آحمد صبحي منصور
في
الثلاثاء ١٠ - أكتوبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
أولا :
1 ـ مصطلح ( يهود ) فى القرآن الكريم هو عن الضالين من بنى إسرائيل فقط ، وكانوا متأثرين بالديانة الفرعونية ، ومنها:
1 / 1 : كلمة ( آمين ) فى الدعاء ، وهى تحريف لاسم الإله الفرعونى ( آمون )، وانتقل هذا الى اليهودية والمسيحية وأوربا وللمحمديين .
1 / 2 : الثالوث الفرعونى ( أيزيس / أوزيريس / حورس ) . وقت نزول القرآن الكريم كانوا يؤمنون بأن عزير إبن لله ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . . أوزيريس هو الاسم اليونانى ل ( عزير ) الأله المصرى . قال جل وعلا : ( وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) التوبة ). كانوا يضاهئون ( أى يسيرون على دين) الذين كفروا من قبل ، وهم ( المصريون القدماء ) . اما إيزيس فهى ( عزى ) وانتقلت عبادتها الى العرب تحت إسم ( العزى ) ضمن ثالوث ، جاء ذكره فى قوله جل وعلا لهم : ( أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20) النجم ). وانتقل هذا الى المحمديين فى أشكال شتى منها قيام الملكين بحساب الميت فى القبر ، وتسمية ملك الموت ب ( عزرائيل ).
2 ـ ويقول جل وعلا عن هؤلاء الضالين : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ) (51) النساء ). ( الجبت ) هو إسم الديانة المصرية القديمة . وانتقلت هذه الديانة الى أوربا مبكرا تحت إسم المسيحية ، فأطلقوا على مصر إسم ( أيجيبت ) من ( جبت ). والمصريون المتمسكين بالمسيحية أصبح إسمهم ( قبط / جبط ) من ( جبت ) .
3 ـ هناك من بنى إسرائيل ومن أهل الكتاب من آمن بالقرآن الكريم ، وتردد ذكرهم كثيرا فى القرآن الكريم . قال جل وعلا للعرب الكافرين بالقرآن الكريم : ( أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) الشعراء ) ، وقال جل وعلا عنهم حين تُلى عليهم القرآن الكريم : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (109) الاسراء ). وآيات أخرى كثيرة منها (113 : 115، 199 آل عمران ) (162 النساء )( 52 : 53 : القصص ).
4 ـ أولئك المؤمنون منهم يقيمون الصلاة المتوارثة من مله ابراهيم ، وهم حنفاء لا يشركون بالله جل وعلا شيئا .
5 ـ قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)المائدة ) هو عن موالاة وتحالف عند الحرب . القرآن الكريم لم يذكر كل الحروب التى دارت بين دولة النبى والمعتدين عليها ، فليس القرآن الكريم كتابا فى التأريخ . ذكر بعضها للعبرة والعظة شأن قصص السابقين ، وذكر رب العزة أنه جل وعلا نصرهم فى مواطن كثيرة ( لَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ) (25) التوبة ) .والملعون ابن إسحاق إخترع غزوات لتشويه الاسلام وسيرة النبى محمد منها ( غزوة خيبر ) ونقوم الآن باستكمال حلقات فى برنامجنا ( ندوة الجمعة ) عن ( إبن إسحاق وسيرته النجسة ) نتتبع فيها مفترياته ونعرضها على القرآن الكريم .
المهم إن قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)المائدة ) يشير الى موقعة حربية لم تأت تفصيلاتها فى القرآن الكريم ، مثل قوله جل وعلا فى نفس السورة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (11) المائدة ). ولأن آية ( المائدة 51 ) تفيد أن بعض المؤمنين سلوكيا تحالف مع هذا العدو المعتدى فإن الآية التالية توضح الموضوع . قال جل وعلا : ( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) المائدة ).
ومع أنها آية نزلت فى ظروف محددة فإنه إذا تكررت نفس الظروف وحدث إعتداء على دولة إسلامية ( مفترضة ) وتحالف بعض المؤمنين مع المعتدين فالآية الكريمة تنطبق عليهم بالنهى والتوبيخ .
ولكن من العداء لله جل وعلا ورسوله إخراج الاية الكريمة عن سياقها والاستشهاد بها فى إضطهاد وقتال من لم يعتد من المسالمين من أهل الكتاب.