النوافل

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٨ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
لقد بدأت اصلي الفرض كما وضحت لنا جراك الله خيرا فما هي النوافل المستحب ادائها من صوم او صلاة او غيره برأيك ؟؟؟ فلم اجد لها تفصيلا في الفتاوى عندك ، او ذكرا فيما قرأت حتى الان من مقالاتك ، فقد كنت اصلي السنن كما هو معروف لدى الجميع ؟؟؟ ، واريد ان لا اضيع الايام و ان اصلي نوافل ترضى الله تعالى ، فأرجو التوضيح
آحمد صبحي منصور
فى الدين السّنى يجعلون صلاة يقدمونها للنبى محمد يسمونها (سنة ) يجعلونها زائدة على ( الفرض ) أو الصلوات الخمس المفروضة ، أى يصلون خمس صلوات لله جل وعلا ، ثم يجعلون معها صلوا تعبر عن تأليههم للنبى محمد يسمونها (سنّة ). هذا بالاضافة الى جعلهم النبى محمدا شريكا لله جل وعلا يذكرونه بالتقديس فى الصلاة فيما يقولونه من ( التحيات ) .
فى الاسلام الصلاة هى لتقديس الله جل وعلا وحده ولذكره جل وعلا وحده .
وهى نوعان : صلاة مكتوبة مفروضة ، وصلاة نافلة . (النافلة ) تعنى (الزيادة فى الخير ) ومنه قوله جل وعلا عن إكرامه جل وعلا لابراهيم عليه السلام :( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً )( الأنبياء 72 ). أى وهب له اسماعيل ، ثم وهب له زيادة فى الخير اسحاق ثم يعقوب .
والنوافل هى العبادات التطوعية الزائدة ، وهى المشار اليها فى قوله جل وعلا : ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا  ) ( الاسراء 78 : 79 ). إى المحافظة على الصلاة طيلة استيقاظك من الصبح الى العشاء ، وليس مجرد تأدية الصلوات الخمس بل إقامتها بالتقوى والابتعاد عن الفحشاء والمنكر ، ثم قراءة القرآن فجرا وليلا حتى ينعم الله جل وعلا على المؤمن بالمقام المحمود وهو الجنة ، فالآيات خطاب للنبى محمد عليه السلام وللمؤمنين معه.
ومن النوافل صلاة الليل مع قراءة القرآن الكريم ، وهو ما كان يفعله النبى عليه السلام والمؤمنون معه فى مكة ثم فى المدينة : ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ  ) ( المزمل 20 ).
ونافلة صلاة الليل يقوم بها من يريد أن يكون من عباد الرحمن ، فمن صفاتهم ( وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا  ) ( الفرقان 64 )، وهم أيضا الموصوفون بالعلم بمعنى الورع والخشية ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ )( الزمر 9) ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ) ( فاطر 28)
ومعروف أن أصحاب الجنة قسمان : السابقون المقربون أصحاب الدرجة العليا ، ثم أصحاب اليمين . والتفاضل حسب العمل ودرجة التقوى . والمجال مفتوح للتسابق فى الخير.
اجمالي القراءات 17204