ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الأحد ٣١ - ديسمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
1 ـ لماذا أمر الله جل وعلا الملائكة بالسجود لآدم وليس لحواء ؟ 2 ـ ما معنى ان الله تعالى خلقنا من نفس واحدة ؟ 3 ـ كيف سنتعرف على بعضنا يوم القيامة ؟
آحمد صبحي منصور

الاجابة :

أولا :  

1 ـ لأن آدم هو المخلوق البشرى الأول . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً ) (1) النساء )

2 ـ ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا )(189) الأعراف )

ثانيا :

وننتبع الموضوع كالآتى :

1 ـ خلق الله جل وعلا الأنفس كلها مرة واحدة وأخذ العهد عليها بأنه لا إله إلا الله جل وعلا ، وهى الفطرة التى فطر الله جل وعلا الناس عليها . قال جل وعلا  :

1 / 1  : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) (30)  الروم )

1 / 2 : (  وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ  (173) الأعراف ) .

هذا هو اللقاء الأول للأنفس البشرية مع الخالق جل وعلا ، وفيه إشارة الى اللقاء الآخريوم القيامة ليسألهم ، وقال عنه جل وعلا : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) يس )

2 ـ خلق الأنفس جميعا كان قبل خلق آدم من طين وقام الروح جبريل بنفخ النفس فى جسده. وبعده كان الأمرالالهى للملائكة فى الملأ الأعلى بالسجود لآدم إختبارا لهم ، وكان من بينهم إبليس الذى أبى واستكبر. قال جل وعلا :

2 / 1 : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) الحجر)

2 / 2 : ( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (74) ص ).

2 / 3 : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ (11) الأعراف )

3 ـ من النفس الأولى لآدم ومن البداية إنبثقت الأنفس لكل البشر . وهذا فى البرزخ . وكل نفس تحمل مستقرا لما سبق من أسلافها ومستودعا لما سيأتى لمن يأتى منها  . قال جل وعلا : (  وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ) (98)  الأنعام ).

4 ـ الصورة التى خلق الله جل وعلا بها كل نفس تنطبع على الجنين الذى ستدخله فى الموعد المحدد لنفخ النفس فى الجنين . من بين ملايين الاحتمالات يكون الاختيار الالهى لشكل صورة الانسان وهو جنين ، وهذا حسب مشيئة الرحمن . قال جل وعلا : ( هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ) (6) آل عمران ) ، تتغير صورته من الطفولة للشباب والى الشيخوخة بالتصوير الالهى المستمر فى جسدنا الحى . تدبر قوله جل وعلا :

4 / 1 : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) المؤمنون )

4 / 2 : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً ) (5) الحج )

4 / 3 :( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67)غافر )

4 / 4 : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)  الروم )

4 / 5 : (  وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (68) يس ).

  5 ـ كل نفس تدخل جنينها ثم يولد طفلا ، ويدخل إختبار الحياة ، ثم يموت ، بالموت يفنى الجسد ويعود ترابا ، وتعود النفس للبرزخ الذى أتت منه ، ففى البرزخ أنفس من لم يدخل إختبار الحياة بعد ، وفيه أيضا أنفس من دخل إختبار الحياة ثم مات ، وكلهم فى برزخ لا إحساس فيه بالزمن ، ولا يعرف بعضهم بعضا .

6 ـ عند الاحتضار يكون تبشر ملائكة الموت نفس الميت بالجنة أو بالنار بعد قفل كتاب أعماله . إن كان خاسرا فهى تضرب وجهه وتركل مؤخرته . قال جل وعلا :

6 / 1 : (  وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (51)  الأنفال )

6 / 2  : ( فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27)  محمد ). هذا لا يراه المحيطون بجسد الذى يحتضر . والملائكة لا تضرب وجه الجسد ولا مؤخرته ، بل تضرب وجه النفس ومؤخرتها ، إذ أن النفس تحمل نفس شكل جسدها ولكن فى صورة برزخية .

7 ـ وبنفس الصورة البرزخية للنفس سيأتى البشر ويوم القيامة ، سيتعرف الناس على بعضهم ، أقصد الأنفس بعد البعث ، ولهذا يفرُّ الفرد من أخيه وأمه وأبيه ..الخ ( فَإِذَا جَاءَتْ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) عبس ) .

أخيرا :

ودائما : صدق الله العظيم ، ولو كره المحمديون الذين ما قدروا الله جل وعلا حق قدره .!

اجمالي القراءات 1233