الذكر والتسبيح

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢٩ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
أما سؤالي فهو عن الذكر والأذكار والأوراد والاستغفار والتسبيح. فهل يعني أنه عندما يأمرنا الخالق بالاستغفار والتسبيح والشكر والتكبير (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً " 33:41 وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ " 7:205 - وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً " 33:35 - فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ اوَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " 62:10 ) والآيات كثيرة .. فهل التسبيح أو الاستغفار أو الصلاة عن النبي مثلا يعني القول أستغفر الله وسبحان الله والصلاة والسلام عن النبي كم مرة (عدد؟) سواء بالسبحة أو اليد وبذلك يمكن نيل أجرا. فماهو المقصود ان لم يك كذلك وماهي الطريقة لتطبيق هذه الأوامر. وهل هناك مايسمى بأوراد المسلم أو أدعية خاصة. وفقكم الله. والسلام. حامد. تونس
آحمد صبحي منصور
اهلا وسهلا ومرحبا 
الصلاة على النبى لا صلة لها بذكر الله جل وعلا أو بالتسبيح . هى موقف نتمسك فيه بالقرآن الذى هو الصلة بيننا وبين النبى فى مواجهة من يؤذى النبى ولا يؤمن بالقرآن الكريم . والتفاصيل فى بحث لنا منشور عن الصلاة على النبى .
( ذكر ) الله جل وعلا هو أعم وأشمل من التسبيح ، أى يشمل التسبيح وغيره ، فالصلاة ضمن ذكر اللهوَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي )(طه (14). وتشمل التفكر وهو فريضة تدخل فى الذكر ،كما جاء فى سورة آل عمران ( 191 ـ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ  ) 
بل يشمل مع التسبيح موقفا أهم وهو الكف عن المعصية خشية الله جل وعلا حين يتذكر المتقى ربه : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201 الاعراف  ) ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ(133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) آل عمران  ).
التسبيح فريضة محددة ومنسية أيضا . فلها أوقات معينة منصوص عليها بالقرآن الكريم :(فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) طه ) ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49) الطور    ) ( فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) ق  )
  ( إدبار ) النجوم يعنى غيابها . أما ( أدبار)  السجود فيعنى بعد السجود .
وليس فى الاسلام ما يعرف بالأوراد . هى من مبتدعات الدين الصوفى ، وسنعرض لها بالتفصيل فى موسوعة التصوف .
وافضل الدعاء ما جاء من القرآن .
والدعاء أيضا من ضمن ذكر الله جل وعلا .
وللدعاء والتسبيح والذكر شروط ، وبدونها ندخل ضمن من اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وفى جريمة الاعتداء على رب العزة ، مثل من يحولون الدعاء والذكر الى أغانى ورقص كما تفعل الصوفية ، وهذا أيضا سنتعرض له فى موسوعة التصوف.
بإيجاز لا بد فى الذكر من الخشوع القلبى والتضرع والخفية والخيفة من الله جل وعلا . يقول ربنا فى سورة الاعراف : ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)   ) ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ (205)الاعراف )، 
وأفضل حالات الدعاء ما جاء فى وصف دعاء النبى زكريا عليه السلام ( ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً (6) ( مريم   ) 

والاستغفار ايضا ضمن الذكر ومن معالم التوبة وله نفس الشروط من الاخلاص والتضرع  مع خفوت الصوت .
 

اجمالي القراءات 50213