يقول جلّ وعلا : ((بسماللهالرحمنالرحيم)(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5))
لا أستريح لما قاله المفسرون من علاقة هذه السورة القرآنية بالكعبة والحرم والمسجد الحرام ، : فلم ترد فى السورة آية إشارة لمكة أو البيت الحرام أو الكعبة والمسجد الحرام ، وكلها مترادفات قرآنية . وكل ما يخص البيت الحرام من قصص وتشريع جاء فى القرآن مقرونا بهذه المفردات . ولو حدث واقعة الفيل فى الحرم وتم عقوبهم فالمنتظر أن ينزل وحى قرآنى مفصلا للإحداث يربط الواقعة بالكعبة والبيت الحرام . أما قوله جل وعلا ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ) فلا يعنى رؤية النبى للحدث ، لأنه حتى على فرض وقوع هذا الحدث فى مكة فلم يره النبى وقتها رؤية العين ، والتعبير بالرؤية يعنى الرؤية العقلية وليس الحسية ، وتكرر هذا فى القرآن الكريم ،وفى سورة البقرة وحدها يقول جل وعلا :(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (243)( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا( 246 ) ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258 )
وقد أكون مخطئا ، ولكنى أعتقد إنها تتحدث عن إهلاك قوم سابقين ، وطبقا لمنهج القرآن فى القصص فلم يذكر رب العزة تفصيلات المكان والأشخاص والزمان . وجاء اتركيز على الأحداث والعبرة .