المساواة

آحمد صبحي منصور في الأحد ٣١ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
المساواه بين الرجل و المرأه ما معناها فى القران؟ لان القران يقول ليس الذكر كالانثى وهذا يتناقض مع المساواه بين الرجل و المراه بشكل مطلق .
آحمد صبحي منصور

مصطلح المساواة ومشتقاته يأتى فى القرآن الكريم مختلفا عن معناه فى استعمالنا العادى ، فنحن نستعمل المساواة قرينا للعدل ، بينما فى القرآن الكريم يأتى العدل قرينا للقسط ، كما يأتى مصطلح المساواة فى معرض الحديث عن أنه لا يستوى كذا وكذا . كقوله جل وعلا : (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )( النحل 75 : 76 )، (  أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) ( الزمر 9 ).

أما قوله جل وعلا: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ) فهو أولا :  ليس قول الله جل وعلا بل قول إمرأة عمران ، وقد حكاه رب العزة :(فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )( آل عمران 36 )، ثم إنه لا علاقة له بالمساواة أو عدمها بين الذكر والأنثى ، لأن أم عمران كانت تتمنى ذكرا ليقوم بالواجب المنوط به ، ومفهوم أن مريم قامت بنفس الدور وتربت فى حجر زكريا عليه السلام .

ليست هناك مساواة فى تشريع القرآن ، بل هناك عدل . والمساواة المطلقة ظلم ، ويتجلى هذا مثلا فى تشريع الميراث . وذلك موضوع آخر تكلمنا فيه كثيرا

اجمالي القراءات 13180