بحيرة في القطب الجنوبي قد تشي بأسرار كوكب الأرض

في الخميس ١٣ - أكتوبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

مشروع «غزوها» قد يساعد أيضا على اكتشاف أشكال للحياة في الفضاء الخارجي
بحيرة في القطب الجنوبي قد تشي بأسرار كوكب الأرض

صلاح أحمد

GMT 12:57:00 2011 الأربعاء 12 أكتوبر
الانسان يقف على حافة خزانة مجهولة من مخلفات الماضي

ظل العلماء الروس يعملون سنوات على مشروع لاكتشاف أسرار كوكب الأرض كما كان قبل أكثر من مليون سنة، وذلك من أعماق بحيرة قطبية، لكنهم أحبطوا لمختلف الأسباب. والآن يقول فريق بريطاني أن بوسعه تحقيق الحلم في عملية لن يستغرق فصلها الختامي سوى ساعات.


يقول العلماء إن بحيرة «مخبأة» تحت ثلاثة كيلومترات من الجليد في غرب القارة القطبية الجنوبية تحوي أسرارا عن شكل الحياة على الأرض عبر فترة تمتد الى نحو مليون سنة في التاريخ. وهذا بالإضافة الى أنها قد تحمل من المعلومات ما يتيح أيضا الحصول على معلومات مهمة عن الحياة في الفضاء الخارجي.

وقالت صحيفة «تليغراف» إن فريقا من العلماء البريطانيين سيتوجه الى القطب الجنوبي الاسبوع المقبل لسبر أغوار هذه البحيرة، التي أطلق عليها اسم «إيلزويرث»، وهي واحدة من 387 بحيرة تحت أرضية مشابهة تنتشر في عموم المنطقة.

ويقول العلماء إن الأرجح لقاع إيلزويرث أن يحوي بكتيريا وميكروبات وكائنات أخرى من أشكال الحياة الأولى التي يقولون إن تاريخها يعود الى نحو مليون سنة بفضل أنها ظلت معزولة تحت ركام الثلج عن بفية العالم طوال تلك الفترة.

ويقول هولاء العلماء إن تحليل الترسبات ومختلف العينات في قاع البحيرة سيعزز على الأرجح نظرية ظلت بدون دليل دامغ. وهي أن الغطاء الجليدي الذي يكسو غرب المنطقة القطبية الجنوبية – الذي تنحسر مساحته حاليا بسبب الانحباس الحراري العالمي – شهد هذه الظاهرة في الماضي بما أدى الى ذوبانه بالكامل.

ويأمل العلماء أيضا في الحصول على معلومات تلقي الضوء على الكيفية التي أتاحت لمختلف أشكال الحياة البقاء في أحد أقسى بقاع الكوكب. وهذا شيء من شأنه ان يساعد البحوث الفضائية الساعية لاكشاف أي أشكال للحياة خارج نطاق الأرض، سواء في المجموعة الشمسية أو خارجها.

ويذكر أن العلماء الروس كانوا قد بدأوا عملية مماثلة في بحيرة تسمى «فوستوك» بالقطب الجنوبي، لكن جهودهم احبطت بشتى العوامل التقنية وغيرها برغم استمرارها على مدى سنوات. ومقابل هذا فإن العلماء البريطانيين يأملون في الحفر الى قاع بحيرة «إيلزويرث» وانتزاع كل العينات التي يرغبون فيها ورفعها الى السطح... وكل هذا في غضون ساعات معدودة لا أكثر.

ويأتي الجهد البريطاني هذا تتويجا لمشروع عمره 15 سنة وشاركت فيه 8 جامعات بريطانية، إضافة الى مؤسستين ذات صلة مباشرة هما «مسوحات القطب الجنوبي» و«المركز القومي لعلوم المحيطات». وقد تهيأ لهذه المؤسسات المضي قدما في دراساتها بفضل منحة أساسية تبلغ 7 ملايين جنيه (حوالي11 مليون دولار) قدمها «المجلس القومي لبحوث البيئة».

وستكون في طليعة الفريق البريطاني دفعة أولى من 4 علماء سيصطحبون معهم نحو 70 طنا من المعدات الاسبوع المقبل. وسيبدأ تجميع المعدات فورا بحيث تكون جاهزة للعمل السنة المقبلة. ورغم أن عملية الحفر الختامية نفسها لن تدوم لأكثر من 8 ساعات فإن الاستعداد لها سيتطلب أن يعيش العلماء شهورا في خيام وسط إحدى أبرد مناطق العالم (25 درجة مئوية تحت الصفر في أفضل الأحوال) وأكثرها تعرضا لهبوب رياح الصقيع.

ويقول الدكتور ديفيد بيرس، من «مسوحات القطب الجنوبي» إن المشروع «سيعود علينا بعينات ظلت على حالها لحوالي مئات آلاف السنين، ولهذا فهي بمثابة نافذة الى ما كان عليه حال كوكبنا هذا في ذلك الوقت السحيق. نحن الآن إزاء أحد الحدود النهائية في مجال استكشاف أسرار الحياة ليس على الأرض وحسب وإنما، على الأرجح، في كواكب أخرى بدون حاجة للوصول اليها من أجل هذا الغرض».