طالوت وجالوت

آحمد صبحي منصور في السبت ١٠ - مارس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
شكرا على توضيحكم بالنسبة لقصة سيدنا سليمان مع ملكة سبأ فكما فهمت فان قصص القرآن للوعض وليست للتشريع. وكما قلت حضرتكم فان سيدنا سليمان لم يرسل جيشا. فما قولكم في قصة الملك القوي العليم طالوت عليه السلام حيث انه بتوكيل الهي اشتبك بالسلاح والجند بمواجه مباشرة مع العدو وماذا يستشف من هذه القصة وهي قصة فريدة أيضا تقص علينا أمرا حقيقيا بالاشتباك مع العدو لفرض الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. أم انك تعتبر هذا جهادا في سبيل الله نتيجة لوقوع الظلم والضرر على قوم طالوت ؟ الا يعتبر الجهاد في سبيل الله كما وردت في قصة طالوت وسيدنا داوود لقهر الظلم وسيلة للتمكين في الأرض حيث مكن لسيدنا داوود ومن بعد هذا حين مكنه رب العزة أقام الصلاة وآتى الزكاة وسبح الله تسبيحا كثيرا وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ولنا في قصة ال99 نعجة خير دليل حين نهى سيدنا داوود الطرف الباغي من أن يبغي على صاحب النعجة نهيا يسيرا هينا ! وورث الملك (التمكين) والنبوة (التوكيل الالهي المباشر) من بعده ابنه سليمان الحكيم الذي آتاه الله فصل الخطاب والحكمة
آحمد صبحي منصور
بالاضافة الى ان القصص ليس للتشريع ، وأن القصص القرآن لا يأتى بكل التفصيلات والملابسات التى تجيب على أسئلتنا إلا إن هناك حقيقة كبرى تحكم التشريع ، ويدور فى إطارها القصص القرآنى عن الانبياء ، وهى إقامة القسط والعدل . كل الرسالات السماوية تهدف لاقامة القسط طما جاء فى الآية 25 من سورة الحديد ، والله جل وعلا يأمر بالقسط كما جاء فى سورة الأعراف ويأمر بالعدل والاحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى كما جاء فى سورة النحل ( آية 90 ). وبالتالى فأى تشريع جزئى فى التفصيلات مثل ضرب الزوجة وشهادة المرأة وسائر حقوقها تخضع للمقصد التشريعى الأعظم وهو العدل والقسط وتحريم البغى . وكل ما جاء فى قصص الأنبياء يخضع للعدل والقسط . والقصص القرآنى  يركّز فقط على العبرة ولا يحكى كل الملابسات ، ويترك فجوات كثيرة تنشأ عنها تساؤلات متعددة . والاجابة عنها فى فهم المقصد الأعظم وهو القسط . من هنا فإن القسط كان يقتضى شنّ حرب دفاعية ضد طاغية اسمه جالوت . وجالوت هذا قيل عن سطوته الكثير من الأساطير . ومن المنتظر أن يكون باغيا طاغيا .
والله جل وعلا هو الأعلم 
اجمالي القراءات 15473