علامات الساعة

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢٤ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
إنني من المؤمنين أن ما يسمى بعلامات الساعة ما هو إلا خرافة، ولكني لم أستطع فهم هذه الآية والتي يعتبرها كثيرون دليلاً على عودة السيد المسيح: (( وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)) {159} النساء
آحمد صبحي منصور
ج: علامات الساعة الحقيقية مذكورة فى القرآن الكريم فقط، و سنكتب عنها مقالا مفصلا. أما النبى محمد عليه السلام فلا يعلم الغيب وليس له أن يتكلم فى الساعة وعلاماتها وكل ما يخص المستقبل. ولقد افترى الدين السنى كثيرا من الأحاديث البائسة العاصية التى تتحدث عن علامات الساعة ، ومنها ما هو ترديد للعقيدة المصرية القديمة التى تدور حول اسطورة ايزيس واوزيريس والشرير ست . و قد تأثر بهذه الاسطورة معظم الذين اقاموا لهم أديانا أرضية ممن ينتسبون اسما الى التوراة والانجيل والقرآن. لذا قال اليهود بقدوم المسيا المنتظر ، وقال المسيحيون بعودة المسيح بالملكوت الالهى ، وقال السنيون بنزول المسيح قبل يوم القيامة. ولم ينس أولئك من ذكر عودة النقيض الممثل للشر وهو ست فى الديانة المصرية فجعلوه المسيح الدجال . واضاف آخرون نزول المهدى المنتظر بالاضافة الى نزول عيسى. وكل ذلك خرافات بائسة اخترعها اجدادنا المصريون ثم أعيدت الينا مستترة باحاديث خرافية ، أى أنها بضاعتنا ردت الينا.

ومن الطبيعى أن كل المفتريات السنية و غير السنية يتم ادخالها الى الاسلام عن طريقين أساسيين هما /: اختراع احاديث والتلاعب بالآيات القرآنية. يتجلى هذا فى احاديث نزول المسيح والمهدى المنتظر والمسيح الدجال ، وكلها تنقل ما قاله وكتبه المسيحيون قبل الاسلام ثم عندما اسلم أجدادنا المسيحيون اعادوا كتابة نفس الثقافة المتوارثة بعد نسبتها للنبى محمد عليه السلام كذبا وبهتانا. الطريق الثانى هو تأويل آيات القرآن الكريم ، بتحريف معنى بعض الآيات وتجاهل البعض الاخر كما فعلوا مع قوله تعالى (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ).

الآية الكريمة تتحدث عن بعض اهل الكتاب الذين سيكون المسيح عليه السلام شهيدا عليهم يوم القيامة. ومن القرآن نعلم أن المسيح لن يشهد إلا على اولئك الذين عايشهم فى حياته عندما كان حيا بينهم شأن مفهوم الشهادة التى تعنى الحضور والرؤية بالعين والسماع بالأذن. يوم القيامة سيدور حوار بين الرحمن وعيسى عما وقع فيه أولئك الذين عبدوا المسيح بعد موته ومدى مسئولية المسيح فى هذا الذى حدث بعده : اقرأ قوله جل وعلا ( وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ .إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ( المائدة 116 ـ ) أى كان شهيدا عليهم ما دام حيا بينهم فلما مات وتوفاه الله تعالى انقطعت صلته بهم. وعليه فان قوله تعالى (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا) يقصد فقط أولئك الذين سيكون المسيح عليهم شهيدا أى اولئك الذين عاشوا معه فقط ، وليس لذلك أدنى علاقة بالمستقبل وعلامات الساعة وآخر الزمان.
اجمالي القراءات 62257