لا تبتئس

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٩ - أبريل - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
عزيزي الدكتور أحمد السلام عليكم و رحمة الله ..أنا من متابعي آراءكم و موقعكم وجزاك الله كل خير أريد أن أقص عليك ما حدث معي قبل ساعتين هنا في شيكاغو لعلي أجد في ردك ما يطمئن نفسي بما فعلته بعد صلاة العشاء في مسجد هنا في ضواحي شيكاغو كان هناك عزاء لقريبة لي توفت هي وابنها الله يرحمها .فأخذ الشيخ (وهو امام المسجد - انسان جداً لطيف . من مصر الحبيبة ) يقرا آيات القرآن الكريم ثم بدأ بالموعظة بالقراءة المباشرة من كتاب رياض الصالحين و كان مما قاله هذا الحديث 949 - عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: (وجبت) ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: (وجبت) فقال عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: ما وجبت؟ قال: (هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار؛ أنتم شهداء اللَّه في الأرض) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وعندما انتهى من الموعظة استوقفته و أخذت أجادله كيف يجعل الله وجوب الجنة والنار نتيجة ثناء الناس في الجنازة ،وهذا يتعارض مع (وأن ليس للإنسان الا ما سعى ) وآيات اخرى تتحدث عن الثواب نتيجة الايمان والعمل ..فقال لي ان هذا الحديث متفق عليه وهو صحيح وأستشهد بآية ئ(لتكونوا شهداء على الناس ) وللأمانة فإن الشيخ كان جداً لطيف معي ( ربما لأنه أقل مني عمرا فاحترمني ) المشكلة كانت من أهلي حاضري بيت العزاء منهم من انكر علي مجادلة حديث متفق عليه . ومنهم من شعب الموضوع ان المسلم سيخرج من النار بعد فترة من العذاب . ومن أنا حتى أناقش أمور مسلم بها . و كنت وسطهم أحسست بالندم الشديد على مجادلتي للشيخ . فكان الكل ضدي . وحجتهم انهم يخشو علي من الوقوع في الإثم لأني لست عالم اذا كان هذا رد فعل أقاربي و أهلي هنا في امريكا في موضوع قدسية الروايات فما بالك بأهلهنا بالعالم العربي أشعر دكتور أحمد أني يجب ان لا أجادل بعد اليوم في هذه المواضيع فما رأيك أعلم انك مشغول فعندما تجد الوقت انتظرك ردك بفارغ الصبر
آحمد صبحي منصور
لا تبتئس ، فكلمة الحق التى قلتها تم تسجيلها فى ميزان حسناتك ، وكل اعتراض منهم سيؤاخذون به يوم القيامة . الداعى للاصلاح ليس مسئولا عن هداية أحد لأن الهداية شخصية ومن اهتدى فقد اهتدى لنفسه ومن ضلّ فقد ضلّ على نفسه. علينا أن نقول الحق بكل قوة ثم نعرض عن الجاهلين . بمجرد قول الحق تعلقت بهم المسئولية ولم تعد لديهم حجة يوم الحساب أن ما أحدا أبلغهم الحق. أرجو أن تفكر جديا فى يوم الحساب ، والموقع الرفيع الذى تضع نفسك فيه هذا اليوم حين يؤتى بك شاهدا على قومك الذين عايشتهم وقلت لهم فى حياتك الدنيا  كلمة الحق فأعرضوا. 
كيف يعرف الناس الحق دون وجود أمثالك ؟
هنيئا لك 
خالص المنى 
اجمالي القراءات 10144