أخى جاحد وأنانى

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١٤ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
أنا سيدة مغربية من منطقة الريف المغربى ، ومدمنة على قراءة موقعكم الكريم ,، وأتابع باب الفتاوى . وهذا شجعنى على طلب رأيكم . أخى الأصغر الوحيد جاوز الآن الخمسين من عمره ، عاش مدللا بحيث كان يسبّ أباه وأمه ، وكانا يستجيبان لكل رغباته . وهو فى المرحلة الثانوية أحب زميلة له وأراد أن يتزوجها فرفض أبى أن يزوجه فى هذه السّن المبكرة ، فما كان منه إلا أن ضرب أبى . وبتأثيره على الفتاة جعلها تهرب وتزوجها رغم أنف أبيها وأسرتها ، واضطر أبى لاستضافته والانفاق عليهما وقبول الأمر الواقع . وعاش أبى فى كهولته ينفق عليه وعلى زوجته وأطفاله ، وعاش أخى وقد تزوج مجانا وقطع صلة زوجته بأهلها . ومات أبى ولم يترك لنا شيئا يذكر ، وكانت مشكلة كبرى لأخى الذى لم يكن قد تخرج بعد فى كلية الطب ، فاضطررنا نحن أخواته البنات الثلاثة الى الانفاق عليه حتى تخرج . بعد تخرجه انقلب علينا . كنا لا نطمع فى شىء من اخينا الطبيب . نرجو فقط أن يزورنا ولو بيد فارغة ، ولكنه ضنّ علينا حتى بهذا ونسى كل شىء فعلناه لأجله ، ونسى تضحية أزواجنا وكرمهم معه ، وبسبب أنانيته لم يفلح فى جذب الناس اليه كطبيب لأن سمعته كانسان أضرت بسمعته طبيبا . واستعوضنا الله فيه . ولكن جاء الوقت الذى يحتاج لى فيه ، فابنه الوحيد يريد السفر للسعودية ويريد من أبنائى الذين يعملون هناك أن يحصلوا له على عقد عمل وتأشيرة وأن يستضيفوه عندهم ، وأولادى يستطيعون ذلك ، بل لديهم الرغبة فى ذلك . ولكن فى قلبى مرارة من جحود أخى وأنانيته . وابن أخى هذا هو صورة مصغرة من أبيه ، أنانى مثله . أى سيكرر هذا الابن نفس جحود أبيه معنا ، بل ربما يسبب مشاكل لأبنائى فى الغربة خصوصا وهو مدلل ولن يستطيع تحمل الحياة هناك . فهل أرفض طلب أخى وأحث أبنائى على الرفض أم أواصل العطاء لأخى وأنا متأكدة من أنه ناكر الجميل وأن ابنه مثله و لن يأتى منه خير ؟
آحمد صبحي منصور

 أقول إن أخاك لم يتعدّ بعد مرحلة الطفولة الأولى ، مرحلة التمسك بالكرة دون مشاركة فى اللعب بها مع الآخرين . اسهم فى تأصل مرضه بالشح أبوه ثم  أخواته البنات . تزوج بلا مهر ، وعاش مع زوجته وابنائه عالة على أبيه ثم على أخواته المتزوجات ، ولم يحسّ بالعار وهن ينفقن عليه ، ولم يحسّ بالعار وهو يتنكر لهن ويقطع صلة الرحم بهن . مستحيل فى حالته أن يتقى الله جل وعلا أو أن يعطى أو أن يكون من أهل الاحسان والايثار . هو حالة مستعصية عاش بمرض الأنانية واستمر به المرض فأصبح لا يرى فى الناس إلا مصدر منفعة له دون أدنى حقوق عليه تجاههم . هذا الصنف من البشر علاجه الوحيد هو فى الابتعاد عنه حتى يلقى مصير أعماله . مساعدتك له تضره وتؤكد له أنه على حقّ فى اختيار الشح والأنانية . أنتظرى عليه حتى يلقى عقابه من إبنه المدلل .ولو كان لديك يا  سيدتى فضل خير فهناك من يستحقه من الفقراء والمساكين وذوى القربى . أما ذلك الأخ العاق فقد أخذ حقه وزيادة .

اجمالي القراءات 17404