي مسائل فرعية وشخصية ، و قد لا يحتاج اليها معظم المسلمين ، لأنها تشريعات جديدة لا يعرفها العرب .
-- كذلك أمرالزكاة ( وَآتُواْ الزَّكَاةَ ) كيفية و كمية و وقت الزكاة منوطة بالفرد والمجتمع وهي من القيم الإنسانية العليا .
وكذلك أمر الصدفة ،(وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ) تفصيل الخير ، كميته و نوعه و وقته متروك للفرد و لعرف كل مجتمع و قد تختلف من زمن الى اخر .
2-- كما تأتي تشريعات القران الكريم أحيانا قواعد عامة بدون تفصيلات لتحتكم للعرف وللمجتمع الذي يضع و يقرر التفصيلات القانونية والمذكرات تفسيرية للتطبيق ، ملتزما بالقواعد العامة المذكورة في القرآن الكريم وهي من القيم الإنسانية العليا .
( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) التوبة.
فما هو المنكر و ما هو المعروف يعتمد على القيم الانسانية العليا والمنوطة بكل مجتمع الذي تقيده احكام ومقاصد القران الكريم .
3-- القيم الإنسانية العليا هي الغاية التشريعية أوالمقصد التشريعي لتفصيلات التشريع القرآني وقواعده. وكل قانون يراعى القيم العليا فهو قانون اسلامي في أي زمان ومكان لأن غاية التشريع الاسلامي ومقصده التيسير والتخفيف ورفع الحرج وحفظ حقوق العباد أو حقوق الانسان .
-- فالدين الإسلامي يأمر بالعدل ، (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) ال عمران .
كذلك يأمر بعدم الإعتداء حتى على الأعداء من الكفار ، (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) البقرة .
ارجو نشر هذه المقالة ما امكنكم ذلك ، على مواقع التواصل الاجتماعي و لكم الجزاء من رب العالمين.
اجمالي القراءات
9374
نعم وبكل صراحة كانت مفاجأة سارة التفاتتكم إلى هذا العرض الملخص الذي أعتبره مصيبا وفي الصميم . ودمتم موفقين ..